من طرف 
أين الحقيقة ؟ ترى إلى متى يتم إهدار حق هذا الشعب فى المعرفة ؟ إلى متى نظل نبحث عن الحقيقة خارج إطار الوطن ؟
أنا شخصياً كنت أتوقع أن تغييراً قد طرأ , خاصة وأن ماحدث فى ميدان التحرير , أكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن هذا الشعب قد تجاوز مرحلة ما قبل بلوغ سن الرشد , وإنه يرفض أن يغرر به أو أن يكون مغيباً , والأهم من هذا كله , أن المواطن المصرى أصبح يرفض أن يتعامل معه على أنه ( غبى ) !!
فجأة أدركت أننا لازلنا نحيا مرحلة ما قبل 25 يناير , وأننا مغيبون عما يحدث , وأن هناك من لازال يخدعنا ويكذب علينا !!
ترى أين الرئيس السابق ؟ هل من إجابة ؟ أنا شخصياً لن أصدق ما يقال عن أى شئ بدءاً من الآن !! جميع وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية نشرت خبراً مؤاده أن السلطات منعت زوجة وأبن الرئيس السابق من مغادرة شرم الشيخ عند محاولتهما إستقلال طائرة خاصة بعد إستطلاع رأى الجهات المعنية , وتزامن هذا مع نشر خبر يشير إلى أن الرئيس السابق قد نقل إلى المركز الطبى العالمى لتلقى العلاج بعد أن منع من مغادرة البلاد تنفيذاً لقرار السيد المستشار النائب العام .
فى اليوم التالى واحدة من الصحف القومية نشرت خبراً يقول أن الرئيس السابق وزوجته ونجله فى ( تبوك ) وإنهما يقيمان فى واحداً من القصور تحت حراسة مشددة , وأن الرئيس يتلقى ( جرعة ) كيماوية فى إطار برنامج علاجه من ورم فى البنكرياس والقولون !! ترى أين الحقيقة ؟ وأين الرئيس السابق الذى صدر فى شأنه قرار السيد المستشار النائب العام بحظر مغادرة البلاد ؟ وهل هو فى تبوك بالمملكة العربية السعودية ؟! أم فى شرم الشيخ ؟!
هل علاج الرئيس السابق غدا سراً من أسرار الدولة , لا يجوز الإفصاح عنه ؟ وهل غادر الرئيس السابق البلاد قبل قرار السيد المستشار النائب أم بعد القرار ؟ وإن كان قد غادر وزوجته وأبنه قبل أو بعد القرار لماذا الإصرار على وجوده فى شرم الشيخ ؟
لابد أن يكون هناك تفسيراً واضحاً مقنعاً , وأطالب بتفسير من السيد اللواء الناطق بأسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة , لأن الصمت فى هذا الحالة تحديداً معناه أن هناك أموراً أخرى فى لازالت الخفاء !! وهذا حقى وحق الشعب وإلا فإن حالة اللاثقة فى النظام ستعاودنا من جديد !!
نحن مطالبون أن نعيد الثقة لأبناء هذا الوطن , لأن واحداً من أسباب إستمرار الحشود فى ميدان التحرير وغيره يرجع لرصيد اللاثقة الذى تكونت عبر فترات طويلة من الزمن , لدرجة أننا كنا نفسر الأمورعلى عكس ما يعلن علينا !! ترى هلى نعود لتلك الحقبة التى كنت أتوقع أنها إنتهت إلى غير رجعة , إلا أن الأحداث أكدت أننا لازلنا ننهج نفس المنهج , اللهم إلا أن صدر تفسيراً , وهنا أؤكد أن أى واحداً من لا يقبل ألا يتلقى الرئيس السابق العلاج بإعتباره مواطن مصرى على أرض مصر !!
نحن شعب طيب , إلا أننا نرفض أن نعامل بمنطق أنه ليس من حقنا أن نعرف الحقيقة بصفة عامة , وفى هذا الوقت تحديداً , نحن فى بداية مرحلة النقاهة , وهناك إجماع من الأطباء بأن مرحلة النقاهة أصعب فترة يمر بها المريض , لأن أى إنتكاسة خلال هذه الفترة لا يمكن التنبؤ بنتائجها !!
لذا , فأننى أحذر وأنبه القائمين على أمورنا اليوم , وأقول لا تفقدوا الثقة التى منحناها أياكم , لأننا لو فقدنا الثقة ستخسرون أنفسكم قبل أن تخسرونا ولا أحسب أنكم تسعون لذلك , خاصة وأنكم تؤكدون أنكم منحاذون لصالح الشعب , هذا الشعب لن يصمت على أى خديعة أو كذبة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بخرق قرار حظر مغادرة البلاد , ولمن ؟ للرئيس السابق وزوجته وأبنه .
أنبه , إلى أن هناك أموراً كثيرة تتردد حول الرئيس السابق وأسرته , من حق الشعب أن يعرف الحقيقة ولن يرضى بغير هذا .. ما حدث سقطة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى منحناه ثقتنا مطالب بالإفصاح , ويبقى التساؤل : أين الرئيس السابق وأسرته ؟ وهل حقاً لازالت المخصصات الرئاسية على ما هى عليه ؟ بعد الذى حدث لابد من الإفصاح .
اللهم أنى قد أشهدك , فأشهد .
معتصم راشد
