فى أول انتخابات بالنقابة العريقة بعد ثورة يناير وفى حين تجتاح عواصف التغيير كل مؤسسات وهياكل الدولة والمجتمع تبقى النقابة غارقة فى جمود غير مبرر بحيث تبدو - حتى الآن - وكأنها مقبلة على نفس الانتخابات فى عصر مبارك فنحن أمام نفس الوجوه والشعارات والبرامج والمطابخ الانتخابية.
فهناك أولا أجيال أخرى من المحامين تفكر بصورة عملية فى أحوال المهنة المتدنية وتريد نقيبا يعبر عن عصر مختلف وهناك أيضا استعدادات ضخمة من مرشحين باعتبارهم «من رجال العهد البائد» .
وعند السؤال عن حالة العقم النقابى وعدم إقدام أحد حتى هذه اللحظة على الترشح ببرنامج وخطاب سياسى ونقابى جديد بعد الثورة تتلخص الإجابات فى أن معركة النقيب تحتاج ميزانية تقترب من 3 ملايين جنيه وهو مبلغ لا يمكن للكثيرين اعتماده فى معركة انتخابية وإن كانت نفس المصادر أكدت أن منصب النقيب يجلب لصاحبه قضايا توفر أضعاف هذا المبلغ بسهولة والدليل على هذا أن سامح عاشور قد تم توكيله فى قضية تتبع دولة الكويت بعد فوزه بالمنصب آخر مرة فى انتخابات 2005وتقاضى فى القضية مليون دينار أى ما يوازى 16 مليون جنيه مصرى.
وهناك أكثر من 200 ألف محام مقيدين بالجداول ولا يعملون بالمهنة وهناك آلاف المحامين الذين يعملون بالمهنة ولا يعرفون شيئا عن القانون بل إن الكثير منهم لا يجيد القراءة والكتابة .
هذه الأسماء التى ترشحت تري أخبارهم النقابية ومعاركهم وتصريحاتهم منذ أكثر من عقدين من الزمان تضاف إليهم أحيانا أسماء تظهر وتختفى لكن النقابة التى تضم الآن أكثر من 450 ألف محام تبدو عاجزة عن إبراز أسماء ووجوه جديدة تجدد وتدفع دماء وتطهر وتنقذ النقابة الغارقة فى الشعارات وتدهور الخدمات سؤ المهنه وكيان المحامي ومعيشته وهو وضع كان طبيعيا فى ظل نظام مبارك الممسك بقبضته الأمنية على جميع المؤسسات والذى كان يهندس أوضاعا معينة تحقق للمعارضة بعض التواجد لكنه يمنعها فى الوقت نفسه من إحداث أى تغيير حقيقى وكبير.
ومنذ لحظة الإعلان عن رحيل المجلس السابق توقع الكثيرون حدوث انتفاضة كبيرة داخل النقابة من أجيال أخرى تبدأ عصرا جديدا داخل النقابة لا سيما أن السنوات الأخيرة من حكم مبارك كانت قد شهدت تراجعا كاملا فى دور وسمعة وأداء النقابة.. أيضا فقد كان دور المحامين فى الثورة دورا فرديا من بعض المجموعات دون وجود زخم يساند الثورة وقد كان أكبر تجمع للمحامين فى أثناء الثورة لا يضم أكثر من 200 محام فى أفضل الأحوال.
مع تسلم اللجنة القضائية زمام الأمور أطلت من جديد نفس الوجوه القديمة معلنة عن ترشحها.
فلا بد و ضروري أن تصل إليها الثورة من خلال وجوه جديدة تغير كل شىء بالنقابه لنقيب ومجلس جديد مستقل قريب من الشباب اكثر من غيرهم فهم المستقبل.