روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    كمال الشاذلى.. توربينى السياسة الذى لم يتوقف مهما تغيرت العصور

    صالح الشواربى
    صالح الشواربى
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 691
    نقاط : 1934
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 23/07/2010
    العمر : 58
    العمل/الترفيه : محام بالنقض

    كمال الشاذلى.. توربينى السياسة الذى لم يتوقف مهما تغيرت العصور  Empty كمال الشاذلى.. توربينى السياسة الذى لم يتوقف مهما تغيرت العصور

    مُساهمة من طرف صالح الشواربى الأربعاء نوفمبر 17, 2010 1:08 pm

    كتوربينى كاسح، لا يقف إلا فى المحطات الكبيرة، تبدو حياة كمال الشاذلى السياسية قطارا وقوده إخلاص حقيقى لكل العصور والأفكار، وسرعة صعود وصدام لا تقبل بعوائق أو مطبات، قطاراً مسرعاً، يعرف جيدا خط سيره.

    فرجل مجلس الشعب القوى الذى ولد عام ١٩٣٤ بمركز الباجور محافظة المنوفية، لم ينتظر كثيرا بعد حصوله على ليسانس الحقوق عام ١٩٥٧، ليبدأ رحلته السياسية «اشتراكيا»، ليصبح بعد ثلاث سنوات عضوا بمجلس محافظة المنوفية، وبمجرد استيفائه شرط السن (٣٠ عاما) عام ١٩٦٤ أصبح عضوا برلمانيا فى مجلس الأمة، وهو المجلس الذى يصفه الكاتب والمؤرخ محمد الجوادى «كان برلمان ١٩٦٤ أول طريق لبزوغ سياسيين محليين تقليديين من أولاد الثورة، وفيه مجموعة لا تقل عن ٢٠ محامياً».

    مع كل معركة كان «الشاذلى» رجل الاتحاد الاشتراكى يرتقى خطوات للأمام، وجاء السادات لتبدأ مسيرة الرجل فى الاهتزاز، ومن معركة لتصفية مراكز القوى لمعارك تصفية الاتحاد الاشتراكى من رجال ناصر، اختفى «الشاذلى» أياما وليالى، قبل أن يعاود الظهور فى انتخابات عام ١٩٧٢ ليفوز بصعوبة، ومع الإعلان عن المنابر بعد حرب أكتوبر، عاود الشاذلى الظهور بقوة التوربينى من جديد، واجداً لنفسه مقعداً كسكرتير حزب مصر فى المنوفية، ومع الإعلان عن دعوة المواطنين للانضمام إلى «الحزب الوطنى»، كان وضع «الشاذلى» المهتز قد تحول إلى مقعد راسخ فى مقر الحزب على كورنيش النيل، يستقبل فيه قوائم بأسماء الأعضاء الجدد. ليصبح أمينا لتنظيم الحزب، وهى المرحلة التى تعرف فيها الشاذلى بالرئيس مبارك، واقترب منه كما يروى لمجلة «المصور»: «علاقتى بسيادة الرئيس علاقة واضحة ليس بها مزايدة، فأنا باشتغل مع الرئيس مبارك منذ أن كان نائبًا، وكانت علاقة أخوية»، وبنفس الإخلاص الذى خدم به (الشاذلى) الاتحاد الاشتراكى، وحزب مصر، خدم الحزب الوطنى الوليد، غير عابئ بتغير الأفكار أو الأساليب، وهو ما يعلق عليه (الجوادى) قائلاً: كمال الشاذلى استمر يخدم النظام لمدة طويلة جدا، وكان هذا يحسب ضده لاعتباره رجلاً لكل العصور، وكل الأفكار».

    «الرجل الذى لم يخسر أى انتخابات برلمانية» بهذه اللافتة المجازية، صدّر الشاذلى، أبومنى ومعتز ومحمد، الرعب لمنافسيه، وباستماته فى الدفاع عن النظام، واصل التوربينى، صعوده المستمر، ليحصد عام ١٩٩٣ مقعدا وزاريا يضاف لمقعده البرلمانى، والحزبى، ليصبح النائب، وأمين التنظيم، ووزير الدولة لشؤون مجلسى الشعب والشورى، وهى الوزارة التى رفضها الرجل المتمرس فى فنون السياسة، حسب «الجوادى»، لأنها تقييد لأدائه كأمين تنظيم، وزعيم أغلبية «مع بداية الرئاسة الثالثة للرئيس مبارك أصبح الشاذلى وزيرا لشؤون مجلسى الشعب والشورى، واعتبر المراقبون السياسيون وصوله للوزارة يومها نوعاً من التقييد لحركاته كأمين تنظيم وزعيم للأغلبية بالبرلمان».

    وزير ونائب وزعيم أغلبية وأمين تنظيم، مناصب وألقاب أصّلت لأسطورة سياسية اسمها كمال الشاذلى، سياسى محنك، ورجل يسيطر بالإشارة على النواب، يخدم الأفكار، ويحشد الحشود، هالة توهجت بقوة فى التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وعندما وصلت لذروتها فى ٢٠٠٤، وقبل عام واحد من انتخابات عام ٢٠٠٥، التى سيطر عليها، حسب الجوادى، «ما يسمى بالجناح الجديد داخل الحزب الوطنى»، فقد «الشاذلى» وربما لأول مرة، أحد مناصبه، لصالح القانونى مفيد شهاب، الذى ذهب إليه نصف وزارة «الشاذلى» شؤون مجلس الشعب، قبل أن يلحق به النصف الآخر بعد الانتخابات فى نهاية ٢٠٠٥.

    ومثل التوربينى بدا أنه يقف فى محطته الأخيرة، بفعل فرامل حديدية، ظهر الشاذلى عام ٢٠٠٤، عندما بدأ أصدقاؤه وزملاؤه فى الحزب يرثون تركته الضخمة، فبعد حصول شهاب على نصف منصبه الوزارى، ثم يعود ليقتنص نصفه الآخر، فقد «الشاذلى» نصف منصبه الحزبى، لصالح الحديدى «أحمد عز» كرئيس لأمانة العضوية، قبل أن يتوقف قطاره تماما عام ٢٠٠٥، ويجرده «عز» من آخر مناصبه الحزبية المهمة، كأمين تنظيم للحزب الحاكم، ليدخل بعدها التوربينى «جراج» المجالس القومية المتخصصة، وهى هيئة موكول إليها إعداد بحوث عن القضايا العامة ترفع إلى الحكومة فيما يصفه «الجوادى» بـ«تكريم له من الرئيس مبارك بتوليته رئاسة المجالس القومية المتخصصة وهى المجالس التى تضم عددا كبيرا من أساتذة الجامعات.

    مهارة سياسية ضخمة، لم تظهر بالكامل فى ملعب المجالس القومية المتخصصة، مما أثر على لياقة «ليبرو» الحزب الوطنى القشاش، داخل الدورة البرلمانية الأخيرة، فلم يتألق وهو يزود عن مرمى الحكومة كالعادة، أو وهو يدافع بخشونة أحيانا ضد مهاجمى المعارضة، ليغيب بعدها برحلة مرض، ختمها الراحل بترشحه فى مجلس الشعب، عن دائرة الباجور، ليخسر مقعده لأول مرة فى حياته كأقدم برلمانى فى العالم فى مواجهة «الموت».

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 6:19 am