روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    نساء خلدهن التاريخ

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:06 am

    نسيبة بنت كعب "أم عمارة"

    المجاهدة، الفاضلة ، الانصارية الخزرجية النجارية ، صاحبة المواقف التي لا يطيقها كثير من الرجال . وهي من عائلة مؤمنة ، كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين ، واخوها عبد الرحمن من البكائين من خشية الله.

    كان اسلام نسيبة مبكراً، شهدت بيعة العقبة الثانية بعد الاولى واستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، تزوجت من زيد بن عاصم بن عمرو ولها منه ولدان هما عبدالله وحبيب، ولها من زوجها الثاني غزية بن عمرو ولدان هما تميم وخولة، ربت أولادها على حب الله ورسوله، وعلى الدفاع عن الاسلام ورسوله، شهدت معركة أحد وابلت بلاءً حسناً حيث هرب الناس من حول رسول الله ولم يبقى معه الا نفر لا يزيدون عن العشرة، وانكشف رسول الله امام اعدائه، وبقيت نسيبة وزوجها غزية وولداها تذب عن رسول الله والناس يمرون منهزمين، وكانت تقاتل بالسيف وليس في يدها ترس تحمي به نفسها، فيرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يركض هارباً وبيده ترس، فقال له رسول الله القي ترسك لمن يقاتل فالقاه، فقالت نسيبة، فأخذت الترس فجعلت أترُس به عن رسول الله، وقد فعل بنا الخيالة الافاعيل. ولو كانت معنا خيل لما نال منا احد من اعداء الله، وكنت اضرب عراقيل الخيل، فيسقط عنها الرجال، وكنت اعلوهم بالسيف، وجاء فارس من خلفي سريعاً يريد قتلي فنادى رسول الله ولدي ويقول يا ابن ام عمارة امك امك، فاستقبله ولدي فعاونني عليه أوردته حتى الموت، وقد جرح ولدي وكان الدم ينزف منه فاتت امي ومعها عصائب كانت تعصب بها الجرحى، فربطت جرحي وهي تقول لا عليك مانلاقيه في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، انهض يا بني فقمت كانني لم اصب، واذا بالذي ضربني،يمر، فقال رسول الله يا ام عمارة هذا ضارب ولدك. فقامت اليه امي فاعترضت له فرضبت ساقه فبرك، ثم علت هامته بالسيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحمد الله الذي نصرك عليه
    وبقيت ام عمارة تزود عن رسول الله، وقد اصيبت بعدة جراح، وكانت قد اصيبت بجرح بليغ وأخذ الدم ينزف من عاتقها، فنادى رسول الله ولدها عبدالله قائلاً: يا عبدالله اعصب جرح امك، وأخذ رسول الله يقول: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ، وأخذت ام عمارة تقول: وماذا عليّ ما أصابني من الدنيا ، فقال رسول الله : من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟!

    وانكشفت المعركة ونجا رسول الله بعد هذا الموقف الشجاع من ام عمارة، وليست هذه هي الواقعة الاولى لام عمارة، فقد شهدت يوم الحديبية، يوم حنين، ويوم اليمامة وكانت في كل هذه المواقف تظهر بسالة منقطعة النظير، ولا غرابه ان تكون نسيبة بهذا الجلد، وهي التي تعودت حياة الصحراء القاسية، وزودها ايمانها بالله ورسوله قوة على قوة وبسالة على بسالة

    ورب قائل يقول: وهل المرأة مطلوب منها الجهاد ومقارعة الاعداء؟

    لم تكن المرأة مطالبة بعدم المشاركة في صنع الحياة في الاسلام، ولكنها تقوم بالدور المناط بها بحسب الأوضاع العامة للأمة، فعندما يقع الخطر العام يصبح الجهاد فرض عين على الذكر والأنثى، وعندما يحتاج الموقف لقتال المرأة فيجب عليها المشاركة في ميدان القتال إما بمداواة المرضى، ونقل المؤمن وإما بالأمور الأدارية والتموينية، وفي كل مجال تستطيع فيه المرأة اعزاز امتها وتنمية حياة الاجيال .

    إن المرأة اليوم تشارك بالجندية، وقيادة الطائرات الحربية، وادارة شؤون المقاتلين من الناحية الطبية والأستخبارية، والاسلام لم يحرم المرأة من شرف الدفاع عن جهاض الأوطان، وبناء الأجيال، فقد هاجرت المرأة، وجاهدت وطببت، وحملت السلاح في عهد رسول الله دفاعا عن الحق و نصرة المظلوم .

    كانت المرأة جندية، وطبيبة، وفلكية، وفارسة، ومستشارة وقاضية ومعلمة، ومحدثة .... ولكن للأسف ونحن نقرأ سيرة أم عمارة ، ننظر للمرأةنظرة دونية،فهي للمتعة وللفراش، والأغراء ، والدعاية ، وكشف المفاتن، ولا يعرفون ان الاسلام، جعل العمل الصالح ـ اي عمل ـ تقوم به المرأة في نماء المجتمع وتطوره، هو من صلب تعاليم الاسلام واحكامه العظيمة

    واذا كانت المرأة اليوم، تطالب بحقها، فنقول لكل اللواتي يطالبن بذلك ان الاسلام جعل المرأة في اعلى مراتب التكريم، ولكنه لا يرضى ان تكون المرأة مستباحة الحمى، ومحطاً للشهوات الساقطة، ولكنه يريدها عالمة ، عابدة ،سائحة، مجاهدة، قوامة،صوامة، تعرف الرجال الشرف عندما تكون شريفة .

    هذه نسيبة بنت كعب ( أم عمارة) تقطع يدها يوم معركة اليمامة، وعادت وفي جسدها احدى عشرة جرحا''، وقدمت المدينة المنورة وبها جراحها وهي تقول: وماذا فاتني من الدنيا اذا كنت مع رسول الله في جنات النعيم !!

    أية نفوس هذه وأية نساء ؟ ان المجد لايوهب ، والكرامة لاتباع، وعزة الأوطان، وحرية الحياة لايصنعها الا الحرات والأحرار من الرجال والنساء .

    اما ابنها حبيب بن زيد بن عاصم، فقد قطعت يده على يد مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، واستشهد ولدها عبدالله بن زيد يوم الحرة وهو الذي قتل سليمة الكذاب بسيفه.

    نسيبة بنت كعب من بيت مؤمن مجاهد اخوتها وزوجها وابنائها جميعاً سطروا انصع الصفحات في الدفاع عن عقيدة الأسلام ورسوله، ويكفي ام عمارة فخراً ان رسول الله قال لها: يا ام عمارة، انت عندالله خير من فلان وفلان رجال من الصحابة سماهم.وعندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكته ام عمارة وهي تقول: كل معيبة دونك هينة يا رسول الله، اللهم حقق دعاء رسولك ان نكون معه في الجنة .

    وتولى ابو بكر رضي الله عنه الخلافة، وكان يأتيها ويسأل عنها ويبرها، وفي عهد عمر بن الخطاب، كانت ام عمارة على قيد الحياة، وكان عمر عمر رضي اللع عنه يصل ام عمارة ويعرف قدرها، فقد جائته ثياب فيها ثوب جيد جداً، فقال هذا ثوب ام عمارة لا يستحقه سواها .

    لقد عاشت نسيبة في حياة رسول الله، وشهدت كل ما تعرض له الاسلام والمسلمين في عهد رسول الله وخليفتيه ابو بكر وعمر رضي الله عنهما، ولم تذكر المصادر كم كان سنها عندما اسلمت. ولا حينما قاتلت، ولم يذكروا وفاتها، ولكنها دفنت بالبقيع، بعد ان تركت اعطر سيرة، واعظم جهاد، لم تبالي من الدنيا ما أصابها ولا ما فاتها، ولكن همها الأكبر ان تلقى الله وقد ادت رسالتها في الحياة، فنعمت حياة نسيبة، ونعمت عاقبتها، ففي الدنيا، فاضلة مجاهدة وفي الأخرى مع رسول الله في المقام المحمود.


    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:10 am

    أسماء بنت عميس هاجرت مرتين مع "طائر الجنة"



    امتدح الله عز وجل المهاجرين في سبيله، وقدرهم حق قدرهم، وفضلهم على القاعدين من المؤمنين درجة، لأن هؤلاء المهاجرين تركوا أهلهم وأحباءهم وديارهم ومراتع صباهم وأموالهم وراء ظهورهم وهاجروا في سبيل الله وعملوا على نشر دينه وبث رسالته حيث ذهبوا.

    وهذه صحابية جليلة كانت من أشرف نساء مكة صهرا ومن أسبقهن في دخول الإسلام، وهاجرت مرتين وتزوجت ثلاثة من أجلّ الصحابة شأنا وأقربهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. إنها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن ثيم بن مالك الخثعمية، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث.

    وأختا أسماء لأمها هما: أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة زوجا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأختها لأبيها وأمها سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

    تزوجت أسماء من جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من السابقين الأولين للإسلام، وأسلمت قبل أن ينتقل النبي بدعوته إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان المسلمون يعدّون على الأصابع، وتعرضت وزوجها لأنواع شتى من الأذى والإهانة من كفار قريش. وكان هذا شأن كل المسلمين، وأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه مما يتعرضون له وفي الوقت ذاته كان راغباً في فتح آفاق جديدة لدعوته، فأشار على المسلمين بالهجرة إلى الحبشة وهي أرض يعرفونها جيدا، يعرفون أهلها لما بينهم من علاقات تجارية فقال لهم “تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم” قالوا: إلى أين نذهب يا رسول الله؟ فأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة وقال لهم: “إن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه”.
    الهجرة الأولى



    وكان جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عميس في أول فوج يهاجر إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية الشريفة، وكان الفوج يضم عشرة رجال وأربع نسوة منهم: عثمان بن عفان وزوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد وزوجه أم سلمة، وعثمان بن مظعون وغيرهم، وكانت هجرتهم في شهر رجب، وفي شوال من السنة نفسها عادوا إلى مكة عندما بلغهم أن أهل مكة أسلموا، ولكن تبين لدى عودتهم أن الخبر كان غير صحيح، فقد وجدوا أهل مكة أشد كفرا وإيذاء للمسلمين، فهاجر كثير من المسلمين إلى الحبشة وكان معهم بعض أفراد الهجرة الأولى، وكان عدد المهاجرين هذه المرة ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة، وكان أميرهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومعه امرأته أسماء بنت عميس رضي الله عنها وفي أرض المهجر ولدت له ثلاثة أبناء هم: عبد الله وعوف ومحمد.

    ولم يكتف كفار قريش بما كانوا يصبونه على رؤوس المسلمين من صنوف العذاب، ولكنهم قرروا مطاردتهم في مهجرهم، فأوفدوا وفدا إلى النجاشي ملك الحبشة يطلب منه تسليم هؤلاء المهاجرين، وكان على رأس هذا الوفد عمرو بن العاص، داهية العرب، ومعه عتبة بن أبي ربيعة وعقد النجاشي مجلسا جمع قساوسته ووزراءه وحضره وفد قريش وعدد من المهاجرين، فتكلم كل من الجانبين وعرض حجته، وكان المتحدث باسم المسلمين هو جعفر بن أبي طالب الذي ساق حججه المنطقية بأداء رائع، وعندما تلا آيات من سورة مريم بكى النجاشي وقال: هذا الكلام وكلام عيسى ابن مريم من مشكاة واحدة، وأمر باستضافة المهاجرين وحسن معاملتهم وإقامتهم في بلاده معززين مكرمين ورد وفد قريش مهزومين مدحورين.

    وعاشت أسماء بنت عميس في كنف زوجها جعفر بن أبي طالب في أرض المهجر يدعوان إلى الإسلام، ويبشران برسالته وامتدت إقامتهما في الحبشة نحو اثني عشر عاما، وفي خلال هذه الفترة كان النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة المنورة واستقر بها وخاض المسلمون عدة غزوات للتمكين للدعوة أشهرها غزوات بدر وأحد والخندق.

    وفي السنة السابعة للهجرة فتح الله على المسلمين خيبر، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد آن الأوان لأن يرد غربة المهاجرين في الحبشة فأرسل عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ليبعث بهم إلى المدينة فاستجاب له، وعاد المهاجرون في سفينتين إلى المدينة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عميس وأبناؤهما.
    فرحة لم تدم



    وكانت فرحة النبي صلى الله عليه وسلم بلقاء جعفر وأهله كبيرة فقبله بين عينيه وقال: “ما أدري بأيهما افرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر” وكانت فرحة جعفر وزوجه أسماء بالعودة للأهل والديار والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توصف، وصادف أن كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يزور ابنته أم المؤمنين حفصة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى أسماء فسأل عنها فأجابته حفصة: إنها أسماء بنت عميس، فقال عمر: الحبشية هذه البحرية لقد سبقناكم بالهجرة فقالت: أي نعم لعمري، لقد صدقت كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن له ذلك، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين.

    فقال صلى الله عليه وسلم: “بل لكم هجرتان هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلى المدينة”. وفي رواية للحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس بأحسن بي منكم وله أي عمر ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة أو أصحاب السفينة هجرتان”.

    ولكن فرحة جعفر وزوجه أسماء بنت عميس لم تدم طويلا، ففي العام التالي لعودته إلى المدينة اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر، وبعد عودته إلى المدينة بعث بجيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل إلى مؤتة على حدود الشام شمال الجزيرة العربية وأمر عليه زيد بن حارثة وقال: “إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، ولدى وصول الجيش إلى مؤتة واجه جيش الروم وكان قوامه مائة ألف مقاتل ما بين فارس وراجل وقتل زيد بن حارثة فخلفه جعفر وقاتل قتالا باسلا ثم قتل فخلفه عبد الله بن رواحة فقاتل وقتل وانضم الثلاثة إلى موكب الشهداء واختار الناس خالد بن الوليد فدافع القوم وتمكن من العودة بجيشه إلى المدينة.
    رعاية نبوية



    وتلقى النبي خبر استشهاد الثلاثة بحزن شديد وبكى الرسول جعفرا وصلى عليه صلاة الغائب وقال: “استغفروا لأخيكم جعفر فإنه شهيد، فقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت مع الملائكة”، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زوجته أسماء لتبعث إليه بأبناء جعفر فأتى بهم فقال: “اللهم إن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بخير ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين”.

    وحين أخبر النبي أسماء باستشهاد جعفر بكت وناحت فقال لها: “يا أسماء لا تقولي فجرا ولا تضربي صدرا” فسمعت وأطاعت رضا بقضاء الله وبكت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها فقال النبي: “على مثل جعفر فلتبك الباكية” ثم قال لأسماء: “يا أسماء ألا أبشرك”، قالت، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: “كان الله قد جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة” وكان قد قطعت ذراعاه في غزوة مؤتة ففرحت وقالت: بأبي أنت وأمي فأعلم الناس بذلك يا رسول الله ففعل.

    يروي عبد الله بن جعفر كيف أحاطهم النبي صلى الله عليه وسلم بعطفه ورعايته فقال: أنا أحفظ حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمي فنعى لها أبي فأنظر إليه يمسح على رأسي وعيناه تهرقان بالدموع حتى تقطر على لحيته ثم قال: اللهم إن جعفرا قدم إليّ أحسن الثواب فاخلفه في ذريته ثم قال: يا أسماء ألا أسرك قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: “إن الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة” قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فأعلم الناس بذلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدي، حتى رقي المنبر، وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى فتكلم فقال: إن المرء كثير بأخيه وابن عمه، إلا أن جعفرا استشهد وقد جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة.

    ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وأدخلني معه وأمر بطعام فصنع لأهلي. وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده والله غداء طيبا مباركا. عمدت سلمى أم رافع خادمه إلى شعير فطحنته ونسفته ثم أنضجته وأدمثه بزيت وجعلت عليه فلفلا فتغديت أنا وأخي فأقمنا عنده ثلاثة أيام في بيته ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه ثم رجعنا إلى بيتنا.
    في صحبة الصديق



    وتفرغت أسماء لتربية أبنائها وازدادت قربا من رسول الله تنهل من دعوته وتحفظ أحاديثه، ثم تزوجت من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأنجبت له ابنهما محمدا في العام العاشر للهجرة، وعاشت مع الصديق أحداث خلافته الجسام ما بين العامين الحادي عشر والثالث عشر للهجرة، وكانت له خير زوجة ونعم معين، تشد أزره وتحيطه برعايتها وتسانده بحبها وتقدم له الرأي والمشورة، حتى اقترب من موعده المحتوم فمرض بالحمى خمسة عشر يوما. وعندما شعر بدنو الأجل عهد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة، وفي جمادى الآخرة من العام الثالث عشر للهجرة لقي وجه ربه راضيا مرضيا وغسلته أسماء تنفيذا لوصيته. وصلى عليه عمر بن الخطاب بين قبر رسول الله ومنبره ثم دفنه إلى جوار رسول الله.
    درس للآباء والأبناء



    وغالبت أحزانها وانصرفت لأمور دينها وتربية أبنائها “فلما انقضت عدتها تزوجها أشجع العرب وأشدهم بأسا في الحرب وأصدقهم حديثا وأوسعهم علما وأعظمهم نسبا وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فعاشت معه قريرة العين لا تجد منه إلا خيرا، فقد كفلها وكفل ولدها وأحسن إليها الإحسان كله وعلمها مما علمه الله”.

    وكانت أحرص الأمهات على العدل بين أبنائها وعلى تعليمهم أن المرء بعمله وعلمه وخلقه فقد اختلف ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال أحدهما للآخر: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لأسماء: اقضي بينهما يا أسماء، فقالت: ما رأيت شابا من العرب خيرا من جعفر، ولا رأيت كهلا خيرا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير ذلك لمقتك أي لكرهتك وهكذا أطفأت الخلاف بين ابنيها وأنصفت زوجيها الراحلين بكياستها وحسن تصرفها.

    وعاشت مع زوجها علي بن أبي طالب أحداث الفتنة الكبرى، وفي هذه الفتنة قتل ابنها محمد بن أبي بكر وكان واليا على مصر من قبل علي بن أبي طالب، فصبرت واحتسبت ثم فقدت عليا كرم الله وجهه فزادت حزنا وزادت احتسابا، وكان استشهاد علي في السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة.

    وكانت أسماء أقرب النساء إلى فاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي غسلتها حين وفاتها بناء على وصيتها، وشاركها علي رضي الله عنه وكرم وجهه، وكانت إلى جانب فقهها وروايتها للحديث تحسن تفسير الرؤى، فأرسل لها عمر يسألها في رؤيا رآها وهي أنه رأى ديكا أحمر ينقره ثلاث نقرات بين الثنة والسرة فقالت أسماء: قولوا له فليوص أي أنه سيموت قريبا وعليه أن يكتب وصيته، وبعدها بقليل قتل عمر رضي الله عنه بيد أبي لؤلؤة المجوسي الذي طعنه ثلاث طعنات، وقد روى الحديث عنها ابنها عبد الله بن جعفر وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عباس وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وغيرهم.

    وقد لقيت ربها في السنة الأربعين للهجرة بعد عمر حافل في طاعة الله رضي الله عنها وأرضاها
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:15 am

    هي ام حبيبة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيدة جليلة آمنت واعتنقت الاسلام مبكرا، قبل أن يسلم ابوها بسنوات، حيث اسلم أبوها بعد الفتح. وكانت متزوجة من عبيد الله بن حبش، منها جرت مع زوجها الى الحبشة، وبعد ان تعرض لما تعرض له المهاجرون الى الحبشة من الظلم والاضطهاد، وقد اغضب اسلامها أبا سفيان بن حرب، ولكنها كانت عميقة الإيمان راسخة العقيدة لم تبالي لغضب أحد وهي تسعى لمرضاة الله، ولما اشتد أذى المشركين على المسلمين في مكة، هاجرت الى الحبشة مع زوجها عبيد الله، ولكن زوجها كان ضعيف الإيمان مرتاب اليقين فتنصر في الحبشة، وحاولت ان يبقى على دينه، ولكنه اصر على التنصر وبقي على نصرانيته حتى مات، و ثبتت ام حبيبة على الا سلام، حيث ان إيمانها الراسخ لم يتأثر بما تأثر به زوجها، وهذا موقف صعب على رملة، خاصة وانها في بلاد الهجرة، ولم يمهل الموت عبيد الله بن حبش طويلا على نصرانيته، فلما هاجر الرسول الكريم الى المدينة المنورة و هاجر مع المؤمنون، شدت رحالها وهاجرت ال المدينة المنورة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، وتزوجها سنه ست وقيل سنه سبع من الهجرة، ولها من العمر بضع وثلاثون سنة، وكانت رضي الله عنها تتمتع بعقل راجح، وإيمان ثابت، يضرب المثل في صبرها وجمالها عقلا و ادبا وايمانا، وكيف لا تكون رملة جامعة لكل هذه الصفات، وهي من البيوت التي كانت في الجاهلية من اهل الاجاه و الثراء و قد زادها الاسلام شرفا على شرف، ولما بلغ ابا سفيان خبر زواج ابنته ام حبيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتد غضبه وقال ''ذلك الفحل لا يقرع أنفه، وفي رواية لايقدع أنفه'' ولما بلغها قول ابيها كلمته بما لا يحب، واخبرته بانها تزوجت بخيرة الناس، وله شرف ان تكون من امهات المؤمينين، فكانت الزوجة الوفيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،التقية النقية، والعابده العافية و كان كلامها مع ابي سفيان، عندما قدم على رسول الله عليه وسلم بالمدينة سنة ثمانية هجرية فلما دخل بيت رملة أراد ان يجلس على فراش رسول الله، طوته قبل ان يجلس عليه، فقال لها ابوها،يا بنيه، والله ما ادري ارغبت بي عن هذا الفراش ام رغبت به عني؟ يريد بهذا القول هل تريدين ان تفرشي لي خيرا من هذا الفراش، ام لا تريدين ان لا اجلس عليه؟ فقالت: بل لا أريد ان تجلس على فراش رسول الله وانت مشرك نجس الاعتقاد، فقال ابي سفيان لقد اصابك بعدي شر عظيم، ثم خرج.

    هذا الموقف من ام حبيبة، يظهر لنا عظمة ايمانها، وإن هذا جاء من قول الله تعالى «يا ايها الذين آمنو لا تتخذو آبائكم و اخوانكم ان استحبوا لكفر على الايمان...» قالت رملة هذا الكلام لابيها لتشعره بمهانة نفسه بالكفر بالله ورسوله، ولتعرفه بمكانه رسول الله في نفسها و نفوس المؤمنين
    وكان ابو سفيان، يعلم ان محمد صلى الله عليه وسلم صادق وامين، ولكنه اصر على العناد خوفا على منزلته في قريش، وان الاسلام ساوى بين العبد والسادة وان الناس لا يتفاتضلون الا بالتقوى، وعندما فتح رسول الله مكة المكرمة قال: ومن دخل بيت ابي سفيان فهو آمن، فرد رسول الله ما كان يعلم من نفس ابي سفيان وقال ''إنه رجل يحب الفخر''. فحقق رسول الله له هذه الرغبة ردا لاعتباره.... فسبحان الذي شرح صدر رملة مبكرا للاسلام، والذي أبطأ على ابيها الايمان حتى الفتح وكان اخوها معاوية له ابنه أسماها رملة، وهي رملة بنت معاوية ابن ابي سفيان، وهي من ربات الفصاحة والبلاغة، وكان زوجها عمر بن عثمان بن عفان. وحتى لا يكون اشكال على القارىء، فرملة بنت معاوية غير رملة ام حبيبة زوج رسول الله وام المؤمنين رضيى الله عنها.
    ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان ام المؤمينين، كانت راوية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم روت خمسا وستين حديثا، وروى عنها بعض الصحابة.
    بقيت بام حبيبة، لانه كان لها ابنة من زوجها عبيد الله بن حبش، اسمها حبيبة، فقال لرملة ام حبيبة: وقد تربت ابنتها ربيبة لرسول الله واكرمها رسول الله ايما الكرام، وعاشت مع امها حيات الايمان والعنة في بيوت الوحي، أما للمؤمنين و اما لحبيبة رضي الله عنها.
    وعندما حوصر عثمان بن عفان رضى الله عنه من قبل الخارجين عليه، جاءت وهي تركب بغلة لعلها تقنع المحاصرين لبيت سيدنا عثمان بن عفان، فلما رآها القوم، قالو ما جابك يا ام حبيبة، فقالت لهم: ألا تتقون الله؟ فضربو وجه بغلتها التي تركبها وقطعو بالسيف زمام البغلة، فأخذت البغلة تميل بها وكادت ان تقع على الأرض، فتلقاها الناس وقد مالت الى السقوط، فتعلقو بها بعد ان كادت تقتل فاعادوها الى بيتها والاسى يعصر قلبها وهي تقول ''لا حول والا قوة إلا بالله، فتح باب فتنة.. اللهم سلم''
    عاشت عهد الصديق رضي الله عنه وعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعهد عثمان وبعضا من عهد علي رضي الله عنه وفي رواية انها عاشت أيام الفتنة، ونصحت عائشة بعدم الخروج الى العراق، ولم يذكر المؤرخون ان رملة كان لها دور بعد وقع لعثمان سوى انكارها على عائشة الخروج الى معركة الجمل.
    مرضت رضي الله عنها، واقعدها المرض، ولما حضرتها الوفاة، دعت عائشة زوج النبي فقالت لها: قد يكون بين الضرائز شيء فارجو الله ان يغفر لي ولك ما كان، فقالت عائشة: غفر الله لي ولك، وسامحتك فيما كان، وارسلت الى ام سلمة زوج الرسول، فقالت لها مثل ما قالت لعائشة، تطلب السماح مما قد كان وقع لتلقى ربها وقد استرضت الجميع، وهذه صفات المؤمينين الذين يرجون لقاء الله.
    ثم توفيت رضيى الله عنها بالمدينة المنورة سنة 44 ه وقيل سنة 24 هـ،وقيل سنة 55 ه رحمها الله تعالى في الخالدات في جنات النعيم.
    وهكذا هي الحياة، تبقى السيرة، ويذهب الاشخاص، ومردنا الى الله جميعا، رحم الله رملة بما صبرت في هجرتها، وبما قدمت في حياتها اماً للمؤمنين واسوة للصابرين والصابرات

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:16 am

    نساء خلدهن التاريخ في الذاكره بمواقفهن النادره ومن أولئك
    زوجة النبي ايوب التي يضرب بها المثل في الصبر وتحمل المصائب والوفاء النادر حيث كان وقوفها مع زوجها بعد ان تركه الناس وطردوه بسبب مرضه والقصة معروفه وقد شبه بعض العلماء صبرها بصبر ايوب عليه السلام وما اكثر النساء الصابرات الوفيات من ضرب بهن المثل في الصبر والوفاء ولاننسى رباب زوجة الحسين بن عليه عليه السلام عندما ودع اهله فور خروجه لقتال ظلمة العصر جيش الملعون يزيد فقد هرعوا لتقبيله جميعا ولم تخرج لتوديعه زوجته حزنا والما عليه فنادى يارباب نلتقي في الجنه انشاء الله وعندما رمي براسه الطاهر امام الملعون يزيد صاحة زوجته صيحة ارعبت الحاضرين وحضنة راسه الطاهر في حضنها تبكيه وتأن انين المفارق لحبيبه المقتول ظلما من فئة كافرة ملحده واستمرة في ضم راسه الطاهر حتى نزعه الكفار الامويين منها بصعوبه انه الوفاء النادر لنساء صادقات ضربن اروع الامثله في الوفاء والحب المتناهي


    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:18 am

    نساء خلدهن التاريخ


    يقول نبي الله سيدنا سليمان عليه السلام " امرأة فاضلة من يدلني عليها ..
    إنها أثمن من كل مافي الأرض من ماس ولآلئ .. فتشت عنها في ألف امرأة فلم أجدها " ..
    فمن هي تلك المرأة الفاضلة التي فتش عنها سليمان الحكيم في نسائه الألف فلم يجدها ؟
    أخبرنا التاريخ عن نساء فضليات.. حكى عنهن وجرت حياتهن مجرى السير مثل مريم العذراء ..
    وخديجة أم المؤمنين زوجة الرسول صلى اللـه عليه وسلم ومثال مريم في الزهد والتجرد الكامل ..
    واسية بنت مزاحم ..زوج فرعون ..

    هو في التاريخ استثناء ربما لن يتكرر .. ولعل مثال خديجة أقرب إلى تصور سيدنا سليمان ..
    وهو أيضاً أقرب إلى تصورنا نحن.. فالسيدة خديجة أعطت النبي الأمن والأمان ..
    وكانت له أماً وزوجة وملجأ .. ومأوى من عداوة الكفار ومكرهم ..
    أعطت نفسها وحياتها ومالها لرسالته وأهدافه واتخذت دستوره حياة ..
    واختيارات هجرته إلى اللـه هجرة محببة لها ..

    كم من نساء في تاريخنا لا نعلم عنهن شيء ..
    على الرغم من أنهن ضحين بحياتهن في سبيل اللـه وسبيل إيمانهن باللـه ..
    هنا سأعرض لكم وأنقل لكم سيرة نساء خلدهن التاريخ حتى نعلم من هن تلك النساء ..
    ونتعلم من تضحياتهن عل وعسى .. أن نجاورهن بالفردوس الأعلى بإذن اللـه ..

    [
    سفانة بنت حاتم الطائي
    المسلمة الناهضة

    من هي سفانة ؟ وما الذي عملته حتى استحقت منا هذه الوقفة ؟!

    سفانة هي بنت حاتم الطائي الذي يضرب به المثل في الكرم والجود فيقال :

    " أكرم من حاتم الطائي "

    وأخوها عدي كان زعيماً لقبيلته طيء ... وقد عرفت سفانة بالذكاء والفطنة والتفكير المستنير ..
    ولما دخلت الجيوش الإسلامية مضارب قبيلة طيء ، فر عدي بن حاتم زعيم القبيلة إلى الشام
    عندما أحس بعدم جدوى المقاومة فأسرها علي بن أبي طالب ضمن أسر من نساء تلك القبيلة ..
    لما وصلى الأسرى والسبايا إلى عاصمة الدولة الإسلامية المدينة المنورة ، طلبت سفانة مقابلة
    الرسول صلى اللـه عليه وسلم وعرفته بنفسها قائلة :

    " يا رسول اللـه ، هلك الوالد ، وغاب الوافد، فامنن علي من اللـه عليك " .

    فقال لها : ومن وافدك ؟ قالت: عدي بن حاتم . قال : الفار من اللـه ورسوله ..
    ولم تزل سفانة برسول اللـه – وبتحريض من علي بن أبي طالب – حتى لان لها وقال :

    " قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلاك .. ثم آذنيني "

    لم يكن إلحاح سفانة بنت حاتم على الرسول لإطلاق سراحها نابعاً من حرصها الشديد على الخلاص
    من الأسر بل كان همها التخلص من الإسار للحاق بأخيها الفار من وجه الدولة الإسلامية واللاجئ
    عند أسياده الروم في الشام ...
    ولم تكن قضيتها الإهتمام بأخيها للصلة الدموية بينهما بل كان اهتمامها به منصباً عليه ..
    بوصفه زعيماً لقبيلة كان سوء إدارته لها سبباً في تفرقها أيدي سبأ ..
    إذن كانت سفانة الخيرة في جاهليتها الخيرة في الإسلام متصفة بصفة المسلم العقائدي ..
    الذي يجعل الهم العام قبل الهام الخاص دائماً .. ويتصف بالمسؤلية عن الغير وليس عن الذات وحسب ..
    ومن هنا خلد التاريخ سفانة .. فلو أنها كانت تبحث عن الراحة لنفسها لاستقرت في المدينة ..
    ووجدت الزوج اللائق بالتأكيد وخلفت الأولاد والبنات .. ولشطب اسمها من التاريخ ..
    ولكن أبت إلا أن تتعب وتشقى .. لتدخل آخر الأمر في سجل الخالدين ..
    انتهزت سفانة أول فرصة لاحت لها بعد العفو النبوي عنها ، ورافقت أول قافلة متجهة إلى الشام ..
    في رحلة طويلة ومضنية، متحملة مشاق السفر ووعثاء الطريق وقلة الماء والزاد وهجير الحر والرمضاء والرمال ..
    للبحث عن أخيها الهارب .. وهي تعلم أن كل هذا يهون أمام الهدف المنشود .. وهو إعادته الى جادة الصواب ..
    وكن أخسى ما كانت تخشاه هو الفشل في تلك المهمة لشدة كراهية عدي للنبي صلى اللـه عليه وسلم..
    ذلك أن عدياً كان يقول :

    "ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول اللـه حين سمع به مني " ..

    كان هذا الأمر هو الذي يؤرقها ... ولكن ..

    " إن تنصروا اللـه ينصركم ويثبت أقدامكم ".. و " إن اللـه يدافع عن الذين آمنوا " ..
    فلم تلبث سفانة قليلاً بعد لقائها بأخيها حتى نجحت في اقناعه بأنه على باطل وأن محمداً على حق ..
    ولم تزل به حتى سألها .. قائلاً : ماذا ترين في هذا الرجل يعني رسول اللـه عليه وسلم ..
    قالت : أرى واللـه أن تلحق به سريعاً .. للـه درها من امرأة ..
    وهكذا كان واستطاعت سفانة أن تغري أخاها بالذهاب إلى حاضرة الدولة الإسلامية ..
    حيث قابل رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم وآمن بأنه رسول اللـه وشهد الشهادتين ..
    وأسلم وحسن إسلامه واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها وأدى بحق الشهادتين ...
    فكانت له يوم ارتدت العرب مواقف في الدفاع عن الإسلام ودولة الإسلام سجلها التاريخ بأحرف من نور ...


    ~ الفائـدة ~

    تلك هي سفانة بنت حاتم الطائي المرأة المسلمة التي عز نظيرها بين نسائهم ورجالهم ..
    فكم من أناس جعلوا همهم الأكبر الإهتمام بأنفسهم والدوران حولها فحسب فعاشوا وماتوا دون
    أن يذكروا في الأولين ودون أن يحتفى بهم في الآخرين ؟! إن ما يميز الإنسان عن غير الإنسان هو العقل
    وما يميز المسلم عن غير المسلم الحق هو شعور الأول بالمسؤولية عن الآخرين..

    " ولتكونوا شهداء على الناس" ..

    وعدم شعور الثاني بغير المسؤولية عن نفسه ومنفعته ..
    فهل يستوي العظماء والوضعاء ؟!
    أم هل يستوي الأحياء والأموات ؟!

    رحم الله سفانة بن حاتم فقد كانت بحق نموذجاً للمسلم والإنسان الناهض الذي يعرف ما لـه
    وما عليه فينهض بالذي عليه غير مبال بما سوف يلاقيه من الصعوبات والأهوال والعقبات ..
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:19 am



    وفي القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي مليىء بالنماذج للنساء اللاتي

    لهنّ الدور العـظيم في المجتمع ..



    فهلموا بنا لنتصفح التاريخ لنرى بين طيّاتها الكثير الكثير من النماذج الإيمانية

    التي تشع عطاءا وروعة ، وتـُنـيـر لنا دروب الخير والقــُدوة الصالحة ..

    سأضع بين أيديكم المباركة .. سلسلة من النماذج

    لـنساء مؤمـنـات خـلـدهـُـن ّ التـاريخ ـــ وهـن ّ ...





    1 ـ ليلى بنت أبي مرة بن عـروة .

    2 ـ شاه زنان بنت كسرى يزدجـرد .

    3 ـ أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (ع) .

    4 ـ أم كلثوم بنت الإمام الحسين (ع) .

    5 ـ فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) .

    6 ـ فاطمة الكبرى بنت الإمام الحسين (ع) .

    7 ـ فاطمة بنت أمير المؤمنين (ع) .

    8 ـ الرباب بنت امرىء القيس .

    9 ـ رقية بنت الإمام الحسين (ع) .

    10 ـ السيدة زينب بنت الإمام علي (ع) .

    11 ـ سكينة بنت الإمام الحسين (ع) .

    12 ـ أم البنين (ع) .

    13 ـ أم سلمة .


    << ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعـود الثـقـفي >>

    من هـي لـيـلـى ؟

    هي ليلى بنت أبي مرة بن عـروة بن مسعـود الثـقـفي ، وهي زوجة الإمام الحسين عليه السلام

    وأم علي الأكبر ( عليه السلام ) من النساء الفاضلات في عصرها .

    لم يرد اسمها - خلافا للمشهور - في الكتب المعـتبرة والمقاتل لا في واقعة كربلاء

    ولا في الكوفة الشام .

    كانت ليلى من بيت شرف ومنعة فإن جدها عروة أحد العـظـيمين الذين قالت قريش فيهما :

    « لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم » والقريتان مكة والطائف ..

    عـروة بـن مسعـود جـد ليلى :

    ولشرف عـروة في قومه أرسلته قريش يوم الحديـبـيـة لعـقـد الصلح

    مع رسول الله صلى الله عليه وآله وكان كافراً وأسلم سنة تسع من الهجرة ورجع إلى قومه

    يهديهم إلى الإسلام فصعـد إلى علية له وأشرف منها عليهم وأظهر الإسلام ودعاهم إليه

    فرموه بالنبل وأصابه سهم فمات فـقـيـل له ما ترى في دمك قال كرامة أكرمني الله بها وشهادة

    ساقها الله إلي ليس في إلا مافي الشهداء الذين قـتـلـوا مع رسول الله فادفـنـوني معهم ، فلما مات

    دفـنـوه مع الشُهداء وقال رسول الله ليس مثله في قومه إلا كمثل صاحب ياسين في قومه .

    وكان عـنـد عـروة يوم اسلم عشر نسوة فـعـرفه النبي بأن الإسلام لا يبـيـح أكثر من أربع ، فاختار

    اربعاً منهن زينب بنت أبي سفيان صخر بـن حرب بـن أمية .

    أبـو مرة والــد لـيـلى :

    ولـد أبـو مرة والـد ليلى على عـهـد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكانت له صحبة ولما قـتـل أبــوه

    عـروة خرج هـو وأخـوه أبـو المليح إلى النبي وأعلماه بـقـتـل أبيهما وأسلما ورجعا إلى الطائف

    مسلمين ..

    قـرابة المُختار لليلى :

    وفي مسعـود الثـقـفي تجتمع ليلى مع المختار بـن أبي عـبـيـد الثـقـفي

    فإنها بنت أبي مرة بن عـروة بن مسعـود ، والمختار بن أبي عـبـيـد بن مسعـود فـأبو مرة والــد ليلى

    والمختار ولـــدا عــم .

    وفي ليلى يـقـول الحارث بن خالد المخزومي .

    أطافـت بنا شمس النهار ومن رأى && من الناس شمساً في المساء تطوف

    أبـــو أمـهـا أوفــى قـريــش بــذمــة && وأعـمـامـهـا إمــــا سـألــت ثـــقــيــف


    ولم يـظـهـر لـنـا سنة وفاتها ولا مـقـدار عـمـرهـا ولا حضورها في مشهد الطف

    وإن نسبه « الـدربـنـدي » في أسرار الشهادة إلى بـعـض المؤلفات المجهول صاحبها

    مع أن المؤرخين أجمع أهـملوا ذكـرها ولعـلها كانت متـوفـاة قـبـل الطــف .

    \
    /
    الشخصية الثانية :

    << شـاه زنـان بـنـت كـسـرى يـزدجــرد >>

    علي الأصغـر زين العابدين أمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس ومعـنى شاه زنان

    بالعربية ملكة النساء .

    قال الشيخ المفيد : اسمها شاهزنان .

    وقيل اسمها ( شهـربانـو ) أو شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار بن ابرويز بن أنوشروان ..

    وكان يزدجرد آخر ملوك الفرس .

    وقال المبرد : اسمها سُلافـة ، وقـيـل خـولــة ، وقـيــل غــزالــة .

    والظاهـر إن اسمها الأصلي كان كما ذكره الشيخ المفيد ، ثم غـُيّـر كما ذكره المبرّد ..

    حين أُخــذت سبــيّــة وتــزوجها الإمام الحسين (عليه السلام) .

    قـيـل : ولم يـكـن أهـل المدينة يـرغـبـون في نكاح الجواري ..

    حتى ولـد عـلي بـن الحـُسين فـرغـبــوا فـيـهــن .

    روى الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) عن النبي أنه قال :

    لله من عـباده خيرتان : فخيرته من العـرب قريش ، ومن العجم فارس .

    وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : أنا ابـن الخـيـرتـيـن ..

    لأن رسول الله وأمه بنت يـزدجـرد ملك الفـُرس .

    وفي ( المفيد في ذكرى السبط الشهيد ) قال : إن أم زين العابدين ( عليه السلام )

    أخذت في وقعة القادسية بين العـرب والفرس .. فحين انهزم الملك يزدجرد ، أخذت بناته الثلاث

    أسرى ، فـتـزوج إحداهن الحُسين (عليه السلام ) وهي شاه زنان ..

    فـولـدت له زين العـابدين (ع) وفاطمة الصغـرى ..

    وفي مناقب ابن شهراشوب قال :

    خـيّـروا شهربانـويـه بمن تـتـزوج ؟

    فقالت : لست ممن تـعـدل النـور الساطع والشهاب اللامع : الحُسين بن علي (عليه السلام ) .

    ( أقول ) : ويمكن التوفيق بين من قال إن أم زين العابدين (ع) هي شاهزنان بنت يزدجرد ..

    فلما توفيت في نفاسه بزين العابدين (ع) تزوج أختها شهربانويه ، فربّت زين العابدين خالته ..

    وكان يدعـوها أمي ..

    وهي التي أُثر أنه لم يؤاكلها في قصعة واحدة ، بل كان يضع لها صحنـاً ولـه صحنـا .

    وجاء في مجموعة من الكتب والمصادر التاريخية ما يلي :

    خـبـر تـزويـجـهـا للإمام الحسين (ع) :

    جاء في الدر النضيم : أن المفيد ( رضي الله عنه ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام )

    ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق ، فبعـث إليه بـبـنـتـي يـزدجرد بـن شهريار ..

    فـنحل ابنه الحسين بن علي (عليه السلام) شاه زنان منهما ، فأولـدها زين العابدين ..

    ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة .

    وأما أبو جعـفر محمد بن جرير بن رستم الطبري - ليس التاريخي -

    فإنه قال : لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعـل الرجال عبيدا.

    فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)

    قـد قال : " أكرموا كريم كل قوم " .

    فـقال عمر : قــد سمعـته يـقـول : " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم " .

    فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : هؤلاء قوم قـد ألقوا إليكم السلم ورغـبـوا في الإسلام ..

    ولا بد من أن يكون لي منهم ذرية ، وأنا اشهد الله وأشهدكم إني قــد عـتـقـت نصيـبي

    منهم لوجه الله تعالى .

    فقال جميع بني هاشم : قــد وهـبـنـا حـقـنـا أيضا لـك .

    فقال : اللهم اشهد إني قــد عـتـقـت ما وهـبـونـي لـوجـه الله .

    فقال المهاجرون والأنصار : وقـد وهـبـنا حـقـنـا لك يا أخـا رسول الله .

    فقال: اشهد أنهم قـد وهـبـوا لي حـقهم وقـبـلـتـه ، وأشهدك أني قـد عـتـقـتـهـم لـوجـهـك .

    فقال عمر : لم نـقـضت علي عـزمي في الأعاجم ؟ وما الذي رغـبـك عـن رأيي فيهم ؟

    فـأعـاد عـليه ما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في إكرام الكرماء .

    فقال عمر : فـقـد وهـبـت لله ولك يا با الحسن ما يخـصنـي وسائـر ما لم يـوهـب لـك .

    فقال أمير المؤمنين (عليه السلام ) : اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عـتـقـي إياهـم .

    فـرغـب جماعة من قريش في أن يـستـنـكحـوا النساء ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

    هؤلاء لا يكرهـن على ذلك ولكن يخيرن فما اخترنه عمل به .

    فـأشار جماعة إلى شـهـربانـويـه بنت كسرى ، فخـيـرت وخـوطـبـت من وراء حجاب

    والجمع حضور ، فـقـيـل لها : من تختارين من خـطـابـك ؟ وهل أنت ممن تـريدين بـعـلا ؟ فـسكـتـت .

    فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قد أرادت وبـقـي الاخـتـيـار .

    فقال عمر : وما عـلمك بإرادتها البـعـل ؟

    فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان إذا أتـتـه كريمة

    قـوم لأولي لها وقــد خـطـبـت يأمر أن يـقـال لها : أنت راضية بالبـعـل ، فإن استحيت وسكـتـت

    جـعـل إذنها صماتها وأمر بـتـزويـجـهـا ، فإن قالت " لا " لم تـكـره عـلى ما تـخـتـاره .

    وإن شهربانويه أريت الخطاب فأومت بـيدها فاختارت الحسين بن علي ( عليهما السلام )..

    فأعـيـد القـول عليها في التخـيـيـر فـأشارت بـيـدها وقالت بلغـتـها : هـذا إن كنت مخـيـرة ..

    وجعـلت أمير المؤمنين وليها . وتكلم حـذيـفـة بالخـطـبـة .

    فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام ) : ما اسمك ؟

    قالت: شاه زنان بنت كسرى .

    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : نه شاه زنان نيست مگر دختر محمد (صلى الله عليه وآله)

    وهي سيدة النساء ، أنت شهربانويه ، وأخـتـك مـرواريـد بنت كسرى .

    قالت : أريه .

    وقال المبرد في الكامل : كان اسم أم عـلي بـن الحسين سلافة من ولد يـزدجرد ..

    معـروفة النسب ، وكانت من خيرات النساء .

    خروجها مع الحسين (ع) إلى كربلاء :

    محمد مهدي الحائري : روى عـبد الله بن سنان الكوفي ، عن أبيه ، عن جـده ..

    أنه قال : خرجت بكتاب من أهل الكوفة إلى الحسين ( عليه السلام ) ، وهو يومئذ بالمدينة ..

    فأتيته فـقـرأه فـعـرف معـناه فقال :

    أنظرني إلى ثلاثة أيام فـبـقـيـت في المدينة ثم تـبـعـتـه إلى أن صار عـزمه بالتوجـه إلى العـراق ..

    فـقـلت في نفسي أمضي وأنظر إلى ملك الحجاز كيف يركب وكيف جلالة شأنه ، فأتيت إلى باب داره

    فرأيت الخيل مسرجة ، والرجال واقـفـيـن ، والحسين ( عليه السلام ) جالس على كرسي ..

    وبنو هاشم حافـون به ، وهو بينهم كأنه البدر ليلة تمامه وكماله ، ورأيت نحوه من أربعـين محملا ..

    وقـد زينت المحامل بملابس الحرير والديباج .

    قـال : فـعـنـد ذلك أمر الحسين ( عليه السلام ) بني هاشم بأن يركـبـوا محارمهن على المحامل .

    ثم خرج شاب آخر وهـو يـقـول : تـنـحـوا عـني يا بني هاشم ! تـنـحـوا عن حرم أبي عـبـد الله ..

    فـتـنـحى عـنـه بـنـو هاشم ، وإذا قـد خرجت امرأة من الدار وعـلـيها آثـار المُلـوك ، وهي تمشي

    على سكينة ووقار ، وقـد حـفـت بها إماؤها ، فسألت عنها ؟

    فـقـيـل لي : أما الشاب فهو زين العابدين ابن الإمام ، وأما المرأة فهي أمه

    شاه زنان بنت الملك كسرى زوجة الإمام ، فأتى بها وأركبها على المحمل ، ثم اركـبـوا بـقـيـة

    الحرم والأطفال على المحامل .

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:21 am



    << أم كلثوم بنت أمير المؤمنين >>

    زوجة مسلم بن عـقـيل بن أبي طالب ..

    في عـمدة الطالب : محمد بـن عـبد الله بـن محمد بـن عـقـيل بن أبي طالب ..

    أمه حميدة بنت مسلم بن عـقـيل ، أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ..

    هـذا يـدل على أن مسلما كان متـزوجا بأم كلثوم بنت عـمه علي بن أبي طالب ..

    وولـد لـه منها : بنت اسمها حميدة .. وحميدة هـذه تـزوجها ابن عـمها عـبد الله بـن محمد بـن عـقـيل

    وولـدت له محمد بـن عـبد الله بن محمد عـقـيـل .

    وأم كلثوم هذه التي هي زوجة مسلم بـن عـقيل غـير أم كلثوم الصغـرى التي كانت متزوجة بـأحـد

    أعـقابه فلا يمكن أن تكون زوجته ، وغير الكبرى أيضا لأنه لم يـقـل أحـد أنها كانت متزوجة بمسلم .

    ثم أن بنات أمير المؤمنين علي (ع) اللواتي اسمهن أو كـنـيتهن أم كلثوم هـن ثلاث أو أربع :

    1 - أم كلثوم هـذه زوجة مسلم ولعـلها الوسطى ...

    2 - وأم كلثوم الصغـرى ...

    3 - وأم كلثوم الكبرى ... زوجة عمر بن الخطاب التي تـزوجها بـعـده عـون بن جعـفـر ثم أخـوه

    محمد ثم أخوهما عبد الله بن جعـفـر كما ستعـرف .

    4 - وهناك زينب الصغـرى المكناة أم كلثوم المنسوب إليها القبر الذي في قرية راوية شرقي دمشق .


    فيمكن أن تكون هي زينب الصغـرى وتكون هي وأم كلثوم الصغـرى واحـدة ويكون المكنيات

    بأم كلثوم ثلاثا ويمكن أن تكون غيرها فيكن أربعا فيكون لنا زينب الكبرى وزينب الصغـرى المكناة

    بأم كلثوم وأم كلثوم الكبرى وأم كلثوم الصغـرى والأخيرة اسمها كنيتها أم كلثوم

    زوجة مسلم بن عـقيل والله أعلم .

    ثم أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (ع) التي كانت مع أخيها الحسين (ع) بكربلا لا يدري أيهن

    هي فيمكن أن تكون هي زوجة مسلم بن عقيل فتكون قـد خرجت مع أخيها الحسين ، كما خرجت

    معه أختها زينب ، وزوجها عبد الله بن جعـفـر حي بالمدينة ، فخرجت معه هي وولداها عـون وجعـفـر

    وهـذه كان قـد خرج زوجها مسلم إلى الكوفة وخرج أولاده مع الحسين ويمكن أن يكون فيهم من

    هو من أولادها فهي أحق بالخروج مع أخيها الحسين من كل امرأة ويمكن أن تكون هي الصغـرى

    ويمكن على بعـد أن تكون الكبرى جاءت مع أخيها مع وجـود زوجها ..

    خـطـبـتـهـا في الكــوفــة :

    خطبت أم كلثوم بنت علي (ع) في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء فقالت :

    يا أهل الكوفة ! سوءة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقـتـلـتـمـوه وانـتـهـبتم أمواله وورثـتموه وسبـيـتم

    نساءه ونـكـبـتـموه فـتـبا لكم وسحقا ، ويـلكم أ تـدرون أي دواه دهـتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم

    وأي دماء سفـكـتموها وأي كريمة أصبتموها وأي صبية أسلمتموها وأي أموال انتهـبتموها قـتـلـتـم

    خير رجالات بـعـد النبي (ص) ونزعـت الرحمة من قلوبكم الا إن حزب الله هم المفلحون

    وحزب الشيطان هم الخاسرون ...

    ثم قالت :

    قـتـلـتـم أخي صبرا فـويـل لأمكم && ستـجــزون نـارا حـرهـا يـتـوقــد

    سفـكـتـم دماء حرم الله سـفـكـها && وحـــرمـهـا القــرآن ثــــم محـمـد

    ألا فـأبشروا بالنار إنـكـم غــــدا && لـفـي ســقـــر حـقـا يـقـينا تـخـلدوا

    واني لأبكي في حياتي على أخي && على خير من بـعــد النبي سيـولــد

    بدمع غـزيـر مستـهـل مكـفـكــف && على الخـــد مني دائما ليس يـجـمد

    قال الراوي : فضج الناس بالبكاء والنوح ونشر النساء شعـورهن ووضعـن التراب على رؤوسهن

    وخمشن وجوههن ولطمن خدودهن ودعـون بالويل والثبور وبكى الرجال فلم ير باكية وباك أكثر

    من ذلك اليوم .

    .: من أخبارها يوم الطف :.

    وصية الحسين (ع) لها :

    أنه لما أوصى الحسين (ع) النساء يوم كربلاء بــدأ بأم كلثوم فقال :

    يا أختاه يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب انظرن إذا أنا قتلت فلا تشقـقن علي

    جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تـقـلـن هجرا ...

    وروى ابن طاوس في كتاب الملهوف وغيره أنه لما جلس الحسين (ع) يوم الطف

    وجون مولى أبي ذر يصلح سيفه والحسين يقول : يا دهر أف لك من خليل ...الأبيات ...

    خطابها لشمر ( لعنه الله ) في الشام :

    جعلت أم كلثوم تنادي : وا محمداه وا علياه وا أماه وا أخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله

    فعزاها الحسين (ع) وقال لها : يا أختاه تـعـزي بعـزاء الله فإن سكان السماوات يـفـنون وأهل الأرض

    كلهم يموتون وجميع البرية يهلـكـون .

    وروى ابن طاوس أيضا : انه لما قرب الذين معهم السبايا والرؤوس من دمشق دنت أم كلثوم

    من شمر وكان في جملتهم ...

    فقالت له : لي إليك حاجة .

    فقال : وما حاجتك .

    قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة وتقدم إليهم ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين

    المحامل وينحونا عنها فـقـد خزينا من كثرة النظر الينا ونحن في هذه الحال .

    فأمر في جواب سؤالها أن يجعـلوا الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بـغـيا منه وكفرا

    وسلك بهم بـيـن النظارة على تلك الصفة حتى أتى بهم باب دمشق فـوقـفـوا على درج باب المسجد

    الجامع حيث يقام السبي ..

    خبرها عـند وفـاة أمها الزهراء (ع) :

    إن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (ع) لها ذكر في خبر وفاة أمها الزهراء (ع) ولا يدري أيهن هي

    من بناته (ع) اللواتي تـُكنى كل منهن بأم كلثوم كما مر .

    فـقـد روي أن الزهراء (ع) لما توفيت خرجت أم كلثوم وعليها برقعها تجر ذيلها متجللة برداء

    وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله الآن فـقـدناك فـقـدا لا لقاء بـعـده أبــدا .

    وإن أمير المؤمنين (ع) لما غسل الزهراء لم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأم كلثوم

    وفضة جاريتها وأسماء بنت عـميس ، والظاهر أن التي حضرت وفاة أمها الزهراء هي التي حضرت

    وفاة أبيها أمير المؤمنين (ع) .

    خبرها عند وفاة أبيها أمير المؤمنين (ع) :

    روى الشيخ الطوسي في الأمالي : انه لما ضرب أمير المؤمنين (ع) احتمل فادخل داره فـقـعـدت

    لبابة عـنـد رأسه وجلست أم كلثوم عـنـد رجليه ففتح عينيه فنظر إليهما فقال : الرفيق الأعلى خير

    مستـقـرا وأحسن مـقـيـلا .

    وقال المفيد : فنادت أم كلثوم عبد الرحمن بن ملجم يا عـدو الله قـتـلت أمير المؤمنين

    قال : إنما قـتـلت أباك .

    قالت : يا عــدو الله إني لأرجو أن لا يكون عليه باس .

    قال لها : فأراك إنما تبكين علي والله لـقـد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم ..

    جاء في كتاب اللهوف على قتلى الطفـوف للمحدث الثـقـة أبن طاووس ( قدس الله نفسه الزكية )

    ترجمة بسيطة جاء فيها :

    أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، وأمها فاطمة عليها السلام ، وهي أخت الحسن والحسين

    وزينب عـقيلة بني هاشم ، ومسألة زواجها من عمر من أشد المسائل اختلافاً بين المسلمين ..

    وكثيراً ما يقع الخلط عند المؤرخين بينهما وبين أختها زينب الكبرى ، لاتحادهما في الكنية .

    .: أم كلثوم بنت أمير المؤمنين :.

    بنت أمير المؤمنين ، وأخت زينب والحسين .

    ولدت في السنوات الأخيرة من عمر النبي صلى الله عليه وآله كانت امرأة فاضلة وفصيحة ومتكلمة

    وعالمة .. ذكروا أنها تسمى أيضا بزينب الصغـرى . شهدت طوال حياتها استشهاد عترة الرسول

    وفي عام 61 للهجرة سارت في ركب الحسين إلى كربلاء وبعـد استشهادهم في كربلاء أخـذت مع

    السبايا فكانت تـثـني في خطبها وأحاديثها على عـترة الرسول وتـفـضح ظلم الحكام .

    ومن جملة ذلك أن قافلة السبايا حينما دخلت الكوفة أمرت أم كلثوم الناس بالإصغاء ولما هـدأت

    الأصوات بـدأت حديثها بتوبيخ أهل الكوفة لتخاذلهم عن نصرة الحسين وتلطيخ أيديهم بدمه وبـدأت

    خطبتها بالقول : ( يا أهل الكوفة سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسينا وقـتلتموه وانتهـبتم أمواله وورثتموه

    وسبيتم نساءه ونكبتموه ، فـتـباً لكم وسحقاً ! ويلكم أتدرون أي دواهٍ دهـتـكم .. )

    فارتفع صوت البكاء وخمشت النساء الوجــوه ونـتـفـت الشعـور .

    وفي الشام أيضا دعـت شمرا وطلبت منه إدخالهن المدينة من الباب الأقـل ازدحاما بالناس ..

    وأن يجعـل رؤوس الشهداء بـعـيدا عـن السبايا حتى ينشغـل الناس بالنظر إليهن ولا ينظرون إلى

    وجوه بنات الرسالة ، إلاّ أن الشمر عمل خلافا لطلبها وأدخل السبايا

    إلى مدينة دمشق من باب الساعات .

    وعند وجودها في الشام لم تـتوان عن كشف الحقائق وإزاحة الستار عن جرائم الأمويـين

    وبعـد الرجوع إلى المدينة كانت أمّ كلثوم ممن يصف للناس وقائع ذلك السفر المروّع والشعـر

    المعـروف :

    مدينـة جـدّنا لا تـقـبـليـنا && فبالحسرات والأحزان جـئـنا

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:23 am



    << أم كلثوم بنت الإمام الحسين >>

    ورد في كتب التاريخ والمقـاتـل أنَّ السيـدة أم كـلثـوم بنت الإمام الحسين (عليه السلام )

    قـد حضرت واقـعـة كربلاء مع أبـيها الحسين (ع) ، وشهدته مرملاً على بوغـاء كربلاء

    هـو وأهل بيته وأصحابه ، ثم سيـقـت مع عماتها وأخواتها إلى الكوفة والشام ، وننـقـل لكم بعـض

    ما ورد من ذكر لها في بعـض المصادر

    أم كلثوم عـنـد قـتـل الحـُسين :

    وأقـبـل فرس الحسين ( عليه السلام ) حتى لطخ عرفه وناصيته بـدم الحُسين ( عليه السلام )

    وجـعـل يركض ويصهل ، فسمع بنات النبي (صلى الله عليه وآله) صهيله ، فخرجن فإذا الفرس

    بلا راكب ، فـعـرفـن أن حسينا (صلى الله عليه وآله) قـد قـتـل ، وخرجت أم كلثوم بنت الحسين (ع)

    واضعة يـدها على رأسها ، تـنـدب وتـقـول :

    وا محمداه ، هـذا الحُسين بالعـراء ، قــد سلب العـمامة والرداء .

    ردهـا (ع) عـلى ابـن زيــاد : أقـبـل سنان ( لعـنه الله ) حتى أدخـل رأس الحُـسين بـن علي (ع)

    على عـبـيد الله ابـن زياد ( لعنه الله ) وهــو يــقـــول :

    امــلأ ركـابـي فــضـة وذهــبــا && إنـي قـتـلـت المـلـك المُحـجـبـا

    قـتـلـت خـيرا الناس أمـا وأبـا && وخـيـرهـم إذ يـنـسـبـون نـسـبـا


    فـقـال له عـبـيـد الله بـن زيـاد : ويـحـك ! فـإن عـلـمت أنـه خـيـر الناس أبـا وأمـا ، لم قـتـلـتـه إذن ؟!

    فـأمـر بـه فـضـربـت عـنـقـه ، وعـجـل الله بـروحـه إلى النــار ..

    وأرسل ابـن زيـاد ( لعـنه الله ) قـاصـدا إلى أم كلثـوم بنت الحسين (ع)

    فـقـال لها : الحمد لله الذي قـتـل رجالكم ، فـكـيـف تـرون ما فـعـل بكم ؟

    فـقالت : يا بـن زيـاد ، لئـن قـرت عـيـنـك بـقـتـل الحُسين (ع) فطالما قرت عـيـن جـده (ص) بــه ..

    وكان يـقـبـلـه ويـلـثـم شفـتـيـه ويـَضعـه على عاتـقـه ..

    يا ابـن زيـاد ، أعــد لجــده جـوابـا ، فـإنــه خـصـمك غـــدا .. وصلى الله على رسوله محمد وآله .

    أم كـلـثـوم بـنـت الحـُسين :

    أرسل إليها ابـن زيـاد أن يـقـال لها : الحمد لله الذي قـتـل رجالكم .. فـكـيـف تـرون ما فـعـل بـكـم ؟!

    فـقـالـت : يـا بـن زيــاد ؟ لـئـن قـرت عـيـنـك بـقـتـل الحسين (عليه السلام) ..

    فطال ما قـرت به عـيـن جــده وكان يـقـبـله ويـلـثـم شـفـتـيـه ويـضعـه على عاتـقـه ..

    يـا بــن زيــاد ! أعــد لـجـده جــوابــا فـإنــه خـصـمـك غــــدا .

    الشخصية الخامسة :

    << فاطمة بنت الإمام الحـَسَن >>

    أم عـبـد الله فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) ، زوجة الإمام السجاد ، وأم الإمام الباقر (ع) .

    كان الإمام الباقر ( عليه السلام ) هاشميا بين الهاشميين ، وعلويا بين علويين ..

    وفاطميا بين فاطميين ، وهو أول من اجتمعـت له ولادة الحسن والحسين ( عليهما السلام )

    مثل جده الإمام علي ( عليه السلام ) أولده هاشم مرتين .

    وقال الحافظ عبد العـزيز الأخضر الجنابذي: أمها أم فـروة بـنـت القاسم ابـن محمد بـن أبي بـكـر

    حـكـاه عـنـه في كـشـف الغـمة ، وقال أبو الصباح : وذكر أبـو عـبـد الله جـدتـه أم أبـيه يـومـا

    فـقـال : كانت صديـقـة لـم يــدرك في آل الحـسن مثـلها .

    وجاء في مستدرك سفينة البحار ..

    فاطمة بنت مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه تـُكنى أم عـبـد الله ..

    تـزوجت مع مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه ..

    فـولـدت منه مولانا أبو جعـفـر الباقر (ع) و عـبـد الله البـاهـر .

    روى عن أبي جعـفـر

    قال: كانت أمي قاعـدة عـنـد جـدار ، فـتـصدع الجـدار وسمعـنـا هـدة شـديـدة ..

    فـقـالـت بـيـدهـا : لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقـوط ، فـبـقـي معـلقـا حتى جازته

    فـتـصـدق عـنها أبـي بـمـائـة دينار .

    وذكرها مولانا الصادق ( عليه السلام ) يـومـا فـقـال : كانت صديقة لم يـدرك في آل الحسن مثـلها .

    وورد في كتاب العـقيلة والفـواطم

    فاطمة بنت الإمام الحسن

    مـن هـي فـاطـمـة ؟

    زوجة الإمام السجاد وأم الإمام الباقر (عليهم السلام) العـلوية الطاهرة ، والصديقة المخدرة ،

    ذات عـلم وفـقـه وكمال وفضل وشرف ، وحياء وعـفـة ، العـابـدة الـزاهــدة .

    فهي غـصن مـن الـدوحة الهاشمية ، والشجرة المحمدية ..

    السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى (ع) ..

    حـفـيـدة الإمام عـلي ، وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعـين .

    أضف إلى ذلك المجد الشامخ أنها قرينة الإمام السجاد ووالدة الإمام الباقر ( عليه السلام ) ..

    فـقـد جمعـت المـجـد من أطرافه والفخر من أعلى سنامه ..

    إلى أن تصل إلى هاشم بـن عـبـد مناف بن قصي .

    مناقب وكرامات السـيـدة فـاطمة بـنـت الحـَسـَن :

    فـقـد سجل التاريخ لها مناقب وكرامات كثيرة ، منها ما رواه الشيخ الكليني في الكافي ..

    عن محمد بـن يـحـيـى ... معـنـعـنـا إلى أن يصل إلى الإمام أبي جعـفـر الباقر (عليه السلام) ..

    قال : " كانت أمي قاعـدة عـنـد جـدار فـتـصدع الجـدار وسمعـنـا هـده ..

    فقالت بلسانها وأومأت بـيـدها : لا وحـق المُصطفى ما أذن الله لـك بالسـقـوط ، فـبـقـي معـلقـا

    في الجو حتى جـازتـه ، فـتـصـدق أبـي عـنها بـمـائـة ديـنـار .

    شهادة الصادق بـفـضـلـهـا :

    ومما يـدل على مكـانـتـهـا العالية ، ومنزلتها السامية قـول الإمام الصادق (ع) في حـقـها ..

    وذكر أبـو عـبـد الله الصادق (ع) جـدتـه أم أبـيـه فاطمة يـوما ..

    فـقـال : " كانت صديـقـة لم تـدرك في آل الحـَسن امرأة مثـلها " .

    زوجـة الإمام السَجـاد :

    وقــد حضرت هـذه السيدة العـلوية مع زوجها الإمام السجاد وابنها الإمام الباقر (ع) واقعة الطف

    يـوم عاشوراء ، وبـذلك تكون قــد شاهـدت الفجائع المروعة وما جـرى على آل الرسول (ص)

    في ذلك اليوم من مصائب ومحـن ، فـقـد شاهـدت مصرع عـمها الإمام الحسين (ع) وقـتـل أخـوهــا

    القاسم ومصارع بـقـيـة الأبـطـال مـن آل البـيـت وأصحابهم الكـرام ، وشاهـدت أيـضـا زوجها العـلـيـل

    مـُكـبـَل بـالأغـلال ، وولـدهـا الإمام الباقر (ع) الـبـالـغ مـن العـمر أربع سنـوات ..

    يـشـكــون العــَطـَش ومـرارة الأسـر وذلـــه ، مُحـتـسـبـة كـل ذلـك في سبـيـل الله .
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:24 am

    الشخصية السادسة :

    << فاطمة الكبرى بنت مولانا الحسين >>

    ( فاطمة الكبرى بنت مولانا الحسين )

    تـزوجها الحسن المثـنى بن الحسن المجتبى عليه السلام .


    زوجه إياها عـمه الحُسين عليه السلام فـولـد له منها إبراهيم الغـمر والحسن المثـلث وعـبد الله

    المحض وزينب أم كلثوم .. وله منها ذرية طيـبة خرجـوا وقـتـلوا .

    قال له مولانا الحُسين صلوات الله عليه : إني اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي

    فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله ... الخ

    وعن الصادق عليه السلام قال : حدثـني أبي عـن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام )

    قالت : سمعـت أبي صلوات الله عليه يقول : يـقـتـل منك أو يصاب منك نـفـر بشط الفرات ما سبقهم

    الأولون ولا يدركهم الآخرون .

    وروت عن أبـيها الحسين وعـمـها الحسن عليهما السلام وصف شجرة طوبى .

    وروى عـنها ابنها عـبد الله فضل آية الكرسي وغـيـره .

    ذكـر ما كانت عـنـدها من آثـار رسول الله صلى الله عليه وآله .

    وهي أكـبـر من سُكـيـنة .

    وبالجملة لا نـظـير لها في التـقـوى والكمال والفضائل و الجمال ولذلك تـُسمى الحور العـيـن .

    توفيت في المدينة سنة 117 .

    لها خـُطبة في الكــوفــة .. ومواقـفـهـا في مجلس يــزيــد معــروفة ...

    فاطمة بنت الحـُسين : روت عـن أسماء بنت عـميس ، وروى عـنها إبراهـيم بـن الحـَسن .

    مشيخة الفـقـيه : في طريقه إلى أسماء بنت عـميس .

    من هي فاطمة بنت الإمام الحسين (ع) ؟

    كانت فاطمة بنت الحسين عليه السلام جليلة القـدر ، وكان لها المكانة العالية في الدين ..

    كانت تـقـوم الليل كله وتصوم النهار ولها جمال ظاهـري وباطـني ، وكانت ممّن يروي الحديث .

    أخـذت بـعـد واقـعـة كربلاء مع السبايا وتحدثت في الكوفة بكلام فصيح عمّا اقـتـرفـه ابـن زياد

    أبـكـت بـه الحاضريـن .

    وفي الشام وقـعـت عليها عـيـن رجـل شامي من اتـبـاع يـزيـد فـطـلـب من يـزيـد أن يـهـبـهـا لـه .

    فـأنـكـرت عليهم زينب ذلك وقالت مَن يـفـعـل هـذا بـنـا فهـو خارج عـن مـلـّتـنـا .

    كان زوجها هـو ابـن عـمها الحـَسن بـن الحـَسن عليه السلام ولما تـوفـي نصبت خيمة وأقامت

    عليه المأتم سنة كاملة .

    أدركت عـهـد الصادق عليه السلام ، وتوفيت عام 117هـ . عن سبـعـيـن عاماً في المدينة ودفـنـت

    في البـقـيـع .

    وجاء في كتاب مـقـتـل الحـُسيـن

    كانت فاطمة بنت الحسين (ع) جليلة القـدر عـظـيمة المنزلة وكانت لها المكانة العالية من الدين

    وقـد شـهـد بـذلـك أبـوهـا سـيـد الشـهـداء لما جـاء إليه الحسن المثـنى يـخـطـب إحـدى ابـنـتـيـه

    فـقـال (ع) : إني اخـتـار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (ص) أما في الدين

    فـتـقـوم اللـيـل كـلـه وتـصوم النـهـار وفي الجمال تـشـبـه الحـور العـيـن .

    لمحات عامة من سيرتها

    وصـيـة الحـُسين (ع) لها وإيـداعـهـا الأمانة :

    عن أبي جعـفـر (عليه السلام) أن الحـُسين لما حضره الذي حضره دعا ابـنـتـه الكبرى " فاطمة "

    فـدفـع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهـرة ، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) مبـطـونا معهم

    لا يـرون إلا أنه لما بـه ، فـدفـعـت فاطمة الكتاب إلى عـلي بـن الحـُسين (عليه السلام) ثم صار

    والله ذلك الكتاب إلينا (إلى أن قال) فيه والله ما يحتاج إليه ولـد آدم مـُنـذ خـلـق الله آدم

    إلى أن تـفـنى الدنيا .

    كما في الروايات في كتاب الإمامة مختلفة في من استودع عـنـده ، فـفـي بـعـضها " أم سلمة "

    كما مر فيها ، وفي بعـضها " زينب " كما مر أيضا ، وفي هذا الخبر " فاطمة " هـذه .

    خطبة فاطمة بنت الحسين (ع) في الكوفة :

    وخطبت فاطمة بنت الحسين (ع) فقالت :

    الحمد لله عـدد الرمل والحـصى ، وزنة العـرش إلى الثرى ، أحـمـده وأؤمن به وأتـوكـل عـليـه ، واشهد

    أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك لـه وأن محمدًا عـبـده ورسوله.. وأن أولاده ذبـحـوا بـشـط الفـرات

    منه غـيـر ذحــل ولا تــرات .

    اللهم إني أعـوذ بـك أن أفـتـري عـليك ، وأن أقـول عـليك خلاف ما أنزلت من أخـذ العـهـود

    والوصية لعـلي بـن أبي طالب المَغـلوب حـقه المقـتـول من غـير ذنـب (كما قـتـل ولـده بالأمس)

    في بـيت من بـيـوت الله تعالى ، فيه معـشر مسلمة بألسنتهم ، تـعـسًا لرؤوسهم ما دفـعـت عـنه ضيمًا

    في حياته ولا عـنـد مماته ، حتى قـبضه الله تعالى إليه محمود النـقـيـبـة ، طـيـب العـَريـكـة ، معـروف

    المناقـب ، مشهور المَذاهـب ، لم تـأخـذه في الله سبحانه لومة لائـم ، ولا عـذل عـاذل ، هـديـتـه اللهم

    للإسلام صغـيرًا ، وحمدت منـاقـبـه كبـيرًا ، ولم يـزل ناصحًا لـك ولرسولك ، زاهـدًا في الدنيا غـيـر

    حريص عليها ، راغـبًا في الآخرة ، مجاهـدًا لـك في سبـيـلك ، رضـيـتـه فاخـتـرتـه وهـديـتـه

    إلى صراط مستـقـيـم .


    أما بـعـد يا أهـل الكـوفـة ، يا أهـل المـكـر والغـدر والخـيـلاء ، فـإنـا أهـل البـيـت ابـتـلانـا الله بـكـم

    وابـتـلاكـم بـنـا .. فـجـعـل بـلاءنا حـسنـا ، وجـعـل علمه عـنـدنـا وفهمه لـديـنـا ، فـنحـن عـيـبـة عـلمه

    ووعاء فهمه وحكمته ، وحجته على الأرض في بلاده لعـباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضلنا

    بـنـبـيه محمد (ص) على كثير ممن خـلـق الله تـفـضـيلاً .

    فـكـذبـتـمونا وكـفـرتـمـونـا ، ورأيـتـم قـتـالـنـا حـلالاً ، وأموالنا نـهـبًـا ، كأنـنـا أولاد تـرك أو كـابـل

    كما قـتـلـتـم جــدنـا بـالأمس ، وسيـوفـكـم تـقـطـر من دمائـنـا أهـل البـيـت لحـقـد مـتـقـدم .. قـرت لذلك

    عـيونكم ، وفرحت قلوبكم افـتـراء على الله ومكرًا مكرتم ، والله خير الماكرين ، فلا تـدعـونـكـم

    أنـفـسكم إلى الجـذل بما أصبتم من دمائـنا ، ونالت أيـديـكم من أموالنا ، فإن ما أصابنا من المصائب

    الجليلة ، والرزايا العـظـيمة في كتاب من قـبـل أن نـبـرأهـا ، إن ذلـك عـلى الله يـسيـر ، لكـبـلا

    تـأسوا على ما فاتكم ولا تـفـرحـوا بما آتـاكـم ، والله لا يـحـب كـل مُخـتـال فـخــور .


    تـبًا لكم فانـظـروا اللعـنة والعـذاب .. فكأن قـد حـل بكم وتـواتـرت من السماء نـقـمات ، فـيسحـتـكم

    بعـذاب ويـذيـق بعـضكم بأس بعـض ثم تـخـلـدون في العـذاب الألـيـم ، يـوم القـيامة بما ظـلمـتـمونـا ..

    ألا لعـنة الله على الظالمين .

    ويلكم .. أتـدرون أية يـد طاعـنـتـنـا منكم .. وأية نـفـس نـزعـت إلى قـتـالـنـا ، أم بأية رجـل مشـيـتـم

    إلينا ، تـبغـون محاربـتـنـا ، قـست قـُلوبكم وغـلـظـت أكـبـادكـم ، وطـبع الله على أفـئـدتـكـم ، وخـتـم

    على سمعـكم وبصركم وسوّل لكم الشيطان وأملى وأملى لكم ، وجـعـل على بصركم غـشاوة فـأنـتـم

    لا تـهـتـدون .

    تـبًــا لكم يا أهـل الكـوفـة ، أي تـرات لرسول الله قـبـلـكـم .. وذحــول لـه لـديـكـم .. بما عـنـدتـم

    بأخيه عـلي بن أبي طالب جـدي وبـنـيـه وعـتـرتـه الطيـبـين الأخـيـار ، وافـتـخـر بـذلك مفخـرتـكـم .

    نحن قـتـلـنـا عـلـيًـا وبـني عـلي بسيـوف هـنـديـة ورمـاح .. وسبـيـنـا نساءهم سبي تـرك ونطحناهم

    فأي نطاح .. بـفـيـك أيها القـائـل الكـثـكـث والأثــلـب .. افـتـخـرت بـقـتـل قــوم زكاهم الله وطهرهم

    وأذهـب عـنهم الرجـس فـأكـضم وأقـع كما أقـعـى أبـــوك فإنما لـكـل امــرئ ما اكـتـسـب .

    حـسـدتـمـونـا ويــلاً لكم عـلى ما فـضلـنـا الله تعالى ، ذلـك فـضل الله يــؤتـيـه من يـشاء والله

    ذو الفـضل العـظـيـم ، ومن لم يـجـعـل الله لـه نــورًا فــَمـا لــه مــن نـــور .

    فارتـفـعـت الأصوات بالبكاء والنـَحـيب وقـالـوا حـسـبـك يا ابـنـة الطاهـرين فـقـد حـرقـت قـُلوبـنـا

    وأنضحت نحورنا وأضرمت أجـوافـُنـا فـسكـتـت .

    وصـيـتها لأبـنـائـهـا بـمـلازمة الإمام :

    حـدثـنـا عـبـد الله بـن مـوسى ، عـن أبـيـه ، عـن جــده قــال : كانت أمي فاطمة بنت الحسين (ع)

    تـأمـرني أن أجـلـس إلى خالي عـلي بن الحسين (ع) .. فـما جلست إليه قــَط إلا قـُمت بخير

    قـد أفـدتـه : إما خـشية لله تـحـدث في قـلبي لما أرى من خـشيته لله تعالى ..

    أو عـلـم ، قــد اسـتـفـدتـه منه .

    نـصـبـهـا العــزاء عـلى أبـيـهـا :

    قـيـل الأبـيـات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال دخل أبو الرمح ..

    إلى فاطمة بنت الحسين بـن عـلي (ع) فـأنـشـدهـا مرثية في الحسين (ع) وقال :

    أجالت على عـيني سحائب عبرة && فـلـم تـصح الدمع حتى أدمعـت

    تـبـكى عـلى آل النـبــي محــمــد && وما أكثرت في الدمع لا بل أقلت

    أولـئك قـوم لم يشيموا سيوفهم && وقــد نـكـأت أعداؤهم حين سلت

    وان قـتـيل الطـف من آل هاشم && أذل رقـابـا مـن قـريــش فــذلــت

    فـقالت فاطمة : يا أبـا رمح أهـكـذا تـقـول قـال فـكـيـف أقــول جـعـلـنـي فــداك قالت قــل

    ( أذل رقـاب المسلمين فـذلـت ) فـقــال لا انـشـدهــا بـعــد اليــوم إلا هـكــذا .

    من كرامات فاطمة بنت الحـُسين

    أن الـولـيـد بـن عـبـد الملك لما أمر بإدخال الحجرات في المسجـد خـرجـت فاطمة بنت الحسين (ع)

    إلى الحـرة وبـنـت داراً لها وأمرت بحـفـر بـئـر ، فـظـهـر فـيـه جـبـل فـقـيـل لها فـتـوضأت ورشـت

    بفاضل وضوئها عـليه فـلـم يـتـصعـب عليهم فـكـانـوا يـتـبـركـون بمائة ويـسمـونـه ( زمزم ) .

    \

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:26 am


    الشخصية السابعة :

    << فاطمة بنت مولانا أمير المؤمنين >>

    مـــن هـي فــاطـمـة ؟

    تـزوجها أبــو سعـيــد بـن عـقـيـل ، فـولــدت لـه حـَمـيـدة .

    ومـد في عـُمرها حتى رآها مولانا الإمام الصادق(ع) ، كما في قرب الإسناد ..

    في أن أم موسى خادمة عـلي (ع) كانت حاضنة فاطمة بـنـتـه .

    ويـظهر من جملة من الأخبار أنها كانت مع أختها زينب الكبرى في وقائع عاشوراء، وكانت حيث

    نـقـلت ظـلـم يـزيـد عـلى أهـل بـيـت الحـُسين (ع) في الشام .

    ولما وردوا في المدينة قالت لأختها زينب : قــد وجـب علينا حق هــذا ..

    ( تـعـني الرسول الـذي كان معـهـن من الشام ) لحسن صحـبـتـه لـنـا ، فـهـل لـك أن تـصـلـه ؟

    قالت: فقالت : والله مالنا ما نصله بــه إلا أن نـعـطيه حـلـيـنـا .

    فـأخـذت سواري ودملجي وسوار أخـتـي ودملجها ، فـبعـثـنا بها إليه واعـتـذرنا من قـلـتـهـا - الخ .

    وروي عـنها أنها قالت : لما أجلسنا بـيـن يـدي يـزيـد بـن معاوية رق لنا أول شئ وألطـفـنـا ..

    ثم نقلت كلام الشامي الذي قال لـيـزيـد : هـب لي هـذه الجارية ..

    قالت : يعـنـيـني - إلى آخر ما جرى بينهن .

    وهي التي لما رأت عبادة ابـن أخيها مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) ..

    شكت إلى جابر لكي يأتيه ويـدعــوه إلى إبـقـــاء نفسه - الخ .

    ويروي الكليني في الكافي عن أبي بصير عـنها ، روى أبـو بـصير عـنها ، عن أمامة ..

    عـنها حـديـث رد الشـمـس .

    .: لمحات عامة من حياتها .

    نـقـلها لحديث منزلة علي (ع) : أخبرنا عـمر بـن علي حدثـنا يحيى يعـني ابـن سعـيد

    حدثـنا موسى الجهني قال : دخلت على فاطمة بنت علي ....

    فقال لها رفـيـقـي : هـل عـنـدك شئ من والــدك يــوهــب ؟

    قالت : حدثـتـني أسماء بنت عـميس أن رسول الله (ص)

    قال لعـلي أنـت مني بمنزلة هـارون من موسى إلا أنه لا نـبـي بـعـدي .

    أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا جعـفر بـن عـون عـن موسى الجهني قال :

    أدركت فاطمة بنت علي وهي بنت ثمانين سنة فـقـلت لها تحفـظـين عـن أبـيك شـيئـا ؟

    قالت : لا ولكني سمعـت أسماء بنت عـميس أنها سمعـت من رسول الله (ص)

    يقول : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس من بـعـدي نـبي .

    حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا أبو نعيم حدثنا حسن وهو ابن صالح عن موسى الجهني

    عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أن رسول الله (ص)

    قال: يا علي انك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعـدي .

    فاطمة في مجلس الطاغـية يــزيـــد :

    روي عن فاطمة بنت على (عليه السلام) ، أنها قالت : لما أجلسنا بـين يــدي يـزيـد بـن معاوية

    رق لـنـا أول شئ وألطـفـنـا ، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إليه ، ...

    فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية . يعنيني ، وكنت جارية وضيئة ، فأرعبت وفرقت

    وظـنـنـت أنـه يـفـعـل ذلك ، فأخذت بثياب أختي ، وهي أكبر مني وأعـقـل ،...

    فقالت : كـذبـت والله ولعـنـت ، ما ذاك لك ولا لـــه .

    فـغـضب يـزيـد (لعنه الله) فـقـال : بـل كـذبـت والله ، لو شـئـت لـفعـلـتـه .

    قالت : لا والله ، ما جـعـل الله ذلك لـك ، إلا أن تخرج من ملتـنـا وتـديـن بـغـيـر ديـنـنـا .

    فـغـضب يـزيـد (لعنه الله) ، ثم قال : إياي تـستـقـبـلـيـن بهذا ؟! إنما خرج من الدين أبوك وأخوك .

    فقالت : بـديـن الله وديـن أخي وأبي وجـدي اهـتـديـت أنـت وجـدك وأبـوك .

    قال : كـذبـت يا عـــدوة الله .

    قالت : أمير يـشـتم ظالما ويـقـهـر بسلطانه .

    قالت : فكأنه (لعنه الله) استحـيى فـسكت ، فأعاد الشامي (لعنه الله)

    فقال يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية .

    فقال له : اغرب ، وهــب الله لـك حـتـفـا قاضيا .

    خـبـر نساء الحسين في الخربة :

    حـدثـني بذلك محمد بن علي ماجـيلويه (رحمه الله) ، عـن عـمه محمد بن أبي القاسم ،

    عـن محمد بن علي الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن لوط بن يحيى ، عن الحارث بن كعـب ،

    عن فاطمة بنت علي (صلوات الله عليهما) : ثم إن يزيد (لعنه الله) أمر بنساء الحسين (ع)

    فحبسن مع علي بن الحسين (عليهما السلام) في محبس لا يكنهم من حر ولا قــر حتى تـقـشرت

    وجوههم ، ولم يرفع بـبـيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجــد تحته دم عبـيـط ..

    وأبصر الناس الشمس على الحيطان حمراء كأنها الملاحف المعـصفـرة ..

    إلى أن خرج علي بن الحسين (عليهما السلام) بالنسوة ، ورد رأس الحسين (عليه السلام)

    إلى كربلاء .

    فاطمة وإكرام حادي ظـعـن قافلة السبايا :

    ولما قربوا من المدينة قالت فاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام لأختها زينب :

    قــد وجب علينا حق هذا لحسن صحبته لنا ، فهل لك أن تـصلـيه ؟

    قالت: والله ما لنا ما نصله به إلا أن نعـطيه حلينا ..

    قالت فاطمة : فأخـذت سواري ودملجي و سوار أختي ودملجها ، فـبعـثـنا به إليه واعتذرنا من قلتها .

    حال بنات الرسالة بـعـد واقعة الطف المريرة :

    وقالت فاطمة بنت أمير المؤمنين (ع) ما تحنأت امرأة منا ولا أجالت في عـيـنها مرودا ولا امتشطت

    حتى بـعـث المختار برأس عـبـيـد الله بن زياد ، ومن أحق من الهاشميات بالاعمال التي تـناسب

    طيب أصلهن وكرم عـنصرهـن .

    وعن عبد الله بن محمد بن أبي سعـيد ، عن أبي العـيـناء ، عن يحيى ابن راشد ..

    قال : قالت فاطمة بنت علي : ما تحنأت امرأة منا ، ولا أجالت في عينها مرودا ، ولا امتشطت حتى

    بعـث المختار رأس عـبـيـد الله بـن زياد .

    خبر فاطمة وعبادة السجاد :

    عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عـبـد الله جعـفر بن محمد بن حسن العلوي الحسني ..

    قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي ، قال: حدثنا حسين بن شداد الجعفي ،

    عن أبيه شداد ابن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي ..

    عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) : أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل

    ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام

    الأنصاري ..

    فقالت له : يا صاحب رسول الله ، إن لنا عليكم حقوقا ، ومن حقـنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك

    نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين ،

    قـد انخرم أنفه ، وثـفـنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأبا منه لنفسه في العبادة .

    فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين (عليهما السلام) ، وبالباب أبو جعـفر محمد بن علي (ع)

    في أغـيلمة من بني هاشم قد اجتمعـوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا ..

    فقال : هذه مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسجيته ، فمن أنت يا غلام ؟

    قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) .

    ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ، ادن مني بأبي أنت وأمي ، فدنا منه فحل جابر أزراره ووضع

    يده في صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه ..

    وقال له : أقرئك عن جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام ، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ،

    وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا .

    وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك .

    ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، ..

    وقال : إن شيخا بالباب ، وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله .

    ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل ؟

    قال: نعم إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء، ولقد أشاط بدمك .

    ثم أذن لجابر ، فدخل عليه فوجده في محرابه ، قد أنضته العبادة ، فنهض علي (عليه السلام)

    فسأله عن حاله سؤالا حفيا ، ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله ..

    أما علمت أن الله (تعالى) إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغـضكم وعاداكم ،

    فـما هـذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟

    قال له علي بن الحسين (عليهما السلام) : يا صاحب رسول الله ، أما علمت أن جدي

    رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ،

    وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم

    من ذنبك وما تأخر !

    قال : أفلا أكون عبدا شكورا .

    فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد

    والتعب إلى القصد ، قال له : يا بن رسول الله ، البقيا على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع

    البلاء ، وتستكشف اللاواء ، وبهم تستمطر السماء .

    فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما ( صلوات الله عليهما ) حتى ألقاهما ؟

    فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف

    بن يعقوب (عليهما السلام) ، والله لذرية علي بن الحسين (عليهما السلام) أفضل من ذرية يوسف

    بن يعقوب ، إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:28 am

    الشخصية الثامنة :

    << الرباب بنت امرئ القـيـس >>

    الرباب بنت امرئ القـيـس بـن عـدي ، زوجة الحسين السبط الشهيد ، كانت معه في وقعة كربلاء ..

    وبـعـد استـشهاده جـيء بها مع السبايا إلى الشام ، ثم عادت إلى المدينة ، فـخـطـبـها الأشراف ..

    فـأبـت ، وبـقـيـت بـعـد الحـُسين سـنـة لم يـظـلها سـقـف بـيـت حتى بـلـيـت وماتـت كـمـدا ً..

    وكانـت شاعـرة لها رثاء في الحـُسين عليه السلام .

    من هي الرباب ؟

    الرباب بنت امرئ القـيـس بـن عـدي الكـلـبـيـة : كانت من خيار النساء وأفضلهـن ...

    أسلم أبـوهـا وكان نـصـرانـيًـا فـولـي في زمـن عـمـر عـلى مـن أسـلـم بالشام مـن قـضـاعـة .

    وخـطـب منه الإمام علي بـن أبي طالب (ع) ابـنـتـه الرباب لابـنـه الحـُسين (ع) ، فـولـدت لـه

    سكينة عـقـيلة قـريـش ، وعـبـد الله بن الحـُسين (ع) ، قـتـل يـوم الطـف وأمه تـنـظـر إلـيـه .

    وقـد بـقـيـت الرباب سنة بـعـد شهادة الحـُسين (ع) لم يـظـلها سقـف بـيـت حـزنا على الحسين (ع)

    حتى بـلـيـت وماتـت كـمـدًا عـليه ، وذلك بـعـد شهادة الحـُسين (ع) بسنة ، ودفـنـت بالمـديـنـة .

    وجاء في مستدركات علم رجال

    رباب بنت امرئ القـيـس :

    هي زوجة الحسين صلوات الله عليه .

    ولد له منها عبد الله الرضيع وسكينة .

    لم تـتـزوج بـعـده مع أنه خـطـبـهـا الأشـراف .

    وبـقـيـت بـعـد الحـُسين (عليه السلام) لم يظـلها سـقـف بـيت حتى بـلـيـت وماتـت كـمـدا .

    وإليه تـنـسـب هــذه الأشـعـار :

    لعـمرك إنـني لأحـب دارا && تكون بها سكينة والرباب

    أحبـهـما وأبذل جل مالي && وليس لعاتب عندي عـتاب

    خـبـر الرباب في واقـعـة الطــف :

    وصية الحـُسين (ع) للـنساء وفـيـهـن الرباب :

    نـقـل السيد ابـن طـاووس : فـعـزى الحـُسين أم كـلـثـوم ..

    وقال لها : يـا أخـتـاه ! تـعـزي بـعـزاء الله فإن سكان السموات يـفـنـون وأهـل الأرض كـلهـم

    يـمـوتـون وجميع البـريـة يـهـلـكـون .

    ثم قال : يا أخــتــاه ، يا أم كلثوم ! وأنت يا زينب ! وأنت يا فاطمة ! وأنت يا رباب !

    إذا أنــا قـتـلـت فـلا تـشـقـقـن عـلي جـيـبــا ولا تـخـمـشـن عـلي وجـهـاً ولا تـقـلـن هـجـرا .

    قـتـل طـفـلـهـا الـرضـيع في كـربـلاء :

    عـبـد الله بن الحـُسين بـن عـلي بـن أبي طالب : أمـه : الرباب بنت امرئ القـيـس الكـلـبـي .

    كان طـفـلا رضـيـعـا حـيـن قـتـل في حجر أبـيـه الحـُسـيـن .

    رماه عـقـبـة بـن بـشـر بسهم فـذبـحـه ، ( في الطبري إن الـذي رماه : هاني بـن ثـبـيـت الحضرمي )

    وفي الزيارة أن الـذي رماه ( حـرمـلـة بـن كـاهـل الأسـدي ) .

    وفاء الرباب لزوجها الحـُسين :

    ذكـر أن الرباب لمَّا وضع رأس الحـُسين (ع) في مجـلس عـبـيـد الله بـن زيـاد ، لم تتمالك نفسها

    أن هـجـمت على الرأس واحـتـضـنـتـه وأخـذت تـقـبّـِلـه وتـنـعـيـه ، ومن معالم إخـلاصها هـنـا

    أن السبـايـا لما انـصـرفـن مـن كربلاء إلى المـديـنـة ، أبــت هــذه الحــُرَّة الـذهـاب معهم ، بـل آثـرت

    أن تـظـل عـنـد قـبـر زوجها الحـُسين (ع) هـائـمـة تـبـكـي عـليه وتـرثـيـه ، حـتـى مـضـت عـليـهـا

    سنة كاملة ، وأبـت أن تـسـتـظـل بـظـل ، فـضربـت بـذلـك لـذوات الحـجـال مثالاً من الوفاء

    والإخـلاص أي مـثـال .

    نـدبـهـا لـسـيــد الشـُهــداء :

    ورد في كامل التواريخ : أن رباب بنت امرئ القـيس زوجة الحسين (ع) ...

    خطبها الاشراف ( بـعـد شهادة الحـُسين ) فـقـالت لا والله ما كـنـت لاتـخــذ حـمـوا بـعـد رسول الله ...

    وبـقـيـت... تـجـلس في حرارة الشمس حتى ماتـت كـدا وكانـت تــُرثـي الحـُسيـن :

    إن الـذي كـان نــورا يُـسـتـضـاء بــــه

    في كـربـلاء قــتـــيــل غـيـر مـدفــــون

    ســبــط النـبـي جــزاك الله صــــالـحــة

    عَـــنـّا وجـنـّبـت خـسـران المـوازيـــن

    ونـقـل موسوعة عاشوراء جـاء فـيـه :

    خـطـبها الكثير من أشراف قريش فرفـضتهم وأبــت الزواج من أحــد بـعـد الحـُسين .

    كانت دائمة البكاء على أبي عـبـد الله عليه السلام ولا تـجـلـس في ظـل .

    وتـوفـيـت من أثر شـدة حزنها وجزعها على الحُسين وذلك بـعـد سنة من استشهاده (أي في عام 62) .

    \


    الشخصية التاسعة :

    << رقية بنت الإمام الحسين >>

    رقية بنت الإمام الحسين عليها السلام

    بنت الإمام الحسين عليه السلام ، وكان لها من العـمر أربع سنوات ، وكانت برفـقـة القـافـلة التي

    سارت نحو كربلاء ، وأخذت مع السبايا .

    وفي الشام رأت أباها ليلة في المنام ، وبعـد اليقظة أخذت تبكي وتطلب أباها ، فبلغ الخبر يزيد ..

    فأمر أن يأتوها برأس أبيها ، ولما جاؤها به تألمت أكثر لذلك الموقف ، وماتت في تلك الأيام

    في خربة الشام ( التي وضع فيها أهـل البـيـت حـيـنـذاك ) ..

    ولا يـوجـد رأي مـتـفـق عـليه بـيـن المـؤرخـيـن بشأن هـذه الطـفـلـة وكـيـفـيـة استـشهـادهـا .

    إن صـغـر سن هـذه الطـفـلة ، ورقة عواطفها وكيفية وفاتها ودفـنها تـثـيـر الحيرة والألم في النفوس ..

    فلا غــرو لو كانت لها مكانة خاصة في قـلوب الشيعة ..

    ويـقـع موضع دفـنها عـنـد سوق قـديـم يـبـعـد قـلـيـلا عـن المسجـد الأموي في دمشق ، وقــد بـنـي

    عــدة مرات .. كان آخرها سنة 1985 من قـبـل إيران حيث تم منه توسيع الضريح وترميمه .

    ولضريح هـذه الطـفـلة الآن بـنـاء ضـخـم يــزوره المـوالـيـن لأهـل البـيـت .

    وجاء في كـتـاب أعـيـان الشيعة

    .: رقـيـة بـنـت الحـُسين :.

    يـنسب إليها قـبـر ومشهد مزور بمحلة العـمارة من دمشق الله أعلم بصحته جـدده الميرزا علي أصغـر

    خان وزير الصدارة في إيران عام 1323 وقــد أرخـت ذلـك بتاريخ منـقـوش فـوق الباب أقول فـيـه

    من أبــيــات :

    لــه ذو الـرتـبـة العـلـيـا عـلـي && وزيـر الصـدر في إيــران جـــدد

    وقــــد أرخـتـهـا تـزهـو سـنـاء && بـقـبـر رقــيــة مـن آل احـــمــــد

    جاء في بحث ( بعـض شخصيات بني هاشم .. وبعـض الممدوحين والمذمومين من ذرياتهم )

    قال الشعـراني ... إن رقية بنت الحسين ( مـدفـونة ) في المشهد القـريب من جامع دار الخليفة

    أمير المؤمنين يزيد ومعها جماعة من أهـل البـيـت ... للسيدة رقية بنت الحسين (ع)

    ضريحا بدمشق الشام وان جدران قبرها تعـيـبت فأرادوا إخراجها منه لتجديده ...

    فحضر شخص يدعى السيد بن مرتضى فـنـزل في قبرها ..

    وأخرجها فـإذا هي بـنـت صغـيرة دون البـلـوغ ...


    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:30 am



    الشخصية العاشرة :

    << السيدة زينب بنت الإمام علي >>


    .: زينب بنت علي :.
    روت عـن أمها سلام الله عليها ، وروى عنها جابر .. وروى عنها عباد العامري ،

    ذكره في المشيخة : في طريقه إلى إسماعيل بن مهران .

    قال : إنها شريكة أخيها الحسين (عليه السلام) في الذب عن الإسلام والجهاد في سبيل الله ، والدفاع

    عن شريعة جدها سيد المرسلين ، فتراها في الفصاحة كأنها تفرغ عن لسان أبيها ، وتراها في

    الثبات تـنئ عن ثبات أبيها ، لا تخضع عند الجبارة ، ولا تخشى غـير الله سبحانه تقول حقا

    وصدقا ، لا تحركها العـواصف ، ولا تـزيـلها القـواصـف ، فـحـقـا هي أخت الحسين (ع)

    وشريكته في سبيل عـقـيـدتـه وجهاده .



    وعن بعـض وأهم المواقف التي مرَّت بها سيـدتـنا زينب الكبرى(ع) وبعـضا من خطبها نوردها

    لكم كالتالي :


    .: زيــنــب الكــُبــرى :.

    من هي زينب الكبرى ؟

    بنت مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) .

    وتعـرف بالعـقـيـلـة .

    أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) .


    فـضـلـها :
    كانت زينب (ع) من فضليات النساء .. وفضلها أشهر من أن يذكر وأبين من أن يسطر .

    وتعلم جلالة شانها وعلو مكانها وقوة حجتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها

    وبلاغة مقالها حتى كأنها تفرع عن لسان أبيها أمير المؤمنين (ع) من خطبها بالكوفة والشام

    واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما حتى لجا إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة

    والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجة ...


    وليس عجـيـبا من زينب أن تكون كذلك وهي فرع من فروع الشجرة الطيـبة النبـوية والأرومة

    الهاشمية جـدها الرسول وأبـوهـا الوصي وأمها البـتـول وأخواها لأبـيـها وأمها الحسنان ولا بــدع

    أن جاء الفرع على منهاج أصله .



    زواجها وأبنائها (عليها سلام الله) :
    وكانت زينب الكبرى متـزوجة بابـن عـمها عـبـد الله بـن جـعـفـر بـن أبي طالب وولـد لـه منها

    علي الـزيـنـبـي وعـون ومحمد وعباس وأم كلثوم لسبـط بـن الجـوزي يـوسف قـزاوغـلـي وعـون

    ومحمد ، قـتـلا مع خالهما الحـُسين (ع) بـطـف كـربـلا .


    وأم كـلثـوم هـي التي خـطـبـهـا معـاويـة لابـنـه يـزيـد فـزوجـهـا خالها الحـُسين (ع) من ابـن عـمها

    القاسم بـن محمد بـن جـعـفـر بـن أبـي طـالـب .



    السـيـدة زينب (ع) أم المـصـائـب :
    وسُميت أم المصائب وحـق لها أن تـسمى بـذلـك فـقـد شاهـدت مصيبة وفاة جدها الرسول (ص)

    ومصيبة وفاة أمها الزهراء (ع) ومحـنـتـهـا ومصـيـبـة قـتـل أبـيـها أمير المؤمنين (ع) ومحنة

    ومصيبة شهادة أخيها الحـَسن بالسم ومحـنـتـه والمصيـبة العـُظمى بـقـتـل أخيها الحـُسين (ع)

    من مبـتـداهـا إلى مُنـتـهـاهـا ...


    وقـتـل ولـداهـا عـون ومحمد مع خالهما أمام عـيـنها وحُملت أسيرة من كربلاء إلى الكوفة وأدخلت

    على ابـن زيـاد إلى مجلس الرجال وقابلها بما اقـتـضاه لـؤم عـنـصره وخـسة أصله من الكلام الخشن

    الموجع وإظهار الشماتة الممضة وحملت أسيرة من الكوفة إلى ابـن آكلة الأكباد بالشام ورأس أخيها

    ورؤوس ولـديـها وأهـل بـيـتها أمامها على رؤوس الرماح طـول الطريق حتى دخـلـوا دمشق على

    هـذه الحال وادخلوا على يـزيـد في مجلس الرجال وهم مـقـرنـون بالحـبـال .


    قال المفـيد فرأى هـيـئة قـبـيحة وأظهر السخـط على ابن زياد ثم أفرد لهن ولعـلي بـن الحسين دارا

    وأمر بسكوتهم وقال لزين العابدين كاتبني من المدينة وانه إلى كل حاجة تكون ولما عادوا أرسل

    معهم النعـمان بن بشير وأمره أن يرفق بهم في الطريق ولما غـزا جيشه المدينة أوصى

    مسرف بـن عـقـبة بـعـلي بـن الحـُسين (ع) .



    وذلك لما رأى من نقمة الناس عليه فأراد أن يتلافى ما فرط منه وهيهات كما قال الشريف الرضي :

    وود أن يتلافى ما جـنـت يـــده && وكان ذلك كـسرا غـيـر مجــبـــور



    السيدة زينب (ع) ووقعة الطـف المريرة :
    وكان لزينب في وقعة الطف المكان البارز في جميع الحالات وفي المواطن كلها فهي التي كانت

    تمرض العـليل وتراقب أحوال أخيها الحسين (ع) ساعة فساعة وتخاطبه وتسأله عند كل حادث

    وهي التي كانت تدبر أمر العـيال والأطفال وتـقـوم في ذلك مقام الرجال وهي التي دافعـت عـن

    زين العابدين لما أراد ابن زياد قـتـله وخاطبت ابن زياد بما ألقمه حجرا حتى لجا إلى ما لا يلجأ إليه

    ذو نفس كريمة وبها لاذت فاطمة الصغـرى وأخـذت بـثـيـابـها لما قال الشامي ليزيد هـب لي هـذه

    الجارية فخاطبت يزيد بما فضحه وألقمته حجرا حتى لجا إلى ما لجا إليه ابن زياد .



    دور زوجها عـبد الله بن جعـفـر في نصرة الحـُسين (ع) :
    والذي يلفت النظر أنها في ذلك الوقت كانت متزوجة بعـبد الله بن جعـفـر فاختارت صحبة أخيها

    على البقاء عند زوجها وزوجها راض بذلك مبتهج به وقــد أمر ولديه بلزوم خالهما والجهاد بين

    يديه ففعلا حتى قـتلا وحق لها ذلك فمن كان لها أخ مثل الحـُسين وهي بهذا الكمال الفائق

    لا يستـغـرب منها تـقـديم أخيها على بعـلها .



    أخبارها المُتعلقة بـوقـعة الطـف حتى رجوعها للمديـنـة :
    روى ابـن طاوس أن الحـُسين (ع) لما نزل الخـزيـمـيـة أقام بها يوما وليلة فلما أصبح أقـبـلت إليه

    أخته زينب فقالت يا أخي ألا أخبرك بشئ سمعـته البارحة فقال الحسين (ع) وما ذاك فقالت خرجت

    في بعـض الليل لقضاء حاجة فسمعـت هـاتـفـا يـُهـتـف ويـقـول :


    ألا يا عـيـن فاحـتـفـلي بـجـهـد && ومن يـبـكي على الشـهـداء بـعـدي

    على قـوم تـَسوقـهـم المـنـايـا && بـمـقــدار إلى انـجـــــــاز وعــــــــد
    فقال لها الحـُسين (ع) يا أخـتـاه كـل الـذي قـضي فـهـو كـائـن .



    زينب يوم التاسع من محرم :
    وقال المفيد : لما كان اليوم التاسع من المحرم زحـف عمر بن سعـد إلى الحـُسين (ع) بـعـد العـصر

    والحـُسين (ع) جالس أمام بـيـته محـتـب بسيفه إذ خـفـق برأسه على ركبـتـيـه فسمعـت أخته الضجة

    الصيحة فـدنـت من أخيها ...

    فقالت : يا أخي أما تسمع هـذه الأصوات قــد اقـتـربـت فرفع الحـُسين رأسه ...

    فـقـال : إني رأيت رسول الله (ص) الساعة في المنام فقال لي : انك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها

    ونادت بالويل ...

    فقال لها الحـُسين : ليـس لـك الـويـل يا أخـتـاه اسـكـتي رحـمـك الله ...

    والمراد بأخته في هذه الرواية هي زينب بلا ريب لأنها هي التي كانت تراقب أحوال أخيها في كل

    وقت ساعة فساعة وتتبادل معه الكلام فيما يحدث من الأمور والأحوال ...


    وقد روى ابن طاوس هذه الرواية مع بعـض الزيادة وصرح بان اسمها زينب فقال فسمعـت أخته

    زينب الضجة إلى أن قال فلطمت زينب وجهها وصاحت ونادت بالويل فقال لها الحسين (ع)

    ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله لا تـُشمتي القــوم بنا .


    وقال ابن الأثير : نهض عـمر بـن سعـد إلى الحـُسين عـشية الخميس لتسع مضين من المحرم

    بعـد العـصر والحـُسين جالس أمام بـيـتـه محـتـبـيـا بسيفه إذ خـفـق برأسه على ركبته وسمعـت

    أخته زينب الضجة فـدنـت منه فأيـقـظـتـه فرفع رأسه فقال إني رأيت رسول الله (ص) في المنام

    فقال إنك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها وقالت يا ويـلـتـاه قال ليس لـك الـويـل يا أخـيـة اسكـتي

    رحمك الله ...


    وقال المـفـيـد : قال علي بن الحـُسين : إني لجالس في صبـيحتها وعندي عـمتي زينب تمرضني

    إذ اعـتـزل أبي في خـباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغـفاري وهو أي جـويـن يعالج سيفه

    ويصلحه وأبي يـقـول :

    يا دهـر أف لـك من خليل && كم لـك بالإشـراق والأصـيـل

    من صاحب أو طالب قتيل && والـدهــر لا يـقـنـع بـالـبـديـل

    وإنما الأمر إلى الجـلـيـل && وكـل حــي سـالـك سـبــيـلــي

    السبـيل فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد فخـنـقـتـني العـبرة فرددتها ولزمت

    السكوت وعلمت أن البلاء قـد نزل وأما عمتي فإنها لما سمعـت وهي امرأة ومن شان النساء

    الرقة والجزع فـلم تملك نفـسها أن وثـبـت تـجـر ثـوبـها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه ...

    فقالت : وا ثكلاه ليت الموت أعـدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن

    يا خليفة الماضي وثمال الباقي ...

    فـنـظـر إليها الحـُسين (ع) فقال لها : يا أخية لا يـذهـبـن حلمك الشيطان وترقرقت عيناه بالدموع

    وقال : لو تـرك القــطـا لـيـلا لـنـام ...

    فقالت : يا ويلتاه أفـتـغـتـصب نـفـسك اغـتـصابا فـذلـك أقرح لقلبي وأشد على نفسي ثم لطمت

    وجهها وهـوت إلى جـيـبـها فـشقـتـه وخرت مغـشيا عليها ...

    فقام إليها الحسين وصب على وجهها الماء وقال : لها أيها يا أختاه اتقي الله وتعـزي بعـزاء الله

    واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبـقـون وان كل شئ هالك إلا وجهه إلى

    أن قال فعـزاها بهذا ونحوه ...

    وقال لها : يا أخية إني أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها

    ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ثم جاء بها حتى أجلسها عندي .

    وروى ابن طاوس في الملهوف هـذا الخبر بنحو ما رواه المفيد وصرح باسم أخته زينب وزاد

    في الأبيات ما أقرب الوعـد من الرحيل ...

    قال : فسمعـت أخته زينب بنت فاطمة (ع) ذلك فقالت يا أخي هذا كلام من أيقن بالقـتـل ...

    فقال: نعـم يا أختاه ...

    فقالت زينب : وا ثكلاه ينعـى الحـُسين إلي نفسه .. الخ ( قول زينب عليها السلام ) .


    وقال ابن الأثير في الكامل سمعـته أخته زينب تلك العـشية وهو في خباء له يـقـول وعـنـده حوي

    مولى أبي ذر الغـفاري يعالج سيفه : يا دهـر أف لك من خليل الأبيات الثلاثة المتـقـدمة ثم ذكر تمام

    الخبر بنحو مما ذكره المفـيد وابن طاوس ...



    وصية الحـُسين (ع) للنساء :

    ثم ذكر ابن طاوس انه خاطب النساء وفيهن زينب وأم كلثوم فقال انظرن إذا أنا قتلت فلا تشقـقـن

    علي جـيـبـا ولا تخمشن علي وجها ولا تـقـلـن هـجـرا .


    زينب (ع) عـنـد مـقـتـل عـلي الأكـبـر :

    وقال المفيد : لما قـتـل علي بن الحسين الأكبر خرجت زينب أخت الحسين مسرعة تنادي يا حبيباه

    ويا ابن أخياه وجاءت حتى أكبت عليه فاخذ الحـُسين برأسها فردها إلى الفـسطاط .


    عـنـد بروز الحـُسين للقـتـال :
    قال ابن الأثـير : حمل الناس على الحسين عـن يمينه وشماله فحمل على الذين عن يمينه فـتـفـرقـوا

    ثم حمل على الذين عـن يساره فـتـفـرقـوا فـما رئي مكـثـور قـط قــد قـتـل ولده وأهـل بـيـته وأصحابه

    أربط جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه ... إن كانت الرجالة لتـنكـشف عن يمينه وشماله

    انكشاف المعـزى إذا شــد فيها الذئب ...


    فـبـيـنما هـو كذلك إذ خرجت زينب وهي تقول ليت السماء أطـبـقـت على الأرض وقـد دنا عمر بن سعـد

    فقالت يا عمر أيـقـتـل أبـو عـبد الله وأنت تـنظر فـدمعـت عـيناه حتى سالت دموعه على خديه ولحيته

    وصرف وجهه عنها .



    يوم الحادي عشر من محرم :
    قال ابن طاوس : لما كان اليوم الحادي عشر بعـد قـتل الحسين (ع) حمل ابن سعـد معه نساء

    الحـُسين وبناته وأخواته فقال النسوة بحق الله ألا ما مررتم بنا على مصرع الحسين فمروا بهن على

    المصرع فلما نظر النسوة إلى القـتـلى فـو الله لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين وتنادي

    بصوت حزين وقـلب كـئـيـب :


    يا محمداه صلى عليك مليك السما هذا حسينك مرمل بالدما مقطع الأعضاء وبناتك سبايا

    إلى الله المشتكى والى محمد المصطفى والى علي المرتضى والى فاطمة الزهراء والى حمزة سيد

    الشهداء يا محمداه هـذا حـُسين بالعـرا تسفي عليه ريح الصبا قـتيل أولاد البغايا وا حزناه وا كرباه

    عليك يا أبا عبد الله اليوم مات جدي رسول الله يا أصحاب محمد هؤلاء ذرية المصطفى يساقون

    سوق السبايا ...



    وفي بعض الروايات : وا محمداه بناتك سبايا وذريتك مقـتـلة تسفي عليهم ريح الصبا وهذا حسين

    محزوز الرأس من القـفا مسلوب والردا بأبي من أضحى عسكره يوم الاثنين نهبا بأبي من فسطاطه

    مقطع العرى بأبي من لا غائب فيرتجى ولا جريح فيداوى بأبي من نفسي له الفدا بأبي المهموم حتى

    قضى بأبي العـطشان حتى مضى بأبي من شيبته تقطر بالدما بأبي من جده رسول إله السماء بأبي من

    هو سبط نبي الهدى بأبي محمد المصطفى بأبي خديجة الكبرى بأبي علي المرتضى بأبي فاطمة الزهراء

    بأبي من ردت له الشمس حتى صلى ... فأبكت والله كل عـدو وصديق .


    ولما دخلوا الكوفة جـعـل أهلها يناولون الأطفال الخبز والجبن والتمر والجوز فكانت زينب تأخذ ذلك

    من أيدي الأطفال وترمي به وتقول يا أهل الكوفة ان الصدقة علينا حرام .



    خطبة زينب بالكوفة :
    روى ابن طاوس : انه لما جئ بسبايا أهل البيت إلى الكوفة جعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون

    قال بشر بن خزيم الأسدي ونظرت إلى زينب بنت علي (ع) يومئذ فلم أر خفرة انطق منها كأنها تفرع

    عن لسان أمير المؤمنين (ع) وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ... فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس

    ثم قالت :

    الحمد لله والصلاة على محمد وآله الطاهرين ...

    أما بعـد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغـدر أتبكون فلا رقات الدمعة ولا قطعت الرنة إنما مثلكم

    كمثل التي نقضت غزلها من بعـد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ألا وهل فيكم إلا الصلف

    النطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمر الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة

    الا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم وفي العـذاب أنتم خالدون ...


    أتبكون وتنتحبون إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها

    بغسل بعدها أبدا وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ

    حيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب

    السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفـقة وبؤتم بغـضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة ...


    ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لرسول الله (ص) فريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم سفكتم

    وأي حرمة له انتهكتم لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء نأناء خرقاء شوهاء كطلاع الأرض

    أو ملء السما أفعجبتم أن مطرت السماء دما فلعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون فلا يستخفنكم

    المهل فإنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار وان ربكم بالمرصاد ...


    قال فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخا واقفا

    إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير

    الشباب ونساؤكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزي ولا يبزي .



    دخول سبايا أهـل بيت النبوة على بن زياد :

    قال المفيد : ادخل عيال الحسين (ع) على ابن زياد فدخلت زينب أخت الحسين (ع) في جملتهم

    متنكرة وعليها أرذل ثيابها فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفت بها إماؤها ...


    فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت فجلست ناحية ومعها نساؤها ؟

    فلم تجبه زينب ... فأعاد ثانية وثالثة يسأل عنها فقال له بعـض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة

    بنت رسول الله (ص) ...


    وكان هذه الأمة أرادت لفت نظره إلى لزوم تعـظيمها واحترامها بكونها بنت فاطمة بنت رسول الله (ص)

    وكفى ذلك في لزوم تعـظيمها واحترامها ولكن أبى له كفره وخبثه ولؤم عنصره إلا أن يتجهم لها

    في جوابه ويجيبها بأقبح جواب وهو الذي صرح بالكفر لما وضع رأس الحسين (ع) بين يديه بقوله

    يوم بيوم بدر ...


    فاقبل عليها ابن زياد فقال لها : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم ...

    فأجابته جواب الركين الرصين العارف بمواقع الكلام فقالت زينب :

    الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (ص) وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفتضح الفاسق ويكذب

    الفاجر وهو غيرنا والحمد لله ...

    فقال ابن زياد : كيف رأيت فعـل الله بأهل بيتك ...

    فقالت : كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاجون إليه

    وتختصمون عنده .

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:32 am


    وفي رواية غير المفيد أنها قالت : ما رأيت إلا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا

    إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ هبلتك أمك

    يا ابن مرجانة ...

    قال المفيد : فغضب ابن زياد واستشاط لما أفحمه جوابها فقال له عمر بن حريث :

    أيها الأمير إنها امرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ولا تذم على خطائها ...

    فعاد حينئذ إلى ما جبل عليه من سوء القول فقال لها ابن زياد : قـد شفى الله نفسي من طاغيتك

    والعصاة من أهل بيتك ...

    فرقت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي وأبرزت أهلي وقطعـت فرعي واجتـثـثت أصلي

    فان يشفك هـذا فـقـد اشتـفيت ...

    فقال ابن زياد : هذه سجاعة ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا ...

    فقالت : ما للمرأة والسجاعة إن لي عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نـفـث بما قلت .


    دفاع السيدة زينب (ع) عن الإمام السجاد :
    وسأل علي بن الحـُسين من أنت ؟ فأخبره ...

    فقال : أليس قـد قـتـل الله علي ابن الحسين ...

    فقال : كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس...

    قال : بل الله قتله ...

    قال : الله يتوفى الأنفس حين موتها ...

    فغضب ابن زياد وقال : وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي اذهبوا به فاضربوا عنقه ...


    وهكذا يكون حال من يعجز عن الجواب الحق من الظلمة أن يلجأ إلى السيف فتعلقت به زينب عمته...

    وقالت : يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته، وقالت: لا والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه...

    فنظر ابن زياد إليها واليه ساعة ثم قال: عجبا للرحم والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه دعوه

    فاني أراه لما به .

    وفي رواية أن عليا (ع) قال لعمته : اسكتي يا عمة حتى أكلمه ثم اقبل عليه فقال : أبالقتل تهددني

    أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ...



    زينب في خربة الكوفة :
    ثم أمر ابن زياد بهم فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي (ع) لا تدخلن

    علينا عربية إلا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا ...


    وهذا غاية ما في وسع زينب من إظهار الحزن والتألم لما أصابهم وإظهار فضائح الظالمين ...

    ثم إن ابن زياد بـعـث بهم إلى الشام إجابة لطلب يزيد بن معاوية ومعهم الرؤوس وفيها رأس

    الحسين (ع) ...



    زينب في مجلس يزيد :

    فــدعا بالرأس الشريف فوضع بـيـن يديه ...

    قال المفيد : ثم دعا يزيد بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه ... قالت فاطمة بنت الحسين (ع)

    فقام إليه رجل من أهل الشام احمر ...

    فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ...


    فأرعـدت وظـنـت أن ذلك جائز عندهم فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك لا يكون وكانت

    أكبر منها ...

    فقالت عمتي للشامي : كـذبت والله ولؤمت ما ذاك لك ولا له ...

    فغـضب يزيد وقال : كذبت إن ذلك لي ولو شئت أن افعـل لفعـلت ...

    قالت : كلا والله ما جعـل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتـديـن بغـيرها...

    فاستطار يزيد غضبا وقال إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ...

    قالت زينب : بدين الله ودين أبي ودين أخي اهـتـديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلما...

    قال : كذبت يا عـدوة الله ...

    قالت له : أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك ...

    فكأنه استحيا وسكت ...

    وقال ابن طاوس: أن زينب بنت علي (ع) لما رأت رأس أخيها بين يدي يزيد أهـوت إلى جيبها فشقته

    ثم نادت بصوت حزين : يقرح القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى

    يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى ...

    قال الراوي : فأبكت والله كل من كان حاضرا في المجلس ويزيد ساكت .


    خطبة السيدة زينب (ع) بالشام :

    روى ابن طاوس في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف : انه لما جئ برأس الحسين (ع) إلى يزيد

    بالشام دعا بقـضيب خيزران وجعـل ينكت به ثنايا الحسين (ع) ويقول من جملة أبيات :
    ليت أشياخي بـبدر شهـدوا && جزع الخزرج من وقع الأسل

    لأهـلـوا واستـهـلـوا فرحا && ثـم قـالـوا يـا يـزيــد لا تــشـــل



    فـقـامت زيـنب بنت علي (ع) فقالت :
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعـين صدق الله كذلك حيث يقول ثم كان عاقبة

    الذين أساؤوا السوءه أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار

    الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء أن بنا هوانا على الله وبك عليه كرامة وان

    ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا

    لك مستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا لا تطش جهلا أنسيت قول

    الله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم

    عذاب مهين ...


    أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن

    وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح

    وجوههن القريب والبعيد والدنئ والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي وكيف

    ترتجى مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء وكيف يستبطئ في بغضنا

    أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنان والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم .

    لأهلوا واستهلوا فرحا && ثم قالوا يا يزيد لا تشل

    منحنيا على ثـنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكات

    القرحة واستأصلت الشافة بإراقتك دماء ذرية محمد (ص) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب

    وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلترون وشيكا موردهم ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت

    ما قلت وفعلت ما فعلت اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا

    وقتل حماتنا ...


    فوالله ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله (ص) بما تحملت من سفك دماء

    ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم

    ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وحسبك بالله حاكما وبمحمد

    (ص) خصيما وبجبرئيل ظهيرا وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا

    وأيكم شر مكانا واضعف جندا ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لأستصغر قدرك واستعظم

    تقريعك واستكبر توبيخك ...


    لكن العيون عبرى والصدور حرى ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان

    الطلقاء فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي

    تنتابها العواسل وتعقرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما لنجدننا وشيكا مغرما حيث لا تجد إلا

    ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعـول ...


    فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا ترحض

    عنك عارها وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على

    الظالمين فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ونسأل الله أن

    يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل ...



    فــقـال يــزيــــد : يا صيحة تحمد من صوائح && ما أهــون النــوح على النوائح


    رحلة العودة من الشام إلى المدينة المنورة :
    قال ابن الأثير : أمر يزيد النعـمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسير معهم رجلا أمينا من

    أهل الشام ومعه خيل يسير بهم إلى المدينة فخرج بهم فكان يسايرهم ليلا فيكونون أمامه بحيث

    لا يفوتون طرفه فإذا نزلوا تنحى عنهم هو وأصحابه فكانوا حولهم كهيئة الحرس وكان يسألهم عن

    حاجتهم ويلطف بهم حتى دخلوا المدينة ...


    فقالت فاطمة بنت علي لأختها زينب : لقد أحسن هذا الرجل إلينا فهل لك أن نصله بشئ ؟

    فقالت : والله ما معنا ما نصله به إلا حلينا فأخرجتا سوارين ودملجين لهما فبعـثـتا بهما إليه

    واعتذرتا فرد الجميع ..


    وقال : لو كان الذي صنعت للدنيا لكان في هذا ما يرضيني ولكن والله ما فعلته إلا لله ولقرابتكم

    من رسول الله (ص) .
    هذه نبذة مما جرى على أهل بيت الرسالة من الظلم والفظائع الفادحة من أمة جدهم الرسول (ص)

    فكانت الأمة بين مقاتل وخاذل إلا نفرا يسيرا قاتلوا فقتلوا أو عمهم الخوف فسكتوا لا يقدرون لقلتهم

    على كثير ولا قليل فكان هذا جزاء رسول الله (ص) من أمة هداها إلى الإسلام وطهرها من عبادة

    الأوثان والأصنام وأوصاها بعترته وأهل بيته وأكد الوصية فجعلها أحد الثقلين كتاب الله والعترة

    وجعلها بمنزلة سفينة نوح وباب حطة وجعل المتقدم عليها هالكا والمتأخر عنها مارقا فكيف تكون

    بعد هذا خير أمة أخرجت للناس بجميعها لا بمجموعها وكيف يكون خير القرون قرنه ثم الذي يليه

    ثم الذي يليه وإنما مهدت القرون طريق ظلم أهل البيت للذي يليها .



    بعـض ما نسب إليها من المواعـظ والحكم :

    ذكر في كتاب بلاغات النساء : حدثـني أحمد بن جعـفر بن سليمان الهاشمي

    كانت زينب بنت عـلي تقول :

    - من أراد أن يكون الخلق شفعاءه إلى الله فليحمده ألم تسمع إلى قولهم سمع الله لمن حمده

    فخف الله لقدرته عليك واستح منه لقربه منك ...


    تحقيق حول محل قبرها ( سلام الله عليها ) :
    يجب أن يكون قبرها في المدينة المنورة فإنه لم يثبت أنها بعـد رجوعها للمدينة خرجت منها

    وان كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع وكم من أهل البيت أمثالها من جهل محل قبره وتاريخ

    وفاته خصوصا النساء وفيما الحق برسالة نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين في النجف

    وكربلا المطبوعة بالهند نقلا عن رسالة تحية أهل القبور بالمأثور عند ذكر قبور أولاد الأئمة (ع)

    ما لفظه : ومنهم زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (ع) وكنيتها أم كلثوم قبرها في قرب زوجها

    عبد الله بن جعـفر الطيار خارج دمشق الشام معروف جاءت مع زوجها عبد الله بن جعـفر أيام

    عبد الملك بن مروان إلى الشام سنة المجاعة ليقوم عبد الله بن جعفر في ما كان له من القرى

    والمزارع خارج الشام حتى تنقضي المجاعة فماتت زينب هناك ودفنت في بعـض تلك القرى هذا

    هو التحقيق في وجه دفنها هناك وغيره غلط لا أصل له فاغتنم فقدوهم في ذلك جماعة فخبطوا

    العـشواء بحروفه .



    وفي هذا الكلام من خبط العـشواء مواضع ...

    أولا : أن زينب الكبرى لم يـقـل أحد من المؤرخين أنها تكنى بأم كلثوم فقد ذكرها المسعـودي والمفيد

    وابن طلحة وغيرهم ولم يقل أحد منهم أنها تكنى أم كلثوم بل كلهم سموها زينب الكبرى وجعلوها

    مقابل أم كلثوم الكبرى وما استظهرناه من أنها تكنى أم كلثوم ظهر لنا أخيرا فساده ...

    ثانيا : قوله قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعـفر ليس بصواب ولم يقله أحد فـقـبر

    عبد الله بن جعـفر بالحجاز ففي عمدة الطالب والاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وغيرها انه مات

    بالمدينة ودفن بالبقيع وزاد في عمدة الطالب القول بأنه مات بالأبواء ودفن بالأبواء ولا يوجد قرب

    القبر المنسوب إليها براوية قبر ينسب لعبد الله بن جعفر ...

    ثالثا : مجيئها مع زوجها عبد الله بن جعـفـر إلى الشام سنة المجاعة لم نره في كلام أحد من المؤرخين

    مع مزيد التفتيش والتنقيب وإن كان ذكر في كلام أحد من أهل الاعصار الأخيرة فهو حدس واستنباط

    كالحدس والاستنباط من صاحب التحية فان هؤلاء لما توهموا أن القبر الموجود في قرية راوية

    خارج دمشق منسوب إلى زينب الكبرى وإن ذلك أمر مفروع منه مع عدم ذكر أحد من المؤرخين

    لذلك استنبطوا لتصحيحه وجوها بالحدس والتخمين لا تستند إلى مستند فبعض قال إن يزيد

    (عليه اللعنة) طلبها من المدينة فعظم ذلك عليها فقال لها ابن أخيها زين العابدين (ع) انك لا تصلين

    دمشق فماتت قبل دخولها وكأنه هو الذي عده صاحب التحية غلطا لا أصل له ووقع في مثله وعـده

    غنيمة وهو ليس بها وعد غيره خبط العشواء وهو منه فاغتنم فقدوهم كل من زعم أن القبر الذي

    في قرية راوية

    منسوب إلى زينب الكبرى وسبب هذا التوهم أن من سمع أن في رواية قبرا ينسب

    إلى السيدة زينب سبق إلى ذهنه زينب الكبرى

    لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل فلما لم يجد أثرا يدل

    على ذلك لجا إلى استنباط العلل العليلة .


    ونظير هذا أن في مصر قبرا ومشهدا يقال له مشهد السيدة زينب وهي زينب بنت يحيى وتأتي ترجمتها

    والناس يتوهمون انه

    قبر السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (ع) ولا سبب له إلا تبادر الذهن

    إلى الفرد الأكمل، وإذا كان بعض الناس اختلق سببا لمجئ زينب الكبرى إلى الشام ووفاتها فيها

    فما ذا يختلقون لمجيئها إلى مصر وما الذي أتى بها إليها لكن بعض المؤلفين من غيرنا رأيت

    له كتابا مطبوعا بمصر غاب عني الآن اسمه ذكر لذلك توجيها بأنه يجوز أن تكون

    نقلت إلى مصر

    بوجه خفي على الناس. مع أن زينب التي بمصر هي زينب بنت يحيى حسنية أو حسينية كما يأتي

    وحال زينب التي برواية حالها ...


    رابعا : لم يذكر مؤرخ أن عبد الله بن جعـفـر كان له قرى ومزارع خارج الشام حتى يأتي إليها ويقوم

    بأمرها وإنما كان يفد على معاوية فيجيزه فلا يطول أمر تلك الجوائز في يده حتى ينفقها بما عرف

    عنه من الجود المفرط فمن أين جاءته هذه القرى والمزارع وفي أي كتاب ذكرت من كتب

    التواريخ ...

    خامسا : إن كان عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام كما صورته المخيلة فما الذي يدعوه

    للإتيان بزوجته زينب معه وهي التي أتي بها إلى الشام أسيرة بزي السبايا وبصورة فظيعة وأدخلت

    على يزيد مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها بهيئة مشجية فهل من المتصور أن ترغب

    في دخول الشام ورؤيتها مرة ثانية وقد جرى عليها بالشام ما جرى وان كان الداعي للإتيان بها

    معه هو المجاعة بالحجاز فكان يمكنه أن يحمل غلات مزارعه الموهومة إلى الحجاز أو يبيعها

    بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز ما يقوتها به فجاء بها

    إلى الشام لإحراز قوتها فهو مما لا يقبله عاقل فابن جعفر لم يكن معدما إلى هذا الحد مع أنه يتكلف

    من نفقة إحضارها وإحضار أهله أكثر من نفقة قوتها فما كان ليحضرها وحدها إلى الشام ويترك

    باقي عياله بالحجاز جياعى ...

    سادسا : لم يتحقق أن صاحبة القبر الذي في راوية تسمى زينب لو لم يتحقق عدمه فضلا عن أن تكون

    زينب الكبرى وإنما هي مشهورة بأم كلثوم كما مر في ترجمة زينب الصغرى لا الكبرى على أن زينب

    لا تكنى بأم كلثوم وهذه مشهورة بأم كلثوم .


    .: زينب بنت علي :.
    في مقاتل أبي الفرج : هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة (عليها السلام) في فـدك ..

    فقال: حدثتني عـقـيـلـتـنا زينب بنت علي (عليهما السلام) .


    وروى الإكمال (11) والغيبة (12) وإثبات الوصية خبرا عن أحمد بن إبراهيم ، عن بنت الجواد

    (عليه السلام) في وصية العسكري (عليه السلام) إلى أمه ..

    فـقـلت لها : أقـتـدي بمن في وصيته إلى المرأة ؟


    فقالت : بالحسين (عليه السلام) أوصى إلى أخته زينب في الظاهر ، وكان ما يخرج

    عن علي بن الحسين (عليهما السلام) من علم ينسب إلى زينب تسترا على علي بن الحسين (ع) .


    وفي الطبري : قال أبو مخنف : عن الحارث بن كعب ، عن فاطمة بنت علي (عليه السلام)

    قالت : لما أجلسنا بين يدي يزيد رق لنا، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد

    فقال : هب لي هذه - يعنيني - فأرعدت وفرقت وأخذت بثياب أختي زينب ، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ..

    فقالت : كذبت والله ولؤمت ! ما ذلك لك وله ...

    فغضب يزيد فقال : كذبت ، أن ذلك لي ولو شئت أن أفعله لفعلت ...

    قالت : كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا ...

    فغضب واستطار ثم قال : إياي تستقبلين بهذا ، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، ...

    فقالت : بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك ، ...

    قال : كذبت يا عدوة الله ،

    فقالت: " أنت أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك " فكأنه استحيى فسكت .


    ونقله الإرشاد ــ واللهوف ــ

    لكن بدلا " فاطمة بنت علي " بفاطمة بنت الحسين (عليه السلام) .

    والظاهر أن الصواب الأول ، لكونه الأصل .


    خطبتها (عليها السلام ) في مجلس ابن زياد :
    وفي اللهوف ، وقال بشير بن خزلم الأسدي نظرت إلى زينب بنت علي (عليهما السلام) يومئذ -

    ولم أر خفرة أنطق والله منها كأنها تفرغ من لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) - وقد أومأت

    إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ..

    ثم قالت :

    الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار،...

    أما بعـد...
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:34 am

    يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغـدر ، أتبكون !

    فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعـد قوة أنكاثا تتخذون

    أيمانكم دخلا بينكم، ألا وهل فيكم إلا الصلف والنطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء ،

    أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ، ...

    ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العـذاب أنتم خالدون ، ...

    أتبكون وتـنـتـحبون ؟

    إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها

    أبدا، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ خيرتكم

    ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم ألا ساء ما تزرون، وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب السعي

    وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة ، ...

    ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم

    وأي حرمة له انتهكتم ؟

    ولقد جئتم بها صلعاء عنقاء خرقاء شوهاء كطلاع الأرض أو ملاء السماء ؟

    أفعجبتم أن مطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون، فلا يستخفنكم المهل فإنه

    لا يخفره البدار ولا يخاف فوت الثأر ، وأن ربكم لبالمرصاد .


    قال الراوي : فو الله ! لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت

    شيخا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول

    وشبانكم خير الشبان ونساءكم خير النساء .


    ورواه بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر البغدادي " مع اختلاف بإسنادين ، لكن ناسبا لها

    إلى أم كلثوم .



    خطبتها (عليها السلام ) في مجلس يزيد بن معاوية :

    وفي اللهوف: لما دعا يزيد بقضيب وجعـل ينكت به ثنايا الحسين (عليه السلام) ويتمثل

    بأبيات ابن الزبعـري :


    لـيـت أشياخي بـبدر شهــدوا && جزع الخزرج من وقـع الأسل

    إلى قوله :

    لست من خـندف إن لم انتقم && من بني أحــمـد ما كــان فــعـل


    قامت زينب فقالت :
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله سبحانه إذ يقول :

    (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) ...

    أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء

    أن بنا هوانا عليه وبك عليه كرامة، وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك

    جذلان مسرورا، حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ،

    فمهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى :


    (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين)
    أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)

    سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن ،...

    تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد يستشرفهن أهل المناهل والمناقل، ويتصفح وجوههن القريب

    والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي ،...

    وكيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء ، وكيف لا يستبطأ

    في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنئان والإحن والأضغان ، ثم تقول غير متأثم

    ولا متعظم :

    لأهـلوا واستهلوا فرحا && ثم قالوا يا يزيد لا تـشـل

    منتحيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت

    القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونجوم الأرض

    من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكا موردهم ولتودنَّ أنك

    شللت وبكمت ولم تكن فعلت ما فعلت وقلت ما قلت ،...

    فو الله ! ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله)

    بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم

    شعثهم ويأخذ بحقهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، وحسبك

    بالله حاكما وبمحمد (صلى الله عليه وآله) خصيما وبجبرئيل ظهيرا وسيعلم من سوى لك ومكنك

    من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا، وأنكم شر مكانا وأضعف جندا ، ...


    ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك أني لأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك وأستكثر توبيخك ، لكن العيون

    عبرى والصدور حرى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء لحزب الشيطان الطلقاء فهذه

    الأيدي تنطف من دمائنا وتلك الأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل

    وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك

    وما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعول ،...


    فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا ترحض

    عنك عاره ا، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على

    الظالمين ، ...


    فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله

    أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة ، إنه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم

    الوكيل .

    فــقــال يــزيــد :

    يا صيحة تحمد من صوائح && ما أهــون الموت على النوائح

    ومعـنى قولها :

    " لقـتـل حزب الله النجباء لحزب الشيطان الطلقاء " قتل الناس حزب الله لأجل حزب الشيطان .


    خبر دخول السبايا على ابن زياد :
    وفي الطبري ــ والإرشاد ــ واللهوف ، واللفظ للأخير : جلس ابن زياد في القصر للناس وأذن إذنا

    عاما وجئ برأس الحسين (عليه السلام) فوضع بين يديه وأدخل نساء الحسين (عليه السلام)

    وصبيانه إليه ، فجلست زينب بنت علي (عليهما السلام) فأقبل عليها ...

    فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم ، ...

    فقالت : إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ، ...

    فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟ ...

    فقالت : ما رأيت إلا جميلا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله

    بينك وبينهم فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك أمك يا ابن مرجانة ، ...

    فغضب ابن زياد وكأنه هم بها ، فقال له عمرو بن حريث : إنها مرأة والمرأة لا تؤخذ بشيء

    من منطقها ، ...

    فقال ابن زياد : لقد شفي الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك ، ...

    فقالت : لعمري ! لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت ، ...

    فقال ابن زياد : هذه سجاعة ولقد كان أبوك شاعرا سجاعا ، ...

    فقالت : يا ابن زياد ما للمرأة والسجاعة .


    وزاد الطبري : إن لي عن السجاعة لشغلا ولكن نفثي ما أقول .



    أبنائها (عليها السلام) :
    وعد (نسب قريش مصعب الزبيري) أولادها من زوجها عبد الله بن جعفر ثلاث بنين ،

    وهم : جعفر الأكبر وعون الأكبر وعلي وبنتين أم كلثوم وأم عبد الله ..

    هذا ، وعـد مقاتل أبي الفرج المقتولين بالطف من ولد عبد الله بن جعفر ثلاثة " محمد وعبيد الله "

    من الخوصاء بنت خصفة ، و " عون الأكبر " من زينب ... وأما الطبري والزبيري فلم يذكرا فيهم

    من ولدها، بل جعل المقتول " عونا الأصغر " من جمانة بنت المسيب بن نجبة و " محمدا الأصغر "

    من بنت خصفة وزاد الثاني أن " عونا الأكبر " من زينب انقرض وكان أبوه يجديه وجدًا شديدًا

    وحزن عليه حزنا وعرف فيه حتى أبصر بعـد ورجع .


    هذا ، والترجمة لزينب الكبرى من فاطمة (عليها السلام) وله (عليه السلام) زينب الصغرى

    من أم ولد ، وفي نسب قريش الزبيري : " كانت زينب الصغرى عند محمد بن عقيل فولدت له

    عبد الله الذي يحدث عنه ، وفيه : العـقـب من ولد عقيل "

    وقلنا في " أم كلثوم " : أن قول الإرشاد أنها أيضا " زينب الصغـرى " وهم .
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:38 am

    الشخصية الحاديه عشر :

    << السيدة سكينة بنت الإمام الحسين >>

    شخصية السيدة الطاهرة سكينة ابنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)

    هي كما يلي :

    السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام) في سطـور :

    جدها : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

    جدتها : السيدة فاطمة الزهراء، بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

    أبوها : الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) .

    عمها : الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .

    عماتها : العـقيلة زينب ، والسيدة أم كلثوم (عليهما السلام) .

    أمها : الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعي .

    إخوتها : الإمام السجاد زين العابدين ، علي الأكبر شهيد كربلاء ، وشقيقها الطفل عبد الله الرضيع .

    أختها وشقيقتها : فاطمة بنت الحسين .

    اسمها : آمنة ، وقيل أمينة ، أو أميمة ، أمها لقبتها بسكينة لسكونها وهدوئها .

    ولادتها : 42 ه .

    زوجها : عبد الله بن الإمام الحسن (عليه السلام) .

    وفاتها : الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة 117 ه‍ = 735 م ، ولها من العمر 75 سنة .

    وكانت ولادتها وإقامتها ووفاتها بالمدينة المنورة .

    .: السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام) :.

    السيدة سكينة العـفيفة الطاهرة ، والشريفة المطهرة ، كانت سيدة نساء عصرها ، أحسنهن أخلاقا ،

    وأكثرهن زهدا وعبادة ، ذات بيان وفصاحة ، ولها السيرة الحسنة ، والكرم الوافر ، والعقل الراجح ،

    تتصف بنبل الخصال ، وجميل الفعال ، وطيب الشمائل ، يشهد بعبادتها وتهجدها أبوها الإمام الحسين

    (عليه السلام) بقوله :

    أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله لما أراد الحسن بن الحسن بن عمها يطلبها من عمه

    ثم اختار له أختها السيدة فاطمة ..

    ولا غرو فإنها من بيت جبلوا على العبادة والتهجد يختلفون عن غيرهم من الناس ، ومن هذا النهج

    هيامهم بالعبادة واتصالهم بالله سبحانه وتعالى ، والانقطاع إليه ، وهو من مستلزمات حياتهم ، كما

    ذكرهم المؤرخون بوصف عبادتهم ، وتهجدهم ، وأدعيتهم وبكائهم وتلاوتهم لكتاب الله الحكيم ،

    وقيامهم بالأسحار ، فكل من ترجم لهم (عليهم السلام) أكد هذا الاستغـراق مع الخالق الجليل

    والمولى القدير جل شأنه، ولم يذكر المؤرخون ، وأهل السير والتراجم لغيرهم من الاستغـراق

    في ذات الله ما ذكروه لهم صلوات الله عليهم ..

    ولكثرة تهجدهم وخلوتهم بربهم ، وتفرغهم لعبادته أنشأوا كنوزا من الأدعية عجز عن مجاراتها

    فطاحل الأدباء وافتخرت الطائفة بهذه الثروة الضخمة إلى اليوم ، إذ لم يرد مثلها لغيرهم ولم يعرفها

    المسلمون لغيرهم من الصحابة والتابعين وفطاحل العلماء والأدباء .

    كل هذا يدل على انقطاعهم إلى المولى سبحانه وتعالى والاستغـراق في ملكوته ، والهيام بحبه ،

    والتزلف لديه .

    وقد أخذ عنهم هذا الاستغـراق والانقطاع أبناءهم ، فما في الآباء يرثه الأبناء ، وقد ورثت السيدة

    سكينة هذه الخصال عن أبيها وجدها وهذا الاستغراق ، كما شهد لها أبوها السبط بذلك :

    " أما سكينة فغالب عليها الاستغـراق مع الله " .

    الافـتـراء على أهل بيت النبوة :

    ولكن الأقلام المسمومة ، والنفوس الخسيسة المأجورة حولت هذه المكارم إلى عكسها ، هروبا

    من العار الذي غرق فيه آل أمية ، وآل مروان ، وآل الزبير ، والفواحش المعـشعـشة في بيوتهم

    وبين نسائهم ، " رمتني بدائها فانسلت " .

    إن أعـداء أهل البيت الذين ورثوا البغـضاء من بني أمية ، وبني مروان ، الذين سخروا بيت مال

    المسلمين إلى التنكيل برسول المسلمين والطعن على آله وجعلوا من ذوي النفوس الوضيعة الحاقدة

    مخلب قط وأداة تخريب من المرتزقة الوضاعين والأقلام المسمومة المأجورة كأبي هريرة ، وأبي

    الدرداء ، والمغيرة بن شعبة ، وسمرة بن جندب وغيرهم من الذين باعوا دينهم إن كان لهم دين

    إلى حكام بني أمية وبني مروان ، وحاك على منوالهم الزبيريين ، أمثال عبد الله بن الزبير ، ومصعب

    بن الزبير ، وابن أخيه الزبير بن بكار ، والهيثم بن عدي الطائي الكوفي الكذاب ، وصالح بن حسان ،

    وأشعب الطامع وأضرابهم، وأصروا بكل عناد ولجاجة بتشويه معالم ومقام أهل البيت الطاهر بكل

    ما لهم من حول وقوة وشراء الضمائر الميتة ، وحيث إنهم لم يتمكنوا من نسبة المفتريات والطامات

    إلى الذين وجبت العصمة فيهم من الأئمة الطاهرين الهداة الميامين ، عمدوا إلى أولادهم وبناتهم

    فاختلقوا في حقهم كل شائنة وموبقة تخرجهم عن الدين ، لتجلب البسطاء من الناس للانضواء

    إليهم وإلى سلفهم ، بكل وسائل الإرهاب والإرعاب والطمع بأموال القائمين على أمور زمانهم ، وجاء

    من بعدهم وسار على خطاهم كالمدائني والخليع المستهتر صاحب الأغاني أبو الفرج الاصفهاني

    الأموي النسب والعـقيدة بالضرب على طبولهم ، وإشاعة التهم والبهت والفحشاء على أعراض

    آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

    فأكثر من الافتراء على أهل هذا البيت الطاهر ، وشحنت مجامع الكذب بمروياته بحيث سادت البسطاء

    ومن لا تثبت له في النقل والتحقيق .

    وقد يحصل هناك من يحسب أن سعة العلم في الإكثار من الروايات الضعـيفة من غير تـثبت في النقل

    وصحة المصدر ، فاختلط الحابل بالنابل ، والصحيح بالسقيم ، وديف السم في العـسل ، ثم جاء من

    بعـدهم الكتاب والمؤرخون ، لينقلوا ما كتبه سلفهم دون أي تحقيق أو تمحيص يرددون ذلك

    كالببغاوات ، مما زاد في الطين بل .

    غير أن الاستضاءة بنور العلم الصحيح ، وتمحيص الحقائق كشف عن زيف وعوار تلك الأحاديث ،

    المملوءة بالبهت والكذب والدس ، وقد وضعـوا هؤلاء الرجال على المحك وكشفوا كذبهم ولم يجعلوا

    لأحاديثهم قيمة في سوق الاعتبار فسدوا معـرة أولئك الكذابين الدساسين وإخراجهم عن صفوف

    من يعتمد عليهم وعلى مروياتهم .

    وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلم بما يحدث بعـده من دسائس الدجالين فحذر أمته منهم

    ومن مفترياتهم فقال (صلى الله عليه وآله) :

    ستكثر علي القالة من بعـدي ، فمن كذب علي فليتبوأ مقـعـده من النار .

    وهناك أدلة وبراهين تـثـبت طهارة أهل البيت (عليهم السلام) لا سيما السيدة الزكية

    سكينة ابنة الإمام الحسين (عليه السلام) للأستاذ محمد الحسون ، وغيرها من المصادر المعتبرة ،

    ليتضح لكم واقع الأمر والحقيقة .

    أول من وضع الحديث : إن أول من وضع الأحاديث الشائنة في ابنة الإمام الحسين (عليه السلام)

    السيدة الطاهرة سكينة ، مصعب الزبيري المتوفى سنة 236 ه‍ في كتابه (نسب قريش) لينصرف

    المغـنون والشعراء عن ابنتهم ، سكينة بنت خالد بن مصعـب ابن الزبير التي تجتمع مع

    عمر بن أبي ربيعة الشاعر الخليع والمغنيات يغـنين لهم ، وزمر بها مرافقه في بغداد المدائني

    المتوفى سنة 225، وزاد عليها الزبير بن بكار وابنه ، وتلقاها المبرد المتوفى سنة 285 عن

    هؤلاء الوضاعين ، وعنه أخذها تلميذه الزجاجي وغيره من دون تمحيص وتحقيق فأضلوا كثيرا

    من الكتاب والمؤرخين حتى رووها بلا إسناد موهمين أنها من المسلمات ، ثم جاء من بعدهم

    أبو علي القالي تلميذ الزجاجي الأموي الفكرة والعقيدة ، فسجل في أماليه ما تلقاه من أستاذه قصدا

    للحط من كرامة البيت العلوي خصوصا وقد تقلب في نعمة الناصر عبد الرحمن الأموي في الأندلس

    الذي استدعاه من بغداد ، فأكرم مثواه ، وعزز منزلته ، فألف وكتب ما يروق للأمويين الذين نكل

    بهم الهاشميون وبددوا ملكهم .

    وحديث ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي في الأندلس مشهورة ، فإنها كتبت على تاجها :

    أنــــا والله أصـلــح للمــعــالي&& وأمشي مشيتي وأتيه تـيها

    وأمكن عاشقي من لثم ثغري&& وأعطي قبلتي من يشتهيـها

    بالإضافة إلى ذلك نقول إن لفظ سكينة في رواية الزجاجي ، ولفظ سكين في رواية أبي علي القالي

    في الأمالي لا إشعار فيه على إرادة سكينة بنت الحسين (عليه السلام)، بل كان المقصود في شعـر

    عمر بن أبي ربيعة هو (سكينة الزبيرية) فإن صاحب الأغاني يروي عن رجاله ، إن سكينة بنت خالد

    بن مصعب بن الزبير ، كانت تجتمع مع عمر بن أبي ربيعة ومعها ابنتها أمة المجيد زوجة

    محمد ابن مصعب بن الزبير وجاريتان كانتا تغـنيان عندهم يقال لإحداهن البغـوم ، وللأخرى أسماء

    ، وقد تزوج سكينة بنت خالد بن مصعب بكير بن عثمان بن عفان ، فولدت له بنتا يقال لها

    أم عثمان تزوجها عبد الله العرجي .

    ويحدث ابن كثير : إن مصعـب بن الزبير أولد سكينة وأمها فاطمة بنت عبد الله بن السائب ..
    وإذا كان هذا حال سكينة بنت آل الزبير مع عمر بن أبي ربيعة والجواري المغنيات فمن القريب جدا
    أن يزحزح آل الزبير ومن سار على أثرهم من الرواة هذه الشائنة عن ابنتهم ويلصقوها بمن
    شابهتها في الاسم، خصوصا مع العداء المحتدم بينهم وبين العلويين وقد عرفت فيما مر عليك
    أن روايات صاحب الأغاني في هذا الباب مروية عن الزبير بن بكار ، وعمه مصعب بن الزبير ،
    والمدائني والهيثم بن عدي الكوفي الكذاب بنص جماعة من علماء الرجال ، وكذلك
    صالح بن حسان وأشعب الطامع ، إلى غيرهم ممن يفتعل الحديث أو مجهول الحال ،

    الذي لا يركن إليه .
    وحديث افتعال البيتين المنسوبة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) هي سقطة أخرى باء بإثمها
    صاحب كتاب الأغاني ، حيث لم تـقـنعه هاتيك السفاسف في خدش عواطف الخفرة فطفق يمس بكرامة
    أبيها المعصوم (عليه السلام) بما ينافي العصمة أو يصادم العظمة والحفاظ ، فذكر في الرواية
    عن رجال مجاهيل لم يعرفهم علماء الرجال والتراجم ،
    أن السيدة سكينة قالت : عتب عمي الحسن على أبي في أمي الرباب ، فقال أبي الحسين رادا عليه :

    لعـمرك إنني لأحب دارا && تحـل بها سكينة والرباب

    أحبهما وأبذل جل مالي && وليس لعاتب عندي عتاب

    وزاد ابن جرير الطبري في المنتخب من الذيل ضغـثا على إبالة ، فذيلها بثالث .

    وعلى فرض وقوع العتاب المزعوم، فسيد الشهداء أبر وأتقى من أن يجابه حجة الوقت وإمام

    عصره على الأمة أجمع بنظم البـيتـين .

    ومما لا يلتئم مع حفاظ المرء ووقاره المزري بشم الرواسي وعظمته المشتقة من النبوة ، مدح

    حليلته وابنته بشعر يعلم بطبع الحال أنه ستسير به الركبان ثم يبث ذلك بين الناس ، فتلوكه

    الأشداق حتى يغـني به المغـنون في منتديات البطر ، ومجتمعات الفجور .

    وهذا البهت لم يكن بدعا من مزاعم ذوي النفوس الخسيسة والباذلين أقلامهم لحكام الجور في

    زمانهم لحقد في نفوسهم أو طمعا في لعـس فتات موائدهم والسحت من أموالهم .

    الفـــواجــع التي شاهـــدتـهــا :

    ثم أين السيدة سكينة من مجالس الأدب ومطاردة الشعر والحكم بين الشعراء وهي التي عاشت

    فاجعة الطف المروعة وشاهدت محنة أبيها وأعمامها وإخوتها وأهل بيتها وأصحاب أبيها في جهاد

    أعدائهم الذين أحاطوا بهم من كل جانب والذين بلغوا أكثر من ثلاثين ألف رجل مدججين بالسلاح

    الفتاك والحقد الأسود الدفين حتى قضوا عليهم، وشاهدتهم بأم عينها مجزرين عطاشى في ساحة

    الوغى ، وتركتهم مطرحين على الثرى مسلوبين عراة بلا غسل ولا كفن ولا دفن ، وهي لا تتجاوز

    الثانية عشر من عمرها الشريف .

    وأدهى من ذلك مشاهدتها أخيها العليل مطروحا في خيمته لا حول له ولا قوة قد أنهكه المرض والنار

    تشتعل في خيمته كما سرت النار في باقي خيام بيت الرسالة فصارت العلويات المروعات والأطفال

    يركضون من خيمة إلى خيمة حتى فروا بأرواحهم إلى البيداء والنار تلاحقهم بعد ما أحرقت كل شئ

    في الخيام بعـد السلب ، وترى عماتها وأمها وأخواتها حائرات كما شاهدت عمتها العـقيلة زينب

    التي شاطرت الإمام الحسين في محنته ، وتحملت من بعـده في تدبير اليتامى والأرامل .

    وقد أثرت مصيبة الرضيع تأثيرا عـظـيما :

    فكل شئ كان يدور في خلدها إلا قتل عبد الله الرضيع فقد كانت تنتظر أن تستقبله ، بعد أخذ أبيها

    الحسين (عليه السلام) إلى القوم ليسقيه وقد ارتوى ، فإذا هو مذبوح من الوريد إلى الوريد بسهم

    حرملة لعـنه الله .

    أذهل سكينة قتل أخيها والمصائب التي تحملتها طيلة ذلك اليوم حتى أنها ما استطاعت أن تقوم لتوديع

    أبيها الحسين (عليه السلام) الوداع الأخير الذي لا لقاء بعـده في الدنيا ، حيث حفت به بنات الرسالة

    وكرائم الوحي يتصارخن في توديعه ، فقد ظلت في مكانها واجمة ، ولحظها أبوها وهي بهذا الحال

    فـوقـف على رأسها يصبرها وهو يـقـول :

    سيطول بعـدي يا سكينة فاعلمي&& منك البكاء إذا الحمام دهـاني

    لا تـُحرقي قـلبي بـدمعـك حسرة && ما دام مني الروح في جثماني

    فـإذا قـتـلت فأنـت أولـى بـالــذي&& تــأتــيـــنــه يـا خـيـرة النسوان
    \
    /
    وبعـد مصرع أبيها الحسين :
    وبعـد مصرع أبيها الحسين (عليه السلام) ومجئ جواده إلى الخيام محمحما ، وسرجه ملويا خرجت

    سكينة مولولة صارخة ، فنادت : واقتيلاه ، وا أبتاه ، واحسناه، وا حسيناه ، واغربتـنا بعـدك ، فلما

    سمع باقي الحرم خرجن فـنـظرن الفرس ، فجعـلن يلطمن الخدود ، ويصحن : وا محمداه .



    وداع الحادي عـشر من محرم :
    وحصلت السيدة سكينة على فرصة أخرى لتوديع أبيها (عليه السلام) والتـزود منه ، وذلك في

    الحادي عشر من المحرم بـعـد ما حملهم القـوم أسرى يريدون بهم الكوفة ، وقـد جعـلوا طريقهم

    على ساحة المعركة .

    ولما شاهدت سكينة جسد أبيها على الصعـيد فألقت بنفسها عليه ، تـتـزود من توديعه وتبثه ما اختلج

    في صدرها من المصائب ..

    ولم يستطع أحــد أن يـنحـيها عنه حتى اجتمع عليها عــدة وجروها عنه بالقهر .



    فجــيــعة الأسر والسَبي :
    نـاهـيك عـن ما شاهدته وعاشته من فجائع الأسر وذل الموقـف ، والسير على الجمال في الصحراء

    من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام ، والمواقـف الرهـيبة التي وقـفـتها مع عماتها

    وأخــواتها في مجلس ابن زياد ، ومجلس يــزيــد لعـنهم الله .


    هذا وصف بعـض ما شاهدته السيدة سكينة من فجائع يوم عاشوراء وما بعـده .

    فهل ترى أيها الأريب اللبيب بعـد ما شاهدت هذه الفجائع أن تركن السيدة سكينة مجالس الأدب

    ونظم الشعـر ؟!

    وهي التي شهد بحقها حجة الله أنها غلب عليها الاستغـراق مع الله ، لا والله وألف كلا .


    وجاء في كتاب (السيدة سكينة) ما يلي :

    بأن السيدة سكينة حضنـتها الحجور الزاكية وتلقت من أبيها سيد الشهداء التعاليم الراقية والآداب

    الإلهية ودرست القيم الإسلامية وجارت في المجاهدة والرياضة جدتها الصديقة وعمتها العقيلة

    حتى حازت أرقى مراتب العبادة التي يرضاها رب العالمين ومن هنا منحها الإمام الحجة الواقف

    على نفسيات البشر ومقادير أعمالهم أرقى صفة تليق بامرأة كاملة تفانت في الطاعة لله تعالى

    وهو (خيرة النساء) .

    من هذا وذاك صحبها (أبي الضيم) إلى محل شهادته في جملة من انتخبهم الباري سبحانه دعاة

    لدينه فشاهدت بين تلك الثـنايا والعـقبات الآيات المنذرة بتدابير النفوس وتخاذل القوم عن نصر الهدى

    واجتماعهم على إزهاق نفس ريحانة الرسول (صلى الله عليه وآله) وإراقة (دمه الطاهر) وأنهم

    قادمون على عصبة لا ترقب فيهم إلا ولا ذمة فلم تعـب ء بتلكم الأهوال التي يشيب لها فؤاد الطفل

    تسليما للقضاء وطاعة للرحمن عـز شأنه .


    وشاهدت أولئك المناجيد مضرجين بالدماء مقـطعـين الأوصال وبينهم علة الكائنات ومدار الموجودات

    أبو عبد الله (الحسين) (عليه السلام) وقــد مثلوا فيه بكل مثلة :

    ووجهوا نحو في الحرب أربعة && السهم والسيف والخطي والحجرا


    فقابلت تلكم الفوادح برباطة جأش وهدوء بال ولولا انخراطها في الاستغـراق مع الله تعالى وتفانيها

    في الطاعة له كما أخبر أبوها الحجة (عليه السلام) ..

    بقوله : " الغالب عليها الاستـغـراق مع الله " لانهد قواها وساخ صبرها وتبلبل فكرها وفـقـدت

    مشاعرها ولكنها بالرغم من ذلك لم يرعها ذل الأسر ولا شماتة العـدو وتراكم الرزايا وأنين الأطفال

    وبكاء الفـواقــد فلم يصدر عـنها ما لا يـتـفـق مع الخضوع للأصلح المرضي لله تعالى .

    ولو كان (أبي الضيم) يعـلم بضعـف عزمها وتفكك صبرها لما رافـقها إلى محل تضحيته لئلا يستبب

    من تـلكم الأهـوال الوقـوع في خطر عـظـيم .


    إن ذلك المشهد الدامي الذي لم يمر على نبي أو وصي وقابله شهيد الدين بصبر تعجبت منه ملائكة

    السماوات كما في نص زيارته ترك الجفون قرحى والعـيون عبرى والقلوب حري إلى يوم الانقضاء

    على حد تعـبير الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

    إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا ، والسيدة سكينة أبصرت كل ما جرى في

    ذلك اليوم وسمعت صرخة أبيها المظلوم واستغاثته وشاهدت حرائر النبوة ومخدرات الإمامة

    يتراكضن في تلك البيداء المقـفرة حين شبت النار في مضاربهم ولا محامي يلذن به إلا زين العابدين

    وقد أنهكته العلة .


    فلو أن أيوبا رأى بعـض ما رأى * لقال بلى هذا العـظيمة بلواه

    فلم يتضعـضع صبرها ولا وهى تسليمها للقضاء الجاري ولم يتحدث المؤرخون عما ينافي ثباتها

    على الخطوب في الكوفة والشام مع ما لاقته من شماتة ابن مرجانة وابن ميسون ونكته بالعـود

    رأس الحسين وأهل المجلس يشاهدون الأنوار تتصاعد من أسارير جبهته والروائح العـطرة تفوح

    منه وهو يرمق حرمه بعينيه ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم لأنه أنكر عليه فعلته نطق الرأس

    المقدس بصوت جهوري ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .



    السيدة الطاهرة سكينة في مدينة جدها (ص) :
    فأخذت الناس الحيرة وراح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي عمهم وتحدثت أندية الشام بهذا الحادث

    الذي لم يسمع بمثله قبل يوم الحسين ولما رجعت السيدة الطاهرة سكينة إلى المدينة أقامت في بيت

    أبيها أبي عبد الله مع نساء قومها لابسات السواد يبكين الحسين والبهاليل من آل عبد المطلب

    ليل نهار .

    ويحدثنا أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) عن حزن الفاطميات بقوله :

    ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي الدخان في بيت هاشمي خمس حجج إلى أن قتل

    عبيد الله بن زياد .


    عاشت السيدة سكينة في بيت أخيها السجاد (عليه السلام) الذي لم يزل ليله ونهاره باكي العـين

    على سيد شباب أهل الجنة وكان جوابه لمن يطلب منه التخفيف لئلا تذهب عيناه :

    إني كلما نظرت إلى عماتي وإخواني إلا تذكرت فرارهن من خيمة إلى خيمة وكان هذا دأبه في البكاء

    على ( قتيل العبرة ) إلى أن استشهد صلوات الله عليه سنة 95 وإذا كان عميد البيت لا يـفـتـر

    عن النياحة مدة حياته فما ظنك بمن حواه البيت من النساء ومن شأنهن الرقة والجزع

    والسيدة سكينة تأوي هذا البيت المفعم بالحزن والشجاء وفي مسامعها نشيج أخيها الحجة وتبصر

    تساقط دموعه على خديه فتشاركه في الزفرة وتجاوبه بالعـبرة ولا تبارح فاكرتها الهياكل المضرجة

    بالدماء وقد شاهدتهم صرعى مقطعـين الأوصال .


    قــد غـير الطعـن منهم كل جارحة && إلا المكارم في أمن من الغـير

    فهل تبقى لها لفتة إلى لوازم الحياة فضلا عن عـقـد مجالس الأنس والفرح بلى كانت السيدة العـفـيفة

    مدة حياة أخيها الإمام وبعـده باكية نادبة على أبيها المظلوم الممنوع من الورود وأبو عبد الله حياة

    الكون وري الوجود .. والماء يصدر عـنه الوحش ريانا ...


    ولكن آل الزبير تحدثوا وافـتعـلوا وأكثروا

    ﴿فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعـدون﴾ .



    خـبـر قــولـهـا الشــعــر ؟
    في هذا الفصل يكذب ما نسب للسيدة سكينة (عليها السلام) من مجالس الشعـراء والتحكيم بينهم ،

    فلو كانت بالمستوى الشعري الذي زعموا لملأت الدنيا رثاء لأبيها الحسين (عليه السلام) ، فـقـد

    ذكروا أن الخنساء تقول البيت والبيتين وبعـد مقـتل أخويها بلغـت في رثائهما الغاية .


    وأبيات الرثاء الذي ذكرها لها الزجاج (وعليه العهدة) لم نجد غيرها مع تـتـبعـنا ، وهو ينفي أن

    يكون قائلها بمستوى من يرتضيه رواة الشعـر حكما فيما بينهم ..

    ولكن اجتمعـت عداوة الزبيري ، وحقد الأموي والمرواني على الافتراء عليها ، المشتكى إلى الله

    سبحانه وتعالى .



    وهذه كل الأبيات التي رثت بها أبيها سيد الشهداء :
    لا تـعــذلـيـه فـهــم قــاطـع طــرقه && فـعــيـنـه بـدمـوع ذرق غـــدقـــــه

    إن الحـسين غــداة الطـف يرشقه && ريب المنون فما أن يخطئ الحدقه

    بـكــف شــر عــبــــاد الله كــلـهــم && نسل البغـايا وجيش المرق الفسقه

    يا أمة السوء هاتوا ما احتجاجكم && غـــدا وجـلكم بالسيـف قـد صفــقـه

    الــويـل حـل بـكـم إلا بـمـن لـحـقـه && صــيـرتـمـوه لأرماح العــدا درقــه

    يا عـيـن فاحـتـفلي طول الحياة دما && لا تـبـك ولــدا ولا أهـلا ولا رفـقـه

    لكن على ابن رسول الله فاسكبي && قـيـحا ودما وفي إثـريـهـمـا العـلـقـة



    خــبــر زواجــهـــا ؟
    من الأباطيل التي طبل لها رواة السوء ، والمرتزقة من حثالات الأمة نسبة تعـدد الأزواج

    للسيدة سكينة ، فقد خبطوا في ذلك خبط عشواء ، وغاب عنهم مقياس العلم والأخلاق والأمانة ،

    فكالوا لأهل البيت الطاهرين وأتباعهم ومحبيهم شتى أنواع البهت والتهم والافتراءات ، كل ذلك

    بسبب ولائهم لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .


    لقد كان أمر هذا التناقض في الروايات والأخبار يهون لو أنه توزع بين مراجع شتى مختلفة يتفرد

    كل منها بإحدى الروايات ، فيكون أمام المحقق أن يختار أقدمها ، أو أدعاها إلى الثقة ، على هدى

    القواعد المقررة للترجيح والمقابلة ، والتعديل والتجريح ، ولكن نجد كل الروايات التي أمامنا

    متناقضة ، تجتمع في المصدر الواحد دون محاولة من مؤلفها للفصل بينها ، أو حسم الخلاف فيها ،

    وحتى دون كلمة تؤذن بأنه يحس طبعا بهذا الخلاف .


    في صفحة واحدة من كتاب الأغاني مثلا نجد أربع روايات متناقضة ، متضاربة ، سردها أبو الفرج

    متتابعة دون تمحيص ثم لا شئ أكثر من هذا السرد ، وهذا يدل على كذب الراوي الأول والرواة

    الذين جاؤوا بعده ، وليس له تفسير إلا الحقد الأعمى واتباع السلطان .


    أما الذي عليه الشيعة أتباع مذهب أهل البيت ، فهو أن السيدة سكينة لم تتزوج غير ابن عمها

    عبد الله بن الإمام الحسن (عليه السلام) فقط وفقط ، وهناك روايات تقول

    ثم تزوجت بمصعب بن الزبير . .ويوافق الشيعة على زواجها بعبد الله بن الحسن (عليه السلام)

    غيرهم من أهل السنة ، ويروى أن عبد الله بن الحسن هو الذي قطعت أصابعه لما كان على صدر

    عمه الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء مستجـيرا به .



    وفـــاتــهــا ومــَدفـنـهــا :
    في طبقات ابن سعـد ، وفي تذكرة الخواص : توفيت بالمدينة وعليها

    خالد بن عبد الله بن الحارث بن الحكم واليا ، ودفنت بالبقيع كما في شذرات الذهب ، نقلها

    السيد محسن الأمين في أعيانه ، كانت وفاتها بالمدينة ، الخميس لخمس خلون

    من شهر ربيع الأول من سنة 117 ه‍ .


    أما القبر المنسوب إليها بدمشق في مقبرة الباب الصغير فهو غير صحيح ، لإجماع أهل التاريخ

    أنها دفنت بالمدينة ، ويوجد على القبر المنسوب إليها بدمشق ، صندوق من الخشب كتبت عليه

    آية الكرسي بخط كوفي مشجر رأيته وأخبرني الثقة الشيخ عباس القمي النجفي الذي هو ماهر

    في قراءة الخطوط الكوفية بدمشق في رجب أو شعـبان من سنة 1356 ه ‍، أن الاسم المكتوب

    بآخر الكتابة التي على الصندوق هو (سكينة بنت الملك) وهذا بلا شك ولا ريب ، فالقبر إذا لإحدى

    بنات الملوك المسماة سكينة .


    إلى هنا نكتفي بترجمة حياة السيدة سكينة ورد العاديات عنها من بهت الكذابين وروايات الحاقدين

    والذين يريدون المساس بكرامة آل البيت وكذلك عن أختها المظلومة

    السيدة فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) .
    وجاء في كتب أخرى لبعـض الأعلام (أعلى الله مقامهم) ، تفصيلاً آخر لحياة هذه السيدة الطاهرة

    نوجزه لكم في التالي :

    .: سكينة (آمنة) بنت الحسين :.

    ترجمتها (عليها السلام) :
    جاء في كتاب الملهوف على قـتـلى الطـفـوف :

    سكينة بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، كريمة نبيلة ، كانت سيدة نساء عصرها ،

    توفيت سنة 117 هـ ، وجاء عن سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعته قال :

    هي سكينة بنت الحسين (عليها السلام). كانت مشهورة بالعلم والأدب ، والمعرفة والميل الروحي

    العـميق نحـو الباري ، وكان أبوها يوليها رعاية خاصة .


    ذكروا أن اسمها الأصلي آمنة أو أمينة أو أُمامة ، وأمها " رباب " هي التي لقـّبتها

    بلقب " سكينة " ، وهي شقيقة " علي الأصغـر " وحضرت كربلاء وهي في سم العاشرة أو

    الثالثة عشر . وقيل أن الإمام الحسين (عليه السلام) لقبها يوم الطف بلقب "خيرة النسوان" .


    هذه الطفلة الفاضلة يصفها الشيخ عباس القمي بالقول : " إنها امرأة تتميز بحصافة العـقـل ،

    وإصابة الرأي ، وكانت أفصح الناس وأعلمهم باللغة ، والشعـر ، والفضل ، والأدب " .


    بعـد العـودة من سفر الكوفة والشام إلى المدينة صارت تحت رعاية السجاد عليه السلام .

    عاصرت ثلاثة من الأئمة وهم الإمام الحسين ، والإمام السجاد , والإمام الباقر عليهم السلام .


    عاشت سكينة في المدينة إلى أن توفيت في عهد هشام بن عبدالملك عن سبعـين سنة .

    وقبرها في المدينة ..

    وجاء في كتاب أعيان الشيعة أن اسمها (ع) : أميمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .

    المعروفة بسكينة توفيت سنة 117 بالمدينة في أيام هشام بن عبد الملك .



    اسم ابنة الحسين (ع) آمنة وليس سكينة :
    إن المتتبع لكتب الأنساب والسير ليجد شيئا أغـفلته كتابات السير التي ترجمت

    للسيدة آمنة بنت الحسين ونسبتها إلى سكينة ، وهي غفلة متعمدة أكدتها مشاريع الزبيريين ، ومن

    ورائهم مشاريع الأمويين ، حتى صار ذلك أحد المرتكزات لدى العوام ، واستشرى ذلك إلى كتابات

    الآخرين ، فجعلوها من المسلمات غفلة منهم ، وقلة تحقيق لديهم في هذا المضمار ...

    إن الاسم الحقيقي للسيدة سكينة والتي اشتهرت على الألسن ، هو آمنة بنت الحسين ، وإنما سكينة

    لقب لقبته به أمها الرباب ، وذلك لسكينتها وهدوء في طبعها غلب عليها ، حتى كانت السكينة صفة لها .



    حضورها لواقعة الطف مع أبيها الحسين :

    ذكر أرباب المقاتل أنَّ السيدة سكينة سلام الله عليها حضرت واقعة الطف المريرة وشهدت مقـتل

    والدها الحسين (ع) ، ولها مواقـف عديدة في هذه الواقعة نذكر بعـضا منها :

    1- يوم التاسع من محرم : حالت سرايا الجيش الكوفي الأموي بين الحسين (ع) وأهل بيته وبين

    ماء الفرات في اليوم السابع من محرم ..

    ولما كان اليوم التاسع أشتد بهم العطش في تلك الأرض الصحراوية شديدة الحرارة .

    قالت سكينة بنت الحسين (ع) : عـزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرم ، فجفت الأواني ، ويبست الشفاه ،

    حتى صرنا نتوقع الجرعة من الماء فلم نجدها .


    2- اعـتـنقت سكينة جسد الحسين (عليه السلام) : جاء في كتاب أعيان الشيعة ما يلي :

    وشاهدت مصرعه وروى ابن طاوس في كتاب الملهوف أن سكينة اعـتـنـقـت جسد أبيها بعـد قـتله

    فاجتمع عـدة من الأعراب حتى جروها عـنه ...

    وأخذت مع الأسرى والرؤوس إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم عادت مع أخيها زين العابدين (ع)

    إلى المدينة .


    3- حال وداع الحسين (ع) للطاهرات من آل الرسول (ص) : ثم ذهب الحسين إلى خيام الطاهرات

    من آل رسول الله، ونادى : يا سكينة ويا فاطمة ويا زينب ويا أم كلثوم : عليكنّ مني السلام فهذا

    آخر الاجتماع ، وقد قرب منكنّ الافتجاع .


    فعلتْ أصواتهن بالبكاء وصحْن : الوداع الوداع ، الفراق الفراق ، فجاءته عزيزته سكينة وقالت :

    يا ابة استسلمت للموت ؟ فإلى من اتـّكل ؟ قال : يا نور عيني كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر

    له ولا معـين . قالت : ابه ردّنا إلى حرم جـدّنا ؟ فقال الحسين : هيهات ، لو ترك القطا لغـفا ونام .

    فبكت سكينة فأخذها وضمّها إلى صدره ومسح الدموع عن عينها وهو يقول :


    سيطول بعـدي يا سكينة فاعلمي *** منك البكاء إذا الحِمام دهاني

    لا تـحرقي قـلبي بدمـعــك حسرة *** مادام مـنيّ الروح في جثماني

    فـإذا قـتـلـت فـأنـت أولى بـالـذي *** تـأتـيـنــه يــا خـيـرة النـسـوان

    ثم إن الحسين دعاهن بأجمعهن ، وقال لهن : استعـدوا للبلاء واعلموا أن الله حافظكم وحاميكم ،

    وسينجيكم من شر الأعـداء ويجعـل عاقبة أمركم إلى خير ، ويعـذب أعاديكم بأنواع العـذاب ، ويعـوّضكم

    عن هذه البليّة بأنواع النعـم والكرامة ، فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم .


    ثم أمرهن بلبس أزرهن ومقانعهن ، فسألته زينب عن ذلك ، فقال: كأنـّي أراكم عن قريب كالإماء

    والعـبيد يسوقونكم أمام الركاب ، ويسومونكم سوء العـذاب ، فنادت زينب : وا جدّاه وا قلّة ناصراه ،

    فشقّت ثوبها ونتفت شعرها ولطمت على وجهها ، فقال الحسين لها : مهلاً يا بنت المرتضى إن البكاء

    طويل ، فاراد الحسين أن يخرج من الخيمة فـتعـلّـقـت به زينب، وقالت : مهلاً يا أخي توقّـف حتى

    أتزوّ منك ومن نظري إليك وأودّعك وداع مفارق لا تلاقي بعـده .


    فجعلت تقبّل يديه ورجليه ، وأحطن به سائر النسوة يقبّلن يديه ورجليه ، فسكّتهن الحسين ، وردّهن

    إلى الفسطاط .

    ثم دعا بأخته زينب وصبّرها وأمرّ يده على صدرها وسكّنها من الجزع ، وذكر لها ما أعـدّ الله

    للصابرين ، فقالت له : يابن أمي طب نفساً وقرّ عيناً فإنك تجدني كما تحب وترضى .


    4- السيدة سكينة يوم العاشر : أما ما يتعلق بما جرى عليها في يوم العاشر من محرم فـقـد جاء

    شرحه في كتب المقاتل : حينما كان الإمام الحسين يودّع عياله وأطفاله يوم عاشوراء رآها قـد

    اعتـزلت النساء جانباً وهي تبكي ، فقال لها :


    سيطول بعـدي يا سكينة فأعلمي

    منك البـكاء إذا الحــمــام دهـاني

    لا تـحـرقي قـلبي بـدمعـك حسـرة

    مادام مني الـروح في جسـماني

    فــإذا قُـتـلتُ فـأنــت أولـى بالـذي

    تـــأتـيــنـه يا خـيـرة النــســــوان


    5- سكينة في الوداع الأخير للحسين (ع) : و في الوداع الأخير جاء أهل بيته وجراحاته تشخـب دماً ،

    وقال : "استعـدوا للبلاء واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم ... " .

    ولمّا أراد النزول إلى القتال للمرة الخيرة ، خاطب عياله قائلاً :

    "يا سكينة يا فاطمة يا زينب يا أم كلثوم، عليكنَّ مِنـّي السلام ..."

    وكان هذا بمثابة الوداع الأخير ‎.


    6- شيعتي مهما شربتم عذب ماء : نقل الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنته : عن سكينة بنت الحسين(ع)

    قالت : لما قتل الحسين (عليه السلام) ، اعـتـنـقـتـه فأغـمي علي فسمعـته يقول :


    شيعتي ما إن شربتم && ري عذب فاذكروني

    أو سمـعـتــم بغـريب && أو شهــيـد فانـدبوني


    فقامت مرعـوبة قـد قرحت مآقيها ، وهي تلطم على خديها ... ( الخبر ) .

    هذا بعض ما شهدته ذاكرتها سلام الله عليها في واقعة الطف ... أمَّا ما كان بعـد الطف فأنكى وأمرّ ...



    مسيرها مع ركب السبايا :
    رافقت السيدة سكينة (آمنة) ابنة الحسين (عليه السلام) ركب السبايا مع أخوها

    الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) وعماتها وأخواتها وعيالات الحسين سلام الله عليهم ،

    وتحملت المصائب والآلام والسبي ونظرات الشامتين ، وأدخلت لمجلس عبيد الله بن زياد ومجلس

    يزيد بن معاوية ، وشهدت رأس الحسين يساق أمام عينيها فوق الرمح وشهدته (ع)

    يقرع بقضيب يزيد وصبرت محتسبة صابرة في سبيل الله، ... وإليكم بعض ما جرى عليها وعلى
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:39 am

    سبايا الحسين (ع) :


    1- مسير السبايا : عن القداح ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام ، قال :

    لما قدم على يزيد بذراري الحسين (عليه السلام) ادخل بهن نهارا ، مكشفات وجوههن ، فقال أهل

    الشام الجفاة : ما رأينا سبيا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ؟

    فقالت سكينة بنت الحسين (عليه السلام) : نحن سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله .


    2- سكينة في الشام : روّج الأمويون بين الناس أن الخليفة قد انتصر على أعدائه المتمردين وسبى

    ذراريهم .. حتى يذكر أن سهل بن سعـد مرّ في مسيره بدمشق ، ولما شاهد مظاهر الزينة سألهم :

    ألكم في الشام عيد لا نعرفه ؟

    فقيل له : لقد جيء برأس الحسين من العراق إلى الشام .. فتأثّر سعد لذلك الموقف ، ولبّى طلب

    سكينة بنت الحسين ودفع لحامل الرمح أربعمائة درهم ليسير بالرأس إلى الأمام بعيدا عن السبايا

    حتى ينشغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا إلى وجوه أهل البيت .. لكن زينب والإمام السجاد قد أحالا

    ذلك الحفل إلى مأتم بخطبتهما ، وجعلا طعم ذلك النصر مرا في فم يزيد .


    3- ما رأته سكينة في المنام : قالت سكينة (ع) : فلما كان في اليوم الرابع من مقامنا رأيت في

    المنام ، وذكرت مناماً طويلاً تقول في آخره : ورأيت امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة

    على رأسها ، فسألت عنها ، فقيل لي : فاطمة ابنت محمد أم أبيك .

    فقلت : والله لأنطلقن إليها ولأخبرنها ما صنع بنا ، فسعيت مبادرة نحوها ، حتى لحقت بها ووقفت

    بين يديها أبكي وأقول : يا أمتاه جحدوا والله حقنا ، يا أمتاه بددوا والله شملنا ، يا أمتاه استباحوا

    والله حريمنا، يا أمتاه قتلوا والله الحسين أبانا .

    فقالت لي : كفي صوتك يا سكينة ، فقد قطعت نياط قلبي ، وأقرحت كبدي ، هذا قميص أبيك الحسين

    لا يفارقني حتى ألقى الله به .


    ما جرى عليها بعد الرجوع إلى المدينة :
    عمدت الدعاية الأموية إلى تدنيس سمعة أهل هذا البيت الطاهر ، لتقلل من عبء وزر جناياتها ،

    وتخفف من ثقل ما ارتكبه الأمويون في حق أهل هذا البيت ، ولتصرف الأذهان عن مظلوميتهم

    (عليهم السلام) ، وبهذا يستطيع الأمويون التقليل من شأن أهل هذا البيت ، وحجم مظلوميتهم ،

    ولذلك عمدوا إلى ترويج الدعايات الكاذبة والملفقة على أهل البيت عليهم السلام ومنها الدعايات

    والأكاذي التي طالت سيدتنا سكينة ابنة الحسين (عليه السلام) ، ومنها أكذوبتان أساسيتان:


    ( الأكذوبة الأولى : متمثلة بإدعائهم مجالسة السيدة للشعراء واستماعها للغناء ،

    والأكذوبة الثانية : المتمثلة في تعدد أزواجها ، وزواجها بمصعب بن الزبير ، وقد رد بعض العلماء

    على هذه الإدعاءات بشيء من التفصيل وبينوا زيفها وكذبها ، حيث قال السيد المحدث الكبير

    بن طاووس (رحمه الله) في كتابه اللهوف: نسب إليها بعض المؤرخين أموراً نقطع بكذبها وافترائها

    عليها ... ، ورد سماحة السيد محمد علي الحلو مفصلا على هذه الأكاذيب في كتابه عقيلة قريش ،

    وخلص إلى نتيجة في نهاية بحثه ننقلها لكم وهي كالتالي :


    إن السيدة سكينة بنت الحسين (عليهما السلام) اسمها « آمنة » ، وسكينة لقب لقبت به ، وكل ما

    قيل من شعر في سكينة فهي ليست سكينة بنت الحسين التي هي آمنة ،

    بل هناك سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري ، التي كانت معروفة بملاقاتها واجتماعها مع

    عمر بن أبي ربيعة الشاعر ، الذي تغزل بها وشبب بغيرها ، أمثال عائشة بنت طلحة بن عبيد الله

    زوجة مصعب ابن الزبير ، وسعدى بنت عبدالرحمن بن عوف ، وبأم البنين بنت عبدالعزيز ابن

    مروان زوجة الوليد بن عبدالملك ، وغيرهن من النساء الأمويات والمروانيات ، وكانت سيرتهن

    مجالسة شعراء عصرهن وقتذاك ، ومسامرتهن لهم وتحرشهن بهم ، حتى عرفت فيهن ملاحم

    اللهو والعبث ، وهذا لعمري إحدى الانتقاصات التي وجهتها المعارضة العلوية الشيعية ، التي

    كانت تنظم بين الحين والآخر ضد النظام الأموي ، وما ماثلته من حركات زبيرية وأطروحات مخالفة

    لأهل البيت (عليهم السلام) ، وكانت هذه المعارضة تستعرض الانتهاكات الشرعية التي كانت ترتكبها

    هذه الأنظمة ، وما صاحبها من حياة عابثة على مستوى نساء هذه التكتلات ، التي لا تقيم وزنا

    للمحاذير الشرعية وهي ترفع شعار الخلافة الإسلامية ، فهي لم تبق حرمة إلا انتهكتها ، ولا محذور

    إلا مارسته .

    وبالمقابل تجد أهل البيت (عليهم السلام) لا يزالون يمثلون الخلافة الإلهية حقا ، بالرغم من إبعادهم

    عن ممارسة مهامهم، وإقصائهم عن مناصبهم .

    فالأمة كلما نظرت إلى هؤلاء وأولئك تجد الفرق واضحا ، فهؤلاء أهل بيت الوحي ، ومعدن النبوة ،

    ومختلف الملائكة ، وأهل التقوى والورع . وأولئك الأمويون وغيرهم يرتكبون كل ما حرم الله .


    أما قضية تعدد الأزواج ، فهي إساءة أخرى لهذا البيت الأقدس ، فضلا عما حاوله هؤلاء من التقريب

    بين آل علي (عليه السلام) وبين أعدائهم ، وإلغاء العداء التقليدي بينهم وبين مخالفيهم ، والحال

    أن أخبار الزواج بعد مناقشتها لم تصمد عـدا ما ذكر من أن السيدة آمنة بنت الحسين تزوجت

    من عبدالله بن الحسن السبط الذي استشهد في واقعة الطف ، ولم تتزوج بعـده حتى ماتت رضوان

    الله عليها من عـفـيفة الطالبيين ، وعـقيلة القرشيين .


    إنها آمنة بنت الحسين بن علي (عليهم السلام) ، وحسبك بذلك فخرا وشرفا وعزا ، وأحبط الله

    محاولات الظالمين الذين أرادوا تشويه تاريخ أهل البيت عليهم السلام ، ليضيفوا إلى مظلومياتهم ،

    مظلومية أخرى ، والله من ورائهم محيط .

    وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين .

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العـظيم .

    الشخصية الثانية عـشر :

    << أم البـنـيـن >>

    أم البنين زوجة أمير المؤمنين صلوات الله عليه : هي بنت حزام الكلابـيـة .

    وأولاده عليه السلام منها : العـباس أبو الفضل وعبد الله و جعـفر وعثمان عليهم السلام من

    شهداء الطف .

    واسمها فاطمة .. وهي قــوية الإيمان عارفة بمقام الإمامة .

    وجاء في موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ما يلي :

    أم البنين بنت حزام ...

    وكانت من الشخصيات المتألقة في التاريخ الإسلامي .

    وتـنـتـسب إلى أسرة لا نظير لها في الشجاعة والشهامة والقتال .

    ولما عزم الإمام (عليه السلام) على الزواج بعـد رحيل الزهراء (عليها السلام) دعا عـقيلا ، وطلب

    منه أن يختار له امرأة من قبـيلة معـروفة بالشجاعة لـتـلـد له فرسانا صنـاديـد ..

    ولما كان عـقيل عالما بارعا في الأنساب فـقـد اختار أم البنين ، وذكر أن آباءها من أشجع العـرب

    وأثـبتهم وأشدهـم قـتـالا .

    وكانت أم البنين شاعـرة مفوهة ، جليلة ..

    أرسلت أولادها الأربعة إلى كربلاء في ركب الإمام الحسين (عليه السلام) .

    وكانت تمضي وقتها في البقيع ، تنشد الشعر في رثاء أولادها باكية عليهم ، والناس يجتمعـون

    ويتألمون ويبكون ، ويطلعون على قبائح بني أمية وممارساتهم الدنيئة.

    وهكذا استطاعت أن تبلغهم نداء أولادها وهدفهم .

    جاء في كتاب أعيان الشيعة عن أم البنين ما يلي :

    أم البنين زوجة أمير المؤمنين (ع) وأم ولده العباس وإخوته ..

    وهي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربـيـعة ، أخي لبـيـد الشاعـر بن عامر بن كلاب بن ربيعة

    بن عامر بن صعـصعة الكلابية .

    زوجة أمير المؤمنين (ع) وهي من بيت عريق في العـروبة والشجاعة تـزوجها مولانا

    أمير المؤمنين (ع) بإشارة أخيه عـقيل حين طلب منه أن يختار له امرأة قـد ولدتها الفحولة

    من العـرب ليتزوجها فـتـلد له غلاما فارسا وكان عـقـيل نسابة عالما بأخبار العـرب وأنسابهم

    فاختارها له وقال أنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فـتـزوجها أمير المؤمنين (ع) ...

    فـولدت له العـباس ثم عبد الله ثم جعـفـرا ثم عثمان وكلهم قـتـلوا مع أخيهم الحسين (ع) بكربلاء .

    خبر زواجها بأمير المؤمنين (ع) :

    وعن كتاب عمدة الطالب .. أن أمير المؤمنين (ع) قال لأخيه عقيل وكان نسابة عالما باخبار العرب

    وأنسابهم ابغـني امرأة قد ولدتها الفحولة من العـرب لأتزوجها فـتـلد لي غلاما فارسا فقال له أين

    أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فـتـزوجها

    أمير المؤمنين (ع) فولدت له وأنجبت وأول ما ولدت العـباس وبعـده عبد الله وبعـده جعفرا وبعده

    عثمان ، وفي آبائها يـقـول لبـيـد للنعـمان بن المـنـذر ملك الحيرة :

    نحن بني أم البـنـيـن الأربــعــة && الضاربون الهام تحت الخيضعة

    والمطعمون الجفنة المدعدعة && ونحن خير عامر بن صعـصعــة

    فلا ينكر عليه أحد من العـرب ومن قومها ملاعـب الأسنة أبو براء الذي لم يعـرف في العـرب مثله

    في الشجاعة ، والطفيل فارس قرزل وابنه عامر فارس المزنوق .

    خبر ندبها للحسين وأولادها الشهداء :

    وكانت شاعرة فصيحة وكانت تخرج كل يوم إلى البقيع ومعها عـبـيد الله ولد ولدها العـباس فـتـندب

    أولادها الأربعة خصوصا العباس أشجى ندبه وأحرقها فيجتمع الناس يسمعـون بكاءها وندبتها فكان

    مروان بن الحكم على شدة عداوته لبني هاشم يجئ فيمن يجئ فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي .

    فمن قولها في رثاء ولدها العباس ما أنشده أبو الحسن الأخفش في شرح كامل المبرد :

    يا من رأى العـباس كر && على جماهير النــقــد

    ووراه مـن أبـناء حيدر && كــــل لـــــيــــــــث ذي

    نـبـئـت أن ابـنـي أصيب && بـرأسـه مـقـطوع يــد

    ويـلي عـلى شـبـلي إما && ل بـرأسه ضرب العمد

    لو كان سيفك في يديك && لـمـا دنــا مـنـه أحــــــد

    وقولها في رثاء أولادها الأربعة :

    لا تدعـوني ويــك أم البنين && تــذكـريـني بـلـيـوث العــريـــن

    كانت بـنـون لي أدعى بهم && واليوم أصبـحـت ولا مـن بـنـين

    أربـعـة مـثـل نسور الربى && قد واصلوا الموت بقطع الوتين

    تنازع الخرصان أشلاءهم && فكلهم أمسى صريــعــا طعــيـن

    يا ليت شعـري كما أخبروا && بـان عـبـاسا قــطــيـع اليـمـيــن

    وجاء في كتاب العـقيلة والفواطم ما يلي :

    .: فـــاطــمــة بـنـت حــــزام :.

    أم البنين : فاطمة بنت حزام بن خالد أخي لبيـد الشاعـر بن عامر ابن كلاب بن ربيعة بن عامر

    بن صعصعة الكلابية زوجة الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) .

    خـبــر زواجها بأمير المؤمنين :

    في كتاب عمدة الطالب أن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لما أراد أن يتزوج ندب أخاه

    عقيلا، وكان عالما بأنساب العرب ، أن يخطب له امرأة قد أولدتها الفحول من العرب يتزوجها لتلد

    منه غلاما زكيا شجاعا حتى ينصر ولده الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم الطف بكربلاء

    فأشار عليه عقيل بالسيدة فاطمة بنت حزام الكلابية - المكناة بأم البنين - فإنه ليس في العرب

    من هو أشجع من أهلها ، ولا أفرس ، ...

    فندب الإمام (عليه السلام) عقيلا لخطبتها ، فانبرى عقيل إلى أبيها فعرض عليه الأمر ، فأسرع

    فرحا إليها يبشرها فاستجابت باعتزاز وفخر .

    عندما خطبتها عقيل لأخيه أمير لمؤمنين :

    يروى: حينما كان عقيل يحدث أبيها حزام بشأن خطبة ابنته فاطمة لأخيه الإمام علي (عليه السلام) ،

    كانت فاطمة تحدث أمها بحلم رأته في منامها ، كأنها هي جالسة في دارها إذ وقع القمر في

    حجرها ، وتبعه أربع كواكب (نجوم) ولما انتهت من حديثها دخل أبيها يبشرها ويبشر أمها بقدوم

    عقيل بن أبي طالب لخطبة فاطمة إلى أخيه الإمام علي (عليه السلام) ولما سمع أبيها الحلم

    استبشر ، وقال : لقد حقق الله رؤياك يا بنيتي فأبشري بسعادة الدنيا والآخرة .

    وزفت إلى الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وقد رأى فيها النضج والعـقل الراجح ، وهي

    لم تزل في ريعان شبابها ولم تبلغ العشرين من عمرها ، بالإضافة إلى الإيمان العميق ، وسمو

    الأخلاق ، ومحاسن الصفات ، والإخلاص ، فأعزها (عليه السلام) فكانت جديرة أن تكون قرينة

    الإيمان وسمو الذات .

    لــيـــلــة زفـــافـــهــــا :

    ويروى ليلة زفافها قالت للإمام علي (عليه السلام) لي إليك حاجة ، قال (عليه السلام) :

    وما حاجتك ؟

    قالت : أرجو أن لا تسميني فاطمة لئلا ينكسر قلب الإمامين الحسنين وأختيهما ويتذكروا أمهم ، عند

    ذلك سماها بكنيتها أم البنين ، وهذه واحدة من ضروب الأدب والوفاء لسيدة نساء العالمين

    بعد رحيلها .

    رعايتها لسبطي النبي (صلى الله عليه وآله) :

    تزوج الإمام علي (عليه السلام) من فاطمة ابنة حزام العامرية ، بعد شهادة الصديقة فاطمة الزهراء

    كما يراه بعض المؤرخين أو بعـد أن تزوج بأمامة بنت زينب كما يراه البعـض الآخر، ...

    فولدت فاطمة بنت حزام أربعة بنين ، فهم : العباس، وعبد الله، وجعفر ، وعثمان ، وكلهم استشهدوا

    بين يدي أخيهم الإمام الحسين بساحة الطف يوم عاشوراء بكربلاء ، ...

    وعاشت بعـده مدة طويلة إلى ما بعـد واقعة الطف واستشهاد أولادها الأربعة ، ولم تتزوج من غير

    الإمام (عليه السلام) كما أن أمامة ، وأسماء بنت عميس ، وليلى النهشلية لم يخرجن إلى أحد بعـده

    على الرغم ممن تقدم لخطبتهن فامتـنعـن وروت إحداهن حديثا عن الإمام علي (عليه السلام)

    إن أزواج النبي والوصي لا يتزوجن بعـده فلم يتزوجن الحرائر الأربعة وأمهات الأولاد اللاتي توفي

    عنهن الإمام علي (عليه السلام) عملا بالرواية .

    العـباس بن علي بن أبي طالب :

    يكنى أبا الفضل ، وأمه أم البنين فاطمة بنت حزام من بني عامر بن كلاب بن صعصعة ، وهو أكبر

    ولدها، وآخر من قتل من إخوته لأمه وأبيه ، بين يدي أخيه سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي

    يوم عاشوراء ، وفيه يقول الشاعـر :

    أحق الناس أن يبكى عليه && فـتى أبكى الحسين بكربلاء

    أخــوه وابـن والـــده عـلي && أبو الفضل المضرج بالدماء

    ومــن واساه لا يثـنيه شئ && وجـاد لـه على عـطـش بماء

    وكانت أم البنين شاعرة فصيحة تخرج كل يوم إلى البقيع ومعها عبـيد الله بن العباس ولدها فـتـنـدب

    أولادها الأربعة خصوصا أبي الفضل العباس أشجى ندبه وأحرقها فيجتمع الناس يسمعـون بكاءها

    وندبتها ويشاركونها مصابها ، فكان مروان بن الحكم مع قساوة قلبه وشدة عداوته لبني هاشم

    يجئ فيمن يجئ فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي ، ...

    وجاء في المجالس الفاخرة في مصائب العـترة الطاهرة ..

    خبر استشهاد الحسين (ع) عندما بلغ أم البنين :

    ولما دخل بشير بن حذلم المدينة المنورة لينعى الحسين عليه السلام التقى بأم البنين ..

    (وهي أم العباس) ...

    فقال لها : عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله .

    قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .

    قال لها : عظم الله الأجر بولدك جعفر .

    قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .

    قال لها : عظم الله لك الأجر بولدك عثمان .

    قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .

    قال لها : عظم الله لك الأجر بولدك العباس .

    قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .

    فـــــقـــــال :

    يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قـتـل الحسين فأدمعي مدرار

    الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة يدار

    فصاحت ولطمت خدها ، وشقت جيبها ونادت : وا حسيناه وا سيداه ، ثم أنشدت :

    لا تدعوني ويك أم البنين * تذكريني بليـــوث العـــريـــــــن

    كانت بنون لي أدعى بهم * واليوم أصبحت ولا من بـنـيــن

    أربعة مثل نسور الربى قد * واصلوا الموت بـقـطع الوتين

    تنازع الخرصان أشلاءهم * فكلهم أمسى صريعا طعــــــين

    يا ليت شعري أكما أخبروا * بــأن عـباسا قــطـيع اليــمــيـن

    \
    الشخصية الثالثة عـشر :

    << أم سلمة >>

    جاء في معجم رجال الحديث ترجمة مختصرة لأم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها ،

    وهي كما يلي :

    زوجة (النبي صلى الله عليه وآله) ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ...

    وعدَّ البرقي أم سلمة بنت أمية زوج النبي صلى الله عليه وآله ، ممن روى من النساء

    عـن رسول الله صلى الله عليه وآله .

    ثم إن أم سلمة هذه اسمها هـنـد بنت الحارث ، وهي أفضل نساء النبي صلى الله عليه وآله

    بـعـد خديجة بنت خــويــلــد .

    وروى الشيخ باسناده ، عن جعـفـر بـن محمد ، عن أبـيه ، عن جده علي بن الحسين عليهم السلام ،

    قال : لما أجمع الحسن بن علي على صلح معـاوية خرج حتى لقيه (إلى أن قال سلام الله عليه)

    فلما نزلت آية التطهير جمعـنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وأخي وأمي وأبي فجعـلنا ونفسه

    في كساء لأم سلمة ..

    فقالت أم سلمة (رضي الله عنها) : أدخل معهم يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

    فقال لها صلى الله عليه وآله : يرحمك الله أنت على خير وإلى خير ، وما أرضاني عـنـك ولكنها

    خاصة لي ولهم ..

    وهي من رواة قـول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعـلي مولاه ، تـقـدم هـذا

    في ترجمة زيــــد بــن صـوحــان .

    روت عـن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وروى عـنها الصدوق مرسلا .

    وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث ما يلي :

    أم سـلـمـة بـنـت أبـي أمــيـــة :

    زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله .

    كانت قـبـل النبي صلى الله عليه وآله عـنـد أبي سلمة فـولـدت له سلمة وعـمر ودرة وزيـنـب .

    ثم مات وتـزوجها رسول الله صلى الله عـليه وآله .

    وهي أفضل أزواجه بـعـد خديجة الكبرى ، فاضلة عارفة جليلة كثيرة الرواية عـظـيمة القـدر .

    اسمها هــنـد بـنـت أبي أمية بـن المـغـيـرة .

    وأمها عاتـكـة بـنـت عـبـد المـطـلـب .

    وورد في موسوعة أعـيان الشيعة ما يـلـي :

    أم المؤمنين أم سلمة هـنـد زوجة النبي

    كانت من أعـقـل النساء وكانت لها أساليب بـديـعـة في استـعـطاف النبي (ص) عـنـد غضبه وأدب

    بارع في مخاطباته وطلب الحوائج منه .

    نموذج من خلقها وأدبها في حضرة الرسول الأكرم :

    فمن ذلك لما لقيه ابن عمه واخوه من الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وابن عمته

    عاتكة بنت عـبد المطلب عـبد الله بن أبي أمية المخزومي أخـو أم سلمة لأبـيها ، وهو في طريقه

    إلى فتح مكة ، فاستـاذنــا عـليه فاعـرض عـنهما ...

    فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، ابن عمك وابن عمتك وصهرك ...

    فقال : لا حاجة لي بهما ، إما ابن عمي فهتك عرضي وكان يهجو رسول الله واما ابن عمتي وصهري

    فهو الذي قال لي بمكة ما قال : يعـني قوله له : والله لا آمنت بك حتى تـتخذ سلما إلى السماء

    فـتـعـرج فيه وانا انظر ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون أن الله أرسلك .


    فقالت أم سلمة : لا يكن ابن عـمك وابــن عـمـتـك أشقى الناس بك .

    فقال أبو سفيان والله ليأذنن لي أو لآخذن بـيـد ابني هـذا ثم لـنـذهـبـن في الأرض حتى نموت

    عـطشا وجوعا .

    فرق لهما النبي فــدخــلا عليه وأسلما .

    نموذج آخر من خلقها وأدبها في حضرة الرسول الأكرم :

    وقالت له لما أراد علي (ع) أن يسال النبي (ص) في الإذن له في إدخال فاطمة عليه فدخلت

    أم أيمن على أم سلمة فأخبرتها وأخبرت سائر نسائه بذلك فاجتمعـن عنده وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا

    يا رسول الله انا قــد اجتمعـنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها ، قالت أم سلمة فلما ذكرنا

    خديجة بكى وقال خديجة وأين مثل خديجة ؟ واخــذ في الثـــناء عليها ...

    فقالت أم سلمة من بـينهن فديناك بآبائنا وأمهاتنا انك لم تذكر من خديجة أمرا إلا وقــد كانت كذلك

    غير أنها قــد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في جنته ، يا رسول الله هـذا أخوك

    وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة ، ثم التفت

    إلى النساء بـعـد ما دخــلـن البـيت فـقـال مـن هـاهـنـا ؟

    فقالت أم سلمة : انا أم سلمة وهذه فلانة وفلانة ، فكانت هي المبادرة بالجواب فأمرهن أن يصلحن

    من شأن فاطمة في حجرة أم سلمة ، وابـتـدأتـهن أم سلمة بالرجز أمام فاطمة لما زفــت .

    فانظر وقارن بـين أم سلمة ما ذا قالت في حق خديجة لما أثـنى عليها النبي (ص) وما ذا قالته

    بعـض أزواجه لما اثـنى على خديجة فقالت وما كانت خديجة ، وقــد أبـدلك الله خيرا منها .

    شهادتها لعلي أنـه مع الحـــق :

    وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرة بنت عـبد الرحمن قالت : لما سار علي إلى البصرة

    دخل على أم سلمة زوج النبي (ص) يودعها فقالت سر في حفظ الله وفي كنفه فوالله انك لعلى الحق

    والحق معك ولولا أني أكره ان اعصي الله ورسوله فإنه أمرنا أن نقر في بـيـوتـنا لسرت معـك ولكن

    والله لأرسلن معـك من هـو أفضل عـندي وأعـز علي من نفسي ابني عمر .

    عن أم سلمة عن الرسول (ص) : علي مع القرآن والقرآن مع علي :

    وبسنده عن أبي سعـيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : كنت مع علي يوم الجمل فلما رأيت

    عائشة واقـفـة دخلني بعـض ما يدخل الناس فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير

    المؤمنين فلما فرع ذهبت إلى المدينة فاتيت أم سلمة فقلت إني والله ما جئت أسال طعاما ولا شرابا

    ولكني مولى لأبي ذر فقالت مرحبا فـقـصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها

    قلت إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس قالت أحسنت سمعـت رسول الله (ص) يقول

    علي مع القرآن والقـرآن مع عـلي لـن يـفـتـرقـا حتى يـردا عـلي الحــوض .

    دفــاعـهـا عــن أمير المؤمنين :

    وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي عـبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت لي

    أيسب رسول الله (ص) فيكم ؟

    قلت سبحان الله أو معاذ الله ، قالت سمعـت رسول الله (ص) يـقـول من سب عـليا فـقــد سبني .

    وأبـو عـبـد الله الجدلي واسمه عـتبة بـن عـبد كان ساكنا في الشام فلهذا قالت له أم سلمة ذلك .

    عـلـمها وفــقـاهـتـهـا :

    وكانت فقيهة عارفة بغـوامض الأحكام الشرعية حتى أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يستشيرها

    ويرجع إلى رأيها ، فـقـد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 40 انه لما أرسل معاوية بسر بن أبي أرطاة

    في ثلاثة آلاف حتى قدم المدينة أرسل إلى بني سلمة والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني

    بجابر بن عبد الله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي (ص) فقال لها ما ذا ترين ان هـذه بـيـعـة

    ضلالة وقــد خـشـيـت أن اقــتـل ، قـالـت أرى أن تـبـايـع .

    وفي رواية الكلبي ولوط بن يحيى التي حكاها ابن أبي الحديد في شرح النهج أن أم سلمة

    قالت لجابر : اذهـب فـبـايـع ، وقالت لابنها عـمر اذهــب فـبـايـع .

    وفي رواية إبراهيم بن هلال الثـقـفي التي نـقـلها ابن أبي الحديد أيضا أن جابرا قال دخلت على

    أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع ، احـقـن دمك ودماء قومك ، فاني قــد أمرت

    ابن أخي أن يـذهـب فـيـبـايـع ، واني لأعـلـم أنها بـيـعـة ضلالة .

    هـنـد بنت زيــد بـن مخربة الأنصارية الكوفـيـة .

    كانت شاعرة وقال محمد بـن سعـد كاتب الـواقـدي في الطبقات الكبير كانت شيعـية وقالت

    حين سير بحجر بن عدي الكندي إلى معاوية :

    تـرفـع أيـهـا القـمر المـنـيـر && تـرفـع هـل تـرى حجرا يـسـيـر

    يـسير إلى معاوية بن حرب && لـيـقـتـلــه كـما زعــم الخـبــيــر

    تـجـبرت الجـبابر بـعـد حجر && وطاب لها الخـورنـق والسـديـر

    وأصبـحـت البـلاد لـه محولا && كان لم يحـيـيـهـا يـومـا مـطـيـر

    الا يـا حـجـر حجـر بني عـدي&& تـلـقـتـك الســلامـة والســـرور

    أخاف عـلـيـك ما أردى عـديا && وشـيـخـا في دمـشـق له زئـيـر

    فـان تـهلك فـكـل عـمـيد قـوم && إلى هـلـك مـن الـدنـيـا يــصـيـر

    وورد في قاموس الرجال ما يلي :

    عدها الشيخ في رجاله والثلاثة في أصحاب الرسول .

    وهي بنت " أبي أمية زاد الراكب ".

    كانت قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند أبي سلمة فولدت له سلمة وعمر ودرة وزينب .
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    نساء خلدهن التاريخ Empty رد: نساء خلدهن التاريخ

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد يوليو 10, 2011 2:41 am

    حــافــــظـــة الأمـــانــــــة :

    وفي البصائر : عن الصادق (عليه السلام) أن الكتب كانت عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما

    صار إلى العراق استودع الكتب أم سلمة ، فلما مضى كانت عند الحسن (عليه السلام) فلما مضى

    الحسن (عليه السلام) كانت عند الحسين (عليه السلام) - وفي أخبار - أن الحسين (عليه السلام)

    أودع كتب الإمامة عـنـدهـا فـدفـعـتـهـا بــعــده (عليه السلام) إلى السجاد (عليه السلام) .

    دفاعها عـن أمير المؤمنين :

    قـال أبــو مخـنـف : جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بــدم عـثمان ...

    فـقـالت عائشة لها : يا بنت أبي أمية ، أنت أول مهاجرة في أزواج النبي وأنت كبيرة

    أمهات المؤمنين ، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقسم لنا من بـيـتـك ، وكان جبرئيل أكثر ما

    يكون في منزلك ،

    فقالت أم سلمة : لأمر ما قـلت هـذه المقالة ؟

    فقالت عائشة : " إن عـبد الله أخبرني أن القوم استـتابوا عـثمان فلما تـاب قـتـلوه صائما

    في شهر حرام ، وقــد عـزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبـير وطلحة فأخرجي معـنا لعـل الله

    أن يصلح هــذا الأمر على أيــديــنــا ...

    فقالت أم سلمة : لـقـد كنت بالأمس تحرضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول وما كان اسمه

    عـنـدك إلا " نـعـثـلا " وأنك لتعـرفين منزلة علي (عليه السلام)

    عـند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفأذكرك ؟ قالت : نـعـم ...

    قالت : أتذكرين يوم أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن معه حتى إذا هـبـط من قـديـد ذات

    الشمال خلا بعلي (عليه السلام) يناجيه فأطال فأردت أن تهجمين عليهما فنهيتك فعـصيتني فهجمت

    فما لبثت أن رجعـت باكية ...

    فقلت : ما شأنك ؟

    فقلت : إني هجمت عليهما وهما يـتـناجيان ، فقلت لعلي ليس لي من النبي إلا يوم من تسعة أيام

    أفما تــدعـني يا ابن أبي طالب ويومي ، فأقبل النبي علي وهــو غضبان محمر الوجه ...

    فـقـال : ارجعي وراءك والله لا يـبـغـضه أحـد من أهل بـيتي ولا من غـيرهم من الناس إلا وهو

    خارج من الإيمان ، فرجـعـت نادمة ساقطة ...

    فقالت : نعم أذكر ذلك .

    قالت : وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وأنت تغـسلين رأسه وأنا أحيس

    له حيسا وكان الحيس يعجبه ، فرفع رأسه وقال: " يا ليت شعـري أيتكن صاحبة الجمل الأدأب

    تـنـبـحها كلاب الحوأب ، فتكون ناكبة عن الصراط "

    فرفـعـت يدي من الحيس فـقـلـت : أعـوذ بالله ورسوله من ذلك ، ثم ضرب على ظهرك

    وقال: " إياك أن تكونيها يا حميراء أما أني فـقـد أنذرتك "

    قالت : نعم أذكــر هـــذا .

    قالت : وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) في سفر لـه ..

    وكان علي (عليه السلام) يـتـعـاهـد نـعـل النبي (صلى الله عليه وآله) فيخصفها ويتعاهد أثوابه

    فـيـغـسلها ، فـنـقـبـت له نـعـل فأخذها يومئذ يخصفها وبـعـد في ظـل سمرة ، وجاء أبوك ومعه عمر

    فاستأذنا عليه فـقـمـنا إلى الحجاب ودخلا يحادثاه في ما أرادا ...

    ثم قالا له: " إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من تستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا " ...

    فقال لهما : " أما أني أرى مكانه ولو فعـلت لـتـفرقـتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون

    " فسكتا ثم خرجا ، فلما خرجنا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

    قلت له - وكنت أجرء عليه منا -: " من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم ؟

    فقال : " خاصف النعـل " فنزلنا فلم نر أحدا إلا عليا (عليه السلام) ...

    فـقـلت : يا رسول الله ما أرى أحدا إلا عليا ...

    فقال : " هـــو ذاك " ...

    قالت عائشة : نعم أذكر ذلك ...

    قالت : فأي خروج تخرجين بـعـد هذا ؟

    فقالت : إنما أخرج للإصلاح بـين الناس ...

    فقالت : أنـت ورأيــك .

    وروى أعثم الكوفي في تاريخه أن ابن الزبير لما كان يحث خالته عائشة على الخروج وأنكر أن

    يكون أحد سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يـقـول : " علي بعـدي ولي الناس "

    قالت أم سلمة له : إن لم تكن سمعـت ذلك فهذه خالتك عائشة سلها

    أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام) : أنت خليفتي في حياتي وبعـد مماتي

    فصدقتها عائشة وقالت : نعم سمعـت ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

    فقالت أم سلمة لعائشة : لا تكوني صاحبة كلاب الحوأب ولا يغـرنـك الزبـير وطلحة فإنما لا يغـنيان

    عنك من الله شيئا .

    وروى موسى بن قيس - وقـد وثــقــه ابـن معـين كما في الذهبي - بإسناده عنها

    قالت : علي على الحق من تبعه فهو على الحق ومن تركه ترك الحق عهدا معـهودا قـبـل يومه هـذا.

    وورد في موسوعة عاشوراء ، أخبار أم المؤمنين أم سلمة وما روتـه عن إعلام الروس

    لها بمـقـتـل الحـُسين وهــو كـما ما يـلـي :

    إخـبار الرسول الأكرم لأم سلمة بـمـقـتـل الحـُسـيـن :

    عـندما علم رسول الله صلى الله عليه وآله أن الحسين سيـقـتـل بكربلاء ، أعطى لأم سلمة قارورة

    فيها تراب من أرض كربلاء ، وقال لها : متى ما رأيت هـذه التراب امتلأ دما عبـيـطاً فاعلمي

    أن الحـُسين قـــد قـتـل .

    وبـعـد سنوات طويلة مرت على هذه الحادثة ، ولما عزم الحسين على المسير الى العـراق ، أخـذت

    مشاعر القـلـق تساور أم سلمة ، فكانت تـنظر إلى تلك القارورة في كل يوم

    وتـقـول : سيكون اليوم التي يتحول فيه هذا التراب إلى دم يوم عظيم !

    رؤيـــا أم سـلــمــة :

    وفي يــوم عاشوراء رأت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وهـو مـغـبـرّ الوجه والرأس ،

    ولما سألته عـن سبـب ذلـك قـال : لـقـد شهدت مقـتـل الحـُسين ، فـهـبّـت أم سلمة من نومها

    وصاحت : قـتـل الحـسيـن ، وقـصّـت رؤيـاهــا عـلى نـساء بـنـي هـاشـم .

    إقامتها العـزاء عـلى سيـد الشـهــداء :

    وأقـامـت أم سلمة مـنــذ ذلك اليوم مجلس العــزاء على سيد الشهداء ، وبـعـد تـلك الرؤيا نـظـرت

    إلى القـارورة فـوجــدتـهـا مـلـيـئـة بـالـدم .

    \




      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:41 am