لدى القاهرة، خلفاً لمارجريت سكوبى، السفيرة الحالية، تعد أحد الأسماء
اللامعة التى برزت مؤخرا على الساحة السياسية الأمريكية، بالتزامن مع
انتشار وثائق ويكيليكس التى تم تسريبها، حيث ظهر اسمها كثيرا مرتبطا بالكشف
عن تفاصيل مثيرة فى العلاقات الأمريكية الباكستانية طوال فترة توليها منصب
سفيرة الولايات المتحدة هناك، خلال فترة حساسة فى العلاقات بين البلدين.
وتعتبر الإدارة الأمريكية تعيينها بمثابة رسالة قوية إلى القاهرة، للتشديد
على الأهمية التى توليها إدارة أوباما لعلاقاتها مع مصر "الجديدة"، باعتبار
باتيرسون إحدى الأعضاء الأكثر خبرة ضمن السلك الدبلوماسى الأمريكى.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد وصفت باتيرسون بأنها أحد النجوم بالسياسة الخارجية الأمريكية التى أظهرتها وثائق ويكيليكس.
لعبت باتيرسون دوراً هاماً فى العلاقات الأمريكية الباكستانية على المستوى
الأمنى، حيث شهدت فترة توليها منصب سفيرة الولايات المتحدة بباكستان، قيام
القوات الأمريكية، بالتعاون مع نظيرتها الباكستانية، فى تنفيذ عمليات أمنية
مشتركة، فى الوقت الذى كانت الولايات المتحدة وباكستان تواصلان نفيهما
لوجود أى تدخل بين الجانبين فى الوضع الأمنى بباكستان.
وكشفت عدد من وثائق ويكيليكس التى تم تسريبها مؤخرا أن باتيرسون كانت تقوم
بكتابة تلك الوثائق شخصيا، حول العلاقات الأمنية بين البلدين.
وأشارت الوثائق، التى تم الكشف عنها، أن الفترة التى تولت خلالها باتيرسون
منصب سفيرة الولايات المتحدة كانت إحدى أنشط فترات التعاون الاستخباراتى
بين البلدين.
ووُصفت السفيرة الأمريكية بأنها "قائلة الحقيقة" – الصادقة - بعد صدور
الوثائق المسربة، حيث انتقدت باتيرسون سياسة بلادها فى أحد الوثائق، التى
أرسلتها للخارجية الأمريكية، وقالت، إنها تأتى بنتائج عكسية فى باكستان.
وكانت تلك الوثائق تحديداً كشفت عن تغير الأوضاع فيما يتعلق بالدور الذى
تلعبه وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع، فى تحديد سياسة الولايات
المتحدة الخارجية.
قدمت باتيرسون عدداً من النصائح التى عملت بها الإدارة الأمريكية فى
تعاملها مع الوضع فى باكستان، تحديداً بشأن التعامل مع الرئيس الباكستانى.
وكان زوجها صرح لإحدى الصحف فور الإعلان عن انتهاء خدمتها بباكستان، عن سبب
رحيلها، إنها قضت بالفعل فترة أكثر من المعتادة، وكانت قد طلبت استبدالها
بسفير آخر.
وقد عملت باتيرسون طوال 37 عاماً فى الخارجية الأمريكية، تعرضت خلالها
لمحاولة تفجير فاشلة أثناء عملها كسفيرة للولايات المتحدة بكولومبيا، وذلك
خلال زيارة رسمية لها بإحدى المدن الكولومبية بصحبة أحد السيناتورات
الأمريكيين.