العاشرة مساء، من قلب مصر، 90 دقيقة، مساء
الانوار، الكورة في دريم، مصر اليوم، بلدنا بالمصري، وغيرها من برامج التوك
شو اليومية المتنوعة او الرياضة التي تطل يوميا علي المشاهدين بداية من
التاسعة مساء لتحكي وترصد اهم القضايا والمشاكل التي دارت في المجتمع في
الساعات الاخيرة، والمتابع اليومي لهذه البرامج يكتشف بشكل متزايد خروجها
عن المألوف الذي ترتكز رسالتها الاساسية في تنوير المجتمع ونشر المعلومات
وترك الرأي للجمهور لتكوينه وفقا للمعايير الخاصة به.
شرعت بعض هذه البرامج في توجيه الرأي العام نحو رأي
موحد خلافا للرسالة الاعلامية التي تتيح المعلومة ولا تفرض وجهة نظر واحدة
علي المشاهدين ، وامعانا في ذلك نجد ضيوفها مما يحملون وجهة نظر واحدة تكون
في الغالب نفس وجهة نظر القناة ومذيعي البرنامج، وذلك لدفع المشاهد
واثارته نحو تبني نفس وجهة النظر دون النظر الي تاثير ذلك علي المزيد من
اثارة المشاكل والازمات في المجتمع علي المدي البعيد، خاصة في القضايا
الحساسة التي تثير الفتن سواء الطائفية او الرياضية بين جمهور المشاهدين،
وهذا ما اجمع عليه عدد كبير من اساتذة الاعلام المصري الذين قررواً دق
ناقوس الانذار لايضاح خطورة هذه البرامج ومن هؤلاء صفوت العالم استاذ
الاعلام جامعة القاهرة.
يقول ان تأثير برامج التوك شو لن يكون
سلبيا ابدا اذا كانت وقائع الحياة تشير الي العكس بمعني اذا كانت كل
المؤسسات تقوم بمهامها علي اكمل وجه ولا يوجد فساد والاسعار منضبطة وانعدمت
المشاكل نهائيا هنا تأثير هذه البرامج سيكون محدودًا حتي اذا كان هم
البرامج تسليط الضوء علي الجوانب السلبية فقط والسوداء بعض الشيء ولكن لعدم
وجود ضوابط في عديد من المؤسسات ووجود ترهل في أداء عدد منها وانعدام
الذمة وانتشار الفساد لجأ عدد كبير من الجمهور لمثل هذه البرامج لحل مشاكله
وتحول المذيع الي مصلح اجتماعي واصبح مستأسدًا في وجوه المسئولين يطيح
بهذا ويوبخ ذاك واصبح المسئول متخوفاً دائمًا من سلطة الاعلام.
ويضيف العالم انه في غياب الدور الفعال لعدد من المؤسسات خلق بدوره انعدام الانضباط في مثل هذه البرامج.
اما
بالنسبة للبرامج الرياضية فيؤكد ان اغلب البرامج تحث علي العنف الرياضي
وتعظمه خاصة وان المذيع يأخذ دائما في معالجته للقضايا مواقف شخصية علي حسب
ناديه المفضل الذي يشجعه دون الاخذ في الاعتبار انه لابد ان يكون محايدا
لذا اغلب هذه البرامج يعمها الفوضي وانعدام الضوابط الاخلاقية ونري علي
الشاشة سلوكيات والفاظا خارجة وتحريضا علي اثارة العنف وسط الجماهير
الكروية.
ويتساءل كيف لمذيع يلقي بنكات اباحية في وجه المشاهد ولا يعاقب.
اين
الضوابط الاخلاقية في البرامج وكيف يعالج هؤلاء المذيعون القضايا بناء علي
اهوائهم الشخصية؟ فالمذيع الاهلاوي قبل اذاعة مباراة بين الاهلي والزمالك
مثلا نراه وكأنه يحرض الجماهير بقوله ان شاء الله نكسب 6 - صفر والمذيع
الزملكاوي نفس الامر فبدلا من تعظيم دور الرياضة نشعل فتيل الفتنة في
المدرجات .. وللاسف هاجس الاعلانات والجري وراء الربح اعمي عددا من قيادات
القنوات عن مثل هذه المهازل التي تحدث ..
اما الدكتور محمود علم
الدين فيري ان برامج التوك شو اصبح اكبر همها اثارة الفتن والمشاكل وبعث
روح اليأس والاحباط عند المشاهد الامر الذي يجعله يفكر في الانتحار فهي
برامج سوداء قاتمة لاتري الا الجانب المظلم من الحياة تاركا الجوانب
الايجايبة التي من الممكن ان تبعث الامل عند المواطن البسيط فعلي سبيل
المثال هناك اكثر من اختراع واكتشاف ظهر في الآونة الاخيرة. وهناك رموز
كثيرة ناجحة في الحياة لاتجد سبيلا الي هذه القنوات والامر الاكثر خطورة
علي حد قوله يكمن في البرامج الرياضية والتي اصبح كل من هب ودب مقدم برامج
لها دون تأهيل كاف او حتي دراسة لذا تجدها مهللة الاداء وينعدم بها الضوابط
الاخلاقية والمهنية والسلوكية لذا اغلب هذه البرامج تحتاج لوقفة.
واخيرا
تقول حنان يوسف استاذ الاعلام الدولي بجامعة عين شمس: هناك بعض البرامج
التي من الممكن تسميتها بالسوداء وهناك برامج الي حد ما جيدة ولكن بكل اسف
البرامج السوداء اكبر بكثير وتسيء لسمعة مصر في الخارج فهذه البرامج تذاع
علي قنوات فضائية وليست ارضية وبالتالي فهي ملك الجمهور سواء المصري او
العربي او حتي الدولي لذا فهي بالنسبة للمواطن الذي يعيش بالخارج تجعله
يشعر بعدم الانتماء والرغبة في عدم الرجوع لها ثانية كما تظهر مصر امام
العالم اجمع بمظهر سلبي خاصة وانها تعرض سلبيات فقط دون عمل موازنة بين
السلبيات والايجابيات وهذا هو دور الاعلام الناضج المسئول فهذه البرامج
تركز علي الاسود فقط وتدعي انها تكشف عن العيوب لتحلها وبالتالي فتأثيرها
اكثر من خطير داخليا وخارجيا فلابد من الحفاظ علي الشعرة الدقيقة بين
الحرية والمسئولية لذا لابد ان يكون هناك ما يسمي بموازنة السلوك وهو
بمثابة ميثاق شرف يدرج في عقد اية قناة فضائية جديدة حيث يسمح عندما تتجاوز
هذه القنوات الخطوط الحمراء بمحاسبتها ومراجعتها وهذا الامر يشمل ايضا
البرامج الرياضية المليئة بالتجاوزات والاخطاء خاصة انها تحرض علي العنف
بشكل كبير واخشي ان تفقد هذه البرامج مصداقيتها عند الجمهور كما اخشي أن
تضر بسلطة الاعلام.