قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة لـCNN الاثنين إن مسودة بيان تُتداول
حالياً في مجلس الأمن، وتتضمن إدانة واضحة لاستخدام العنف في سوريا، ومن
المتوقع أن يصار إلى تقديمها بشكل رسمي للمصادقة عليها، بينما نددت مفوضة
الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بما تقوم به القوات السورية ضد المحتجين
المطالبين بالتغيير الديمقراطي.
وهناك توقعات قوية بطرح القضية علي مجلس حقوق الإنسان ، وفتح تحقيق دولي ، يقود بشار الأسد ونظامه الي محكمة الجزاء الدولية ..
وفي نفس الوقت ظهر لافتات علي فضاء الإنترنت تصور بشار الأسد باعتباره هتلر زعيم النازية المعاصرة ..
وبحسب الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم ذكر اسمهم، فإن المسودة مدعومة من
ممثلي فرنسا والبرتغال وبريطانيا، وهي لا تكتفي بالإدانة، بل تدعو السلطات
السورية إلى وقف استخدام العنف، وتدعم دعوات الأمين العام للأمم المتحدة،
بان كي مون، إلى إجراء تحقيقات مستقلة بالأحداث التي شهدتها البلاد.
وتوقع الدبلوماسيون أن يتم المصادقة على المسودة بشكلها النهائي الثلاثاء على أبعد تقدير.
من جانبها، نددت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بما تقوم
به القوات السورية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية في البلاد، ودعت
دمشق إلى الوقف الفوري للاستخدام المتزايد للعنف المفرط القوة العسكرية
والأمنية سوريا الاثنين لكبح جماح قواتها الأمنية والتحقيق في مقتل نحو
100 شخص في مطلع الأسبوع.
وقالت بيلاي إن المجتمع الدولي حض سوريا على الدوام بأن تتخذ خطوات لوقف
قتل مواطنيها، ولكن تلك الدعوات "ذهبت أدراج الرياح،" ووصفت الإصلاحات التي
تقوم بها سوريا بأنها "على الورق" ولا يعقبها إلا "قمع عنيف للمحتجين."
وبحسب بيان بيلاي، فإن على السلطة السورية بعد وقف العنف إجراء تحقيق واسع
ومستقل بعمليات القتل الجارية، بما في ذلك "القتل المزعوم لعسكريين ورجال
أمن."
أدانت الولايات المتحدة "بأشد العبارات" ما يجري في سوريا، مع العملية
العسكرية التي ينفذها الجيش وأجهزة الأمن في المدن التي تشهد مظاهرات
معارضة للنظام، ووصفت ما يجري بأنه "عنف وحشي تستخدمه الحكومة ضد الشعب،"
وأكدت أنها تبحث إجراءات قد تصل لحد فرض عقوبات.
وقال تومي فيتار، الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "ندرس مجموعة من
الخيارات الممكنة، بما في ذلك عقوبات موجهة، للرد على القمع، ونريد أن
نظهر بكل وضوح بأن هذا التصرف غير مقبول."
وتابع فيتار، في بيان خاص بالوضع في سوريا، قائلاً: "الشعب السوري ينادي
بحرية التعبير والتجمع السلمي وتشكيل أحزاب واختيار قادته بشكل حر، وهذه
المطالب يجب أن تلبى."
اقتحمت قوات من الجيش السوري، فجر الاثنين، مدينة درعا وداهمت المساكن
وبدأت بإطلاق النار عشوائياً، وفق شاهد عيان تحدث عبر الهاتف إلى CNN فيما
سُمع بوضوح أصوت إطلاق النار الكثيف، فيما بادرت السلطات السورية لإغلاق
الحدود البرية مع الأردن.
وقال الشاهد إن قوة عسكرية تتراوح بين أربعة وخمسة آلاف فرد يرتدي بعضهم زي
الجيش السوري ويرتدي آخرون زياً أسود، اقتحموا المدينة، الساعة الرابعة
والنصف فجراً، "ونحن نيام ولا نتظاهر." وأضاف أن المدينة شهدت سقوط سبعة
قتلى على الأقل وفق ما توفر لديه من معلومات.
ولفت الشاهد إلى أن بعض قادة القوة المتقدمة باتجاه درعا انشقوا عن الجيش ورفضوا ضرب المدينة، ولكن جرى اعتقالهم في وقت لاحق.
وذكر شاهد آخر لـCNN أن الاقتحام بدأ الساعة الرابعة والنصف فجرا أثناء
توجه السكان لأداء صلاة الفجر عندما دخلت دبابات دخلت المدينة من الجهات
الأربعة، وبدأ البعض بتحذير السكان عبر مكبرات الصوت إلا أن الهجوم كان قد
بدأ بالفعل."
ومنعت سيارات الإسعاف من دخول المدينة التي قطعت عنها إمدادات الكهرباء
وخطوط الاتصالات، وفق الشاهد، فيما قال آخر إن المدينة جرى تطويق حدودها.
كتب ناشط سوري في واشنطن للشبكة قائلاً إنه سمع بتقارير العملية العسكرية
في درعا، مضيفاً:" الجيش والدبابات دخلوا المدينة من جسر الضاحية.. هناك
إطلاق نار كثيف، الكهرباء وشبكات الهواتف المحمولة معطلة."
وبدورها، لفتت الناشطة الحقوقية، رزان زيتونة، إلى تقارير بانتشار قوات
الأمن والجيش السوري وبدء حملة اعتقالية عشوائية في "دوما" بضواحي العاصمة
دمشق.
وقالت زيتونة: "العديد من المعتقلين من زملائنا وأصدقائنا ولا يمكن تحديد عددهم نظراً لانقطاع خطوط الاتصالات."
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكيد بشكل قاطع من هذه التقارير نظراً لمنع السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول أراضيها.
ويذكر أن شرارة الاحتجاجات الشعبية الداعية للديمقراطية والمناهضة للرئيس
السوري، بشار الأسد، كانت قد انطلقت، الشهر الماضي، من مدينة "درعا"
المتاخمة للحدود الأردنية، لتمتد لاحقاً إلى مدن أخرى.
وبادرت السلطات السورية لإغلاق الحدود البرية مع الأردن، كما نقل الجانب الأردني.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية، بترا، عن وزير الدولة لشؤون الإعلام
والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، طاهر العدوان، قوله إن هذا القرار
يتعلق بتطورات الأوضاع الداخلية السورية.
وبالعودة إلى احتجاجات سوريا، قتل ثلاثة من المتظاهرين على الأقل، الأحد،
عندما اقتحمت قوات الأمن والشرطة السرية بلدة جبلة على الساحل السوري
وأطلقوا النار على المحتجين دون تحذير، وفقا لشهود عيان ومتظاهرين.
وقال شاهد عيان إن مجموعات صغيرة من المتظاهرين بدأت في التجمع في الشوارع
عندما فتحت قوات الأمن النار عليهم، مضيفا انه شهد مقتل متظاهر بالرصاص،
وأنه كان أحد الرجال الذين حملوا جثة القتيل بعيدا عن مكان الحادث.
وتابع الشاهد قائلا "بعد سماع الأخبار عن مقتل الرجل، تجمع مئات الأشخاص في
الشوارع مرددين شعارات مناهضة للحكومة، ولكن قبل أن يتمكنوا من تشكيل كتلة
واحدة في حشد كبير، تحركت قوات الأمن لتفرقه.. هاجمونا وأمطرونا بالذخيرة
الحية.. ففر الجميع بسرعة."
وأشار إلى أن عددا كبيرا من المتظاهرين أصيب في هذه التجمعات، وقتل متظاهر آخر.
وكانت المواجهات المتواصلة بين قوات الأمن والمحتجين أسفرت عن سقوط 15
قتيلاً على الأقل السبت، بعدما أطلقت الشرطة النار على عشرات المحتجين.
والجمعة، فتحت قوات الأمن السورية النار على جموع المحتجين المطالبين
بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي في البلاد، في مسيرات اجتاحت عدداً
من المدن السورية، ضمن مسيرات حملت اسم "الجمعة العظيمة."