كشف الدكتور يسرى أبو شادى، كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية،
عن تعرض موقع محطة الضبعة النووى إلى هجوم من مجهولين تسبب فى تدمير أجهزة
«عالية التكلفة»، ومن بينها جهاز محاكاة لتشغيل المفاعلات النووية كان
يتدرب عليه طلاب الهندسة النووية، مستنكرا التعتيم الإعلامى على الحادث
وعدم التحقيق فيه.
وأكد فى لقائه بوحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، أن موقع
الضبعة هو الأنسب فى مصر لإقامة مفاعل نووى، استنادا على دراسات أجريت طيلة
30 عاما تعزز ذلك، خاصة أن المنطقة ذات كثافة سكانية محدودة، كما أن أقرب
تجمع سكانى حاليا يبعد عنها بنحو 5 كيلومترات، مشيرا إلى أن بلجيكا تملك 3
مفاعلات نووية تبعد 2.5 كيلومتر فقط عن أقرب مدينة تضم 36 ألف نسمة.
وحذر أبوشادى من تكرار أزمة انقطاع الكهرباء هذا العام، مشيرا إلى أن أحداث
ثورة 25 يناير تسببت فى انسحاب الخبراء الأجانب المسئولين عن صيانة محطات
الكهرباء لنحو شهرين دون استكمال عملهم، إضافة إلى توقف العمل فى المحطات
الجارى إنشاؤها، موضحا أنه منذ أكثر من نصف قرن ومصر تعتمد على الشركات
الأجنبية فى إنشاء محطات الكهرباء، مقابل تقليص الاهتمام بتدريب كوادر فنية
مصرية قادرة على صيانتها.
وقال إن اعتماد مصر على الطاقة النووية «حتمى ولا يمكن تجاهله أو أن تستبدل
به طاقة بديلة»، على الأقل على مدى الـ50 عاما المقبلة، واصفا وضع
العراقيل أمام البدء فى إنشاء محطات نووية بأنه يمثل «جريمة فى حق الأجيال
القادمة». ونبّه إلى أنه فى حال استمرار معدلات الزيادة فى استهلاك
الكهرباء ومنتجات البترول والغاز الطبيعى بنسبة تزيد على 7% سنويا، فإن
احتياطى مصر المؤكد حاليا من البترول والغاز الطبيعى لن يكفى أكثر من 20
عاما.
وقلّل أبوشادى من تأثير طاقة المياه والرياح والطاقة الشمسية خلال السنوات
القادمة، ملمحا إلى أن بناء السدود فى إثيوبيا ودول حوض النيل سيؤثر فى
كمية الطاقة المنتجة من السد العالى وسد أسوان، والتى تسهم بنحو 10% من
مصادر الطاقة والكهرباء فى مصر.