روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    أنا هذا وأنت من ؟

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    أنا هذا وأنت من ؟ Empty أنا هذا وأنت من ؟

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الأربعاء يوليو 14, 2010 12:21 am

    كلما اختليت بنفسى قليلا، وأصبحت أنا ونفسى وثالثنا الشيطان ، أتذكر ذلك المشهد الذى أعشقه للفنان فؤاد المهندس من فيلم " حلم ولا علم " عندما كان يصيح فى وجه أبطال الفيلم ويصحب صيحاته بـ أداء تمثيلى مدهش لكل كلمة .." أنا ورقة ، أنا ريشة ، أنا جردل ".
    بالتأكيد ستسألنى عن سبب تعكير صفو خلوتى بنفسى بتلك الكلمات التى ربما لم يكن لها قيمة سوى فى هذا المشهد فقط ، ولكن دعنى أحدثك عن اكتشافى لمدلول تلك الكلمات فى حياتى ...وربما حياتك أيضاً...


    "أنا ورقة"

    فى مصر...نولد كباقى أطفال العالم ، وأول مايتوجب على أهالينا فعله هو اثبات قدومنا فى " ورقة " ، ثم نكبرونتقدم الى المدرسة ومعنا مجموعة من "الورق" ، ونذاكر دروسنا ونعمل واجبتنا ونرسم قلوباً وأسهماً حائرة وأسماء من نحب بأحرف انجليزية داكنة على الأطراف،وكل هذا أيضاً على مجموعة من " الورق" حتى نحصل فى نهاية كل عام على " ورقة " ، تفيد اما بنجاحنا واستعدادنا لــ"ورقة" جديدة أو البقاء بين نفس "الورق " القديم...
    تنتهى مراحل التعليم المختلفة ، وتتجمع كل " الأوراق " فى "ورقة" واحدة هى الشهادة العليا ،والتى تتحول بدورها الى أحد النقاط الأساسية بجانب العديد من المهارات فى " ورقة " نقوم بارسالها عبر البريد الاليكترونى أو البريد – المش أليكترونى – أو يداً بيد لأحد معارف أبهاتنا الذى يتمنى ان يخدمه بعنيه ....
    نحصل على وظيفة بعد عناء أو بعد مكالمة هاتفية ، وتدرج أسمائنا فى "ورقة" لنقبض كل أول شهر ، ثم نتعرف على بنت الحلال وبشكل أو بآخر تربطنا بها "ورقة " ونتزوج وننجب مصادر لــ" أوراق " اخرى ...
    نقضى عمرنا كله محاصرين بــ" الأوراق ",,,بعضها كلمات تحولت الى ذكريات ، وبعضها نقوداً ، وبعضها مجرد خانات ، وبعضها حُججا على أملاك ، وبعضها فارغاً على بياض فى انتطار ماهو آت ، وبعضها ..، وبعضها ...، و....الى أن توضع آخر امضاء على آخر " ورقة " ونقابل وجه كريم...لايتعامل أبداً بــ"الأوراق".

    أنا "ريـــشة"

    منذ الصغر ، عندما كنت استمع الى "عادل امام " وهو يكشف لنا عن شخصيته بكل حزم.... " أنا الزعيــــم" ، أو" أحمد زكى" الذى لم ينسى - رغم حالة السُكر والسُطل والتتخبط- أن يغنى بأعلى صوته...." آنى بيـــه، آنى بيـــه، آنى بيــــه، آنى بيـــه " ، أو حتى عندما كبرت وتابعت " نور الشريف " فى أسخف أدواره وهو يحذرنى كل يوم.... " أنا سعد الدالى ...انت مين؟؟ "....
    تمنيت كثيرا لوأجد لنفسى توصيفاً مثل هؤلاء ، لاأدرى لماذ ولكن ظلت الفكرة تكبر فى دماغى !! ...وبين كل فترة وفترة كنت أستقر على التوصيف الذى سأعلنه للجميع ولن أرضى بغيره نداء...قبل أن أرجع سريعا فى كلامى لتجنب السُخفاء من البشر ، أو ربما لعدم قناعتى التامة بالتوصيف الجديد...
    الى أن هدانى الله لهذا التوصيف العبقرى ..." انا ريشة "....
    "ريشة" طائرة...تنعم بالحرية المطلقة دون أدنى خطط أو أية ايديولوجيات ودون أى نسبة من التحكم فى نفسها .. "ريشة" دورها فى الحياة أن تظل طائرة فقط.
    "ريشة " حائرة... بين ذلك الاحساس الممتع بعدم السيطرة على الذات والاحساس الأكثر سؤءً فى التاريخ وهو التخبط وعدم الاستقرار.
    "ريشة" زائرة....لاتلبث أن تبقى فى مكان واحد أكثر من بضعة ثوان أو دقائق وبعدها تواصل رحلتها ....
    أرجوكم ،، لاتنعتونى باسمى من جديد...كاتب تلك السطورهو " ريـــــشــــة ".....


    أنا " جــردل "

    وأنتم أيضاً " جرادل "... واذا لم نستطع جميعاً أن ندلق مانحويه - من هموم وأحقاد وضغائن وقذارة وعفن وازدواجية وتشاؤم - فى أقرب بلاعات الحياة ...فلا نلومن غير أنفسنا عندما ينضح كل " جردل " فينا بما فيه على أرضية الواقع ...فتصبح الحياة... حزينة وحاقدة و قذرة وعفنة ومزدوجة وداعية الى التشاؤم...
    اذا لم نستطع فعل ذلك بأنفسنا...فليذهب كل منا الى شخص يثق فيه ويمكنه الاعتماد عليه ، وينحنى امامه دون خجل ويطلب منه بكل جرأة..." أنا جــردل....ادلؤنى".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 8:14 am