روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:41 pm

    جاء في سورة البقرة قوله تعالي: "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم. وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وانتم لا تظلمون" الآية .272
    السؤال هنا: ما الفرق بين "ما تنفقوا" الأولي والثانية والثالثة في الآية الكريمة؟
    الجواب: إن الحرف "ما" في الأولي والثالثة شرطية جازمة في محل نصب مفعول به مقدم. أما "ما" الوسطي الثانية فهي نافية و"تنفقون" بعدها فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل. وإلا أداة حصر وابتغاء مفعول لأجله منصوب وهو مضاف ووجه مضاف إليه ووجه مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه.
    هذه لطيفة من لطائف القرآن الكريم تضفي علي قواعد اللغة العربية رونقها وبهاءها لتميز بين الكلمات والحروف والناظر في أسلوب وحروف القرآن الكريم إنما يقف أمام حديقة زهراء وجنة فيحاء غناء. فسبحان من هذا كلامه.منقول
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:45 pm

    جاء في سورة البقرة قوله تعالي: "فشربوا منه إلا قليلاً منهم" الآية 249 بنصب قليلاً. وفي سورة النساء: ".. ما فعلوه إلا قليل منهم" برفع قليل الآية .66
    السؤال: لماذا نصبت كلمة "قليلاً" في آية البقرة. ورفعت في آية النساء؟
    الجواب: أن كلمة "قليلاً" جاءت منصوبة في سورة البقرة وذلك لأن الاستثناء هنا تام موجب متصل. و"قليلاً" مستثني من قوله "فشربوا منه".
    أما كلمة "قليل" في سورة النساء فجاءت مرفوعة علي البدلية أو الاتباع من الاستثناء المنفي. وقليل بدل من متبوعه السابق. وتلك لطيفة من اللطائف اللغوية التي انفرد بها كتاب الله العزيز فكما يقول اللغويون الإعراب فرع المعني مما يضفي علي القواعد اللغوية مسلكاً ورونقاً لا نظير له. فسبحان من هذا كلامه.
    أشرف الوليلي - المدرس بالأزهر الشريف
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:46 pm

    جاء في سورة الأحزاب قوله تعالي: "فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد أشحة علي الخير" 19 الآية
    السؤال هنا: لماذا جاء كلمة "أشحة" منصوبة بعد كلمة حداد المجرورة قبلها؟
    الجواب: أن كلمة "أشحة" حال منصوبة وقبلها "بألسنة حداد" في محل نصب علي الحالية أيضا وذلك النصب علي الذم وتلك من اللطائف اللغوية التي تميز بها القرآن الكريم الذي أعجز العرب بفصيح كلماته التي آخرست هؤلاء أصحاب اللغة.
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:47 pm

    جاء في سورة الأنعام قوله تعالي: "وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين" 55 الآية.
    السؤال : ما إعراب كلمة "سبيل"؟
    الجواب: أن كلمة سبيل هنا مؤنثة لتأنيث الفعل قبلها "تستبين" فهي تدور مع الفعل حيث كان تذكيراً وتأنيثا وإعرابها فاعل مرفوع والآيات مفعول به مقدم والتقدير لتظهر وتتضح سبيل المجرمين.
    هذا وإن كان ظاهر الكلام والآية في الوهلة الأولي يوهم خلاف ذلك لغير اللغويين.
    وهذه لطيفة من لطائف القرآن الكريم تشير إلي التفكر والتدبر في ألفاظ القرآن الكريم وإعرابه ومعانيه فإن الإعراب فرع المعني ودليل الحائرين ونبراس هدي. فسبحان من هذا كلامه.

    أشرف الوليلي المدرس بالأزهر الشريف
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:49 pm

    في سورة الأنعام قال تعالي: "قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً علي طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة. أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل..." الآية .145
    السؤال هنا: أنه كيف عطف المنصوب "فسقاً" علي المرفوع "رجس"؟
    الجواب: أن كلمة "فإن رجس" إن واسمها وخبرها. و"أو" حرف عطف. و"فسقاً" معطوفة عطف نسق علي "لحم خنزير" فإن مسمي فسقاً.
    أو أن ذلك من باب الصفات مع أسمائها وأحوالها في القرآن الكريم. فسبحان من هذا كلامه ونظمه وإعجازه أعجز البلغاء وأخرس الفصحاء ولفت أنظار أولي الألباب ليزداد الذين آمنوا إيماناً.

    أشرف الوليلي المدرس بالأزهر الشريف
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:51 pm

    - القرآن هُدىً : هذا ما فهمه الراسخون في العلم من خلال لغة العرب ؛ حيث أن الوقف على كلمة وإن أعطى معنىً معيناً فإن الوقف على كلمة أخرى يُعطي معنىً أبلغ [وهذا لا يُفهم إلا من خلال التبحر في لُغتنا العربية] وأوضح سبيل للتعرف على ذلك ما جاء في قول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
    قال الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره العظيم1 / 65: (( ومعنى الكلام هنا أن هذا الكتاب هو القرآن لا شك فيه أنه نزل من عند الله كما قال تعالى في السجدة :{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2 ... ومن القراء من يقف على قوله تعالى : { لا ريب } ويبتدئ بقوله تعالى :{ فيه هدىً للمتقين } والوقف على قوله تعالى :{ لا ريب فيه }[ أولى] للآية التي ذكرناها ولأنه يصير قوله تعالى: { هدىً } صفة للقرآن وذلك أبلغ من كون فيه هدىً، وهدىً يحتمل من حيث العربية أن يكون مرفوعاً على النعت ومنصوباً على الحال وخُصَّتِ الهدايةُ للمتقين كما قال:{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هدىً وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44 ،{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82 إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن ؛لأنه هو في نفسه هدىً ولكن لا يناله إلا الأبرار كما قال تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57 ...)) أ هـ

    2- القُرآن شفاء :هذا ما فهمه الراسخون في العلم من خلال لغة العرب
    حيث أن التعبير بحرف له معنىً أبلغ يليق بكلام الرحمن[وهذا لا يُفهم إلا من خلال التبحر في لُغتنا العربية] كما قال الإمام ابن قيِّم الجوزية في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (المعروف بـ الداء والدواء) ص 8 : (( ...وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء فقال تعالى :{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هدىً وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44 ، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82 و[مِنْ] هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ؛ فإن القرآن كله شفاء كما في الآية المتقدمة (يقصد الإمام ابن القيِّم قوله تعالى :{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هدىً وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44 وقد ألمع إليها آنفاً ) )) أ هـ
    نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله تعالى وخاصته كما ثَبَتَ ذلك عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجَهْ ومعجم الطبراني الكبير وغيرهم بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه قال
    : - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله أهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )).
    ----------
    منقول
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 3:54 pm

    من اسرار البيان

    تقديم الزانية على الزاني والسارق على السارقة

    حينما يذكر القرآن الكريم السرقه نراه يورد السارق ''الذكر'' مقدما على السارقة ''الأنثى'' فيقول : ''والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا.. ''المائدة 38، أما في الزنا فنراه يورد الزانية على الزاني: ''الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة'' النور2 فلماذا قدم الزانية على الزاني في الزنا بينما في السرقة قدم السارق على السارقة؟ السرقة في الذكور أكثر ولأنهم أجرأ عليها وأجلد وأخطر فناسب تقديم السارق على السارقة ، أما في الزنا فلأنه لا يقع غالبا الا برضى المرأة وتمكينها من نفسها ولان الزنا في حق المرأة أشنع وتبعاته عليها اضر.. وآثار الزنا ستظهر على المرأة لا الرجل . فناسب تقديم الزانية (الأنثى) علىالزاني الذكر.

    من اسرار البيان

    تقديم الزانية على الزاني والسارق على السارقة

    حينما يذكر القرآن الكريم السرقه نراه يورد السارق ''الذكر'' مقدما على السارقة ''الأنثى'' فيقول : ''والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا.. ''المائدة 38، أما في الزنا فنراه يورد الزانية على الزاني: ''الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة'' النور2 فلماذا قدم الزانية على الزاني في الزنا بينما في السرقة قدم السارق على السارقة؟ السرقة في الذكور أكثر ولأنهم أجرأ عليها وأجلد وأخطر فناسب تقديم السارق على السارقة ، أما في الزنا فلأنه لا يقع غالبا الا برضى المرأة وتمكينها من نفسها ولان الزنا في حق المرأة أشنع وتبعاته عليها اضر.. وآثار الزنا ستظهر على المرأة لا الرجل . فناسب تقديم الزانية (الأنثى) على الزاني الذكر.

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    اللطائف اللغوية في القرآن الكريم Empty رد: اللطائف اللغوية في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أغسطس 06, 2011 4:01 pm

    في كل آية هناك معجزة ينبغي علينا أن نتدبرها، ومن العبارات التي لفتت انتباهي في سورة المائدة حديث القرآن عن تلك الجنات التي تجري من تحتها الأنهار. طبعاً عندما نقرأ القرآن قراءة سطحية نظن بأن العبارات تتكرر ولا نرى أي رابط بينها، ولكن الذي يدقق النظر قليلاً يرى العجائب في هذا التكرار.

    فلو تأملنا سورة المائدة وحديث القرآن عن الجنات نجد أن هذه السورة تضمنت عبارة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، هذه العبارة تكررت ثلاث مرات في سورة المائدة. وقبل أن نكتشف هذه اللطائف القرآنية لنتأمل هذه الآيات الثلاث حيث وردت هذه العبارة:

    1- (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [المائدة: 12].

    2- (فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 85].

    3- (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة: 119].

    نلاحظ أن هناك تدرج في الجزاء كما يلي:

    1- الحديث عن الجنات فقط: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).

    2- الحديث عن الجنات والخلود فيها: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا).

    3- الحديث عن الجنات والخلود فيها أبداً: (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا).

    من اللطائف اللغوية

    لاحظوا معي هذا التدرج الرائع في الثواب، لابد أن يكون من ورائه حكمة عظيمة.

    1- فلو تأملنا الآيات الثلاث نلاحظ أن الآية الأولى تتحدث عن اليهود (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)، فهؤلاء إن أطاعوا الله –وهم لم يفعلوا- فسوف يدخلهم (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، وهذا يكفيهم لأنه سبحانه يعلم حقيقتهم.

    2- أما الآية الثانية فهي تتحدث عن النصارى، لأن الآيات التي تسبقها تشير إلى النصارى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى)، وهؤلاء سيكونون أكثر طاعة لله من اليهود ولذلك يناسب المؤمنين منهم إن هم آمنوا (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا)، وهنا أضاف الله تعالى صفة الخلود.

    3- وأخيراً فإن الآية الثالثة والأخيرة تشمل جميع المؤمنين وكل من صدَّق بالقرآن: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، وهؤلاء سيدخلهم الله (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)، فأضاف صفة الأبدية.

    إذن أيها الأحبة! في تكرار هذه العبارة هناك معجزات لغوية في كل عبارة، ثم انظروا معي إلى التدرج الزمني، أن الآية الأولى تتحدث عن اليهود، والثانية تتحدث عن النصارى والثالثة تتحدث عن المسلمين، أي أن ترتيب الآيات جاء مناسب للترتيب الزمني لما تتحدث عنه.

    من اللطائف العددية

    في القرآن الكريم نظام عددي يتعلق بالرقم سبعة، فآيات القرآن وكلماته وحروفه قد رتَّبها الله بنظام يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته، وهذا النظام ينطبق على كل القرآن. وفي مثالنا هذا نلاحظ أن أرقام الآيات الثلاث هي:

    12 85 119

    هذه الأعداد الثلاثة عندما نضمها ونقرأ العدد الناتج (كما نفعل في بقية الأبحاث) نجد أن هذا العدد يصبح: 1198512 تأملوا معي ميزات هذا العدد:

    1- هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أي يقبل القسمة على سبعة من دون باق:

    1198512 = 7 × 171216

    وكما نلاحظ أن هذا العدد يقبل القسمة على سبعة من دون فواصل.

    2- إن هذا العدد 1198512 يتألف من سبع مراتب.

    هناك تناسق سباعي آخر، فلو تألمنا هذه العبارات الثلاث نلاحظ أن كل عبارة تتألف من عدد من الكلمات كما يلي:

    1- العبارة الأولى: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) تتألف من 5 كلمات.

    2- العبارة الثانية: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) تتألف من 7 كلمات.

    3- العبارة الثالثة: (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) تتألف من 8 كلمات.

    أي نحن أمام ثلاثة أعداد وهي:

    5 7 8

    وعندما نطبق القاعدة المعروفة ونضم هذه الأعداد نجد العدد 875 وهو من مضاعفات الرقم سبعة كما يلي:

    875 = 7 × 125

    كل عبارة من هذه العبارات الثلاث تتألف من عدد من الحروف كما كتبت في القرآن حسب الرسم العثماني:

    1- العبارة الأولى: (جَنَّتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ) تتألف من 20 حرفاً.

    2- العبارة الثانية: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا) تتألف من 29 حرفاً.

    3- العبارة الثالثة: (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) تتألف من 33 حرفاً.

    ونحن هنا من جديد أمام ثلاثة أعداد تمثل عدد حروف كل عبارة من العبارات الثلاث وهي:

    20 29 33

    ولو قمنا بصف هذه الأعداد الثلاثة كما فعلنا مع الكلمات نجد العدد 332920 وهو من مضاعفات الرقم سبعة:

    332920 = 7 × 47560

    لنلخص ما رأيناه من لطائف في هذه العبارة:

    لقد ذكر الله تعالى عبارة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) في سورة المائدة ثلاث مرات، وجاءت هذه العبارة ضمن آيات تتدرج في معناها اللغوي، فالأولى تتحدث عن اليهود فجاءت العبارة على الشكل التالي: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، أما الآية الثانية فتحدثت عن النصارى وهم أكثر إيماناً من اليهود فجاءت العبارة على الشكل التالي: (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا)، أما الآية الثالثة تحدثت عن كل من صدَّق بالقرآن فجاءت الصياغة كما يلي: (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)، وهذا التدرج لا يمكن أن يأتي هكذا بالمصادفة، بل هو من تنزيل العزيز الحكيم.

    وهذا التدرج يذكرنا بحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أخبرنا أن اليهود قد عملوا جزءاً مما كلفهم الله به ثم توقفوا وعصوا الله، فأخذوا جزءاً من الأجر، ثم جاء بعدهم النصارى فأكملوا جزءاً من العمل الذي كلفهم الله به ولكنهم توقفوا أيضاً، فأخذوا قسماً من الأجر، ثم جاء بعد ذلك المسلمون فأكملوا هذا العمل حتى النهاية فأخذوا الأجر كاملاً.

    كذلك عندما درسنا أرقام الآيات الثلاث وجدنا تناسقاً مع العدد سبعة الذي هو أساس النظام العددي للقرآن، وعندما درسنا عدد كلمات هذه العبارات الثلاث رأينا تناسقاً مع الرقم سبعة، وكذلك عندما درسنا عدد حروف هذه العبارات الثلاث بقي التناسق السباعي قائماً بشكل لا يمكن أن تكون جميع هذه التناسقات بالمصادفة!

    والذي أريد أن أقوله إن كل كلمة في كتاب الله إذا ما تأملناها رأينا فيها تناسقاً وإحكاماً وإعجازاً، وهذا غيض من فيض إعجاز القرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:42 pm