"الفيسبوك" ، وذلك بعد اطلاق مبادرات تطوعية لخدمة الوطن من نظافة وتجميل
وتنظيم مرور و حماية منشآت واصلاح ماتم تخريبه .فقد اصطدم بعض
المتطوعين من الشباب بانهم لايجدون صدى لجهودهم ولا قدوة لدى بعض
المستهترين الذين لم تنتقل اليهم روح ومبادىء الثورة بل مازالوا يمارسون
سلوكيات غير حضارية لا تترجم حبهم لوطنهم وحرصهم عليه.ومن هنا أدرك
شباب المتطوعين أن أمامهم مهمة أكثر صعوية من نظافة الشوارع هى تغيير
المفاهيم والقيم السلبية وتحفيز الجميع على الالتزام بالنظام وترشيد
عاداتهم الضارة من أجل مصر الجديدة .أسماء رضوان طالبة بكلية التجارة بجامعة القاهرة ، لفتت نظرى وحازت
اعجاب الجميع ، وهى تنظم المرور بميدان عبد المنعم رياض وتحذر المارة
وقائدى السيارات بصوت عال بلا صافرة :"الطريق مغلق من هنا ومفتوح من هناك".وقالت
طالبة التجارة إنها عرفت بالتجربة من صديقاتها وأختها بسمة شجعتها لأنها
كانت حزينة لعدم مشاركتها فى المظاهرات وقررت المساهمة بفاعلية فى التنمية .وعن
الصعوبات التى صادفتها، أعربت أسماءعن سعادتها بتصفيق الكثيرين وتطوع
البعض بالمساعدات البسيطة لكنها تخشى الاحباط والعودة الى الاهمال والفوضى
لأنها لاحظت أن هناك من لا يلتزم بقواعد المرور والشارع بعد تنظيفه بساعات
يعود كما كان ..فلابد أن يتعاون المواطنون مع الشباب المتطوعين أو على
الأقل لا يبددون أعمالهم على حساب البلد .واقترحت أسماء زيارة مراكز
الشباب لتوعيتهم وحثهم على توسيع مسيرة تغيير السلوك قبل تغيير السياسات
وبعدها يأتى دور الجمعيات الأهلية فى التصدى لغير الملتزمين وتثقيف الناس
البسطاء.بينما قالت بسمة الطالبة بالثانوية إنها عرفت بهذه المبادره من الفيسبوك ،وشاركت مع مجموعة شباب لم تكن تعرفها إلا فى الفضاء التخيلى ،وكان الهدف
الأول حملات النظافة لكنها فوجئت بارتباك الشوارع وسط غياب شرطة المرور
ببعض المناطق .. فوقفت تنظم وتوجه بجوار أحد أعمدة الانارة وتكرر عبارات
معينة عدة مرات . ومن الملاحظات أنها ترى عدم قابلية البعض لاتباع القواعد
والنظام ولذلك يجب تدريس لوائح وقواعد المرور فى المدارس.وأضافت أنا
لن أيأس لأنى أشعر بقيمتى ودورى فى المجتمع وأقف بين السيارات فى أوسع
الميادين دون معاكسات ولكن استمرارية المبادرة تحتاج امكانيات ،فحتى الآن
ليس لدينا لافتات ولا ملابس ولاوسائل تقنية للتوجيه ..فمتى تتعاون معنا
الجهات المعنية من هيئات وجمعيات خيرية وشركات لها دور فى المجتمع ؟ .محمد محيى طالب بكلية التجارة رائد مجموعة متطوعين من 50 شخصاً،لمحته
مرتديا "جوانتى" وملابس تنظيف وهو ينظم المرور بأحد الشوارع، فقال :مبادرة
التوعية والاصلاح جاءت من الجروب "يلا نصلح مصر" الذى أسسه حسن نصر وتضمن
162 فردا ويتزايدون" .وأكمل رائد المجموعة :" تمويل هذه المبادرة
يعتمد حتى الآن على التبرعات الذاتية النقدية والعينية من أعضاء الجروب ولا
نطلب أموالا من أية جهة حتى لايظن أحد أننا نسعى للربح .ولا ننتظر
معونة من أحد لكننا نطمح فى أن يتعاون معنا الجميع مسئولين واعلاميين
وفنانين فى نشر حملات التوعية وتقديم نموذج القدوة وإلا المسألة ستقتصر على
الشعارات بلا سلوكيات وهذا ما لن نسمح به أبدا لأننا نحب بلدنا ،ونتمنى
سيادة أخلاقيات وسلوكيات الثورة بين الكبار ".وأضاف محمد أن غدا
الجمعة هناك مسيرة سلمية للوفاء للشهداء وفتح باب التطوع والتبرع لمساعدة
وتكريم أسرهم أولا ثم اصلاح ما تم تخريبه والفرصة متاحة للمشاركة . وأكد أن
الأسرة تفخر بدوره ولكنها تطالبه بألا يؤثر ذلك على انتظامه فى دراسته بعد
أن تفتح الجامعة أبوابها .بينما قال كريم طالب فى كلية الهندسة
بجامعة خاصة يسكن بالمهندسين :" أنزل المترو رغم أننى لا أركبه ،وأقوم
باستخدام ميكروفون لتوعية الناس بقيم النظافة والنظام والحفاظ على
الممتلكات العامة والالتزام بقوانين السلامة .أيضا الباعة الجائلين
يفترشون مداخل المترو بحجة " أكل العيش" ودورنا اقناعهم بالذهاب الى أماكن
اخرى مع مساعدتهم مثل التطوع ببناء كشك لهم أو تخصيص سوق ملائم بالتعاون مع
المحليات" .نحن مع الشباب
دعاء عادل مسئولة العلاقات العامة بجمعية أهلية ،قالت: دورنا تأهيل ومساندة هؤلاء الشباب حتى يحتفظون بطاقة الحماس والأمل
وأنا شخصيا اشارك فى التوعية بالمدارس والنوادى والجامعات لأن التغيير يجب
أن يبدأ من الشباب وللأسف الكبار لديهم وعى لكنه فى مرحلة اليأس لم يكن
مترجما الى سلوك .وأضافت دعاء: يمكننا نشر الوعى بمساعدة قائدى هذه
الحملات السلوكية حتى يصل صوتهم ويؤثر وتتحقق لها الاستمرارية والنجاح .
ودعت الى تفعيل القوانين ومحاسبة غير الملتزمين كى نضمن أن يتحول السلوك
الحضارى الى عادات ونمط حياة للجميع .
تحقيق د. هند بدارى