هذه أشكال لوجه واحد نبحث عنه جميعاً باختلاف في النِّسب، نرغب في جذب
انتباه الناس وحبهم، وأن نكون مؤثرين في حياتهم.. منا من ينجح بالفطرة فهو
بطبيعته يمتلك هذه الموهبة؛ لكن ماذا عن الجانب الأعظم الذي يرغب في ذلك
ولا يستطيع الوصول إليه؟
سنتناول في عدد من المقالات خطوات
مجرّبة ومشهوداً لها بالنجاح، تساعدك على الوصول لكاريزما مميزة، وتصنع لك
حضوراً بين الناس، وإقبالاً منهم عليك.
في هذا المقال نتناول أول خمس خطوات تحوز بها اهتمام الناس في أي تجمع تكون فيه:
1- أظهِرْ اهتماماً بالناس:
النفس
البشرية بطبعها أنانية؛ لكننا نتحكم في هذه الأنانية فنضحي أحياناً بالوقت
أو الجهد أو المال في سبيل الخير أو إسعاد الغير؛ لكن لا يمكن للإنسان منا
أن يفارق حب ذاته والاهتمام بها.. لذلك فاهتمامك دائماً بمن أمامك يجعلك
أنت كذلك محور اهتمامه.. تصور لو أنك تعرّفت على شخص قريباً، وفي اللقاء
الثاني أو الثالث سألته عن موضوع أو مشكلة أشار إليها -ولو بشكل مختصر- في
لقائكما السابق؛ بالتأكيد ستجد منه فرحة بك، واهتماماً بما تقوله عن نفسك
ومشكلاتك وما شابه.
2- ابتسمْ واحفظ الأسماء:
إذا
كان الناس يحبون من يهتم بهم؛ فمن باب أولى سيكون اهتمامهم أكبر لمن
يشغلون حيزاً من ذاكرته، وأول هذه الخطوات أن تحاول حفظ أسماء مَن تعرّفت
عليهم أو ألقابهم أو كُناهم؛ لتناديهم بها في اللقاء التالي.
3- كن مستمعاً جيداً:
حتى
تصبح متحدثاً بارعاً، عليك أن تُحسن الاستماع، وتترك فرصة لمن هو حاضر
للحديث عن نفسه أو للتعليق على الأحداث أو الموضوعات المطروحة، وشجّع محدثك
على الكلام عن نفسه..
وهذا السلوك له عدة فوائد، هي: أنك حين تتحدث
سيستمع الآخرون لك بكل إنصات من باب مقابلة السلوك بمثله، ثانياً أن
استماعك الجيد وعدم تعجلك بالحديث يعطيك فرصة للإلمام بكل خلفيات الموضوع،
وتكوين صورة شاملة بعد أن ينتهي الآخرون من عرض آرائهم؛ ومن خلال ذلك يمكنك
تكوين رأي شامل كامل، وأخيراً فإن هذا السلوك يمنحك قدرة على الإقناع؛ لأن
محدثك يكون على قناعة أنك استمعت له جيداً، وأن ردّك عليه كان بعد إلمامك
بكل جوانب المشكلة لا بقشورها.
4- الموضوعات ذات الصلة:
إذا
أردت أن تجذب انتباه الناس لحديثك، تكلّم فيما هم مهتمون به؛ بشرط أن
تُحسن الحديث فيه، وما أكثر الموضوعات العامة التي يتحدث فيها الناس؛ فإذا
كنت مثلاً في مجتمع كروي؛ فلا مانع أن تتحدث عن مباراة الأمس أو عن مستوى
المنتخب، أو حتى عن عدم رضاك عن المستوى الكروي في البلاد؛ لتجد الكل يُدلي
بدلوه ليشاركك الحديث والرأي والتحليل.. وإن كنت في مجتمع متدين؛ فاطرح
مثلاً قضية خلافية، أو تحدث عن خطبة الجمعة التي حضرتها الأسبوع الفائت.
وحاذر أن تدلي برأي قبل أن تستمع للآخرين.. المهم أنك في النهاية ستخرج
بحصيلة رائعة من الانطباعات والعلاقات الجيدة بك؛ لأنك طبعت صورة في
أذهانهم بأنك منسجم معهم، وبالتالي سيبادلونك ذلك.
5- التقدير والألقاب من أهم مفاتيح المحبة:
إذا
أردت أن تملك قلوب الناس في الحال؛ فأسبغ التقدير على كل واحد فيهم،
واجعله يشعر بقيمته؛ فعندما يلوح مثلاً سؤال متخصص في الطب؛ فلا تتحدث قبل
أن تطلب مشاركة الدكتور فلان؛ لأنه لا يصح أن نتكلم في وجوده، وإذا رحّبت
بأحد المشايخ؛ فأسبغ عليه الاحترام الخاص به، وإذا كنت في موضع بين شخصين
يتعارفان لأول مرة؛ فعرّف كلاً منهما للآخر بأحب الألقاب والأسماء والمناصب
إليه.
بعد هذه الخطوات، ثق أنك بعون الله ستكون محور اهتمام من حولك، وتشغل حيزاً من نفوسهم.
وفي المقال القادم إن شاء الله نتحدث عن تلافي
الصدامات مع الناس؛ للحفاظ على مودتهم، والحفاظ على هيبتك والكاريزما التي
حصلت عليها بينهم.. فانتظرونا