روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    قالوا عن العلمانيه .. تعالي نتعرف اكثر

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    قالوا عن العلمانيه .. تعالي نتعرف اكثر Empty قالوا عن العلمانيه .. تعالي نتعرف اكثر

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور السبت يونيو 25, 2011 1:04 pm

    قالوا عن العلمانيه .. تعالي نتعرف اكثر Ououuo10
    "العلمانية هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالحياة الدنيا وحدها".
    (دائرة المعارف البريطانية)

    "العلمانية هي الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة".
    (قاموس العالم الجديد)

    "العلمانية هي نظام اجتماعي في الأخلاق، مؤسس
    على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة
    والتضامن الاجتماعي، دون النظر إلى الدين".

    (المعجم الدولي الثالث)


    "العلمانية هي الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساسًا للأخلاق والتربية".


    (معجم أكسفورد)و من خلال شرح تلك المصطلحات دون تدخّل منا أو إبداء للرأي، كي يكون الرأي الأخير والنهائي هو للقارئ من خلال فهمه..
    ومصطلح اليوم هو أحد الاتجاهات الفكرية التي يشتدّ الجدل حولها، وينتشر ذكرها خلال هذه الأيام وهو: "العلمانية"...

    تعالوا ببساطة ودون تعقيد نفهم ما هو معناها....
    العلمانية
    هي ترجمة خاطئة لكلمة Secularism الإنجليزية، والتي تعني إقامة الحياة
    بعيدًا عن الدين، أو الفصل الكامل بين الدين وأمور الحياة، بما فيها
    السياسة والاقتصاد وغيرها من الأمور الحياتية...
    إلا أنه عند نقل
    الكلمة Secularism إلى اللغة العربية، ترجمت خطأً بـ"علمانية"، وأراد
    المترجم لهذه الكلمة إيصال المعنى بأن العلمانية تعني الاعتماد على العلم
    في إدارة شئون الحياة دون الرجوع إلى الدين أو إلى أي شيء مقدس...

    وكي نوضّح أكثر..

    تعرّف
    دائرة المعارف البريطانية العلمانية على أنها حركة اجتماعية تهدف إلى صرف
    الناس عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالحياة الدنيا وحدها، ذلك أنه كان
    لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا والتأمل في
    الله واليوم الآخر، ومن أجل مقاومة هذه الرغبة جاءت العلمانية لتعرض نفسها
    من خلال تنمية النزعة الإنسانية، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يُظهرون
    تعلّقهم الشديد بالإنجازات الثقافية البشرية، وبإمكانية تحقيق طموحاتهم في
    هذه الحياة القريبة، وظلّ الاتجاه إلى العلمانية يتطور باستمرار خلال
    التاريخ الحديث كله؛ باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية.
    وهكذا
    يتضح أنه لا علاقة للكلمة بالعلم، إنما علاقتها قائمة بالدين ولكن على
    أساس سلبي، أي على أساس نفي الدين عن الأمور الحياتية، لذلك يترجم البعض
    كلمة Secularism أنها تعني "اللادينية"..
    ويرى العلمانيون بأن
    العلمانية لا تعادي الدين، إنما تبعده فقط عن مجالات الحياة الواقعية,
    السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية... إلخ. ولكنها تترك للناس حرية
    التدين، على أن يظل هذا التدين مزاجا شخصيا لا دخل له بأمور الحياة
    العملية.
    فالدين عند العلمانيين أمرٌ مقدس لا ينبغي تدنيسه في
    دهاليز السياسة، ومشاكل الاقتصاد، ونزاعات السلطة والحكم، لذا يجب الحفاظ
    على قداسة الدين في أماكنه المقدّسة الكنيسة أو المسجد أو المعبد..
    وقد
    نشأت العلمانية في المجتمعات الأوروبية مناهضةً لسلطة الكنيسة، والتي كانت
    مصدر السلطة في ذلك الوقت، والذي كان متمثلاً في نفوذ رجال الدين على
    الملوك وعلى عامة الناس، فأمّا نفوذهم على الملوك فيتضمن أنهم لا يجلسون
    على عروشهم إلا بإذن البابا ومباركته، ولا يتولّون سلطانهم على شعوبهم إلا
    بتولية البابا لهم، وإذا غضب عليهم البابا -غضبا شخصيًا لا علاقة له البتة
    بتحكيم شريعة الله– نبذتهم شعوبهم ولم تذعن لأوامرهم..
    وأما نفوذهم
    على عامة الناس، فإنهم لا يعتقدون إلا ما يلقّنهم إياه رجال الدين من شئون
    العقيدة، ولا يفكرون إلا فيما يسمح لهم رجال الدين بالتفكير فيه، وعلى
    النحو الذى يسمحون لهم به، ولا يتعلمون إلا ما يسمح لهم رجال الدين بتعلّمه
    من العلوم الحياتية المادية، ولرجال الدين فوق ذلك نفوذ على أموالهم وعلى
    أجسادهم وعلى أرواحهم.
    فضلاً عن ذلك نجد الصراعات التي نشأت بين
    رجال الدين أنفسهم على الحكم، وهو ما أدى إلى احتقان الناس في نهاية الأمر،
    وقرروا ألا يكون لرجال الدين دخل في الحياة العامة..وكان أول من ابتدع مصطلح "علمانية" هو الكاتب البريطاني جورج هوليوك عام
    1851، وكان يقصد به أنه نظام اجتماعي منفصل عن الدين، غير أنه لا يقف ضده؛
    إذ صرّح بقوله: "لا يمكن أن تُفهم العلمانية بأنها ضد المسيحية، هي فقط
    مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يودّ أن يلتزم بها،
    فالمعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاة في هذه الحياة،
    وتختبر نتائجها في هذه الحياة".
    من ثمّ يمكن القول بأن العلمانية
    ليست أيديولوجية أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه
    كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية، وتتجه إلى الاهتمام بالأمور
    الحياتية للبشر بدلاً من الأمور الأخروية، أي الأمور المادية الملموسة
    بدلاً من الأمور الغيبية.
    ويرى مناهضو العلمانية أنها نشأت للممارسة
    الخاطئة من قِبل رجال الدين في وقت ما، ويجب ألا تؤدي الممارسة الخاطئة
    إلى إبعاد الدين عن الحياة العامة، فالدين في أصله –كما يراه الإسلاميون
    مثلاً- هو منهج حياة، تحدّث في السياسة والاقتصاد والمعاملات اليومية
    تمامًا كما تحدّث في الأخلاق العامة والعبادات، لذلك فهو جدير كل الجدارة
    بأن يكون مرجعية للحكم، وأساسا للتشريع..
    وهنا يردّ العلمانيون على
    ذلك بأن الدين في النهاية سيكون مرهونًا بفهم رجال الدين له، فمن يضمن أنهم
    يفهمونه على النحو الصحيح، ومن ثمّ يُطبّقونه على النحو الصحيح، حتى لا
    يعود بنا الأمر –كما يرى العلمانيون– إلى العصور الوسطى في أوروبا التي
    استبدّ فيها رجال الدين تحقيقًا لمصالحهم الشخصية باسم الدين..
    لكن
    مناهضي العلمانية يردّون على ذلك بأن حماية الدين من الفهم الخاطئ سينشأ من
    خلال تفعيل مؤسسات الدولة الدينية، مثل الأزهر، والذي يضمن للجميع وسطية
    الدين، وتطبيقه على النحو الصحيح..
    وهكذا يستمر الجدل بين
    العلمانيين ورافضي العلمانية، وقد أحببت أن أنقل لكم الصورة دون تدخّل،
    وذلك من خلال عرض مفهوم العلمانية، وعرض رؤية رافضيها، وللقارئ الإدراك
    والحكم في النهاية...

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 8:53 pm