قامت السفيرة الأمريكية اليوم بعمل جولة للإطمئنان على سير انتخابات
المرحلة الثانية، وأجرت مجموعة حوارات مع الناخبين فى مدرسة جمال عبد
الناصر بالدقى. وأبدت سعادتها بالعملية الديمقراطية فى مصر، وتأكيدها على
إستعداد أمريكا للتعامل مع من يختاره الشعب فى الإنتخابات.
وقد بدت هذه الزيارة مستفزة لعدد كبير من القوى السياسية فضلا عن أبناء
الدائرة الإنتخابية أنفسهم الذين تساءلوا عن سبب تدخل السفيرة الأمريكية فى
الإنتخابات؟، وهل مصر تتدخل فى انتخابات الرئاسة أو مجلس الشيوخ فى
أمريكا؟ و هو نفس السؤال الذى توجهنا به إلى الكاتب الكبير فهمى هويدى
لعلنا نجد الإجابة.
ألا ترى أن تلك الزيارة تبدو مستفزة أكثر منها غريبة؟
أولا أرجو ألا نعطى الأمور أكبر من حجمها الطبيعى، فأمريكا بتدفع فلوس
لمصر وتحديدا دفعت فلوس فى الإنتخابات بحجة الحفاظ على الديقراطية وتوازن
القوى السياسية وبالتالى أرسلت سفيرتها للإطمئنان على البيعة أو ما اشترته
ودفعت فيه مبلغا وقدره، ثم لو كان الأمر على الإنتخابات فهو بسيط، وإنما
هناك اهتمامات أمريكية أكبر بكثير فى مصر، فالمسئولين الأمريكيين على اتصال
طوال الوقت بالمسئوليين فى مصر، فضلا عن تبادلهم لصفقات كبيرة، ومن هنا قد
لا تبدو زيارتها غريبة.
هل ترى أن أمريكا لديها إستعداد حقيقى للتعامل مع الإسلاميين؟
ولما لا، فطالما كان هذا هو اختيار الشعب وتطبيقا للديمقراطية التى يسعون
إليها كما يدّعون، فلا أظن أنهم سيكون لديهم أى مانع من التعامل مع
الأغلبية التى اختارها الشعب، وهذا نفس الكلام الذى قاله وزير الخارجية
الفرنسى أيضا حيث أعرب عن أن فرنسا لن يكون لديها أى مانع من التعامل مع
التيار الإسلامى فى حاله اختيار الشعب له.
منذ أن ظهرت نتيجة المرحلة الأولى، وهناك تخوف فى الشارع من صعود الإسلاميين للحكم، فهل هناك ضرورة لذلك؟
أبدا، خاصة أن الإنتخابات لم تنته بعد، ونحن لن نستطيع أن نعتمد على نتيجة
المرحلة الأولى كمقياس للحكم على الإنتخابات بشكل عام، ثم حتى لو انتهت
الإنتخابات بفوز التيار الإسلامى فما المشكلة، أنا شخصيا لا أرى أى ضرورة
للقلق حتى لو شكلوا الحكومة خاصة فى ظل تواجد لا يستهان به للقوى السياسية
الأخرى مثل الوفد والكتلة والتيار الليبرالى، ثم علينا أن نأخذ ما حدث فى
تونس والمغرب كمثال للديمقراطية التى ينبغى تطبيقها فى مصر فتونس تحديدا
عندما حصل التيار الإسلامى على الأغلبية فيها قام بتشكيل الحكومة، ولكنه
ترك رئاسة الدولة للحزب اليسارى ورئاسة المجلس التشريعى للليبراليين أى
أنهم لم ينفردوا بالحكم وحدهم.
وهل هذا النموذج يمكن تطبيقه فى مصر؟
وما المانع، فنحن لدينا مجموعة أحزاب استطاعت أن تحقق نتيجة لا بأس بها فى
المرحلة الأولى، فضلا عن التيار الليبرالى المستقل، وكل هذا يؤكد أن
الأخوان لن يحكموا مصر وحدهم، ولن يستطيعوا أن يفرضوا آراءهم على الشعب
طالما التحرير موجود كما أن الأخوان أنفسهم أعلنوا أنهم لن يستطيعوا أن
يتحملوا مسئولية مصر وحدهم.
ولكنهم لديهم رغبة في تشكيل الحكومة؟
من حقهم المشاركة فيها بنسبة ومن حقنا أيضا اختبارهم، ومحاسبتهم إذا
أخطأوا فالأمر لن يكون بهذه السهولة، ولا يوجد من يستطيع أن يفرض إرادته
على الناس بعد 25 يناير.
هل هناك احتمال لحدوث تحالف بين الجيش والأخوان؟
ليس تحالف، ولكنه تفاهم، وهناك فرق كبير بين الأثنين، ولكن الشىء المؤكد
أنهم لن يسمحوا بحدوث صدامات مع الجيش لأن هذا ليس فى مصلحتهم ولا مصلحة
البلد.