روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    العمل الجماعي بعيدا عن المبادرات الفرديه حتي لا نتأكل ونضعف

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    09عال9 العمل الجماعي بعيدا عن المبادرات الفرديه حتي لا نتأكل ونضعف

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الجمعة يوليو 16, 2010 2:37 am

    من المشكلات التي يعاني منها مجتمع المحامين الاغراق في التنظير وهذا الاغراق حاضر وبقوة في خطاب النخب المثقفة وحاضر أيضاً عند الكثيرين من أفراد المجتمع والجميع لديهم القدرة على تشخيص أمراض المجتمع واقتراح الحلول لمعالجتها.
    وعلة هذا في مجتمعنا تكمن في المبادرات الفردية التي تسعى للتغيير والاصلاح وتنطلق وفقاً للامكانات المتاحة لكل فرد والتوقف عند أسباب المشكلة والنتائج التي ترتبت عليها وعدم مبادرة أي طرف سواء كان فرداً أو مؤسسة بطرح الرؤى والتصورات لحل هذه المشكلة على نطاق واسع ومحاولة خلق وعي بخطورتها وصولاً الى عمل مؤسسي يحل المشكلة من جذورها.
    والأخذ بزمام المبادرة هو ما ينقصنا لكي نتخلص من السلبيات والمشكلات الكثيرة التي نعاني منها فبدل أن نلعن الظلام يمكننا أن نوقد شمعة انها فكرة في غاية البساطة ولكنها غائبة تماماً عن أذهان الكثيرين في العمل النقابي فالكثيرون اليوم يلعنون المجالس ويتهمونها بالتقصير والفشل في ادارة شؤون المحامين ولكن أحداً منهم لم يفكر في أن يكون قدوة لغيره وأن يبدأ بنفسه وأن يحاول قدر استطاعته تغيير الأوضاع السلبية التي يعاني منها على المستوى الشخصي ويعاني منها الآخرون!

    هناك فرق بين النقد والانتقاد كما هو الفرق بين التقييم والتقويم وفي نفس السياق نفرق بين النظرية والتطبيق وبين العمق والتسطيح ومن هذه الفروق التي تعلمناها من القرافي رحمه الله أن نميز ونمايز بين الشيء ونقيضه والشيء ورديفه والشيء وشبيهه وما تاه خطابنا بين انفسنا إلا بعدما خلطنا الأمور وسطحنا المسائل فوصلنا إلى ما نحن فيه من واقع لا يسر الصديق ولا يفرح به القريب.
    من حقنا أن نفكر في واقعنا الفكري وخطابه النقابي الذي يشكل حلقة الوصل بين المتكلم والمخاطب ولكننا يجب ألا نفتعل النقد فنكون في سلك المنتقدين ومن ثم نقيم الخطاب بناء على رصد واستقراء مع قدرة على التحليل والغوص في أعماقه منذ مبدئه وحتى هدفه وذلك لتقويم الاعوجاج الذي أمسى قدرنا الطائل عمره والمتكرر فينا حين حفظناه لا لنتلافاه كالمؤمن الذي لا يلدغ من جحر مرتين وإنما نحفظه لنعيده كما كان حذو الحجه بالحجه.
    ألسنا نرى خطابنا النقابي يسبح في السواحل وبعيدا عن المحيطات فضلا عن أعماقها وأسرارها ولذا نجد التنظير أجوف لا يعي واقعه في حين نرى التطبيق نادرا وفي غالبه لا يحقق المطلوب وإنما على الهوامش يسرحون فنمر في اليوم والليلة على مئات الصفحات الورقية والإلكترونية نبحث عما يفيد ويزيد فلا نرى غالبا سوى التسطيح والتكرار
    ولذا فمن المزايدة القفز على حقائق الواقع الخطابي النقابي وتحميل جهة دون أخرى المسؤولية عن الواقع المتردي للخطاب فضلا عن اتهام الآخر بأنه قد وقع في إخلالات منهجية وإخفاقات أداريه ونجمع هذا بلا دليل في حين نجد أن نفس هذا النقد الخطابي لم يقدم للواقع النقابي سوى المزيد من التردي في الأدوات والفشل في اداره الازمات وفي الأخير يحمل المسؤولية للطرف الآخر.
    كنا خلال الايام الماضيه نجد الكثير من النقد المتبادل بين الخطابات النقابيه ولكننا لاحظنا في كثير من الأحيان قيام الناقد بمثل خطاب المنقود وربما أضاف القداسة على خطابه مما زاد في فشله حينما حمل مرجعيته السبب ليخرج نفسه منها ومعاذ الله أن نخطئ نحن ونحمل مرجعياتنا المسؤولية فالحق واحد ولو تعددت طرقه وتنوعت صوره ولكن أين نحن من قول الحق تعالى «قل هو من عند أنفسكم»؟!.
    إن التشويه المؤدلج لخطاب الآخر حرمنا الكثير من المنافع خلال الفترة الماضية وقصر رؤيتنا على متكررات فكرية ومتماثلات خطابية أوصلتنا إلى مفاصلة بين الزميل وزميله بلا مبرر نقلي ولا مسوغ عقلي سوى أن العقول رهنت للغير وسلمت الإرادات لبشر يصيبون ويخطئون فحجر على الآخر وشوهت سمعته دون أن يعدل في خطابه وتؤخذ خيراته وكل ما في الأمر أننا لم نحسن فهمه ولم نحسن الظن فيه وكم حرمنا من قدرات بشرية غير عادية وضاعت الكثير من الفرص الفكرية بدوافع مؤدلجة أفسدت الفكر وأداره الامور وأصبح الواحد منا لا يقرأ وهو متجرد للحق وإنما في عقله اللا واعي قد قرر موقفه من المتكلم وعزم على مناكفته وليس الاستفادة منه فأصبح المتلقون كالقطيع لا يقرأون إلا ما يصرح لهم به ولا يفهمون الآخر إلا بأدلجات مسبقة قد قرروا مقاومته قبل أن يقرأوا فكرته في حين يتكرر في تلك المحاضن أن الحكمة ضالة المؤمن ولكنها في الحقيقة حكمة المريد من شيخه فلا يكاد يخرج عن طريقه المرسوم قيد أنملة وإن خالف البرمجة فالويل له والثبور وعظائم الأمور وقد يتلوها فقدان الثقة فيه وربما الحكم بضلاله لمجرد أنه خرج عن النسق الممنهج.
    ويفتخر الكثير من الجيل الجديد بأنهم نشئوا في هذا التيار دون أن يعوا الكثير من حقائقه والتي كانوا فيها أشبه بالمختطفين دون شعور، وحينما يصحو الواحد منهم فكأنه أتى ناقضا من نواقض الإيمان وإذا أردنا أن نعرف لماذا الجيل القديم لم يحقق الحد الأدنى من المكاسب بالنظر لطول تاريخه ومستوى جهوده فنعرف حينئذ أن المحامي قد خطف الفكرة وحجر على البقية وإذا أردنا الحق فلنحاول الابتعاد الوجداني المؤقت إلى الخارج ومن ثم النظر لهذا الجيل بعين الناقد المحب وليس المبغض لنرى مستوى التكاسلات الفكرية المتوارثة التي رسخت في القناعات أمورا لا يمكن لعاقل أن يقبل بها ونكتشف أن التحزبات الحركية قد خطفت الحق وغيبت الحقيقة لمصلحة جماعه على حساب الجميع الذي يزعمون قيامهم من أجله وإن المتابع للواقع الخطابي النقابي لهذه التيارات يعرف كيف طوعت الهدف المقدس لصالح تلك التحزبات على حساب الهدف المزعوم ونصيحتي لهؤلاء ألا يضفوا القداسة الشكلية والموضوعية على تصرفاتهم الفردية والجماعية وحسبنا قوله عليه الصلاة والسلام «وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا».
    لايهمني كثيراً أن أقف على تعريب مناسب لمفردة الصدفة ولن أغضب عندما اتذكر قول الفرنسي رولان بارت وهو يسخر قائلاً
    ( إن الصدفة هي تعريفنا لما نجهل كيفية حدوثه احتراماً لعقولنا وابتعاداً بها عن دائرة الجهل )
    ومن فوائد العمل الجماعي والتطوعي ترسيخ مفهوم المشاركة والمسؤولية والقضاء على السلبية فكفي مزايدات فرديه وليضع كل منا يده بيد الاخر ولنكن تحت رايه واحده توحدنا وتقوينا ولا نمشي فرادا فنتأكل فردا فردا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:26 pm