الفِــل كائن أولي يتغذى على برامج القناة
الأولى وقد يلجأ في فترات المجاعة إلى الترمم بالتهام الجرائد الحكومية.
يعيش في قطعان محدودة العدد في محميات غير طبيعية بميدان مصطفى محمود وميدان
روكسي وداخل مبنى الإذاعة والتلفزيون. يتكاثر بالتبرعم ويحن لأيام الذل
الغابرة ويعشق الضرب على القفا. ينتمي حيوان الفل إلى فصيلة الفلوليات
التابعة لشعبة مفصليات الأرجل. ويعتقد بعض علماء الارتقاء والتطور أن الفل
هو نتاج تطور لأحد العنكبيات التي كانت تعيش قديماً في صحراء شرم الشيخ
أثناء العصر الشرمشيخي الوسيط. يتجمع كائن الفل في مستعمرات قليلة العدد
لا يمكن رؤيتها عادة بالعين المجردة، إلا أن علماء التلفزيون المصري نجحوا
في اختراع تقنيات لتكبير هذه المستعمرات وإظهارها بشكل أكبر من حجمها
الحقيقي. توجد على السطح البطني لحيوان الفل فجوات هضمية تنقبض وتنبسط
وفقاً لحجم تمويل أعضاء الحزب المنحل. كما يتميز السطح الخارجي للفل بوجود
أرجل كاذبة يستخدمها حيوان الفل في التسلل أحياناً إلى ميدان التحرير
للممارسة بعض الوظائف الفسيولوجية الدنيئة. نتيجة لعملية تهجين حدثت بين
حيوان الفل وحيوان البلطجي في فترة تاريخية سابقة نتجت سلالات أكثر ميلاً
للعنف تحمل السنج والمطاوي، وبعض فصائلها نبتت له نسور ودبابير على الأكتاف
تختلف باختلاف الأقدميات. تنقسم فصائل حيوان الفل إلى: فل استكهولمي وفل
انتفاعي. والفل الاستكهولمي هو الأكثر انتشاراً بصفة عامة. ويقود كل قطيع
من قطعان الفلول فل سمين يتميز بكرش هائل من الأمام ومؤخرة ثقيلة من الخلف
ويكون غالباً من سلالة الفلول التي كانت تعيش قديماً في محميات تحت قبة
البرلمان وتتغذى على أموال الدولة، وهي سلالة كانت تتميز بوجود أذرع طويلة
مرفوعة دائماً إلى أعلى في وضع كان يسميه علماء الحيوان في تلك الفترة بوضع
الموافقة الأوتوماتيكي. يصدر كائن الفل الاستكهولمي أصواتاً قام أحد
العلماء بتحليلها باستخدام الموجة القصيرة فتبين له أنه يقول "إحنا آسفين..
إحنا آسفين.. إحنا آسفين"، ولذلك يسمى صوت حيوان الفل بالسفسفة، وفي قول
آخر "الفسفسة". وفي تجربة أخرى مثيرة قام أحد العلماء بالحصول على فل من
النوع الاستكهولمي من إحدى محمياته الطبيعية، وبعد أن قام بحبسه وتجويعه
لفترة طويلة فوجئ به يلحس جزمته بحماس غريب وهو يصدر فسفسة متقطعة مشروخة
النبرات. الغريب أن الفل مهما فعل أثناء تجمع قطعانه في شارع جامعة الدول
فهو لا يحال إلى النيابة العسكرية مطلقاً، وهذا مما يثير الشكوك عند
العلماء حول وجود علاقة مؤاكلة أو تبادل منفعة بينه وبين حيوان الفيل أبو
زلومة الذي يقوم بحمايته. أما الفل الانتفاعي فهو نوع من أنواع حيوان الفل
كان يعيش على ما يجود به حيوان البقرة الضاحكة (المنقرض حديثاً) من فتات
مقابل قيامه بأعمال البلطجة ضد أعدائها الطبيعيين. ونظراً لانقراض حيوان
البقرة الضاحكة في فبراير الماضي وما ترتب عليه من انعدام دور حيوان الفل
الانتفاعي فقد تحول دوره إلى السعي لإعادة البقر الضاحك إلى الوجود حتى
يعود له مصدر رزقه المنقطع. بعض سلالات حيوان الفل تجيد التحول للتواؤم مع
التغيرات المناخية، حيث يخرج حيوان الفل من جلده ويكتسب جلداً مختلفاً عند
الضرورة، ولكنه يظل وفياً لسلالته الأصلية مهما قام بتغيير جلده. أما
أنثى الفل فهي تجيد عدة مهارات فسيولوجية نادرة، من بينها مهارات الردح
الحلزونية والشرشحة الأفقية المنبعجة. ومن الأمور العجيبة التي اكتشفها
العلماء في أنثى الفل أنها تلد، ولكنها أيضاً تمتلك قدرة على أن تبيض عند
اللزوم. ويزعم بعض العلماء أن ذكر الفل أيضاً يمتلك القدرة على وضع البيض
في حالة انشغال أنثى الفل بالقيام بوظائف فسيولوجية أخرى. مدونة: عصير
دماغي-محمد الأنصارى