كشفت مصادر داخل جهاز الكسب غير المشروع أن الدكتور فتحى سرور بكى بدموعه
أثناء التحقيق 3 مرات، وعندما طلب راحة لتناول كوب من الشاى رفضت هيئة
الفحص والتحقيق.
وقالت هذه المصادر لصحيفة (الشروق) إن سرور لم يتحمل الصدمة ولم يستوعب
ذهنه قرار ترحيله إلى السجن، وبدا أثناء خروجه من غرفة التحقيقات شارد
الذهن غير مصدق لما يحدث، خاصة عندما بدأ أفراد من الشرطة فى وضع الكلابشات
حول يده.
وظهر على ملامح سرور الإرهاق الشديد، وكانت خطواته بطيئة للغاية وبمجرد أن
هبط به المصعد إلى الدور الأرضى، خلع عدد من التابعين له «جواكت» البدل
التى يرتدونها وأحاطوه بها حتى لا تتمكن وسائل الإعلام من تصويره مثلما حدث
مع رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمى، رئيس مجلس الشورى المنحل
صفوت الشريف.
وأثناء نزوله على درجات السلم، ومع تدافع المحيطين به وحرصهم الشديد على
منع وسائل الإعلام من تصويره، شعر سرور باختناق ودوران خفيف أدى إلى سقوطه
على ركبتيه، وبسرعة عاونه من حوله على النهوض ثم أدخلوه سيارة الترحيلات
وسط هتافات معادية: «ودوه ودوه، على طره رحلوه» و«عشان مصر تكون أبية،
ياللا ارموه مع الحرامية».
وتوقع مواطنون تجمهروا فى شارع مجلس الشعب أمام مقر جهاز الكسب غير المشروع
أن تكون التحقيقات مع سرور ماراثونية وطويلة ومعقدة، لذلك فوجئوا بقرار
ترحيله السريع، مقارنة بالوقت الذى استغرقه صفوت الشريف وزكريا عزمى فى
التحقيقات.
وأثناء التحقيقات مع سرور دارت أحاديث جانبية بين المصطفين أمام السور الحديدى لمقر جهاز الكسب كان أبرزها جملة «المجلس سيد قراره».
وأشار المواطنون الذين احتشدوا انتظارا للحظة خروج سرور من التحقيقات، إلى
أن رئيس مجلس الشعب المنحل انضم إلى حزب «راكبى الموجة»، فبعد انطلاق شرارة
الثورة جدد رفضه لاتهام المجلس بأن نوابه جاءوا بانتخابات مزورة، بينما
غير موقفه بعد تنحى الرئيس المحبوس مبارك بنسبة 100%، واعترف بتزوير
الانتخابات وتنصل من كل من له صلة بالحزب الوطنى والنظام.
وبسبب الازدحام المرورى فى القاهرة توقف أتوبيس هيئة النقل العام رقم 114
أبووافية ــ السيدة نفيسة ودفع فضول سيدة فى الخمسينيات إلى معرفة سبب
تجمهر الناس وكانت تحمل فى يدها بالصدفة مكنسة يدوية فسألت المواطنين: «هو
فى إيه» فأجاب أحدهم «سرور جوه بيتحقق معاه» فما كان منها إلا أن قامت بدون
أن تشعر بالنهوض من مقعدها وتوجهت إلى باب الأتوبيس وصرخت بأعلى صوتها
موجهة فمها إلى مقر المبنى «منك لله يا بتاع موافقة أنت خربت البلد»، ولم
يسعفها الضوء الأخضر لإشارة المرور فى الإفصاح عن غضبها.
وبذلك ينضم سرور إلى سجن مزرعة طره، الذى يكتظ الآن بالوزراء ونجلى الرئيس
والمسئولين وأعضاء مجلس الشعب ورجال الأعمال البارزين، وهم علاء وجمال
مبارك نجلا الرئيس المخلوع، والمسئولون السابقون زكريا عزمى رئيس ديوان
رئيس الجمهورية، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المنحل وأحمد عز الأمين
السابق بالحزب الوطنى، وأحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، وحبيب العادلى وزير
الداخلية، ومحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، الأسبق وأحمد المغربى
وزير الإسكان، وزهير جرانة وزير السياحة، وأنس الفقى وزير الإعلام الأخير،
وأسامة الشيخ الرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعدلى فايد مساعد
أول وزير الداخلية السابق لقطاع الأمن العام وإسماعيل الشاعر مساعد أول
وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة السابق وحسن عبدالرحمن مساعد أول وزير
الداخلية رئيس جهاز أمن الدولة السابق وأحمد رمزى مساعد أول وزير الداخلية
لقطاع الأمن المركزى ومحمد عهدى فضلى رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم
السابق وإبراهيم كامل رجل الأعمال وماجد الشربينى عضو الهيئة العليا للحزب
الوطنى وعمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية فيما صدر قرار بحبس مرتضى
منصور رئيس نادى الزمالك الأسبق، وتم إيداعه مستشفى المعادى للقوات المسلحة
قبل أن تطأ قدماه سجن مزرعة طره.