عين شمس، مشروع قومى تبنته مجموعة من الجماعة الإسلامية والكنيسة ومنظمات
المجتمع المدنى والصندوق الاجتماعى، وبدأ بالفعل منذ ساعات بإطلاق أول
قافلة طبية لعلاج المسلمين والأقباط المصابين فى أحداث الفتنة بإمبابة
والمرضى غير المصابين فى الأحداث، على أيدى أطباء من لندن وجامعة القاهرة
وعين شمس فى مختلف التخصصات الطبية.
القافلة بدأت بمركز البوهى بإمبابة، ومع وصول محافظ الجيزة، الدكتور على
عبد الرحمن، إلى مقر القافلة، احتشد المواطنون حوله مرددين: "عاوزين نشيل
الزبالة والصرف الصحى من المنطقة قبل معالجتنا"، ومنهم العقيد المتقاعد
أحمد محمد عبد القوى، الذى قال: "إمبابة منذ عهد الدكتور عبد الرحيم شحاتة
ومفيش محافظ يسأل فيها، ولا مسئول يستمع لمواطنيها"، وهو ما دفع المحافظ
بالتأكيد عليهم: "نفتح صفحة جديدة وأنا جى ليكم علشان أحقق مطالبكم بس
ساعدونى"، بعدها هدأ المواطنون وبدأت زيارته للمرضى داخل 10 عيادات تم
إقامتها داخل المركز.
شارك فى القافلة كل من الشيخ مدحت عمار وبدر محمد وجمال فايز عن الجماعة
الإسلامية والسلفيين، والقس شارويم عوض يعقوب عن الكنيسة والمستشار هانى
عزيز رئيس جمعية محبى مصر للسلام، أحمد رجائى الشافعى مساعد مدير عام
الصندوق الاجتماعى للتنمية، المنطقة الأولى " القاهرة _ الجيزة _ القليوبية
_ 6أكتوبر"، بالإضافة إلى الجهاز التنفيذى لمحافظة الجيزة برئاسة المحافظ
ونائبه اللواء محمود العشماوى ورئيس حى شمال عبد الخالق عزوز.
قال المستشار هانى عزيز، رئيس جمعية محبى مصر للسلام، لـ"اليوم السابع"، إن
أساس مواجهة الاحتقان الطائفى هو اقتحام المشكلة من قبل كل الأطراف، ولذلك
جاء الجميع اليوم ومنهم جمعية محبى مصر للسلام، لاقتحام المشكلة على أرض
الواقع من خلال تقديم خدمات تعليمية وصحية للمواطنين.
وأضاف عزيز، أن المنطقة القادمة هى عين شمس، بعد الانتهاء من تنمية وتطوير وعلاج مرضى إمبابة.
وقال الشيخ السلفى مدحت عمار، إن ما تم اليوم هو عبارة عن دعاية إعلاميه
لجمعية محبى مصر السلام، وإن مثل هذه الأعمال لن تحل وتنهى الفتنة
الطائفية، موضحاً أن هناك قلقا يسيطر على المكان، بسبب تواجد فلول الحزب
الوطنى وقيامهم بالإشراف على القافلة.
وأوضح مدحت أن الفتنة الطائفية تواجه من خلال أن يقع الجميع تحت طائلة
القانون، حيث يتساوى المسلم والقبطى، وأن تخضع الكنيسة للقانون كما يخضع
المسجد، مطالبا أن يتم رفع القمامة ورصف الشوارع قبل علاج المرضى، وذلك لكى
نطبق "الوقاية خير من العلاج".
وانتقد الشيخ السلفى بدر محمد، سرعة استجابة الدولة فى تعمير الكنيسة على
أفضل مما كانت عليه، ولم يسأل أحد عن أسر القتلى وعلاج المصابين وغالبيتهم
عمالة يومية، فأين يذهبون، لافتا أنه أيام ما كانت تعرف إمبابة بجمهورية
إمبابة الإسلامية لم يمس مواطن قبطى أو كنيسة.
أما المهندس أحمد الشافعى، مسئول الصندوق الاجتماعى، فقال لـ"اليوم
السابع"، إن هناك مشاريع لعلاج وتنمية إمبابة بالتعاون بين جامعة عين شمس
ومحافظة الجيزة وجمعية محبى مصر للسلام، عبر تقديم العديد من المشاريع
متناهية الصغر والصغير عبر قروض يتم تسليمها للمواطنين، تبدأ من ألف جنيه
حتى 10 آلاف جنيه "متناهية الصغر" ومن 10 آلاف حتى 2 مليون جنيه، فى مشاريع
تجارية وصناعية وخدمية، تتم بالتنسيق بين المحافظة المسئولة عن توفير
الأراضى والتراخيص، فيما يتحمل الصندوق التمويل.