* اختارت الانسحاب والهجرة قبل 25 يناير .. وفي الميدان عرفت معنى ان يكون لك وطنا تحبه وان تدافع عنه حتى الموت
* تحلم بأخلاق التحرير .. وتؤكد : لن اترك حقي بعد اليوم .. وفي أي يوم البلد هتحتاجني هابقى موجودة
*
كتبت – منى عزت :
شباب و شابات لم يكن بينهم سابق معرفة، وأوضاعهم الاجتماعية و التعليمية متنوعة، لكن اجتمعوا على هدف واحد هو الرغبة في التغيير .. الحرية …. العدالة الاجتماعية، أغلبهم لم يكن له نشاط سياسي، لكن يتابع و يشاهد ويتأثر بالسياسات التى كان ينتهجها النظام السابق، أوجاع و مظالم عديدة جاءت بهم إلى ميدان التحرير، و في الميدان وصلوا إلى الحل ” الشعب يريد اسقاط النظام”
كان لهؤلاء أدوار مؤثرة و تفاعلوا بكل صدق ونضالية مع الثورة، البديل ترصد شهادات و تجارب هؤلاء الشباب والشابات تقديرا لدورهم ، وتأكيدا على التنوع الذي اتسمت به هذه الثورة ، وأنها ليست ملكا لأحد ، و لكنها ملكا لكل صناعها بأدوارهم المختلفة
لم تشارك من قبل في أي نشاط سياسي، لكن ما شاهدته في الفضائيات من أعمال البلطجة ضد الشباب المصري، ومهاجمة عربات الشرطة للمتظاهرين، والقنابل المسيلة للدموع، دفعها للذهاب إلى ميدان التحرير، وتقول فاطمة – 38 – ” متحملتش اللى شفته من 25- 28يناير في التليفزيون كان لازم اروح ميدان التحرير، لان ما ينفعش الشباب ينضرب بالنار ، و يسقط الشهداء، والجرحي ، و احنا نقف ساكتين، رجعت من السفر يوم 29 يناير، و وضعت شنطتى في البيت، ورحت على التحرير، لم اتوقع ما شاهدته، الشعب المصري كله في التحرير، شباب و شابات، ورجال ونساء، وأطفال، والشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة عند وزارة الداخلية، وكان فيهم شهيد الرصاص كان في رأسه، لدرجة ان المخ خرج عن الرأس
هذه المشاهد أكدت اصرار فاطمة على البقاء في التحرير، وعقدت العزم على البقاء وعدم الخروج من التحرير إلا بعد اسقاط النظام
تقول فاطمة: تعرضت لانتقاد شديد من أصحابي اللى صدقوا كلام التليفزيون المصري، وكانوا بيسألوني صحيح في إيرانيين، وأجانب معاكم، و سألوني عن وجبات الكنتاكي، و الدولارات، و كان ردى واحد ” تعالوا ميدان التحرير وأنتم تعرفوا الحقيقة”
التحرير كان أكثر أمنا من الشارع، لم نسمع عن حادث سرقة، أو تحرش بالمتظاهرات، وكان المبيت في التحرير شباب وشابات وأسر ولم يحدث شىء الكل كان أيد واحدة.
فسرت فاطمة هذه الحالة التى شهدها الميدان ب “انشغال الناس بقضية محددة، وهدف واحد، الكل معرض للخطر، وكل واحد بيساهم بما يستطيع، والكل بيحمى بعض” ، أضافت : ظهر ده بوضوح شديد يوم الأربعاء أثناء معركة “ الخيول والجمال”، لم اشعر بنفسي عندما حدث الهجوم من البلطجية، حملت طوبة في يدى، ووقفت مع الشباب لمواجهة هذا العدوان، وعندما شاهدني الشباب خافوا على وطلبوا منى الابتعاد عن البلطجية، وكان ردى : مينفعش لازم كلنا نكون مع بعض” وده شد من عزم الشباب، فكثير منهم تعرضوا للإصابات لكن استمروا في المقاومة حتى استطعنا التصدي لهؤلاء البلطجية،وكان هناك شابات تشارك ذي الشباب”
بعد هذه الاحداث تعرفت فاطمة على اللجنة التنظيمية التى كونها الشباب والشابات من أجل تنظيم الإعاشة و العيادات الطبية، و تنظيم حركة الدخول والخروج من الميدان، ومنذ يوم الخميس التالي للأربعاء الدامى شاركت فاطمة في اللجان المسئولة عن تنظيم دخول المتظاهرات للتحرير، وعن هذه التجربة تقول فاطمة : كان هناك محاولات من البلطجية للدخول وافتعال المشاجرات معنا، اصبت في يدى من سيدة كانت تحمل سلاح أبيض” مطوة” لانى منعتها من الدخول بسبب عدم حملها البطاقة، ورفضت تفتشها، وانهالت علينا بالسب بألفاظ جارحة، ده غير الإشاعات اللى كل شوية نسمعها في الميدان،عشان يربكوا حركة لجان التنظيم، و يرعبوا الشباب
في يوم جاءت أسرة من الذين كانوا يؤيدوا وقف المظاهرات ، واداروا مناقشة معنا حول أسباب تواجدنا في التحرير، اقترحت عليهم الدخول للميدان، و كان ده بعد احداث يوم الأربعاء، واستمعوا والتقوا بالشباب والشابات، وكان من بينهم مصابين، و شاهدوا المستشفى الميداني التى تواجد بها أطباء وطبيبات،وكان مقرها جامع الرحمن،والقافلة الطبية عند المتحف المصري، وبعد جولة في الميدان، وراوا بأعينهم وجبات الكشري، وسندوتشات الجبنة، و اكتشفوا كذب حصول المتظاهرين على دولارات، قرر الزوج البقاء معنا،و سيدة أخرى جاءت تبكى وتبحث عن أبنها الصغير الذي خرج في المظاهرات، وتحملنا مسئولية ضياع ابنها، ورأت أننا مخطئين، فطلبت منها دخول الميدان،وتتكلم مع الناس، وتبحث عن أبنها، غابت عدة ساعات، وخرجت تدعو لنا وتسب في الأعلام المصري
كل هذه الأحداث زادت من أصرارنا على البقاء، اقول لك بصراحة -الكلام لايزال لفاطمة- في البداية اللى حركنى التعاطف مع هؤلاء الشباب، لكن كل يوم في التحرير، و استمرار أعمال البلطجة، و اصرار مبارك على البقاء، كان يزيد اصرارى على الاستمرار، اصبت في قدمى، ووضعت في الجبس، ومع ذلك لم اترك الميدان
شاهدت نساء من مختلف الأعمارفي التحرير، بخلاف الأسر اللى جاءت ومعها اطفالها، و منهم من أقام في التحرير.
عارفة بالفساد اللى في البلد، وفكرت في السفر خارج مصر، لاني عانيت كثيرا من كل الأحوال الغلط اللى في مجتمعنا، ذي كل الناس، لكن عشان أنا أمراة اتعرض لمضايقات أخرى مثل التحرش، و نظرة الشك من كل اللى حولى عشان أنا عايشة لوحدى، وظروف عملى تضطرني للسفر، أو العودة ليلا، وفي التحرير عرفت الطريق الصحيح، وتغيرت 180 درجة بعد 25 يناير، وقلت لازم نكمل ونحاول نغير من ثقافة الناس، و نتكلم معهم، علشان يغيروا أفكارهم عن النساء، احنا عاوزين الاخلاق اللى كانت في التحرير تنقل لكل المجتمع، عاوزين حرية سياسية و حرية راى وتعبير، والكرامة ، ولازم نظرة المجتمع تتغير تجاه النساء
لم تتحمس فاطمة للانضمام إلى أى حزب سياسي، لكن أكدت أنها هتشارك في الانتخابات، وسوف تدلى بصوتها، و فضلت المشاركة في الحياة الاجتماعية من خلال الجمعيات الأهلية لرعاية الأطفال، والأيتام.
وعلى المستوى الشخصي – الكلام لفاطمة – قررت احذف كل اصحابي اللى هاجمونى، وانتقدوا شباب الثورة، وهابدأ حياة جديدة مع اصحاب جدد اللى تعرفت عليهم في الميدان، وفي اى وقت تحتاجنا في البلد سوف تجدنا .
* تحلم بأخلاق التحرير .. وتؤكد : لن اترك حقي بعد اليوم .. وفي أي يوم البلد هتحتاجني هابقى موجودة
*
كتبت – منى عزت :
شباب و شابات لم يكن بينهم سابق معرفة، وأوضاعهم الاجتماعية و التعليمية متنوعة، لكن اجتمعوا على هدف واحد هو الرغبة في التغيير .. الحرية …. العدالة الاجتماعية، أغلبهم لم يكن له نشاط سياسي، لكن يتابع و يشاهد ويتأثر بالسياسات التى كان ينتهجها النظام السابق، أوجاع و مظالم عديدة جاءت بهم إلى ميدان التحرير، و في الميدان وصلوا إلى الحل ” الشعب يريد اسقاط النظام”
كان لهؤلاء أدوار مؤثرة و تفاعلوا بكل صدق ونضالية مع الثورة، البديل ترصد شهادات و تجارب هؤلاء الشباب والشابات تقديرا لدورهم ، وتأكيدا على التنوع الذي اتسمت به هذه الثورة ، وأنها ليست ملكا لأحد ، و لكنها ملكا لكل صناعها بأدوارهم المختلفة
لم تشارك من قبل في أي نشاط سياسي، لكن ما شاهدته في الفضائيات من أعمال البلطجة ضد الشباب المصري، ومهاجمة عربات الشرطة للمتظاهرين، والقنابل المسيلة للدموع، دفعها للذهاب إلى ميدان التحرير، وتقول فاطمة – 38 – ” متحملتش اللى شفته من 25- 28يناير في التليفزيون كان لازم اروح ميدان التحرير، لان ما ينفعش الشباب ينضرب بالنار ، و يسقط الشهداء، والجرحي ، و احنا نقف ساكتين، رجعت من السفر يوم 29 يناير، و وضعت شنطتى في البيت، ورحت على التحرير، لم اتوقع ما شاهدته، الشعب المصري كله في التحرير، شباب و شابات، ورجال ونساء، وأطفال، والشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة عند وزارة الداخلية، وكان فيهم شهيد الرصاص كان في رأسه، لدرجة ان المخ خرج عن الرأس
هذه المشاهد أكدت اصرار فاطمة على البقاء في التحرير، وعقدت العزم على البقاء وعدم الخروج من التحرير إلا بعد اسقاط النظام
تقول فاطمة: تعرضت لانتقاد شديد من أصحابي اللى صدقوا كلام التليفزيون المصري، وكانوا بيسألوني صحيح في إيرانيين، وأجانب معاكم، و سألوني عن وجبات الكنتاكي، و الدولارات، و كان ردى واحد ” تعالوا ميدان التحرير وأنتم تعرفوا الحقيقة”
التحرير كان أكثر أمنا من الشارع، لم نسمع عن حادث سرقة، أو تحرش بالمتظاهرات، وكان المبيت في التحرير شباب وشابات وأسر ولم يحدث شىء الكل كان أيد واحدة.
فسرت فاطمة هذه الحالة التى شهدها الميدان ب “انشغال الناس بقضية محددة، وهدف واحد، الكل معرض للخطر، وكل واحد بيساهم بما يستطيع، والكل بيحمى بعض” ، أضافت : ظهر ده بوضوح شديد يوم الأربعاء أثناء معركة “ الخيول والجمال”، لم اشعر بنفسي عندما حدث الهجوم من البلطجية، حملت طوبة في يدى، ووقفت مع الشباب لمواجهة هذا العدوان، وعندما شاهدني الشباب خافوا على وطلبوا منى الابتعاد عن البلطجية، وكان ردى : مينفعش لازم كلنا نكون مع بعض” وده شد من عزم الشباب، فكثير منهم تعرضوا للإصابات لكن استمروا في المقاومة حتى استطعنا التصدي لهؤلاء البلطجية،وكان هناك شابات تشارك ذي الشباب”
بعد هذه الاحداث تعرفت فاطمة على اللجنة التنظيمية التى كونها الشباب والشابات من أجل تنظيم الإعاشة و العيادات الطبية، و تنظيم حركة الدخول والخروج من الميدان، ومنذ يوم الخميس التالي للأربعاء الدامى شاركت فاطمة في اللجان المسئولة عن تنظيم دخول المتظاهرات للتحرير، وعن هذه التجربة تقول فاطمة : كان هناك محاولات من البلطجية للدخول وافتعال المشاجرات معنا، اصبت في يدى من سيدة كانت تحمل سلاح أبيض” مطوة” لانى منعتها من الدخول بسبب عدم حملها البطاقة، ورفضت تفتشها، وانهالت علينا بالسب بألفاظ جارحة، ده غير الإشاعات اللى كل شوية نسمعها في الميدان،عشان يربكوا حركة لجان التنظيم، و يرعبوا الشباب
في يوم جاءت أسرة من الذين كانوا يؤيدوا وقف المظاهرات ، واداروا مناقشة معنا حول أسباب تواجدنا في التحرير، اقترحت عليهم الدخول للميدان، و كان ده بعد احداث يوم الأربعاء، واستمعوا والتقوا بالشباب والشابات، وكان من بينهم مصابين، و شاهدوا المستشفى الميداني التى تواجد بها أطباء وطبيبات،وكان مقرها جامع الرحمن،والقافلة الطبية عند المتحف المصري، وبعد جولة في الميدان، وراوا بأعينهم وجبات الكشري، وسندوتشات الجبنة، و اكتشفوا كذب حصول المتظاهرين على دولارات، قرر الزوج البقاء معنا،و سيدة أخرى جاءت تبكى وتبحث عن أبنها الصغير الذي خرج في المظاهرات، وتحملنا مسئولية ضياع ابنها، ورأت أننا مخطئين، فطلبت منها دخول الميدان،وتتكلم مع الناس، وتبحث عن أبنها، غابت عدة ساعات، وخرجت تدعو لنا وتسب في الأعلام المصري
كل هذه الأحداث زادت من أصرارنا على البقاء، اقول لك بصراحة -الكلام لايزال لفاطمة- في البداية اللى حركنى التعاطف مع هؤلاء الشباب، لكن كل يوم في التحرير، و استمرار أعمال البلطجة، و اصرار مبارك على البقاء، كان يزيد اصرارى على الاستمرار، اصبت في قدمى، ووضعت في الجبس، ومع ذلك لم اترك الميدان
شاهدت نساء من مختلف الأعمارفي التحرير، بخلاف الأسر اللى جاءت ومعها اطفالها، و منهم من أقام في التحرير.
عارفة بالفساد اللى في البلد، وفكرت في السفر خارج مصر، لاني عانيت كثيرا من كل الأحوال الغلط اللى في مجتمعنا، ذي كل الناس، لكن عشان أنا أمراة اتعرض لمضايقات أخرى مثل التحرش، و نظرة الشك من كل اللى حولى عشان أنا عايشة لوحدى، وظروف عملى تضطرني للسفر، أو العودة ليلا، وفي التحرير عرفت الطريق الصحيح، وتغيرت 180 درجة بعد 25 يناير، وقلت لازم نكمل ونحاول نغير من ثقافة الناس، و نتكلم معهم، علشان يغيروا أفكارهم عن النساء، احنا عاوزين الاخلاق اللى كانت في التحرير تنقل لكل المجتمع، عاوزين حرية سياسية و حرية راى وتعبير، والكرامة ، ولازم نظرة المجتمع تتغير تجاه النساء
لم تتحمس فاطمة للانضمام إلى أى حزب سياسي، لكن أكدت أنها هتشارك في الانتخابات، وسوف تدلى بصوتها، و فضلت المشاركة في الحياة الاجتماعية من خلال الجمعيات الأهلية لرعاية الأطفال، والأيتام.
وعلى المستوى الشخصي – الكلام لفاطمة – قررت احذف كل اصحابي اللى هاجمونى، وانتقدوا شباب الثورة، وهابدأ حياة جديدة مع اصحاب جدد اللى تعرفت عليهم في الميدان، وفي اى وقت تحتاجنا في البلد سوف تجدنا .