شهد الاجتماع الذي عقده الائتلاف الوطني للتغيير والذي يضم الأحزاب السياسية وجماعة الإخوان المسلمين خلافاً بين ممثلي الجماعة والأحزاب حول فكرة الاكتفاء بالتعديلات الدستورية والتي أعلنتها اللجنة المشكلة برئاسة المستشار طارق البشري حيث رفضت الأحزاب هذه التعديلات مطالبة بدستور جديد في حين دعا الإخوان لضرورة الاكتفاء بالتعديلات الحالية.
يأتي هذا في الوقت الذي أرجعت قيادات حزبية سبب موقف الإخوان لكونها مشاركة في صياغة هذه التعديلات بشكل مبدئي.
واتفقت الأحزاب المشاركة في اجتماع أمس علي ضرورة تشكيل لجنة لوضع دستور جديد للبلاد برئاسة د.إبراهيم درويش علي أن تضم جميع القوي السياسية بما في ذلك الإخوان والأحزاب تحت التأسيس، وأكدوا أن اللجنة ستعكف من الآن علي صياغة هذه التعديلات.
وأعلنت الأحزاب المشاركة رفضها للتعديلات الدستورية المحدودة واعتبروها غير كافية مطالبين بضرورة زيادة المدة المخصصة للمرحلة الانتقالية علي أن يتم خلالها تعديل الدستور كاملاً وإجراء انتخابات واعتبروا فترة السنة كافية لتحقيق هذا الهدف.
وأرجع المشاركون سبب تخوفهم من التعديلات الجزئية للدستور لوجود صلاحيات كبيرة لرئيس الجمهورية في الدستور الحالي قد تؤدي إلي القضاء علي الوضع الديمقراطي الذي خلفته الثورة من خلال ما أسموه الانقلاب علي الديمقراطية مما يعد خطراً عليها.
واختلف عدد من أساتذة القانون مع الأحزاب حول موقفهم الحالي من التعديلات الدستورية الكاملة حيث قال المستشار محمد الدكروري بعد أن رحب بالحوار المجتمعي حول التعديلات: ليس إيجابياً أن تزداد الفترة الانتقالية، والدستور الجديد سيضعه الرئيس الجديد وتضمن ذلك القوات المسلحة ويجب أن ننظر لمرحلة الاستقرار.
ومن جانبه اقترح د. شوقي السيد أستاذ القانون تعديل المادة 189 بحيث تؤكد صياغتها علي التزام رئيس الدولة الجديد بتعديل الدستور كاملاً من خلال لجنة تأسيسية بجدول زمني محدد علي أن تطرح للاستفتاء مع تعديل المواد المقترحة ليوافق عليها الشعب أو يرفضها مستطرداً: المزاج العام لن يقبل فكرة تعديل الدستور القائم كاملاً ونحن في حالة غير مستقرة.
وحول الحديث عن الثورة المضادة حذر السيد من استخدام هذه اللغة لإثارة حالة من الخوف والذعر والتي قد تؤدي لمناخ من التخوين والفوضي والشائعات.
وفي سياق منفصل يسعي شباب الثورة لتكوين تشكيلات عن ممثلين لهم في المحافظات في شكل ائتلافات وكانت البداية بتشكيل ائتلاف ثورة 25 يناير بالإسكندرية والذي تم تدشينه أمس وضم جميع القوي السياسية والحركات السياسية وجماعة الإخوان فيما تم اختيار ممثلين إعلاميين لهم.