روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    هؤلاء العرب بعد قمتي سرت

    جليله محمود
    جليله محمود
    .....
    .....


    عدد المساهمات : 1008
    نقاط : 2940
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    هؤلاء العرب بعد قمتي سرت Empty هؤلاء العرب بعد قمتي سرت

    مُساهمة من طرف جليله محمود الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:50 pm



    ما أن انفضت قمتا سرت العربية‏..‏ والعربية ـ الإفريقية حتي بدأ الإعداد لتطوير آليات التعاون بين دول المنطقة سواء في إطارها العربي داخل جامعة الدول العربية‏..‏ أو بين العرب والدول الإفريقية‏ , أو بين العرب ودول الجوار‏,‏ والأقرب إلينا تركيا وإيران‏..‏ أما إسرائيل فعلاقاتنا معها تتراوح بين المفاوضات بأشكالها المختلفة‏,‏ المباشرة وغيرها‏,‏ وصولا للمقاومة‏,‏ أو حتي العداء لدي البعض الذي يصل إلي ترقب حروب وصراعات جديدة قد تشعل المنطقة‏..‏ ليست العربية فقط‏,‏ بل وحروب الشرق الأوسط بمفهومه الواسع‏,‏ بالإضافة إلي تأثيراتها العالمية المعروفة‏.‏

    وقررت الاجتماعات الاستمرار في الآليات الحالية والحفاظ علي جامعة الدول العربية بتراثها التاريخي المعروف‏,‏ وأن ذلك لا يمنع تأهيلها لاستيعاب التطورات والطموحات الجديدة لدي العرب‏.‏

    لم تحقق القمتان طموحاتنا المستقبلية‏,‏ ولكنهما في الوقت نفسه لم تخذلانا‏,‏ وإن شئنا الدقة فقد حافظتا علي تطلعاتنا المستقبلية للحفاظ علي الكيان العربي الراهن‏,‏ إن لم نكن قادرين علي تطويره وتأهيله ليتناسب مع الحاضر‏,‏ والأكثر طموحا للبحث من خلاله عن المستقبل‏.‏

    وإذا شئنا الدقة أيضا‏..‏ فهذا الكيان مازال يجمعنا‏,‏ لأن القضية المصيرية التي جمعتنا نحن العرب داخل هذه البوتقة من التعاون كانت القضية الفلسطينية‏..‏ وهذه القضية المصيرية مازالت معلقة بين الدولة العتيدة المرتقبة التي نبحث عنها أو نتفاوض حولها مع الغرب وإسرائيل‏,‏ أو المصير الغامض‏,‏ بين السلام أو الصراع بلا حسم أو مؤشرات للمستقبل‏.‏

    القمتان لم تذهبا بعيدا‏,‏ ولم تلبيا طموحات الحاضر‏,‏ وغاب عنهما المستقبل‏,‏ ولكنهما حافظتا علي ما بقي لنا‏.‏ والذين يعرفون يقولون إن هذا كثير‏,‏ ولكن المراقبين المحايدين يقولون إنهما لم تؤخرا أو تقدما‏..‏ ولكنهما مازالتا تراوحان مكانهما‏..‏ فالدول لم تتخذ قرارا‏..‏ والانتظار مازال سيد الموقف‏.‏

    فحصاد القمم العربية مازال محدودا‏,‏ حتي قمتهم الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة لم تظهر مؤسساتها بعد‏,‏ ومشروعاتها غائبة‏,‏ ولم يتم وضعها علي بساط البحث‏,‏ وبرغم أن أوراقها ودراساتها وأبحاثها مازالت معروضة علي الطاولة بين الباحثين ورجال الأعمال‏,‏ لكنهم لم يبدأوا المشروع الأول بعد‏.‏

    وإذا كانت السياسة لا تنتظر وإنما تتحرك‏,‏ فإن دول الجوار هي الأخري تتحرك‏..‏ ومازالت تفرض علينا الأمر الواقع‏.‏

    ما أن انفضت القمة ـ حتي اتجهت الأنظار صوب لبنان ترقب زيارة أحمدي نجاد للبنان في استعراض جديد للقوة المسلحة‏..‏ ليوهمنا نجاد أنه عبر حسن نصر الله وعبر تنظيم وجند حزب الله أو عبر الشيعة في لبنان‏,‏ يتحدي إسرائيل ويلقي عليها الطوب والحجارة‏,‏ والكلمات الكبري واللعنات ويصرخ ويمثل‏,‏ وكأن تحديه هذا لإسرائيل‏..‏ في حين أنه في حقيقة الأمر يتحدي ويرمي الطوق لأكثر من نصف الشعب اللبناني‏.‏ يتحدي صيغة التعايش التاريخية التي عرضها لبنان عبر تاريخه منذ الاستقلال‏..‏ الدولة العربية الصغيرة التي تعيش فيها كل الطوائف والأديان بتسامح ومودة وبصيغة فريدة تقترب من قرن‏,‏ تثبت أن الشرق الأوسط قادر علي التعايش بلا صراعات أو تطرف‏,‏ أو أن تتحكم في دوله ميليشيا مسلحة بالسلاح الإيراني‏,‏ تفرض علي الطوائف السنية والمسيحية والدرزية الحياة تحت السوط الإيراني بحجة مقاومة السلاح وهي ترهن الإرادة اللبنانية بالملف النووي الإيراني بقوة السلاح والمال‏.‏

    أما إسرائيل فهاهي تتحرك وتفرض يهودية الدولة علي كل من يعيش داخلها من العرب‏.‏

    وها هي إسرائيل تقايض الاعتراف بيهودية الدولة بالاستيطان غير المشروع في القدس والضفة‏.‏

    والعرب لم يحسموا موقفهم بعد‏..‏ بعضهم ينظر لإيران‏,‏ والآخرون يلاحقون تركيا‏..‏ والموقف الراهن مازال صعبا‏..‏ مع أن صوت العقل والحكمة في مصر‏.‏


    بقلم:أسامة سرايا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 9:27 am