في
وجه الربيع من السهل أن تثبت منصه خطابك وتعلن أن "لا تستمتعوا فموسم
الذبول آت وهذا الرحيق ليس سوى هواء أصفر فاسد وهذه الفراشات ليست سوى
خفافيش ملونة وهذا النور ليس سوى نافذة البركان".. من السهل أن تشكك في
دافع الثوره الشعبية.. وكل الضباب الذي يغزو مدن مصر وأيامها سيساندك على
منطق التشكيك.
من السهل دوماً أن نشكك ولنا الحق الفطري في ذلك ولنا مجد ديكارت وحظوة المفكرين وبريق المتفردين
عن قطيع "سيكولوجية الجماهير" التي غالباً ما ينظر إليها المثقف بوصفها
بؤراً صالحة لتفشي ما يصفه بالـ"كيتش" و"البوب" (بالمعنى الدوني)
و"السذاجة".
من السهل اقتناء لغة الخشب. تلك التي تواري التشتت بحجة
الشجاعة وتلغز بحجة غزارة الفكرة وطواعية القاموس الذي يمد المثقف بجمل
وعبارات من تلك التي تحتاج بعد قراءتها إلى حبة فاليوم أو أغنية مهدئة.
من السهل تتبع الأخبار.. ملايين الصفحات على الرفوف والنت تفي بهذه
المهمة. كتب وتحليلات ودوريات ووثائق مترجمة وسير شخصيات وصور صادمة. ومن
السهل الاستفادة في اللحظة الحاسمة من تاريخ الشؤم هذا الذي لا يشكك طفل في
واقعيته من أجل إطلاق أسراب من البوم لكي تنعق في الربيع وتخيف الفراشات.
ولكن.. أليس الأصعب هو فهم الدوافع الحقيقية التي تجعل شاباً في مقتبل
الحياة يرمي بجلده الحيّ إلى السفاح لكي يسلخه وفي قلبه نبل الكون وصفاء
الإنسانية وبراءة الحياة؟ أليس من الصعب مناصرة وطن انتفض لقول كلمة حق في
وجه طغاة جائرين أفقروهم وجهّلوهم ورموهم في أحضان الظلمة والظلام؟ أليس من
الصعب مناصرة هذا الشعب والأخذ بيده في أوقاته الحرجة قبل البدء في
انتقاده ومحاكمته وتحذيره وتشريح سيكولوجيته ؟ من يجرؤ على تحذير أم انتفضت
لمقتل ابنها؟
من السهل علينا نحن الكتاب والكتبة أن نّنظر عن الموت طالما نحن.. أحياء!
وجه الربيع من السهل أن تثبت منصه خطابك وتعلن أن "لا تستمتعوا فموسم
الذبول آت وهذا الرحيق ليس سوى هواء أصفر فاسد وهذه الفراشات ليست سوى
خفافيش ملونة وهذا النور ليس سوى نافذة البركان".. من السهل أن تشكك في
دافع الثوره الشعبية.. وكل الضباب الذي يغزو مدن مصر وأيامها سيساندك على
منطق التشكيك.
من السهل دوماً أن نشكك ولنا الحق الفطري في ذلك ولنا مجد ديكارت وحظوة المفكرين وبريق المتفردين
عن قطيع "سيكولوجية الجماهير" التي غالباً ما ينظر إليها المثقف بوصفها
بؤراً صالحة لتفشي ما يصفه بالـ"كيتش" و"البوب" (بالمعنى الدوني)
و"السذاجة".
من السهل اقتناء لغة الخشب. تلك التي تواري التشتت بحجة
الشجاعة وتلغز بحجة غزارة الفكرة وطواعية القاموس الذي يمد المثقف بجمل
وعبارات من تلك التي تحتاج بعد قراءتها إلى حبة فاليوم أو أغنية مهدئة.
من السهل تتبع الأخبار.. ملايين الصفحات على الرفوف والنت تفي بهذه
المهمة. كتب وتحليلات ودوريات ووثائق مترجمة وسير شخصيات وصور صادمة. ومن
السهل الاستفادة في اللحظة الحاسمة من تاريخ الشؤم هذا الذي لا يشكك طفل في
واقعيته من أجل إطلاق أسراب من البوم لكي تنعق في الربيع وتخيف الفراشات.
ولكن.. أليس الأصعب هو فهم الدوافع الحقيقية التي تجعل شاباً في مقتبل
الحياة يرمي بجلده الحيّ إلى السفاح لكي يسلخه وفي قلبه نبل الكون وصفاء
الإنسانية وبراءة الحياة؟ أليس من الصعب مناصرة وطن انتفض لقول كلمة حق في
وجه طغاة جائرين أفقروهم وجهّلوهم ورموهم في أحضان الظلمة والظلام؟ أليس من
الصعب مناصرة هذا الشعب والأخذ بيده في أوقاته الحرجة قبل البدء في
انتقاده ومحاكمته وتحذيره وتشريح سيكولوجيته ؟ من يجرؤ على تحذير أم انتفضت
لمقتل ابنها؟
من السهل علينا نحن الكتاب والكتبة أن نّنظر عن الموت طالما نحن.. أحياء!