من طرف سيد نون -
كشفت تحقيقات النيابة العامة وتحقيقات وزارة الداخلية عن التفاصيل الكاملة لهروب متهمين من سجن أبوزعبل منذ 20 يوما.
كشفت التحقيقات أن التخطيط لعملية هروب المتهمين سيد المنيفى، 37 سنة، وسلامة سلمان، 35 سنة، من السجن تم منذ 6 أشهر وساعدهما متهم ثالث من قبيلتهما كان من المفترض أن يهرب مع زملائه ولكنه خشى الموت وأصابته حالة هيستيرية قبل نصف ساعة فقط من تنفيذ خطة الهروب.
وأكدت التحقيقات والمعلومات التى جمعتها «الشروق» أن من خطط من أجل هروب المساجين هم 3 من أقارب المتهم الأول، حيث تمكنوا من الوصول إلى الشركة التى تقوم بتوريد المواد الغذائية إلى سجن أبوزعبل بمساعدة عدد من أبناء قبيلته داخل السجن، وأبلغ أقاربه بهذه المعلومات.
وأوضحت التحقيقات أن أقارب المتهم رصدوا حركة دخول وخروج سيارة النقل (الثلاجة) التابعة للشركة، واتخذوا قرارا بإتمام عميلة الهروب داخل السيارة، ولكن وقبل اتخاذ أى خطوة تجاة شركة التوريدات تمكن المتهم سيد المنيفى والمتهم الثانى سلامة سلمان من استمالة أحد مساعدى الشرطة وإقناعه عن طريق الأموال أن يقوما بالعمل مع زملائهما المسجونين فى تركيب البلاط داخل منطقة مخازن الأغذية والتى كان العمل بها مستمرا بها حتى موعد الهروب.
وأشارت المعلومات إلى أن أقارب المتهمين استغلوا قدراتهم المالية الكبيرة فى جلب سيارة شبيهة بسيارة توريد الأغذية وقاموا بصنع مخبأين داخل السيارة أحدهما أسفل السيارة والآخر بالمدخل الخلفى وهى نفس الطريقة التى يستخدمها تجار المخدرات فى تهريب نبات البانجو المخدر والحشيش من الضفة الشرقية للقناة بسيناء إلى الضفة الغربية للقناة.
وأوضحت المعلومات أنه تم تجهيز السيارة وإعدادها، ولكن كانت هناك مشكلة واحدة وهى سائق السيارة التابعة لشركة توريد الأغذية والذين تمكنوا أيضا من استمالته عن طريق الإغراء بالمال قبل شهر كامل من تنفيذ خطة الهروب، وقاموا بالفعل بتجهيز السيارة النقل بنفس لون السيارة الأصلية مع تركيب لوحة معدنية بذات الأرقام، ثم قاموا بعد ذلك بالاشتراك مع السائق بإجراء عدة تجارب بدخول السيارة البديلة وخروجها اكثر من مرة داخل السجن، ليطمئنوا من عدم وجود شك فى حقيقة السيارة أثناء مرورها بالبوابات ومراجعة التصاريح.
ودخلت السيارة بالفعل إلى سجن أبوزعبل وكان فى نفس التوقيت المتهمان سيد المنيفى وسلامة سلمان وزميلهما داخل السجن يعملون فى تركيب البلاط والمعمار، وهو ما أكدته التحقيقات أن عملهم هذا كان معدا بشكل دقيق ويؤكد الاتفاق والتواطؤ الكامل من جانب الحراس، ومع وصول سيارة الثلاجة المحملة باللحوم والمواد الغذائية ودخولها إلى بوابة مخزن الاغذية، قام أحد الحراس باستدعاء المتهم سيد المنيفى والثانى سلامة سلمان والثالث سليم تحت دعوى القيام بمساعدة زملائهم فى نقل اللحوم من داخل السيارة الثلاجة، ثم بعد الانتهاء من نقل اللحوم أمر الحارس جميع المساجين بالانصراف باستثناء المتهمين الثلاثة الذين قام باستدعائهم وبعد تأكده من خلو المكان من زملائه.
ولم يبق سوى المتهمين والسيارة والسائق، وفوجئ الجميع فى هذه اللحظة برفض المتهم الثالث سليم الهرب خوفا من ان يتم اكتشاف امرهم ويتم اطلاق الرصاص عليه أثناء الهروب وأصابته حالة هيستيرية من الخوف مما دعا الحارس إلى استبعاده وتم إخراجه ودخل المتهم الأول سيد المنيفى إلى المخبأ الخلفى داخل السيارة، ثم دخل المتهم الثانى سلامة سلمان إلى المخباء الثانى أسفل السيارة.
ثم قام السائق بغلق الباب الخلفى وتحرك من داخل ممر مخزن الأغذية فى اتجاه البوابات التى قام الحراس بها بتفتيش السيارة أكثر من مرة وأمام أكثر من بوابة ولم يتم اكتشاف وجود الهاربين داخل السيارة.
وأكدت مصادر قبلية بجنوب سيناء أنه بخروج السيارة من بوابة سجن أبوزعبل اتجهت إلى منطقة بلبيس والتى كانت تنتظرها سيارة (B.M.W) ذات زجاج أسود حاجب للرؤية، وقام السائق بالوقوف امامها وفتح الباب الخلفى للسيارة النقل وأخرج المتهمين الهاربين، واستقلا سيارة كانت فى انتظارهما وبداخلها أحد اشقاء المتهم الأول سيد المنيفى واتجهوا من بلبيس بمحافظة الشرقية إلى اتجاه مدينة العاشر من رمضان ومنها لطريق القاهرة ــ السويس والذين راعوا عدم المرور بكمين الكيلوا 109 قبل دخول السويس، عن طريق المرور داخل المدقات الجبلية، ثم اتجهوا إلى منطقة حى الجناين.
ووصلوا إلى قرية العمدة ثم إلى قرية أبوسيال قبل نفق الشهيد أحمد حمدى، والتى كانت تنتظرهم داخل القرية سيارة أخرى ولكنها سيارة ذات (حصانة برلمانية)، والتى أخذتهم للمرور بنفق الشهيد أحمد حمدى والتى لم يتم الاقتراب منها أو تفتيشها نظرا للحصانة، ثم وصل الهاربان من سجن أبوزعبل إلى منطقة الريانة بجنوب سيناء.
وأكدت المصادر القبلية انه فى اليوم التالى فوجئ زوار ما يسمى بمقام (زوارة عمر) بوجود اقارب الهاربين الذين قاموا بذبح الماشية وتوزيع بعض المظاريف على الفقراء دون الإعلان عن السبب واليوم الرابع اقام الهاربان واشقاؤهما بالاحتفال عن طريق اطلاق الرصاص واقامة حفل شواء ابتهاجا بالهروب من سجن أبوزعبل.