روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الهتاف الان .. الشعب يريد تحرير التحرير

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    الهتاف الان .. الشعب يريد تحرير التحرير Empty الهتاف الان .. الشعب يريد تحرير التحرير

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الأربعاء يوليو 27, 2011 1:16 am


    الهتاف الان .. الشعب يريد تحرير التحرير 3506714165
    ميدان التحرير، ذلك الميدان الذي أذهل العالم، ذلك الوطن الصغير والحضن
    الكبير لكل فئات الشعب المصري بكافة طوائفه وانتماءاته، ذلك المكان الذي
    كان موقعا للصبر والنصر والتضحية والفداء، كيف حوّلناه إلى سوق تجاري،
    ومرتع للباعة الجائلين المتاجرين..
    في الأعلام..
    والكوتشات..
    وبائعي الكشري..
    وبائعي الوطنية..
    والمتاجرين بدماء الشهداء..!
    كيف تحوّل ميدان التحرير إلى ميدان موسكي للتجارة في كل شيء، حتى التجارة بالدين. ولا يستثنون؟
    لقد
    أصبح الميدان هو الحاكم بأمره، دولة صغيرة، تريد أن تحكم الدولة الكبيرة،
    ومن يحتل ميدان التحرير بدا وكأنه يحتل مصر، ويضعها تحت الوصاية التحريرية!

    فللثوار وللتجار وللباعة في الميدان الكلمة العليا، وحصريا فإنك
    تجد في الميدان البرلمان الأساسي للتشاور والتحاور واتخاذ القرارات وسنّ
    التشريعات، وعلى من يخالفهم في الرأي أن يجد لنفسه موضعا في برلمان
    التحرير..
    ولأن الميدان هو قلب مصر..
    فمن يحكم قبضته على قلب مصر..
    من يعتصر هذا القلب حتى تنزف أوصالها؛ له الكلمة الأولى والأخيرة.. وإلا شلّت مصر وتشرّد أهلها، ووقف الحال في كل مجال.
    ولهذا
    أصبح الصراع على أشده، ليس على من يحكم مصر باختيار شعب مصر، ولكن الصراع
    الآن على من يملك ناصية التحرير.. فيجثم على صدر مصر؛ ويفرض كلمته على
    أهلها.
    فهل يدري هؤلاء كيف يقرأ أغلب المصريين الأحداث؟
    إنهم
    يرون أن الليبراليين والعلمانيين و6 إبريل وائتلافات الثورة قد احتلوا
    الميدان زمنا طويلا، وفرضوا على المجلس العسكري قرارات وتغييرات ما كانت
    لتتم لولا جلوسهم على صدر مصر بالميدان!
    ثم زادت طلباتهم التي قد
    تضر بمصالح الجماعات الإسلامية؛ وتمس معتقداتهم؛ كإعلان المبادئ فوق
    الدستورية؛ فجاء الدور على هذه الجماعات لتجمع صفوفها وتوحد كلمتها لتأخذ
    نصيبها من إظهار القوة، والإبانة عن القدرة على احتلال الميدان، وفرض
    هيمنتها. لعلهم يرجعون!
    وليس أدل على ذلك من التصريحات الأخيرة التي
    أطلقها قادة الجماعات الإسلامية بكل تفرعاتها، وكل تياراتها، بدءا من
    تصريح أحدهم بأنهم ذاهبون لتطهير الميدان، مرورا بقول آخر إن الميدان لنا
    ونحن أولى به، ختاما بتهديد أحدهم للإخوة المرابضين في الميدان بسرعة
    إخلائه قبل يوم الجمعة وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه، ثم بيت القصيد عندما
    قال آخر إننا سنشهد زحفا مليونيا حقيقيا يعبر عن قوة الجماعات الإسلامية في
    مصر.. وأن من في التحرير قلة قليلة لا تعبر عن مصر، وسيعرفون يوم الجمعة
    القادم أين القوة الحقيقية التي تمثل الشارع!
    كل هذا الصراع على الميدان!
    لنا أن نتخيل أن الصراع انتقل من البحث عن مقعد بمجلس الشعب للبحث عن عرش مصر القابع في ميدان التحرير.
    ويبدو
    أننا على أبواب مواجهات عنيفة قد تدفع مصر كلها ثمنا لها إذا ظل الصراع
    على كرسي الميدان قائما، وما دام احتلال الميدان يعني احتلال مصر..
    وهكذا ضيعتم جميعا هيبة وقيمة ورمزية مكان من أشرف الأماكن وأقدسها، في تاريخ نضال شعبنا العظيم.
    هكذا
    لوثتموه بأغراضكم ولونتموه بمصالحكم، وفرضتم وصايتكم عليه وعلينا
    بمليونياتكم الترابية التي تسعى إلى منافع شخصية، لا تخلو من زيف الباطل
    الذي يتلوّن بلون الحق.
    لقد سئمناكم جميعا أيها المنتفعون..
    سئمنا استعلاءكم وتضارب مصالحكم. واعتصاركم لقلب مصر والضغط على صدرها المثقوب من سنين النوم في العراء..
    سئمنا
    تجارتكم، ومن صعودكم على منصات الميدان، وأنتم تظنون أنكم واقفون على
    منصات خشبية! وأنتم في الحقيقة تقفون على جثث الشهداء الذين تدّعون أنكم
    تدافعون عن حقوقهم المسلوبة.
    وكأن مصر ما لبثت أن تخرج من حكم
    فاسد الذمم والأخلاق، حتى تدخل في صراع فاسد الهمم والأبواق؛ فكيف بنا
    والخصوم جميعا يتكلمون باسم الشعب، وباسم الدين، وباسم الوطنية، وباسم دماء
    الشهداء، ومواجع أهلهم..
    وكأن الكل في سوق مطامع الدنيا أصبح باطلا..
    وباطل ما كانوا يصنعون..
    وأكاد أشعر أنني أقف بين ملايين من المصريين نتساءل جميعا وسط كل هذه الفوضى:
    مَن مِن بين هؤلاء يدرك آلام مصر، ومن يداوي قلبها الموجوع؟
    من
    ينقذ مصر ممن يظنون أنهم مخلصوها من براثن الفرعون، فإذا بهم أشد فرعونية
    وطغيانا عليها وعلى أهلها البسطاء، من الفراعنة الذين أخذهم الله بغتة وهم
    لا يشعرون؛ حتى باتوا بين جدران السجون؟
    إنني أقول للشرفاء والذين
    قلوبهم على قلب هذا البلد من المعتصمين، فأقول لهم اعتصموا بحبل الله جميعا
    ولا تفرقوا، اعتصموا بالله بدلا من الاعتصام بالميدان، واعملوا على توحيد
    قلوبكم وكلمتكم يوفقكم الله لما تريدون لصالح هذا البلد.

    وأتوجه برسالتي هذه إلى كل من يعنيه الأمر في هذا البلد..
    أوجهها إلى كل شريف يملك أن يفعل شيئا لأجلها ولأجل شعبها:
    "الشعب يريد تحرير التحرير"..
    نريد تحريره من كل العابثين، والمتاجرين، والمزايدين على وطنية المصريين البسطاء.
    نريد تحريره ممن يتهمون أهلنا بالجهل ويريدون أن يكونوا أوصياء عليه دون توكيل لهم من الشعب بهذا..
    نريد
    تحريره من كل من لا يدرك ما نحن ذاهبون إليه بخلافاتهم الصغيرة وعقولهم
    الصغيرة، ومطامعهم الصغيرة. لعلهم يدركون أنْ "ضَعُف الطالبُ والمطلوب"!
    نريد أن نحرره من فكرة أن من يحتله يستطيع أن يفرض رأيه ووصايته علينا.
    حرروا
    الميدان قبل أن يتحول إلى سجن كبير للمصريين، ونقطة ضعف تهدد حياتهم؛
    فيكرهونه، ويسعون لتحطيم القيود التي تفرض عليهم من خلاله، بعد أن تنفّس
    المصريون منه هواء الحرية وذاقوا على مائدته طعم الكرامة..
    واحذروا الشعب الذي خرج معكم ساعيا إليه، أن يخرج عليكم باكيا عليه، وملبيا لنداء الشهداء فيه أن يرحمه منكم.
    فإن
    كانت موقعة "الجمل" قد أصابت قلب مصر وآلمته، فما بالكم لو حدثت موقعة
    "الجِمال" الذين صبروا على الذل والهوان ثلاثين عاما.. ثم حطموا كل شيء حين
    غضبوا، ما بالكم بهؤلاء لو تيقنوا أنكم ستعجزونهم بهذه البقعة التي
    أورثتموها بوضع اليد كذبا وبهتانا؛ إذا خرجوا لاستردادها. فلا تستهينوا
    بهذا الشعب، ولا تعوّلوا على صمت أغلبيته، وفكّوا قيود التحرير، واجعلوا
    الشعب معكم لا عليكم.
    هذا هو صوت الكثيرين من أبناء مصر، أسعى أن أوصله إليكم، وأكاد أسمع لسان حالنا يقول: "ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم".

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 2:44 am