على مدى ساعتين كاملتين لم ينطق زكريا عزمى رئيس الديوان بكلمة واحدة، ولم
يتفوه بحرف مع مأمور سجن مزرعة طره، الذى تم ترحيله إليه أمس الأول، حتى
وصل إلى زنزانته المجاورة إلى زنزانة هشام طلعت مصطفى وحبيب العادلى.
وما ان وصل الى السجن فى الساعة التاسعة رفض "عزمى" تسلّم ملابس السجن،
فأسرع إليه أحد أقاربه بتسليمه "ترينج أبيض" من إحدى الماركات العالمية،
كان قد اشتراه قبل وصوله إلى السجن، كما رفض طعام السحن، مكتفياً بسندوتشات
جبنة، وطلب "دش وشاشة بلازما كبيرة" لمتابعة الفضائيات، ورفضت إدارة السجن
تركيب الدش ولكنها وافقت على إدخال الشاشة ليشاهد القنوات الأرضية فقط.
الطريف ان الدكتور زكريا لم يكن يتوقع للحظة واحدة أن يخرج من جهاز الكسب
غير المشروع بوزارة العدل إلى سجن مزرعة طره مباشرة، كان يعتقد أنه عقب
سؤاله عن مصادر ثروته سيعود إلى قصره فى القطامية هايتس، ولكن جاء قرار
المستشار عاصم الجوهرى، مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع،
بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بمثابة الصدمة لواحد من أقوى رجال نظام
الرئيس المخلوع مبارك.
صدمة قرار المستشار عاصم الجوهرى أفقدت عزمى اتزانه لبضع دقائق، بعدما
استنفذت التحقيقات التى استمرت معه قرابة الـ 8 ساعات، واجهه خلالها
المستشار منتصر صالح رئيس هيئة الفحص بالجهاز بتقارير مباحث الأموال العامة
وتقارير الرقابة الإدارية عن ثروته التى تضخمت بسبب استغلال نفوذه السياسى
طوال الفترة التى قضاها رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية.
وعقب صدور قرار حبسه 15 يوماً فى سجن طره، طلب عزمى أن يذهب للسجن فى
سيارته الخاصة، والتى تحمل رقم "183 م وط"، وهو الطلب الذى قُوبل بالرفض،
وأصر رجال وزارة الداخلية على أن يذهب إلى السجن فى سيارة الترحيلات،
وبالفعل انصاع زكريا للقرار وخرج بعدها من مقر الجهاز يستند على بعض أفراد
الداخلية حتى صعد لسيارة الترحيلات.
وقالت المصادر إنه من المقرر أن يتم عرض زكريا عزمى على نيابة الأموال
العامة الاثنين المقبل، عقب إجراء عمليات التقييم المالية للعقارات
المملوكة له.
ومن ناحية أخرى لم يكن يعلم السجناء فى المزرعة أن السجن استقبل مساء أمس
الدكتور زكريا عزمى، ولكن بمجرد انتشار الخبر بينهم صباح اليوم الجمعة، ردد
العديد منهم هتافات تطالب بسرعة القبض على الكبير، والتحقيق معه، على أن
يتم إخطارهم أولا بأول بأسماء النزلاء الجدد حتى يكونوا فى شرف استقبالهم.
فيما قام صباح اليوم هشام طلعت مصطفى بزيارة عزمى، ولم تستغرق الزيارة
وقتاً طويلاً بسبب الحالة النفسية السيئة التى كان عليها الدكتور زكريا
عزمى.