يدلي المصريون بأصواتهم يوم الاربعاء في ثاني مرحلة من الانتخابات
البرلمانية التي تسعى فيها أحزاب اسلامية الى تعزيز مكاسب حققتها في
المرحلة الاولى وضمان تصدر الساحة خلال المرحلة الانتقالية من الحكم
العسكري.
واستفاد الاسلاميون في الانتخابات من الاعمال الخيرية التي كانوا
يقدمونها للمواطنين حتى في ظل قمع الرئيس السابق حسني مبارك لهم رغم أن
جماعات اسلامية لم تتصدر المشهد في بداية الانتفاضة التي أطاحت به في
فبراير شباط.
وفتحت لجان الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش)
في المرحلة الثانية من ثلاث مراحل. وستمتد انتخابات مجلس الشعب حتى يناير
كانون الثاني في حين أن الجيش لن يسلم كامل السلطات الا بعد انتخاب رئيس
مدني في منتصف 2012 .
وقالت فاطمة سيد وهي موظفة حكومية في السويس التي تجرى بها الانتخابات
في المرحلة الثانية بينما كانت تنتظر في طابور للادلاء بصوتها في أول
انتخابات حرة منذ عشرات السنين "هذه هي المرة الاولى التي يصبح فيها لصوتي
أهمية.. نريد أن نحصل على حقوقنا."
وحصلت أحزاب اسلامية متشددة ومعتدلة على نحو ثلثي الاصوات في المرحلة
الاولى لكنها لا تشكل كتلة واحدة لذلك سيكون لليبراليين مجال يسمح بأن
يضعوا بصمتهم في مجلس سيقوم بدور رئيسي في صياغة دستور جديد للبلاد.
وسيحدد الدستور سلطات المؤسسات المختلفة في المستقبل بعد سنوات طويلة من الحكم الشمولي.
وأصبح الدستور بالفعل محور خلاف بين الطبقة السياسية الجديدة التي ترغب
في أن يكون لها كلمة والمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة شؤون
البلاد منذ الاطاحة بمبارك في فبراير وربما يصبح ساحة معركة بين الاسلاميين
والليبراليين.
وأشعلت الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الجيش احتجاجات عنيفة أسفرت
عن سقوط 42 قتيلا في الشهر الماضي بعد أن سعت لادخال بنود في وثيقة
دستورية تحمي الجيش من أي اشراف مدني في المستقبل.
وأذكت هذه الخطوة شكوكا في أن الجيش يرغب في التمسك بالسلطة حتى بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في يونيو حزيران.
وتصدر حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين المركز الاول
في انتخابات القوائم النسبية في المرحلة الاولى في حين أن حزب النور
السلفي احتل المركز الثاني مما مثل مفاجأة لكثيرين. وحصل الليبراليون على
المركز الثالث ويحاولون الان التضامن معا للتمكن من منافسة الاسلاميين.
وقال حسن أبو طالب المحلل السياسي في مركز الاهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية "أعتقد أن الاتجاه الرئيسي سيستمر (في المرحلة الثانية) مع
تغييرات طفيفة. سيكون الحرية والعدالة في المركز الاول لكني أعتقد أن
النسبة ستقل مقارنة بالمرحلة الاولى."
وأشار الى ان قلق بعض الناخبين من صعود الاسلاميين خشية فرض قيود على المجتمع قد يعزز موقف الليبراليين لكنه لا يتوقع أي تحول كبير.
وحصل تحالف الكتلة المصرية الذي يضم أحزابا ليبرالية تأسس اثنان منها
بعد شهور من سقوط مبارك الى جانب حزب الوفد الذي تأسس قبل عشرات السنين على
نحو 20 في المئة من الاصوات في القوائم الحزبية بالمرحلة الاولى.
ويقول ساسة ليبراليون انهم يحاولون تنسيق جهودهم بفاعلية أكبر في هذه
المرحلة لتجنب تفتيت الاصوات كما حاولوا انعاش الحملة الانتخابية بدعاية
أكثر فاعلية في الشارع المصري.
كما سعى المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع الى طمأنة الناخبين
قائلا ان الجماعة تريد العمل في اطار ائتلاف واسع بعد الانتخابات
البرلمانية.
وصرح بديع لقناة تلفزيونية خاصة هذا الشهر قائلا "لن يحكم الاخوان مصر
بمفردهم.. فسوف نتوافق مع كل الطوائف ونسعى لنصبح كتلة وطنية واحدة في
البرلمان باسم الشعب ونتحالف مع كل القوى السياسية في صالح الوطن."
ويقول بعض المحللين ان جماعة الاخوان ربما تفضل حلفاء غير اسلاميين في
البرلمان بدلا من التكتل مع حزب النور السلفي في محاولة لعدم التسبب في
نفور قطاعات من المجتمع وتكوين تكتل سياسي يعبر عن التيار السائد.
وقال أبو طالب "هناك فارق كبير بين السلفيين والاخوان المسلمين. هناك
منافسة حقيقية من الناحية الايديولوجية وكذلك في تجاربهم السياسية."
وبموجب النظام الانتخابي الجديد في مصر يجري اختيار ثلثي مقاعد مجلس
الشعب المؤلف من 498 مقعدا من خلال القوائم الحزبية في حين يخصص الثلث
المتبقي للمرشحين الفرديين. وتجرى الانتخابات على ثلاث مراحل وهناك جولة
اعادة لكل مرحلة على المقاعد الفردية.
كما أن عملية التصويت للمرحلة الواحدة تجرى على مدى يومين. وتجرى
المرحلة الثانية التي يدلي فيها الناخبون بأصواتهم يومي الاربعاء والخميس
في أجزاء من القاهرة الكبرى لم تشملها المرحلة الاولى وفي الاسماعيلية
والسويس الى الشرق من العاصمة وأسوان وسوهاج في الجنوب ومنطقة الدلتا في
الشمال.
وليس من المتوقع الاعلان عن النتائج الرسمية قبل يوم السبت أو الاحد.
لكن كما حدث في المرحلة الاولى من المرجح أن تقدم الاحزاب مؤشرات لاداء كل
منها قبل النتائج الرسمية نظرا لوجود مندوبين لكل حزب يتابعون عملية فرز
الاصوات.
من ادموند بلير
المصدر: رويترز
البرلمانية التي تسعى فيها أحزاب اسلامية الى تعزيز مكاسب حققتها في
المرحلة الاولى وضمان تصدر الساحة خلال المرحلة الانتقالية من الحكم
العسكري.
واستفاد الاسلاميون في الانتخابات من الاعمال الخيرية التي كانوا
يقدمونها للمواطنين حتى في ظل قمع الرئيس السابق حسني مبارك لهم رغم أن
جماعات اسلامية لم تتصدر المشهد في بداية الانتفاضة التي أطاحت به في
فبراير شباط.
وفتحت لجان الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش)
في المرحلة الثانية من ثلاث مراحل. وستمتد انتخابات مجلس الشعب حتى يناير
كانون الثاني في حين أن الجيش لن يسلم كامل السلطات الا بعد انتخاب رئيس
مدني في منتصف 2012 .
وقالت فاطمة سيد وهي موظفة حكومية في السويس التي تجرى بها الانتخابات
في المرحلة الثانية بينما كانت تنتظر في طابور للادلاء بصوتها في أول
انتخابات حرة منذ عشرات السنين "هذه هي المرة الاولى التي يصبح فيها لصوتي
أهمية.. نريد أن نحصل على حقوقنا."
وحصلت أحزاب اسلامية متشددة ومعتدلة على نحو ثلثي الاصوات في المرحلة
الاولى لكنها لا تشكل كتلة واحدة لذلك سيكون لليبراليين مجال يسمح بأن
يضعوا بصمتهم في مجلس سيقوم بدور رئيسي في صياغة دستور جديد للبلاد.
وسيحدد الدستور سلطات المؤسسات المختلفة في المستقبل بعد سنوات طويلة من الحكم الشمولي.
وأصبح الدستور بالفعل محور خلاف بين الطبقة السياسية الجديدة التي ترغب
في أن يكون لها كلمة والمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة شؤون
البلاد منذ الاطاحة بمبارك في فبراير وربما يصبح ساحة معركة بين الاسلاميين
والليبراليين.
وأشعلت الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الجيش احتجاجات عنيفة أسفرت
عن سقوط 42 قتيلا في الشهر الماضي بعد أن سعت لادخال بنود في وثيقة
دستورية تحمي الجيش من أي اشراف مدني في المستقبل.
وأذكت هذه الخطوة شكوكا في أن الجيش يرغب في التمسك بالسلطة حتى بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في يونيو حزيران.
وتصدر حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين المركز الاول
في انتخابات القوائم النسبية في المرحلة الاولى في حين أن حزب النور
السلفي احتل المركز الثاني مما مثل مفاجأة لكثيرين. وحصل الليبراليون على
المركز الثالث ويحاولون الان التضامن معا للتمكن من منافسة الاسلاميين.
وقال حسن أبو طالب المحلل السياسي في مركز الاهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية "أعتقد أن الاتجاه الرئيسي سيستمر (في المرحلة الثانية) مع
تغييرات طفيفة. سيكون الحرية والعدالة في المركز الاول لكني أعتقد أن
النسبة ستقل مقارنة بالمرحلة الاولى."
وأشار الى ان قلق بعض الناخبين من صعود الاسلاميين خشية فرض قيود على المجتمع قد يعزز موقف الليبراليين لكنه لا يتوقع أي تحول كبير.
وحصل تحالف الكتلة المصرية الذي يضم أحزابا ليبرالية تأسس اثنان منها
بعد شهور من سقوط مبارك الى جانب حزب الوفد الذي تأسس قبل عشرات السنين على
نحو 20 في المئة من الاصوات في القوائم الحزبية بالمرحلة الاولى.
ويقول ساسة ليبراليون انهم يحاولون تنسيق جهودهم بفاعلية أكبر في هذه
المرحلة لتجنب تفتيت الاصوات كما حاولوا انعاش الحملة الانتخابية بدعاية
أكثر فاعلية في الشارع المصري.
كما سعى المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع الى طمأنة الناخبين
قائلا ان الجماعة تريد العمل في اطار ائتلاف واسع بعد الانتخابات
البرلمانية.
وصرح بديع لقناة تلفزيونية خاصة هذا الشهر قائلا "لن يحكم الاخوان مصر
بمفردهم.. فسوف نتوافق مع كل الطوائف ونسعى لنصبح كتلة وطنية واحدة في
البرلمان باسم الشعب ونتحالف مع كل القوى السياسية في صالح الوطن."
ويقول بعض المحللين ان جماعة الاخوان ربما تفضل حلفاء غير اسلاميين في
البرلمان بدلا من التكتل مع حزب النور السلفي في محاولة لعدم التسبب في
نفور قطاعات من المجتمع وتكوين تكتل سياسي يعبر عن التيار السائد.
وقال أبو طالب "هناك فارق كبير بين السلفيين والاخوان المسلمين. هناك
منافسة حقيقية من الناحية الايديولوجية وكذلك في تجاربهم السياسية."
وبموجب النظام الانتخابي الجديد في مصر يجري اختيار ثلثي مقاعد مجلس
الشعب المؤلف من 498 مقعدا من خلال القوائم الحزبية في حين يخصص الثلث
المتبقي للمرشحين الفرديين. وتجرى الانتخابات على ثلاث مراحل وهناك جولة
اعادة لكل مرحلة على المقاعد الفردية.
كما أن عملية التصويت للمرحلة الواحدة تجرى على مدى يومين. وتجرى
المرحلة الثانية التي يدلي فيها الناخبون بأصواتهم يومي الاربعاء والخميس
في أجزاء من القاهرة الكبرى لم تشملها المرحلة الاولى وفي الاسماعيلية
والسويس الى الشرق من العاصمة وأسوان وسوهاج في الجنوب ومنطقة الدلتا في
الشمال.
وليس من المتوقع الاعلان عن النتائج الرسمية قبل يوم السبت أو الاحد.
لكن كما حدث في المرحلة الاولى من المرجح أن تقدم الاحزاب مؤشرات لاداء كل
منها قبل النتائج الرسمية نظرا لوجود مندوبين لكل حزب يتابعون عملية فرز
الاصوات.
من ادموند بلير
المصدر: رويترز