كل الدلائل تؤكد ان ثورة الغضب الثانية التى تنطلق يوم الجمعة القادم (27
مايو) ، ليست ثورة عادية ، او مليونية مكررة لماسبق . الدلائل والمؤشرات
حتى الان تؤكد انها اختبار حقيقي لثورة 25 يناير التى اطاحت ببعض رموز
النظام السابق .
مليونية قلة الادب التى ستشهدها كافة محافظات مصر اضافة الى ميدان التحرير
ستكون اختبار حقيقى لقوة الشعب المصري ومدى صلابته فى وجه محاولات اجهاض
ثورة 25 يناير ، ومواجهة حالة من التباطؤ فى محاكمة سافكو دماء الشهداء
ولصوص الوطن .
هناك مخاوف من فتنة للايقاع بين الجيش والشعب ، وهناك مخاوف من اندساس فلول
الوطنى الفاسدة ، لافساد المليونية ولو استدعى الامر بازهاق روح بعض
الشباب فالمخطط خطير ، والارض مهيأة للاشتعال ، وعود الثقاب لايزال موجودا
فى يد حفنة مارقة تريد احراق الوطن لاشاعة حالة من الفوضى والانفلات ظنا
منها ان ذلك سيؤدى الى اجهاض الثورة ، واجهاض محاكمتهم .
المليونية القادمة فى ميدان التحرير هى اختبار لمدى قدرة الجيش على تنفيذ
مطالب الشعب والانحياز للشرعية الثورية بعد ان طال المجلس العسكري بعض
الاتهامات ، كما انها اختبار لجماعة الاخوان المسلمين وقوتها فى الشارع
المصري بعد ان اعلن المتحدث الرسمي باسم الاخوان الدكتور محمد البلتاجي عزم
الجماعة عدم المشاركة فى ثورة الغضب الثانية .
المشاركون فى ثورة الغضب الثانية من مختلف الحركات والمنظمات يواجهون تحدي
حقيقى الان فى مدى قدرتهم فى السيطرة على الاوضاع من الانفلات بميدان
التحرير ، ويواجهون تحدى آخر على مدى قدرتهم على قيادة دفة الثورة وتوجيهها
لصالح الشعب ، بعد ان حاولت جماعات عديدة القفز فوق ثورتهم وخطفها .
التحدى الاخر .. هل ستغض الاجهزة الامنية الطرف تجاه اى تجاوز يحدث فى
الميدان ، ام انها ستواجه اى محاولة لاشعال النار بالضرب بيد من حديد
انقاذا للثورة ؟
اسئلة كثيرة مهمة ، والاهم هل ستؤتى هذه الثورة أكلها ، وتحقق الهدف الذى
قامت من أجله بسرعة محاكمة الفاسدين من رموز النظام البائد ، وحل المجالس
المحلية ، والتطهير الشامل لجميع مؤسسات الدولة ، ووقف التلويح بفزاعة
الاقتصاد المتهاوى ، والإفراج عن المعتقلين جميعا، واتخاذ إجراءات جدية
وحقيقية لاستعادة الأموال المنهوبة، ومصادرة أموال كل من ثبت عليه الفساد
لصالح الشعب.
وكانت جهات عديدة اعلنت مشاركتها فى ثورة الغضب الثانية منها "تحالف القوى
الثورية" الذى يضم أكثر من 30 حركة وائتلافا منها على سبيل المثال: شباب
الثورة بالمحافظات- الجبهة الشعبية الثورية- حركة 6أبريل –تكتل محافظات
الجمهورية لدعم الثورة- شباب الجمعية الوطنية للتغيير- اتحاد شباب الثورة-
شباب حملة البرادعي- اتحاد المناطق الشعبية-اتحاد الطلاب الديموقراطي-
اللجان الشعبية بالمحافظات- ائتلاف ضباط لكن شرفاء- حركة الائتلاف المصري-
مجلس أمناء الثورة بالإسكندرية- حركه ثوار ماسبيرو -الكتلة
الليبرالية-اللجنة الشعبية للدستور المصرى.
كما سبق وحذر قيادي باللجنة التنسيقية لجماهير الثورة ممن وصفهم بفئات ضالة
تستهدف إحداث وقيعة بين الجيش والشعب خلال المسيرة المليونية المقرر أن
تنظمها القوي السياسية يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير للإعراب عن
غضبها تجاه محاولات القفز علي الثورة ومكتسباتها عبر مشاركتها في جلسات
الحوار الوطني.
وقال الدكتور عصام النظامي عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة لوكالة
أنباء الشرق الأوسط "الاثنين" إن معلومات توافرت بوجود نوايا لدي بعض
الأشخاص لاستخدام العنف بهدف استفزاز القوات المسلحة للرد عليها، مما يخلق
حالة من الفوضي الشديدة يقع خلالها ضحايا بالمئات، ويدفع بعض القوي
الخارجية للتدخل في الشئون المصرية.
وأضاف النظامي إن القوي السياسية المصرية واعية لأبعاد هذا المخطط الشرير
وتؤكد دوما علي استمرار تأييدها للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئاسة
الوزراء والحكومة في المجهودات التي يقومون بها لإنقاذ البلاد من الأوضاع
التي تعاني منها في الوقت الراهن.
علي صعيد آخر، أعلن حزب التحالف المصري ' تحت التأسيس' تأييده لما وصفه
بمظاهرات الشعب بميدان التحرير يوم الجمعة المقبل، وقال الحزب في بيان
الاثنين إن الحزب يشارك جميع القوي الوطنية في الجمعة المليونية يوم 27
مايو الجاري في مطالبتهم العادلة بإجراء محاكمة فورية للرئيس السابق حسني
مبارك الذي أجرم في حق الشعب المصري، ونقله إلي سجن طرة.
وأضاف البيان إن الحزب يطالب أيضا بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتعيين مجلس رئاسي يضم شخصيات وطنية ليتولي قيادة البلاد.
كما دعا القوي الوطنية المصرية لوضع دستور جديد للبلاد، ثم دعوة الشعب
لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية باعتبار ذلك بمثابة الطريق الوحيد الذي
سيقودنا إلي الاستقرار وبناء مجتمع متحد ومنظم ومجتهد يؤدي إلي الرخاء في
ظل مناخ الحرية، والديموقراطية، والعدالة الاجتماعية.
وفى النهاية نقول :
إسكت ... ياللى قلت حرية و طلعت مش قدها
إسكت ... ياللى حييت الثورة و ساعة الجد بتهدها
إسكت ... ياللى إتبعت الفئة الضالة فى ظلمها و عندها
إسكت ... ياللى نسيت الشهداء و الأمهات و دمعها
...إسكت ... ياللى خايف م الحرية و بتسأل هيحصل إيه بعدها