روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الحمد لله نجت الاكفان من سرقاتهم

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    الحمد لله نجت الاكفان من سرقاتهم Empty الحمد لله نجت الاكفان من سرقاتهم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الخميس مايو 19, 2011 3:38 pm

    ينكشف الغطاء يوما بعد يوم عن  أبعاد كوارث عصابة  مصاصي الدماء التي نهبتنا خلال حكم ” شيخ المنصر ”  , الذي دافع عنه بعض أصدقائه  فراحوا يمارسون  دور الدبة لما نفوا عنه السرقة قائلين أنه ” متسول ” وأن ماجمع من مال هو حصيلة” التسول ” وراح البعض يعدد ماتلقي من مال  هدية من هذا أو صدقة من ذاك , وقد رأي هؤلاء أن التسول أقل سوءا من السطو علي مال المصريين !

    ان هذا البعض جاء يكحلها فأعماها  , لأنه كيف يستقيم أن يمد رئيس أكبر دولة عربية وأعرق دولة علي وجه الأرض  يده قائلا ” لله يامحسنين .. براميل نفط قليلة تمنع بلاوي كثيرة ”  كما أن التسول مؤثم جنائيا وأخلاقيا  ,  مذهب لماء الوجه – بافتراض وجود ماء الوجه من الأصل -   ولو سلمنا أنه مارس التسول من باب الهواية أو بدافع مرض نفسي  فقد كان بامكانه أن يمد يده ” لأولاد الحلال ” في مصر وهم مستعدون وان اختلفت الذرائع من قصد التقرب لله الي قصد التقرب لمبارك والعائد مضمون مع الأرباح أضعافا مضاعفة , وأرض مصر واسعة واهداء ملايين الأمتار ميسور تحت ستار البيع بالأمر المباشر لأنه حتي القانون طوع و تحول لأداة سطو للكبار ! كما أن المصريين اعتادوا التبرع قهرا سواء للطرق أو لتلك الجامعة أو ذلك المستشفي  رغم علمهم  علي سبيل القطع واليقين  أن عائد ” التبرع القهري ” يشق طريقه الي  جيوب السادة اللصوص !

    ان بعض دفاع ” البيج بوس ” فكاهي وان كان لايضحك لصدوره عن رئيس دولة    يفترض أن له وقار الكرسي علي الأقل رغم خلعه  , كما أن السياق الدموي للثورة يحول دون الاغراق في الضحك , فقد خرج اللص ليهددنا – نحن الضحايا المنهوبين – بالملاحقات القانونية مدعيا أنه لايملك خارج مصر مالا , ولكن سويسرا سرعان ما ذكرته بما نسي , وربما كان له العذر في النسيان بحكم السن وبحكم أنه ربما اقترب من الله في المحنة وصار يعتبر أن المال مال الله ونحن عبيده الفقراء  لانملك من حطام الدنيا الفانية شيئا , وربما أيضا نسي – متعمدا هذه المرة –  أن رد المظالم واجب ولاتوبة بدونه , وأنه لايغنيه عن رد المسروقات مانقل عن ترديده في الأوقات العصيبة عبارة ” ربنا كبير ” , لأن الرب الذي يستنجد به  يأمره برد السحت سرقة كان أو تسولا  !

    علي أن مسلسل العجائب لاينتهي في قصة ” نهب مصر ” , ومن تلك العجائب دناءة نفوس حالت دون التعفف عن أي مصدر يتاح النهب من خلاله  مهما كانت قوة الكوابح التي تحول دونه أو نوع تلك الكوابح !

    لقد سمعنا  حكايات كثيرة عن بقية خلق لدي بعض اللصوص والمجرمين عموما , وأنواع من الشهامة  تأخذ بعضهم فيخجل أن يسرق عجوزا أو معدما , وفي حدود معلوماتي فان هناك عرفا عاما بين لصوص ( زمان ) بألا يسرق أحد من منطقة سكنه  اكراما للجيرة  , وقد حوكم قاتل محترف يوما وخلال المحاكمة تبين أنه لم ينل أجره لأن من ثأر لمقتل زوجها مدت يدها اليه بقرطها الذهبي فرفض – رغم شناعة اجرامه وحقارة نفسه  – وقال ” سأقتله جدعنة ” !

    و المذهل أن المجرمين ممن يحملون أسماء علي شاكلة ” أبو سريع والهجام    ومقشاط ” يتعففون عما لم يتعفف عنه زعيم العصابة وامرأته وولديه وباقي أفراد التشكيل ,  فقد مد ” الكبير ” يده للتسول كما روي أحبائه   , ومد الأبناء يدهم الي كل شيء حتي الغاز المصدر للصهاينة فقد  حصل أحدهما علي نسبة من الصفقة شبه المهداة من الحبيب الي حبيبه ! , ناهيك عن الأراضي والقصور والشركات في مصر وخارجها , ولكن الدهشة استبدت بي أكثر ما استبدت  عند استحلال مال مكتبة الاسكندرية ومشروع القراءة للجميع  , لأن مثل تلك المشروعات تتلقي تبرعات من الخارج والداخل ,  ومال التبرعات  يثير تعفف أقل الناس احساسا , فضلا عن أن مشروع القراءة للجميع  كان مفخرة لسيدة مصر الأولي ( سابقا ) حتي أن أحدهم أهاننا جميعا علي كل كتاب نشر حين كتب في المقدمة متزلفا لها قائلا انها  حولتنا من شعب ” الفول والطعمية ” الي شعب الثقافة من خلال مشروعها , فكان الأحري بها أن تترك المشروع  دون أن تمد اليه يدها ولا تترك بعض تلاميذها يمدون الأيدي , وبعد ذلك فان الدنيا أمامها وأمامهم  مفتوحة علي مصاريعهاو مستباحة !

    في يوم من الأيام قال عاطف عبيد مبتسما أن مصر غنية ثم لوح  الي ثمن قناة السويس بصوت متحشرج نصف مكتوم   , ويومها رجوته   أن يترك لنا الأهرام والأزهر والقلعة وبعض المساجد والأديرة والأماكن الأثرية ودونه مايشاء  بعد ذلك للبيع , كنت وقتها منقبضا لبيع  مايجوز ومالا يجوز , واليوم خطر لي خاطر  مقبض  أستعيذ بالله منه , فبعد أن بدأت تتكشف كوارث السرقات من ملايين الأمتار والوف الأفدنة والفيلات والقصور ومليارات الدولارات , راح الخاطر يلح علي فيغرقني هما ويقبض أنفاسي كالكابوس لأفيق حامدا الله شاكرا , ومحوره  تساؤل كئيب , تري لو طال المقام بالزعيم وعصابة الجراد المتوحش  , وامتصوا كل الأخضر واليابس وجف مايسرق ,  أكانوا بعدها يتركون الموتي أم يسرقون أكفانهم ويتاجرون في الجثث ؟! الحمد لله .. الحمد لله.. لايحمد علي المكروه سواه !!

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 2:29 am