العديد من المجالس والجبهات التي نصبت نفسها ناطقة باسم الثورة واتخذت
مسميات مختلفة مثل ائتلاف شباب 25 يناير وجبهة دعم مطالب الثورة ومجلس
أمناء الثورة.. ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل امتد إلي تفكير شباب 25 يناير
في تكوين أحزاب جديدة تسعي للحفاظ علي ثمار الثورة بدأت بظهور حزب ثوار
الحرية.. فيما يبقي السؤال هل تعدد هذه الجبهات والائتلافات في مصلحة
الثورة أم سيؤدي ذلك لنتيجة عكسية تساهم في تفتيت الثورة وضياع ثمارها..
السؤال طرحناه علي عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في محاولة للوقوف
علي إجابة. بداية يري دكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات
الاستراتيجية أن حالة التشتت التي يعيشها شباب 25 يناير تعكس أمرين الأمر
الأول الطمع السياسي فبعضهم يرغب في تصدير المشهد عن طريق سرعة الإعلان عن
ائتلاف أو حزب سياسي تحت التأسيس يحمل اسم الثورة وكأننا أمام ثورة مناصب،
أما الأمر الثاني الذي يعكسه هذا التشتت هو عدم النضج السياسي موضحا أنه لو
كان هناك نضج سياسي كامل بين الشباب كانوا توحدوا علي أجندة مطالب واحدة
لكن للأسف وجدنا ائتلاف شباب الثورة يسير عكس الاتجاه ويطالب بمجلس رئاسي
مؤقت وإلغاء المجلس العسكري مضيفا أن الظهور المفاجئ لمجموعات شبابية لم
تكن المحرك الرئيسي للثورة وإسراعها في تشكيل أحزاب هو رغبة أكل جزء من
الكعكة خاصة وأن المرحلة القادمة ستشهد تشكيل حكومة جديدة ستخصص فيها
وزارات للشباب والجميع يتصارع علي المناصب. وأكد دكتور حسن نافعة رئيس قسم
العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ظهور أحزاب متعددة تحمل اسم ثورة 25
يناير خير دليل علي أن هؤلاء الشباب مازالوا لا يعرفون طريقهم الصحيح لأن
كل حزب سيسعي لإزاحة الآخر وفرض برنامجه علي الساحة السياسية وستجد تناقضا
في الخطاب المشترك بينهم لذلك لابد من إعداد لجنة تنسيقية منتخبة فيما
بينهم متفق عليها من جميع الجبهات تقوم بفرز المقترحات والخروج بنتائج
موحدة . ويضيف دكتور عمرو ربيع هاشم الخبير بمركز الأهرام للدراسات
السياسية والاستراتيجية أن الجبهات التي خرجت من رحم ثورة 25 يناير في حالة
تشرذم وانقسام فهناك من يطالب بضرورة هدم الدستور الحالي ويري ما تقوم به
لجنة التعديلات الدستورية بالترقيع وهناك من يطالب بضرورة التزام المجلس
العسكري بحل حكومة أحمد شفيق ليس هذا فقط بل بدأت بعض الجبهات والائتلافات
في إتباع أسلوب التخوين لقياداتها لذلك فإنشاء أكثر من حزب يحمل اسم الثورة
لن يؤدي إلي شيء بل سيعمق حالة الانقسام وفي النهاية ستستنفذ تلك الجبهات
المتناقضة طاقة المجلس العسكري ويجبرونه علي اتخاذ القرارات دون الرجوع لأي
جهة منهم مؤكدا أن هذا التشتت يعلن شهادة وفاة الثورة ويعطل الانتقال
للشرعية الثورية. علي النقيض يري أبوالعز الحريري عضو ائتلاف دعم مطالب
الثورة أنه من المستحيل أن يوجد حزب واحد باسم الثورة لأن ثورة 25 يناير
وما أعقبها من ثورات لم تكن لها قيادة لذلك من الصعب أن يتم توحيد الثوار
تحت قيادة حزب واحد يقوده شخص واحد مؤكدا أنه علي الرغم من تعدد الائتلافات
والجبهات الناطقة باسم الثورة فكلها مسميات. هناك قاسم مشترك فيما بينهم
فجميعها متفق علي ضرورة إقامة نظام بديل لتكون مصر جمهورية برلمانية
واستكمال محاكمات رموز النظام السابق وإطلاق حرية تكوين الأحزاب والنقابات
فهي أهداف مشتركة بين كافة الجبهات التي أفرزتها الثورة. فيما يري حسين
عبدالرازق القيادي بالتجمع أن انتشار شباب 25 يناير وتوزعهم في أكثر من
جبهة وائتلاف أمر يصب في صالح الثورة فاتحاد الكل تحت راية حزب واحد أمر
غير مقبول لأنه من بقايا النظام السابق وبقايا مرحلة الحزب الواحد مؤكدا أن
ما يخطط له الشباب تعددية سياسية مطلوبة.