تتواصل الضغوط الدولية على الزعيم الليبي معمر القذافي، فبينما أعلن وزير
الخارجية الإيطالي قرب صدور مذكرة توقيف دولية بحق الزعيم الليبي، يواصل
حلف الناتو شن غاراته على العاصمة الليبية طرابلس.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني مساء الخميس إنه من المرجح أن
تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق القذافي "في نهاية الشهر
الجاري" وذلك وفقا لوكالة الأنباء الايطالية اسنا.
ونقلت الوكالة عن فراتيني قوله للصحفيين "إن اردتم أن أعطيكم مدة زمنية
لنهاية البعثة الايطالية في ليبيا فهي في نهاية هذا الشهر حيث يرجح ان يصدر
مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق العقيد القذافي وعدد
من عناصر نظامه وربما أفراد من عائلته".
في غضون ذلك قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض في
ليبيا إن القذافي "هدف مشروع" لغارات حلف شمال الاطلسي (الناتو)، الذي
يواصل شن ضرباته على اهداف تابعة للحكومة الليبية.
وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى لندن إن "القذافي هو القائد
الأعلى للقوات المسلحة، وهو الذي يشجع الجميع على القتال، لذا فإننا نرى
انه من المبرر ان يكون هدفا مشروعا" لغارات الناتو.
وجاءت تصريحات عبد الجليل عقب لقائه ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
الذي دعا المجلس الانتقالي إلى فتح مكتب تمثيل رسمي له في لندن.
وقال كاميرون، خلال محادثات مع عبد الجليل، ان بريطانيا ستقدم معدات لضبط
النظام والقانون في مدينة بنغازي معقل المعارضة في ليبيا، قيمتها عدة
ملايين من الدولارات.
يذكر أن لندن تعتبر المجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي كما سبق وأن فعلت كل من فرنسا وايطاليا وقطر وغامبيا.
ومن المقرر أن يلتقي عبد الجليل خلال زيارته، التي لم تعرف مدتها، عددا من
المسؤولين في الحكومة البريطانية من بينهم نائب رئيس الوزراء نيك كليغ
ووزراء الخارجية ويليام هيغ والميزانية جورج اوزبورن.
من جانبه أعلن وزير الخارجية البريطاني إن لندن ستعزز حضورها الدبلوماسي في
بنغازي معقل المعارضة الليبية وسترسل جون جينكيز الذي كان يعمل سفيرا لها
لدى العراق إلى بنغازي على رأس البعثة الدبلوماسية.
فى غضون ذلك واصل حلف النانو شن غاراته على أهداف حكومية في العاصمة
الليبية طرابلس وكان آخرها الغارات الجوية التي شنتها طائرات الحلف
واستهدفت مجمع باب العزيزية السكني، مقر القذافي، مما اسفر عن مقتل ثلاثة،
حسب تصريحات الحكومة الليبية.
وقال مراسل بي بي سي في العاصمة الليبية، الذي زار موقع الغارة، ان الصواريخ الثلاثة التي سقطت على المجمع تسببت باضرار جسيمة.
وجاءت الغارات الاخيرة عقب بث التلفزيون الحكومي الليبي مساء الأربعاء تسجيلا ظهر فيه القذافي للمرة الأولى منذ نحو عشرة أيام.
وأظهر التسجيل القذافي وهو يلتقي من قيل إنهم أعيان القبائل الليبية في
المنطقة الشرقية. وقال مذيع التلفزيون الحكومي إن اللقاء تم الأربعاء.
ولم يظهر القذافي في العلن منذ 30 أبريل/نيسان الماضي حين شنت قوات حلف
شمال الأطلسي(الناتو) غارة على طرابلس قتل فيها سيف العرب أصغر أبناء
القذافي وثلاثة من أحفاده.
وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن الغارات الأخيرة وقعت
على منطقة يتجمع فيها عشرات الليبيين كل ليلة بعضهم مع أسرته للتعبير عن
الدعم للقذافي.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء عن إبراهيم قوله " ان حلف الاطلسي يفتقر كلية
إلى الاخلاق" مضيفا "أنه لا يحق لاحد أن يطلب من الليبيين الابتعاد عن
المدن حتى يتسنى ضربها".
وقال التلفزيون الليبي ان السفارة الكورية الشمالية تعرضت لاضرار بسبب قصف طائرات حلف الاطلسي على طرابلس.
من جانب آخر قالت قوات المعارضة الليبية انها تواصل التقدم نحو الغرب
باتجاه العاصمة طرابلس، بعد ان سيطرت على مناطق مهمة في مدينة مصراتة
ومحيطها.
وتشير الانباء الى ان قوات المعارضة نجحت بالفعل في دفع القوات الموالية
للزعيم الليبي معمر القذافي من مطار مصراتة، والسيطرة على المنطقة المحيطة
به.
ويقول مراسل بي بي سي في ليبيا ان السيطرة على مصراتة ومحيطها، التي كانت
تحت حصار قوات القذافي لعدة اسابيع، تعد تطورا مهما يحسب لصالح قوات
المعارضة نحو انهاء هذا الحصار.
الا ان المراسل يقول ان الحديث عن تحول الامر الى تسارع وصولا الى طرابلس ربما كان حديثا سابقا لاوانه.
مساعدات امريكية
من جهة اخرى وصلت اول شحنة من المساعدات الأمريكية إلى المعارضة الليبية في مدينة بنغازي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان المساعدات تتضمن اكثر من 10 الاف وجبة لمقاتلين من مخزون وزارة الدفاع.
وأضاف تونر انها أول شحنة في اطار قرار أمريكي بتزويد المقاتلين بمساعدات
لحماية المدنيين والمناطق الاهلة بالمدنيين المهددين بهجمات.
واوضح أن مساعدات اخرى في طريقها ومن بينها معدات طبية وملابس وخيام وسترات واقية للرصاص من احتياط وزارة الدفاع.