في خطاب مبارك علي قناة العربية جانب كوميدي ، يمكن إدراكه بسهولة ..
قال حضرته : إنه مستعد لتوقيع أية أوراق لتسهيل مهمة البحث عن ثروته عبر
العالم ، سواء كانت الثروة في شكل أموال أو أرصده أو عقارات ..
مبارك يتحث عن توكيلات للبحث عن الثروة ، وليس توكيلات لإسترداد الثروة ..
الأوراق التي يتحدث عنها مبارك تتسلمها وزارة الخارجية ، لتسأل بمقتضاها
الدول : هل لديكم أموال أو أرصدة أو عقارات بإسم مبارك وزوجته ..
المشهد ليس بهذه البساطة التي تحدث بها الرئيس السابق ..
لأن العلاقات الدولة تنطوي علي قدر من التعقيد والتشابك ..
علينا أن نتصور مايمكن أن يحدث .
سوف يوقع الرئيس السابق توكيلات موثقة للنائب العام . والنائب العام يسلم التوكيلات الي وزير الخارجية .
وعلي وزير الخارجية ، أن يعد ملفاسياسيا وقانونيا . وعليه أن يصور من هذا
الملف مئات النسخ . وأن يضع جدولا زمنيا لإستقبال سفراء الدول المختلفة في
القاهرة لتسليم نسخة من الملف . وكل سفير سيسلم الملف الي وزارة الخارجية
ووزارة العدل في بلادة . وربما يحتاج الأمر الي تسليم نسخة من المف الي
الأجهزة الخفية ، التي تجيد البحث .
وربما تطلب بعض الدول رفع دعاوي قضائية ، تطلب فيها مصر البحث عن الحسابات المصرفية . والكشف عنها .
وعلي وزير الخارجية : أن يجتمع من حين الي آخر مع سفراء الدول لمتابعة
الموقف . وأن يكلف سفراء مصر في الخارج بمتابعة الجلسات القضائية . أو
إجراءات البحث والكشف عن الحسابات ..
ومافيش مانع من أن يخطف رجله الي عواصم الدول ، في مراحل مختلفة لمتابعة البحث عن ثروة الرئيس ..
الخطاب لعبة من الألاعيب التي مارسها مبارك علي إمتداد ٣٠ سنة من الحكم . لعبة إنهاك الآخرين فيما هو غير مفيد ..
المطلوب من مبارك أمر واحد فقط : أن يرد الثروة التي حصل عليها بدون وجه حق الي الشعب ..
البديل الوحيد : أن يموت ذليلا في أحد السجون المصرية ..
فجر مصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع فى اتصال هاتفى لبرنامج (الحياة
اليوم) مفاجأة من العيار الثقيل بقوله ان الرئيس المخلوع حسنى مبارك
لايزال يتجسس على كل مؤسسات الدولة .
ووصف بكري كلمة مبارك المسجلة والتى أذيعت عصر اليوم بقناة العربية بأنها مستفزة ، متهما قناة العربية بالعمل ضد ثورة الشعب المصري .
وتساءل بكرى لماذا قال مبارك تلك الكلمة فى هذا التوقيت بالذات و فور صدور
أمر من النائب العام باستدعائه هو ونجليه للتحقيق؟ ، مشككا فى وجود طابور
خامس داخل مؤسسات الدولة يتجسس لحساب المخلوع بشرم الشيخ.
وأضاف بكرى أن الشعب المصرى كان يتوقع اعتذارا من الرئيس المخلوع بعد كل ما
اقترفه هو وحاشيته فى حق هذا الشعب ولكنه خرج ليتوعد من يهاجمه, مدعيا أنه
لايمتلك أموالا غير شرعية.
وأكد بكرى أن سويسرا قد أعلنت عن تجميد مئات الملايين من الدولارات وكذلك
دول الاتحاد الأوروبى أعلنت عن تجميد أموال لمبارك وأسرته, فهل جمدت تلك
الدول أموالا غير موجودة أم أن الرئيس المخلوع مازال يستهزئ بعقولنا؟ .
ووجه بكرى سؤاله لمبارك: ماذا عن حسابات جمال وعلاء وسوزان فى فرع البنك
الأهلى بمصر الجديدة وحده والتى تعدت مئات الملايين من الدولارات وحسابات
مبارك نفسه والتى وصلت إلى 23 رقم حساب فى نفس الفرع، وحسابات مكتبة
الإسكندرية التى كانت تديرها زوجته دون أن تعرف إدارة المكتبة أى شىء عن
هذه الحسابات من الأساس؟ .
وقال ان جمال مبارك يملك قصرا على مساحة خمسين فدان على طريق مصر
الاسماعيلية وعدد من القصور والفيلات فى انحاء متفرقة من العالم كما فى
باريس ولندن وان كل تلك العقارات معروفة ومسجله باسم جمال مبارك .