من طرف 
المخابرات الذي اعتاد دائما النوم مبكراً.. قضي سليمان ليلته بمقر رئاسة
الجمهورية بمصر الجديدة في لقاءات مستمرة بدأها صباحاً مع قيادات الاحزاب
وفي المساء وتحديداً السابعة مساءً اجري لقاءات اخري مع ثلاثة وفود من
الشباب المتظاهرين بميدان التحرير.. لقاءات سليمان مع الشباب لم تكن لقاءات
عادية، وإنما كانت فوق هذا المستوي بكثير، فقد أعد الرجل العدة لإقناع
هؤلاء الشباب بأن مصر في خطر، وأن ثورتهم يتخطفها الغربان، وأن ما بدأوه
عبر الشبكة العنكبوتية تم الانقضاض عليه من أطراف خارجية. سليمان كان
حريصاً ألا يقول كلاماً مرسلاً لأنه يعرف بعقلية رجل المخابرات أنه أمام
شباب مختلف لكي تقنعه لابد أولاً أن تخاطب عقله وكان جاهزاً بفريق من رجال
الاتصالات المشهود لهم بالكفاءة شرحوا للشباب أبعاد المؤامرة. قال فريق
المتخصصين للشباب إن دعوتهم بدأت بعد أحداث تونس للتظاهر يوم 25 يناير،
وأضافوا أن خدمات الانترنت قطعت عن مصر بالكامل بداية من يوم 27 يناير
فأجاب الشباب نعم حدث ذلك.. بعدها قام الفريق المدرب تدريباً عالياً بفتح
جهاز لاب توب للشباب، والدخول علي موقع كلنا خالد سعيد الذي حرك الاحداث
بالكامل، وهنا كانت المفاجأة عندما كشف فريق المتخصصين للشباب عن استخدام
الموقع، والجروبات بشكل تحريضي منذ 28 يناير، ومعني ذلك أن هناك أيادي
اجنبية هي التي انقضت علي هذه الجروبات وراحت تحرك الأحداث بدليل أن خدمات
الانترنت كانت مقطوعة بالكامل فلماذا تسعي هذه الاطراف الاجنبية إلي إحداث
كل هذه التحريضات. بدأ الشباب في الاقتناع، وبعدها جلس معهم نائب الرئيس في
غرفة مجاورة وأكد لهم أنهم آمنون مطمئنون في مصر، وتعهد لهم شخصياً
بمساعدتهم في انشاء حزب سياسي يعبر عنهم وتنبأ سليمان لهذا الحزب بأنه
سيحدث ثورة بين الاحزاب المصرية كما احدثت الحركة تلك الشرارة التي انطلقت
في مصر وأدت إلي كل هذه الاصلاحات غير المسبوقة. قال لي أحد الشباب ممن
دعاهم نائب الرئيس إلي اللقاء أنه كان يشعر أنه في حلم جميل فلم يكن يتخيل
أن تلك الثورة سوف تفتح لهم آفاقاً جديدة بهذا الشكل وأكد لي أنه يشعر
بالثقة في اللواء عمر سليمان لذلك قرر أنه سيشارك علي أقصي تقدير في مظاهرة
الجمعة، وبعدها سوف يسعي مع زملائه لتكوين حزب سياسي يعبر عنهم. -3 -
الخائن قاتل المصريين كلمة الخائن أقل ما يوصف به ذلك الرجل البغيض حبيب
العادلي، وهي صفة لا أطلقها عليه من فراغ، فقد تأكدت من خيانته واطلعت علي
وثيقة صادرة من سلخانته المسماة بوزارة الداخلية تثبت أن ما حدث في مصر من
فوضي وسرقة ونهب، وترويع للآمنين كان مخططا له ضمن خطة بديلة تسمي الخطة
«ب» والتي تقوم كما تؤكد الوثيقة علي احداث الفوضي، ونشر الشائعات،
واستخدام المسجلين في الاندساس بين المتظاهرين والانقضاض علي المنازل
لسرقتها وترويع من فيها. لقد تسبب هذا الرجل في كوارث عديدة طوال سنواته
في الوزارة فهو الوزير الأكثر عنفاً وحوادث التعذيب في عهده لا تعد ولا
تحصي، وختمها بالانسحاب الجبان هو ورجاله من الميدان ليترك المصريين يعيشون
ليالي سوداء انفطرت فيها قلوبهم علي ابنائهم وذويهم. - 3 - الحرب القذرة
علي الثورة يستحق إعلام أنس الفقي عن جدارة لقب الإعلام الكاذب، ففي الوقت
الذي تابع فيه المصريون ثورة الشباب بكل فخر واعتزاز كان اعلام جوبلز
«جوبلز هو وزير اعلام هتلر» أو أنس الفقي يدير حرباً قذرة ضد المتظاهرين
يتهمهم فيها علي كل قنوات تليفزيون الدولة بأقذع الاتهامات، فمرة يصفهم
مذيعو الحكومة بالعملاء، وأخري بالشيعة، وثالثة بالموساد ولم يكلف الفقي
نفسه هو و"كذابين الزفة" الذين يرفلون في نعيم التليفزيون الحكومي،
ويتقاضون أجوراً فلكية حتي بأن يفرق ما بين الشباب الذي وصفه عمر سليمان
بالشباب الوطني، وباقي الحركات الاخري في الميدان فألصقوا بهم كل نقيصة في
حرب شعواء تغتالهم نفسياً وتزرع الشكوك من حولهم.. أنس الفقي الذي ظل
خانعاً مستكيناً في بداية الازمة ثم خرج من جحره ليرتكب جريمة كبري في حق
شباب مصر. - 4 - اتصال هاتفي مع جمال مبارك أحد السياسيين البارزين في مصر
أجري اتصالاً هاتفياً بجمال مبارك وهذا السياسي بالمناسبة عضو بأمانة
السياسات بالوطني قال له: يا جمال بيه مطلوب لحل الازمة «الاتصال كان في 25
يناير» حزمة اصلاحات يقدمها الرئيس للشعب لإنهاء هذه التظاهرات.. رد جمال
علي السياسي البارز بكلمة لها معني وتفسر أن العناد طبع أصيل في أسرة
مبارك.. قال جمال لا يمكن؟ وعندما سأله السياسي البارز لا يمكن ماذا؟.. قال
جمال لا يمكن أن نقدم أي إصلاحات أو تنازلات الآن فقد فعلها بن علي في
تونس.. بدأ في تقديم التنازلات وانتهي به الأمر إلي الهروب.. الاتصال
السابق يكشف أولاً صفة العند غير المبرر أولاً، ويؤكد أن جمال مبارك كان
يدير أزمة والده خلال الأيام الأولي وحتي دخول الجيش إلي ميدان التحرير
وكان سبباً في كل ما حدث ويكشف الاتصال أن ممن كانوا يحكمون مصر كانوا
يرددون كالببغاوات كلاماً لا يدركون معناه، ففي الوقت الذي قالوا فيه إن
مصر ليست تونس كانت تونس هاجسهم الذي يؤرقهم ليل نهار، والكابوس الذي
يطاردهم في صحوهم، ومنامهم. - 5 - برنامج إصلاحي تم طبخه في المؤسسة
العسكرية كثيرون شاهدوا اللواء عمر سليمان وهو يتحدث عن دعوته للإخوان
المسلمين بالمشاركة في الحوار مع باقي القوي الوطنية، وكثيرون ايضا تعجبوا
عندما سمعوا رئيس الوزراء أحمد شفيق وهو يتحدث عن أمنيته في دمج الاخوان
المسلمين في الحياة السياسية.. لكن كل هؤلاء لم يدركوا أن وراء هذا الكلام
وبرنامج اصلاحي تم طبخه وإعداده في أروقة المؤسسة العسكرية.. هذا البرنامج
يقوم علي إعادة صياغة المجتمع المصري بصورة عادلة بدون تفرقة بين فئاته..
المؤسسة العسكرية وطبقا لمعلومات أجهزتها المحترمة توصلت إلي يقين أن العمل
السري للإخوان المسلمين يزيدهم قوة وتعداداً وأن الحل الأمثل لإنهاء هذه
الاشكالية هو وضع الاخوان علي سطح الأرض والتعامل معهم في النور، وبدون
تحفظات.. ويسعي البرنامج الاصلاحي إلي دمج الشباب أيضا، ولا نستبعد خلال
المرحلة القادمة أن يكون من بين هؤلاء الشباب وزير للاتصالات في حكومة أحمد
شفيق. - 6 - النموذج التركي الأقرب طبقا للمعلومات فإن النظام السياسي
القادم في مصر بدأ يتبلور وفي الغالب فإن النموذج التركي الذي يقوم علي أن
الجيش هو حامي الدستور والرئيس له سلطة اصدار القرارات السيادية ورئيس
الوزراء هو الذي يحكم بعد اختياره بالانتخاب عن طريق نجاح حزبه هو الاقرب
للتطبيق في مصر.. الكلام قد يكون سابقاً للأوان خاصة ان التعديلات
الدستورية المقترحة لا تستوعب تغير النظام السياسي في مصر من النظام
الرئاسي البرلماني المختلط إلي النظام البرلماني الكامل علي غرار تركيا،
ولكننا قد نري هذا النظام أمامنا لحماً ودماً بعد 7 أشهر علي يد رئيس مصر
الجديد المنتخب من الشعب المصري.