روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    حوار مع عشماوى أنا مثل الطبيب.. أخلص الجسد المريض من العضو الفاسد

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    حوار مع عشماوى  أنا مثل الطبيب.. أخلص الجسد المريض من العضو الفاسد Empty حوار مع عشماوى أنا مثل الطبيب.. أخلص الجسد المريض من العضو الفاسد

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأحد مارس 21, 2010 11:47 pm

    الثقة بالنفس والإيمان بالله والبنيان القوي.. مواصفات الجلاد
    من المفارقات: متهم طلب تدخين سيجارة.. وآخر صلي ركعتين
    "الحبل" له مواصفات.. والتنفيذ بشروط
    أهل زوجتي "رفضوني".. لكنها تمسكت بي
    أحفادي يعتزون بمهنتي

    حوار أجرته: انتصار النمر

    "عشماوي" هذه الحروف الستة.. تثير الرعب في نفوس من يسمعها أو يقرأها.. لأنه اسم ارتبط بإزهاق الأرواح وشنق الرقاب.. رغم أن عشماوي أو الجلاد ينفذ حكم القانون والشرع ويقتص من المجرم الذي يستحق الإعدام بالقانون والشرع.
    عم حسين قرني حسين الفقي الشهير ب "عشماوي" يبلغ من العمر 55 عاماً.. جاد الملامح.. سمح الوجه بشوش الطلعة.. قوي البنيان.. قلبه من حديد في تنفيذ الأحكام لإيمانه الشديد بعمله.. عندما تقترب منه تشعر بأنه رجل طيب بعيد تماماً عما تعكسه كلمة "عشماوي".
    تري كيف يعيش هذا الرجل بين جيرانه وأفراد أسرته.. كيف يتعامل مع أحفاده الصغار وزملائه في العمل.
    غصنا في أعماق الرجل وأجرينا معه الحوار التالي.. بعد تصريح رسمي من إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية ومن مساعد وزير الداخلية لقطاعات السجون لنعرف عليه بعد 32 عاماً قضاها في مصلحة السجون من بينها 17 سنة كحارس بسجن الاستئناف وسبعة أعوام مساعد جلاد.. وثمانية أعوام "عشماوي"..
    تعالوا نسمع ونري كيف يعيش عشماوي.. وكيف يمارس عمله؟..
    في البداية قال بكل ثقة:
    أنا كالجراح الذي يشق بطن المريض ليعالج مكان الألم.. هكذا أنا أبتر العنصر الفاسد من المجتمع من أجل إصلاحه تنفيذاً للحكم المصدق عليه من فضيلة المفتي.. وبعد مراحل متعددة أطمأن خلالها أولو الأمر في البلاد إلي إدانة المحكوم عليه.
    يروي عم حسين قصة إطلاق "عشماوي" علي الجلاد قائلاً أول من اشتغل بهذه المهنة رسمياً في السجون كان اسمه أحمد عشماوي وكان رجلاً قوي البنيان ذا شارب ضخم يهيب الناظر إليه بالخوف والرهبة.. ولوجود تشابه في اسمه الأول مع آخريين في السجن.. كان المأمور يناديه بلقبه وهو "عشماوي".. وهكذا أشيع بين الجميع أن "عشماوي" هو المنوط به تنفيذ حكم الإعدام.. وصارت حتي هذه اللحظة.
    التنفيذ مسئولية
    يقول إن التنفيذ مسئولية تقع علي عاتقي بمفردي رغم أن لي اثنين من المساعدين.. لكني وحدي الذي أقوم بالتنفيذ.. وتنفيذ حكم الإعدام له شروط ومواصفات أهمها الخبرة.
    فالجلاد الخبير يجب أن يدرك أن حبل المشنقة لابد أن يناسب وزن المحكوم عليه حتي لا يحدث خلل في التنفيذ.. وللعلم فالمحكوم عليه يوزن أسبوعياً لنعرف هل زاد أم نقص طبقاً لتحديد حجم الحبل.
    يقول في أحيان كثيرة يصل وزن المحكوم عليه ل 180 كيلو وهذا بالطبع يرهقني كثيراً.
    أضاف: هذا الحبل عهدتي.. كانت وزارة الداخلية تستورده في الماضي أما الآن فيصنع محلياً.. وبمواصفات خاصة فهو 80% حرير و20% كتان.. والحرير أكثر ليعطي نعومة علي رقبة المحكوم عليه ولا يجرحها.. فالموت بالإعدام له مواصفات.. وهي كسر فقرات العنق دون اسالة دماء أو جرح وبعد التنفيذ يكون كالنائم.. كل شيء به كما هو الوجه والجسد.. ولكن التنفيذ الخطأ يؤدي إلي عملية خنق وألم للمحكوم عليه.
    يوضح ان اعدام الشاب يختلف عن العجوز فالشاب يظل نبضه أكثر من ثلاث دقائق أما العجوز فلا يستغرق النبض لديه دقيقة.
    الرقبة الناعمة
    عن اعدام النساء قال: المسألة لا تفرق علي الاطلاق.. لكن الست في اعدامها أسهل.. فالمرأة ليس لها عضلات في الرقبة ورقبتها ناعمة.. فلا تتحمل وتنتهي بسرعة ولكن اتخذ الاحتياطات اللازمة للمرأة خاصة اذا كانت ثقيلة الوزن وأحرص دائما علي عدم المساس بالجثة.
    اضاف: في الاسبوع الماضي تم التنفيذ في امرأة في الزقازيق وكان وزنها يفوق 180 كيلو.. وطبعا تعبت جدا.
    الثقة بالنفس
    يقول عم حسين ان الجلاد يجب ان يتوفر فيه حُسن السير والسلوك والثقة بالنفس والايمان بالله والقوة البدنية حتي لا يصاب بلوثة عقب تنفيذ الحكم.. ولا يقل عمره عن 45 عاما.
    ويحال إلي المعاش في سن الستين وذلك لان الرجل قبل الاربعين يكون غير ناضج وقد يتأثر بالموقف ويصاب بهستيريا ويذكر ان أحد مساعدي الجلاد اصيب بلوثة عقلية في اول يوم عمل له عندما شاهد عملية التنفيذ وخلع ملابسه وخرج مذعورا وتوفي بعدها بثلاثة شهور.
    600 حالة
    يقول بكل ثقة نفذت حتي الآن وعلي مدي ثمانية أعوام اكثر من 600 حكم اعدام والحمد لله لم أخطيء فيها.
    أضاف.. لقد التحقت بهذه المهنة برغبتي كحارس بسجن الاستئناف كان ذلك عام ..1970 داخل هذا السجن المشهور بتنفيذ احكام الإعدام.. وذهبت إلي أحد رجال الدين سألته عن هذه المهنة فقال لي انها تنفذ شريعة الله علي الأرض وحكم الله ولا يصدر إلا علي إنسان عاصي والدليل علي ذلك تصديق المفتي عليه والأكثر من ذلك أن المنفذ يثاب عليه ويوجر من الله.
    ومن هنا تابعت عشماوي أو جلاد السجن في ذلك الوقت محمد عبدالعزيز.. وهو مازال حيا يرزق ويبلغ من العمر الآن 85 عاما حتي أخذني مساعدا معه وفي عام ..1985 بعد أن قدمت طلبا بالعمل كمساعد جلاد ووافق المسئولون وهنا شعرت بقوة إيمان وثبات غير عادية واجتزت الكشف الطبي الذي يؤكد لياقتي البدنية لممارسة هذا العمل.
    ويتذكر عم حسين أول حالة تنفيذ يقول لن أنساها علي الإطلاق.. كان التنفيذ في حكم الإعدام في امرأة قتلت زوجها بمساعدة عشيقها وصديق زوجها السائق.. وكان داخل سجن الاستئناف.. حيث قامت هذه المرأة وتدعي نجوي بوضع السم داخل رغيف حواوشي وبمساعدة عشيقها السائق والقيا جثته في المقطم.. وهناك أمسكت المرأة بالساطور وفصلت رقبة زوجها عن جسده.
    يقول يوم التنفيذ كان السائق منهارا لانه كان أبا لثلاث بنات صغار.. ومريضا وبعد ان تم وضع الحبل فوق رقبته قال: "استاهل" وبعد نصف ساعة جاء دور الزوجة الخائنة - فيجب ان يكون بين المحكوم عليه والاخر نصف ساعة حتي نعطي فرصة للدم ليتجلط ويركز في الاقدام.. كانت امرأة متبلدة المشاعر لم تهتز للحبل ولا للمشنقة ولم يهمها شيء وتم التنفيذ بعد تلقين رجل الدين لها للاستغفار والشهادة.. فالإعدام يحضره لجنة مشكلة من مدير قطاع السجون ووكيل النائب العام ورجل وعظ وضابط السجن وطبعا الجلاد ومساعديه.
    أضاف.. ولأنه أول حكم انفذه ذهبت بعدها إلي منزلي ووجدت زوجتي الأولي رحمها الله في حالة انهيار وقالت حرام عليك.. ولادك "بنات" وهذا العمل يجعل العرسان يفرون منهن.. لكني لم اسمع لكلماتها لإيماني القوي بالله ولأنني أحب هذه المهنة.. ومع ذلك تزوجت البنات والحمد لله وكل منهن لديها من الابناء ثلاثة فأنا لي سبعة أولاد.. خمسة من الأولي واثنان من الثانية.. وهن: فايزة وعزة وجيهان ومحمد وسيد طالب بكلية التجارة ويعرف بين زملائه ب "سيد عشماوي" وهو يعتز بمهنتي.. ويفخر بها..أما أحمد فهو في الصف الثاني الابتدائي وعبدالرحمن ثلاث سنوات.. وكلهم يحترمونني وأنا أحبهم بجنون.
    يضيف عندما ذهبت للزواج من زوجتي الثانية رفضت أسرتها لكنها أصرت علي الزواج مني وقالت أنا أحبه واحترمه.. وتم الزواج وهاهي تنتظرني بعد كل عملية بترحاب.
    وعم حسين يقطن في الزاوية الحمراء يعرفه الجميع ويعاملونه باحترام.. رغم ان الظروف قادته احيانا كثيرة لان يكون المحكوم عليه جاره في السكن.. مثل محمود وصابر فرحات اللذين اطلقا النيران بصورة عشوائية علي اتوبيس ميدان التحرير.. ورغم ذلك لم يؤثر الحكم علي الجيران لانهم يدركون ان الحكم صدر للقضاء علي الفساد في الارض.
    إعدام المغتصبين
    قال: بالأمس قمت بتنفيذ حكم الاعدام في خمسة منهم اربعة اغتصبوا سيدة علي مدي ساعتين ونصف الساعة وذهبت بعدها إلي ابنتي التي تقطن بنفس المنطقة التي منها الجناة المحكوم عليهم بعزبة النخل وشاهدت اسرهم ولكنهم يدركون انهم يستحقون العقاب..
    وأحيانا أخري يؤكد لي الجيران ان الاحكام تنفذ علي مصادر القلق والشغب والشر.
    يضيف: نفذت الحكم علي الكثير من هؤلاء الاشرار مثل البحارة العشرة الذين قاموا بجلب شحنة مخدرات كبيرة للبلاد عام ..1996 وتم التنفيذ عليهم معا استغرق التنفيذ اكثر من عشر ساعات طبعا كثرة العدد تصيبني بالارهاق لكنها وظيفة يجب ان تؤدي علي اكمل وجه وانا استعد لها بكل دقة وحرص.. فأنا قبل يوم التنفيذ لا انام اظل مستيقظا لاعداد آلات التنفيذ الحبل والجنازير الجلدة والطاقية السوداء خوفا من التأخر وبعد منتصف الليل ابدأ في تلاوة القرآن الكريم ثم أصلي الفجر وادعو الله ان يوفقني واجرب الطبلية حتي لا يكون فيها أي عطل لانها مسئوليتي.
    عقب التنفيذ اقوم بتسجيل ما حدث في سجل رسمي يطلق عليه سجل الاعدام فيه يوم وساعة التنفيذ واسم المحكوم عليه ومأمور السجن ومدير شئون المسجونين وكل من هؤلاء يوقع امام اسمه وبالطبع المنفذ الجلاد ومساعدوه.
    بعدها أذهب للمنزل لأنام بارتياح واشعر ان الحمل الذي احمله ازيح عن كاهلي.
    اصدقاء السوء
    عشماوي أو عم حسين يؤكد ان قضايا الاعدام معظمها بسبب النساء واغلب المحكوم عليهم نساء والسبب بالطبع عدم الالتزام الديني والمخدرات التي تذهب بالعقل.. لهذا ينصح الجميع بالالتزام الديني والبعد عن اصدقاء ومن نوادر تنفيذ حكم الإعدام.. يتذكر عم حسين يوم تنفيذ الحكم في احدي السيدات بسجن شبين الكوم.. يومها حدث زلزال في الساعة السادسة صباحاً وقد اهتزت الدنيا وشعر الجميع بأن السجن ينهار.. حيث أشاعت المرأة والنساء الموجودات بالسجن انها بركة المحكوم عليها وأن هذا حدث حتي يسقط تنفيذ الحكم وانطلقت الزغاريد مدوية..
    عندما هدأ الحال وعاد الجميع إلي السجن مرة أخري.. أحضرناها ونفذنا حكم الإعدام طبعاً كانت صدمة ثانية لها وأغمي عليها قبل التنفيذ ثم فاقت لتموت تحت الحبل وكانت هذه السيدة عجوزا قتلت زوجها مساعد شرطة.
    وأضاف أما بهية فكان محكوماً عليها لقتلها زوجها ضابط الشرطة وكانت سيدة ثرية وغنية وجميلة رغم انها كبيرة السن.. ويوم التنفيذ أحضرت "كوفيرته" جديدة وطلبت تكميم فمها بايشارب حتي لا يخرج لسانها بعد التنفيذ وتظهر بشكل سيء.. قائلة أريد أن أعيش جميلة وأموت كذلك.
    عن مطالب المحكوم عليهم قال ان أحد الأشخاص طلب أن يصلي قبل التنفيذ وهذا يحدث كثيراً وخوفاً علي المحكوم عليهم قبل التنفيذ ولو بثوان فنحن نخشي أن يضرب رأسه علي الأرض أثناء الصلاة فأضع له يدي أسفل رأسه ليسجد عليها.. وبالطبع يكون مقيداً بالجنزير الجلد الخاص بالاعدام حتي يكون مشلول الحركة ولا يؤذي نفسه.
    وطلب أحد المحكوم عليهم أثناء وضع الطاقية السوداء علي وجهه قبل التنفيذ لحظة تدخين سيجارة.. وبالفعل طلب مني وكيل النيابة التوقف والانتظار لحين تدخين سيجارته ثم تم التنفيذ.
    عن شاربه قال عم حسين.. الشارب يعطي الجلاد هيبة وقوة يوحي بالرجولة.
    يؤكد اللواء محمد ابراهيم مساعد وزير الداخلية لقطاعات السجون أن حسين قرني "عشماوي" يتمتع بحسن سير وسلوك واحترام وتقدير متبادل مع الجميع وعلاقته طيبة وجيدة مع مرءوسيه.


    عن جريدة " الجمهورية " المصرية

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 7:57 pm