الشارع المصرى
فى رد فعل سريع على ما نشرته جريدة ( الشروق ) , عن سعى الرئيس المخلوع إلى
طلب العفو , عما أرتكبه فى حق الشعب المصرى , رفضت مجموعة من السياسيين
والقانونيين ومرشحى الرئاسة , فكرة العفو والتصالح فى مجملها ,
وتحديداً فيما يتعلق بجرائم التربح ونهب ثروات الوطن وقتل المتظاهرين ,
وأكدوا أن السماح للرئيس المخلوع بتوصيل رسائل الإستعطاف للشعب أمر يهدد
بتفكيك وتقسيم المجتمع ما بين مؤيد ومعارض لترك الرئيس المخلوع دون عقاب ,
وهو ما يتعارض مع سعى غالبية القوى السياسية إلى التكتل فى مواجهة رموز
النظام الفاسد .
كما دعت مجموعات على موقع ( فيس بوك ) الإجتماعى , إلى مليونية جديدة بعد
غد تحت شعار مليونية رفض الإعتذار , وقام نشطاء بإنشاء صفحات تدعو إلى رفض
التعاطف مع أسرة الرئيس المخلوع .
تزامن هذا مع قرار إخلاء سبيل السيدة سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع بعد
تنازلها عن ثروتها والتى قدرت بحوالى 24 مليون جنيه و بعد موافقتها على
الكشف عن جميع أرصدتها المالية لصالح الدولة , مسكينة كل هذه الإساءات على
24 مليون جنيه فقط , سامح الله الأجهزة الرقابية الكاذبة !!
من ناحية أخرى قررت محكمة جنح مستأنف مدينة نصر إخلاء سبيل رئيس ديوان رئيس
الجمهورية السابق بكفالة مالية قدرها 200 ألف جنيه عقب صدور قرار بحبسه 15
يوماً على ذمة التحقيقات لإتهامه بالكسب غير المشروع ولتضخم ثروته ..
مسكين هو الأخر , الرجل برئ , وأجهزة الرقابة ظلمته !!
وكان رئيس مجلس سيد قراره قد أخلى سبيله , هو الآخر , بكفالة 100 ألف جنيه
بعد تقديمه مستندات وصفت بأنها ( قاطعة ) تفيد بأن الممتلكات التى ذكرتها
تحريات هيئة الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة ( لا تخصه ) !!
هنا تذكرت ما روته عائشة رضى الله عنها : أن قريشاً أهمهم شأن المرأة
المخزومية التى سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالوا : من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
, فكلمه أسامة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع فى حد من حدود
الله تعالى ؟ ثم قام فأختطب , فقال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا
إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد , وأيم
الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ( متفق عليه ) .
أين نحن من هذا يا سادة يا كرام يا بنى وطنى ؟ حقاً الكبير فى زمننا
( الأغبر ) كبير و لا يضام ولا يُحاسب !! وإذا كان المتهمون يملكون
أوراقاً وأدلة قاطعة بالبراءة , فإننى أطالب بإلغاء كافة الأجهزة الرقابية
التى لا هم لها ولا وظيفة إلا إتهام الأبرياء وتشويه صورة الشرفاء فى
المجتمع !! ما هذا الهراء الذى نحياه اليوم يا سادة ؟ وهل لازلتم تتعاملون
معنا بمنطق ( القطيع ) وأننا ( إغبياء ) وأنكم الآمنون علينا !!
كفانا هزل , وصدقونى السيناريو الذى أراه اليوم أجزم أنه كان متوقعاً ,
منذ بداية الأحداث , لأن الكبير كبير فى بلدنا المحروسة !! والبداية
كانت أننا تركنا هؤلاء الكبار شهوراً طويلة قبل أن نتخذ حيالهم أى إجراء ,
بدعوى الحرص على دقة التحريات , وأنه لا يجوز أن يتم إستدعاء أى مواطن إلا
بعد التأكد من صحة ودقة التحريات وأن هناك أدلة قاطعة للإدانة , فإذا بنا
نكتشف اليوم أن المتهمين الكبار الذين قدمناهم للمحاكمة هم الذين يملكون
أدلة ( قاطعة ) بالبراءة !! وبالتالى يحق لهؤلاء أن يقيموا دعاوى يطالبون
فيها بالتعويض عما أصابهم من أضرار !!
وهنا لابد أن أقرر أن الرئيس المخلوع كان مصيباً عندما توعد بإقامة دعاوى
تجاه كل من أساء إليه وأسرته .. من المؤكد أنه كان يعرف أن هناك سيناريو
متفق عليه سلفاًُ , يجرى تنفيذه الآن , وعلينا أن نتقبله بالرضى والترحاب
!! لأن سادتنا وكبارنا ثبت بالدليل القاطع أنهم شرفاء , وأننا أخطأنا فى
حقهم !! وأننا مطالبون برد الإعتبار إليهم !!
لا تتعجب أنت فى مصر المحروسة التى حباها الله كل هؤلاء الشرفاء ,
وهنا أتسآل كما تساءلت من قبل : هل شاهد أى منا شخص وزير الداخلية
السابق خلف القضبان ؟ الإجابة تحمل معان كثيرة !! وهى لا تختلف فى معناها
عما حدث خلال الساعات الأخيرة !!
وأتسآل ـ أيضاً ـ ترى ماذا بقى فى ( جراب الحاوى ) ؟! وهل نحن بصدد مسرحية
هزلية سيسدل الستار عنها قريباً ؟ أم أننا نمارس وبإتفاق مسبق , جزءاً من
الفوضى الخلاقة ؟! صدقونى ما يحدث حولنا , وما حدث خلال الساعات الأخيرة
يطرح أكثر من تساؤل , إلى أين نحن سائرون , خاصةً وأن المجلس الأعلى
للقوات المسلحة لازال حريصاً كل الحرص على أن يعلن فى أعقاب كل حدث , أنه
يرقب الأحداث ولا يشارك فيها , وبالتأكيد حكومتنا الشعبية هى
الأخرى ترقب الأحداث والقرارات دون أى تدخل , حرصاً على سيادة القانون !!
بقى سؤال هام : متى نغلق ملفات بورتو طرة ؟ أرجو أن يتاح لنا فسحة
من الوقت , نستعد خلالها لإقامة الليالى الملاح وندق الطبول و الدفوف
إحتفالاً ببراءة كبارنا وسادتنا !!
ختاماً .. لنتحلى جميعاً بأخلاق الفرسان ونعترف بأننا نحن الذين نهبنا ثروات هذا البلد ونطلب صفح الكبار !!
معتصم راشد