لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
حكاية اليوم يا اصدقائى عن حادثة حدثت منذ اكثر من 100 عام الحكايه ليست عن بطوله فردية بل عن بطوله جماعيه لدماء احرار ذهبت ظلما وعدوانا فى دانشواى.,...
ولما كان يا اصدقائى ما جرى فى دنشواى ليس مجرد عدوان من قبل قوات إنجليزية محتلة على فلاحين عزل من السلاح .. ولا كونهم أى الجنود قد ذهبوا إلى القرية لممارسة هواية صيد الحمام .. وهم فى الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية .
ولكنها الحادثة التى هزت المجتمع المصرى والعربى والإسلامي .. بل والعالمي .. وكانت مقدمة لثلاث حوادث سياسية كبرى أسهمت فى رسم خريطة وطنية لمصر ..
من دنشواى ومن رحم الحادثة خرجت إلى النور فكرة إنشاء الجامعة الأهلية المصرية .. التى أصبحت جامعة القاهرة فيما بعد ..
ومنها نبتت فكرة إبعاد اللورد كرومر عن مصر .. وهو المندوب السامى البريطانى الذى كان يتصرف باعتباره باقيا إلى الأبد ..
وكانت دنشواى هى الشرارة الأولى التى تحولت إلى لهيب فى ثورة 1919 .. التى قامت بعد الحادثة بحوالى ثلاثة عشر عاماً ..
إن المأساة التى جرت فى دنشواي .. هزت هيبة الأسد البريطاني .. الذى اضطر لمحاكمة المتهمين خارج القوانين .. وفرض عليهم عقوبات كانت بريطانيا قد ادعت إلغاءها .. ونفذت على مشهد من الجميع .. وكأن هناك رسالة مطلوب إيصالها إلى كل الناس .. إنها العقوبة التى تنفذ على طريقة اضرب المربوط يخاف السايب.
دنشواى هى الحادثة التى استهل بها القرن العشرون وجوده .. وما من وجه من وجوه الوطنية المصرية إلا ولعب دوراً فى هذه الحادثة.
مصطفى كامل الذى كان فى أوروبا وقت وقوع الحادثة .. حولها إلى قضية رأى عام فى فرنسا وإنجلترا ..
قاسم أمين وسعد زغلول كانا فى سلك النيابة فى ذلك الوقت .. ولكنهما عبرا عن موقفيهما من الحادث .. كما أن نار الحادث كشفت مواقف الكثيرين ..
فتحى زغلول شقيق سعد زغلول كان من رجال القضاء .. والهلباوي .. الذى لقبه المصريون بجلاد دنشواى .. لعب دور ممثل الادعاء فى القضية .. حكومة مصر وسلطان مصر .. وشعب مصر .. لعبوا أدوارهم فى هذه القضية الخطيرة .. التى كان يمكن أن تمضى وتسكن كتب التاريخ .. لولا أن روح المصريين كانت مستعدة للوثوب ومناخ مصر كان مهيأ ..
والوطن العربى كله .. كان يعيش ظروف احتلال مثل مصر .. ولهذا كان الدعم وكانت المساندة العربية لمصر فى أعلى صورها ..
كانت هناك مواقف غير طبيعية فى القضية مثل موقف فتحى زغلول .. علاوة على موقف الهلباوي ..
كانت هناك جريدة المقطم .. جريدة الاحتلال التى هاجمت الفلاحين بشدة .. وهددت المصريين بنتائج بالغة الخطورة .. وقبل أن تبدأ المحاكمة .. نشرت المقطم خبر تجهيز المشانق وإعدادها فى مخازن البوليس فى بولاق .. وحاولت تفريغ القضية من بعدها السياسي .. ووصفت الفلاحين بالرعاع .. وبعد صدور حكم القضاء تؤيده المقطم .. !! وما أن يبدأ مصطفى كامل دوره فى القضية حتى تهاجمه المقطم !! وتتهمه بفقدان الصواب .. وتلصق به كل التهم الممكنة....
اسفة اصدقائى للاطاله عليكم فى الحديث عن ابعاد تلك الحادثة الشهير التى اظن ان البعض منها قد نسيها فى غمرة الاحداث التى المت بينا فلذا وجب منى الاشارة الى ابعادها قبل السرد فى احداث حكايتنا اليوم ......
وتبتدى احداث حكاية دانشواى من .......
يوم الاثنين 11 يونيو 1906 عندما تحركت القوات البريطانية من القاهرة إلى الإسكندرية عبر الطريق الزراعي. ثم وصلت إلى المنوفية يوم الأربعاء 13 يونيو 1906 وقت مرت على قرى منوف ودنشواى وكمشيش وهى من قرى مركز بوليس الشهداء.
إن هذا اليوم يبدأ وأهالى دنشواى فى حالة خوف من تكرار تجربة الإنجليز فى صيد الحمام فى قريتهم. وكان عم رضوان قد ذهب إلى مصر المحروسة من أجل الشكوى إلى باشا الإنجليز لمنع العساكر من قتل الحمام وتخريب الأبراج. لقد كان صيد الحمام ممنوعاً بحكم القانون ولكن التهور والخيلاء والغرور جعل البريطانيين يتجاوزون كل شئ.
أما الذين وصلوا إلى دنشواى من الإنجليز فقد كانوا من فرقة الدراجوان. كانت مجموعة من جنود الإنجليز بقياده الميجور ( كوفين ) يتجولون بالقرب من القرية المنكوبة وكان الميجور مغرما بصيد الحمام فأقنع الميجور كوفين رجاله وهم كابتن بول ، ملازمين بورثر _ سميث ، طبيب بيطرى ملازم بوستك بان يتراهنوا لاصطياد الحمام من على أشجار دنشواى
وكان كوفين ، بول ، بوستك يطلقون الأعيره لاصطياد الحمام بجوار الاشجار على جانبى الطريق الزراعى ولكن تشاء الأقدار أن يتوغل بورثر ، سميث داخل القريه لوجود أبراج الحمام ويصوب ( بورثر ) بندقيته الى جرن الحمام الخاص بالشيخ ( محمد عبد النبى ) مؤذن القريه.. ولأن الوقت كان وقت الحصاد وكانت أبراج الحمام فى الجرن الذى يوجد فيه القمح. فإن شرارة إحدى الرصاصات أشعلت الحريق فى المحصول. اعترض فلاح. وصاح الفلاحون. كانت فى أيدى القوات الإنجليزية البنادق ومع الفلاحين الطوب والحصي
كانت بالجرن وقت الضرب مبروكة .. أول شهيدة .. زوجة محمد عبد النبى مؤذن الجامع .. أصابتها رصاصة .. فهاجم زوجها الإنجليزى .. فضربه الإنجليزى بكعب بندقيته .. ربما ليتأكد من متانة صنعها .. صرخ الفلاح مستغيثا .ً. وحضر الفلاحون على الصراخ .. وأصيب الضابط ستوك وجرى بفزع
وتنتقل الشائعات بسرعه غير عاديه بين اهل القريه .. ان الضباط الانجليز قد قتلوا زوجه الشيخ .. واحرقوا الجرن .. فيتدافعوا للفتك بهم حيث فيما يبدوا أن مؤذن القرية نادى بالجهاد ضد الكفار .. ومن ناحيه الإنجليز حاول (كوفين ) ان يظهر العدل لأهل القرية .. فقام بورثر بالقبض على الجندى صاحب العيار الطائش .. وجرده من سلاحه ويتخلى عن بعض مقتنياته حتى يتم التحقيق معه .. ولكن اهل القريه الغاضبين صمموا على الفتك بهم فاسرع ( بول و بوستك ) بالهرب لاحضار النجده من المعسكر.
وفى الطريق سقط بول مغشيا عليه من اثر العطش واشعه الشمس الحارقه .. وواصل بوستك العدو لـثمانيه كيلوا مترات الى ان وصل معسكر الجيش الإنجليزى فى كمشيش ..
اقترب من بول فلاح إسمه سيد أحمد سعيد .. وأدرك حالته فيبدأ فى تلاوة الشهادتين .. ولكن بول يطلب منه الماء .. وعندما لا يفهم الكلام يلجأ معه إلى لغة الإشارة ..
وأحضر له الفلاح الماء
ويموت بعد شرب الماء.
ويقوم جنود المعسكر لنجده المحتجزين فى القريه .. ولكنهم فى الطريق يجدون زميلهم ميت .. ويتصورون أن الفلاح قتله .. فطاردوه الى ان سقط .. فإنهالوا عليه بالسمكى ..( السكين الموجود بمقدمه البندقيه ) وقتلوه وهشموا رأسه .
ويندفع الجنود الإنجليز باتجاه القريه ويتم مهاجمه البيوت والاجران والحقول و........ فقبضوا على ستون فردا نجح ثمانيه فى الهرب من رجال وشباب القريه وإحتجزوهم داخل الجامع تمهيدا لمحاكمتهم
ما إن وصلت أخبار الحادث إلى ولاة الأمور فى منوف والقاهرة والإسكندرية وعرفوا أن ضابطاً قد قتل. فى الحقيقة مات متأثراً بضربة شمس. وأن هناك ضباطا قد جرحوا حتى قامت الدنيا وقرروا الانتقام قبل البدء فى إجراء التحقيق. جرى التحقيق سريعاً فى الحادثة لأن ضابطاً مات من أثر ضربة شمس بعد هروبة من دنشواي.
وأصر اللورد كرومر الغاضب جدا مما حدث لضباطه وإهانتهم وموت أحدهم والقبض على بقيتهم من أهالى القرية وصمم على الإنتقام من أهل القرية وإلا سوف تمون العواقب وخيمة على مصر وفى يوم 20 يونيو 1906 أى قبل انقضاء سبعة أيام على وقوع الحادثة شكل محكمة مكونة من :
بطرس غالى وكان وزير الحقانية بالنيابة : رئيس المحكمه
المستر هبتر المستشار القضائى
المستر بوند وكيل محكمة الاستئناف الأهلية
القائمقام لارلو القائم بأعمال المحاماة والقضاء فى جيش الاحتلال
احمد فتحى زغلول رئيس محكمة مصر الابتدائية : عضو المحكمه وكاتب حيثيات الحكم والمفاجئة أنه أخو الزعيم سعد زغلول !!!
ابراهيم الهلباوى : المحامى الذى عين من قبل المحكمه للدفاع عن المتهمين ..!!
ومن المؤسف أن ابراهيم الهلباوى المحامى الذى من المفروض أن يدافع عن المتهمين كان يقوم بشرح ابعاد ما قام بها الاهالى ضد الساده الافاضل ضباط الجيش الانجليزى
وفى يوم 18 يونيو 1906 نصبت المشانق فى مدينة دنشواى قبل صدور أية أحكام ضد الأهالي.
وفى يوم الأحد 24 يونيو انعقدت المحكمة فى شبين الكوم وعين عثمان مرتضى رئيس أقلام وزارة الحقانية سكرتيراً للمحكمة. والهلباوى مدعياً عاماً. كان عدد المتهمين 52 قدموا مقبوضاً عليهم. وكان منهم سبعة من الغائبين.
استمرت المحاكمة ثلاثة أيام 24، 25، 26 يونيو. وفى صباح الأربعاء 27 يونيو. صدر الحكم الذى تلاه سكرتير الجلسة وكان يقضى بإدانة 21 متهماً. انتهت المحاكمه بالاتى :
• اعدام اربعه هم..حسن علي محفوظ, يوسف حسني سليم, السيد عيسي سالم ومحمد درويش زهران..
• وبالأشغال الشاقة المؤبدة علي محمد عبد النبي وأحمد عبد العال محفوظ
• والأشغال الشاقة15 عاما علي أحمد السيسي
• والأشغال الشاقة7 سنوات علي6 آخرين
• والجلد50 جلدة بالقطة الإنجليزي ذات الأذرع الخمسة علي8 من أهل القرية.
. وأن يتم الإعدام والجلد بقرية دنشواي. وأن يقوم مدير مديرية المنوفية بتنفيذ الحكم فوراً.منقول
حكاية اليوم يا اصدقائى عن حادثة حدثت منذ اكثر من 100 عام الحكايه ليست عن بطوله فردية بل عن بطوله جماعيه لدماء احرار ذهبت ظلما وعدوانا فى دانشواى.,...
ولما كان يا اصدقائى ما جرى فى دنشواى ليس مجرد عدوان من قبل قوات إنجليزية محتلة على فلاحين عزل من السلاح .. ولا كونهم أى الجنود قد ذهبوا إلى القرية لممارسة هواية صيد الحمام .. وهم فى الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية .
ولكنها الحادثة التى هزت المجتمع المصرى والعربى والإسلامي .. بل والعالمي .. وكانت مقدمة لثلاث حوادث سياسية كبرى أسهمت فى رسم خريطة وطنية لمصر ..
من دنشواى ومن رحم الحادثة خرجت إلى النور فكرة إنشاء الجامعة الأهلية المصرية .. التى أصبحت جامعة القاهرة فيما بعد ..
ومنها نبتت فكرة إبعاد اللورد كرومر عن مصر .. وهو المندوب السامى البريطانى الذى كان يتصرف باعتباره باقيا إلى الأبد ..
وكانت دنشواى هى الشرارة الأولى التى تحولت إلى لهيب فى ثورة 1919 .. التى قامت بعد الحادثة بحوالى ثلاثة عشر عاماً ..
إن المأساة التى جرت فى دنشواي .. هزت هيبة الأسد البريطاني .. الذى اضطر لمحاكمة المتهمين خارج القوانين .. وفرض عليهم عقوبات كانت بريطانيا قد ادعت إلغاءها .. ونفذت على مشهد من الجميع .. وكأن هناك رسالة مطلوب إيصالها إلى كل الناس .. إنها العقوبة التى تنفذ على طريقة اضرب المربوط يخاف السايب.
دنشواى هى الحادثة التى استهل بها القرن العشرون وجوده .. وما من وجه من وجوه الوطنية المصرية إلا ولعب دوراً فى هذه الحادثة.
مصطفى كامل الذى كان فى أوروبا وقت وقوع الحادثة .. حولها إلى قضية رأى عام فى فرنسا وإنجلترا ..
قاسم أمين وسعد زغلول كانا فى سلك النيابة فى ذلك الوقت .. ولكنهما عبرا عن موقفيهما من الحادث .. كما أن نار الحادث كشفت مواقف الكثيرين ..
فتحى زغلول شقيق سعد زغلول كان من رجال القضاء .. والهلباوي .. الذى لقبه المصريون بجلاد دنشواى .. لعب دور ممثل الادعاء فى القضية .. حكومة مصر وسلطان مصر .. وشعب مصر .. لعبوا أدوارهم فى هذه القضية الخطيرة .. التى كان يمكن أن تمضى وتسكن كتب التاريخ .. لولا أن روح المصريين كانت مستعدة للوثوب ومناخ مصر كان مهيأ ..
والوطن العربى كله .. كان يعيش ظروف احتلال مثل مصر .. ولهذا كان الدعم وكانت المساندة العربية لمصر فى أعلى صورها ..
كانت هناك مواقف غير طبيعية فى القضية مثل موقف فتحى زغلول .. علاوة على موقف الهلباوي ..
كانت هناك جريدة المقطم .. جريدة الاحتلال التى هاجمت الفلاحين بشدة .. وهددت المصريين بنتائج بالغة الخطورة .. وقبل أن تبدأ المحاكمة .. نشرت المقطم خبر تجهيز المشانق وإعدادها فى مخازن البوليس فى بولاق .. وحاولت تفريغ القضية من بعدها السياسي .. ووصفت الفلاحين بالرعاع .. وبعد صدور حكم القضاء تؤيده المقطم .. !! وما أن يبدأ مصطفى كامل دوره فى القضية حتى تهاجمه المقطم !! وتتهمه بفقدان الصواب .. وتلصق به كل التهم الممكنة....
اسفة اصدقائى للاطاله عليكم فى الحديث عن ابعاد تلك الحادثة الشهير التى اظن ان البعض منها قد نسيها فى غمرة الاحداث التى المت بينا فلذا وجب منى الاشارة الى ابعادها قبل السرد فى احداث حكايتنا اليوم ......
وتبتدى احداث حكاية دانشواى من .......
يوم الاثنين 11 يونيو 1906 عندما تحركت القوات البريطانية من القاهرة إلى الإسكندرية عبر الطريق الزراعي. ثم وصلت إلى المنوفية يوم الأربعاء 13 يونيو 1906 وقت مرت على قرى منوف ودنشواى وكمشيش وهى من قرى مركز بوليس الشهداء.
إن هذا اليوم يبدأ وأهالى دنشواى فى حالة خوف من تكرار تجربة الإنجليز فى صيد الحمام فى قريتهم. وكان عم رضوان قد ذهب إلى مصر المحروسة من أجل الشكوى إلى باشا الإنجليز لمنع العساكر من قتل الحمام وتخريب الأبراج. لقد كان صيد الحمام ممنوعاً بحكم القانون ولكن التهور والخيلاء والغرور جعل البريطانيين يتجاوزون كل شئ.
أما الذين وصلوا إلى دنشواى من الإنجليز فقد كانوا من فرقة الدراجوان. كانت مجموعة من جنود الإنجليز بقياده الميجور ( كوفين ) يتجولون بالقرب من القرية المنكوبة وكان الميجور مغرما بصيد الحمام فأقنع الميجور كوفين رجاله وهم كابتن بول ، ملازمين بورثر _ سميث ، طبيب بيطرى ملازم بوستك بان يتراهنوا لاصطياد الحمام من على أشجار دنشواى
وكان كوفين ، بول ، بوستك يطلقون الأعيره لاصطياد الحمام بجوار الاشجار على جانبى الطريق الزراعى ولكن تشاء الأقدار أن يتوغل بورثر ، سميث داخل القريه لوجود أبراج الحمام ويصوب ( بورثر ) بندقيته الى جرن الحمام الخاص بالشيخ ( محمد عبد النبى ) مؤذن القريه.. ولأن الوقت كان وقت الحصاد وكانت أبراج الحمام فى الجرن الذى يوجد فيه القمح. فإن شرارة إحدى الرصاصات أشعلت الحريق فى المحصول. اعترض فلاح. وصاح الفلاحون. كانت فى أيدى القوات الإنجليزية البنادق ومع الفلاحين الطوب والحصي
كانت بالجرن وقت الضرب مبروكة .. أول شهيدة .. زوجة محمد عبد النبى مؤذن الجامع .. أصابتها رصاصة .. فهاجم زوجها الإنجليزى .. فضربه الإنجليزى بكعب بندقيته .. ربما ليتأكد من متانة صنعها .. صرخ الفلاح مستغيثا .ً. وحضر الفلاحون على الصراخ .. وأصيب الضابط ستوك وجرى بفزع
وتنتقل الشائعات بسرعه غير عاديه بين اهل القريه .. ان الضباط الانجليز قد قتلوا زوجه الشيخ .. واحرقوا الجرن .. فيتدافعوا للفتك بهم حيث فيما يبدوا أن مؤذن القرية نادى بالجهاد ضد الكفار .. ومن ناحيه الإنجليز حاول (كوفين ) ان يظهر العدل لأهل القرية .. فقام بورثر بالقبض على الجندى صاحب العيار الطائش .. وجرده من سلاحه ويتخلى عن بعض مقتنياته حتى يتم التحقيق معه .. ولكن اهل القريه الغاضبين صمموا على الفتك بهم فاسرع ( بول و بوستك ) بالهرب لاحضار النجده من المعسكر.
وفى الطريق سقط بول مغشيا عليه من اثر العطش واشعه الشمس الحارقه .. وواصل بوستك العدو لـثمانيه كيلوا مترات الى ان وصل معسكر الجيش الإنجليزى فى كمشيش ..
اقترب من بول فلاح إسمه سيد أحمد سعيد .. وأدرك حالته فيبدأ فى تلاوة الشهادتين .. ولكن بول يطلب منه الماء .. وعندما لا يفهم الكلام يلجأ معه إلى لغة الإشارة ..
وأحضر له الفلاح الماء
ويموت بعد شرب الماء.
ويقوم جنود المعسكر لنجده المحتجزين فى القريه .. ولكنهم فى الطريق يجدون زميلهم ميت .. ويتصورون أن الفلاح قتله .. فطاردوه الى ان سقط .. فإنهالوا عليه بالسمكى ..( السكين الموجود بمقدمه البندقيه ) وقتلوه وهشموا رأسه .
ويندفع الجنود الإنجليز باتجاه القريه ويتم مهاجمه البيوت والاجران والحقول و........ فقبضوا على ستون فردا نجح ثمانيه فى الهرب من رجال وشباب القريه وإحتجزوهم داخل الجامع تمهيدا لمحاكمتهم
ما إن وصلت أخبار الحادث إلى ولاة الأمور فى منوف والقاهرة والإسكندرية وعرفوا أن ضابطاً قد قتل. فى الحقيقة مات متأثراً بضربة شمس. وأن هناك ضباطا قد جرحوا حتى قامت الدنيا وقرروا الانتقام قبل البدء فى إجراء التحقيق. جرى التحقيق سريعاً فى الحادثة لأن ضابطاً مات من أثر ضربة شمس بعد هروبة من دنشواي.
وأصر اللورد كرومر الغاضب جدا مما حدث لضباطه وإهانتهم وموت أحدهم والقبض على بقيتهم من أهالى القرية وصمم على الإنتقام من أهل القرية وإلا سوف تمون العواقب وخيمة على مصر وفى يوم 20 يونيو 1906 أى قبل انقضاء سبعة أيام على وقوع الحادثة شكل محكمة مكونة من :
بطرس غالى وكان وزير الحقانية بالنيابة : رئيس المحكمه
المستر هبتر المستشار القضائى
المستر بوند وكيل محكمة الاستئناف الأهلية
القائمقام لارلو القائم بأعمال المحاماة والقضاء فى جيش الاحتلال
احمد فتحى زغلول رئيس محكمة مصر الابتدائية : عضو المحكمه وكاتب حيثيات الحكم والمفاجئة أنه أخو الزعيم سعد زغلول !!!
ابراهيم الهلباوى : المحامى الذى عين من قبل المحكمه للدفاع عن المتهمين ..!!
ومن المؤسف أن ابراهيم الهلباوى المحامى الذى من المفروض أن يدافع عن المتهمين كان يقوم بشرح ابعاد ما قام بها الاهالى ضد الساده الافاضل ضباط الجيش الانجليزى
وفى يوم 18 يونيو 1906 نصبت المشانق فى مدينة دنشواى قبل صدور أية أحكام ضد الأهالي.
وفى يوم الأحد 24 يونيو انعقدت المحكمة فى شبين الكوم وعين عثمان مرتضى رئيس أقلام وزارة الحقانية سكرتيراً للمحكمة. والهلباوى مدعياً عاماً. كان عدد المتهمين 52 قدموا مقبوضاً عليهم. وكان منهم سبعة من الغائبين.
استمرت المحاكمة ثلاثة أيام 24، 25، 26 يونيو. وفى صباح الأربعاء 27 يونيو. صدر الحكم الذى تلاه سكرتير الجلسة وكان يقضى بإدانة 21 متهماً. انتهت المحاكمه بالاتى :
• اعدام اربعه هم..حسن علي محفوظ, يوسف حسني سليم, السيد عيسي سالم ومحمد درويش زهران..
• وبالأشغال الشاقة المؤبدة علي محمد عبد النبي وأحمد عبد العال محفوظ
• والأشغال الشاقة15 عاما علي أحمد السيسي
• والأشغال الشاقة7 سنوات علي6 آخرين
• والجلد50 جلدة بالقطة الإنجليزي ذات الأذرع الخمسة علي8 من أهل القرية.
. وأن يتم الإعدام والجلد بقرية دنشواي. وأن يقوم مدير مديرية المنوفية بتنفيذ الحكم فوراً.منقول