يمكن إجمال الظواهر التي تستدعي التوقف والتحليل فيما يلي :
أ- النتائج : من الواضح أن النتائج لن تقل عن المرحلة الأولى – قد تزيد - خاصة مع حصول الحزب على نسب مرتفعة في أغلب المحافظات الكبيرة والمتوسطة في هذه المرحلة ( الجيزة –– الشرقية – البحيرة – بني سويف ) تتراوح بين 40% : 50% ، (لم أتبين مؤشرات سوهاج بعد) وهو ما سيرفع النسبة العامة للمرحلة ، بالإضافة لعدم خسارة مقاعد فردية إلا بصورة محدودة جدا من الجولة الأولى مع احتفاظنا بميزة نسبية في الإعادة.
ب- نسبة التصويت: من الواضح أن النسبة لن تختلف كثيراً عن المرحلة الأولى، ما يعني أنه من الممكن الحديث عن نسبة تصويت تقترب من 60% طوال الانتخابات أي حوالي 30 مليون ناخب ، وبالتالي يكون الحاجز الانتخابي في حدود 150 ألف صوت. نلاحظ هنا أن أحزاب مثل الجبهة والناصري وأغلب أحزاب الفلول لن تتجاوز الحاجز الانتخابي في ضوء نتائجها بالمرحلة الأولى ومؤشرات المرحلة الثانية.
ج - المفاجآت: بشكل عام لا توجد مفاجآت – سواء إيجابة أو سلبية – باستثناء التراجع الشديد في محافظة السويس لقائمتنا، حيث تشير النتائج الأولية لحصولنا على 25% مقابل حوالي 50% لقائمة حزب النور.
يمكن من حيث المبدأ تفهم حصول حزب النور على نسبة مرتفعة في محافظة مثل السويس حيث توجد لهم قاعدة حقيقية كما تم الربط بين التيار السلفي هناك وبين الشيخ حافظ سلامة بما له من رمزية كبيرة وتأثير على أهالي السويس ، ويمكن هنا الإشارة إلى نسبة المشاركة الكبيرة في عملية التصويت التي تعكس استنفار وحشد من قبل التيار السلفي.
د - الانتهاكات: استمرت التجاوزات في مجملها غير مؤثرة بشكل مباشر في النتيجة الاجمالية ، مع ملاحظة أن البلاغات الرسمية تعكس زيادة التعدي على القضاة ومندوبي المرشحين والمراقبين ومنعهم. إلا أن التجاوزات في مجملها من قبل أنصار المرشحين فاقت تجاوزات المرحلة الأولى، وهذا مفهوم حيث أن نتائج بعض الأحزاب المخيبة في الجولة الأولى جعلتها أكثر توترا في الجولة الثانية ، ويتوقع زيادته في الجولة الثالثة خاصة في المحافظات الريفية مثل الدقهلية والغربية.
هـ - تظهر النتائج المبدئية ارتفاع نتائج حزب الوفد عن المرحلة الأولى حيث تقدم على الكتلة في بعض الدوائر مما سيرفع نسبته الاجمالية عن المرحلة الأولى ، ويمكن تفسير ذلك بأسباب مختلفة : السبب الأول هو أن حزب الوفد في محافظات الصعيد والمحافظات الريفية البعيدة عن التركيز الاعلامي اعتمد في تشكيل قوائمه على أصحاب النفوذ وكبار العائلات (بما فيهم الفلول) وهؤلاء بلاشك يستطيعون جمع أصوات في نظام القوائم. السبب الثاني هو احتمال أن تكون تصريحات ساويرس أضرت بالكتلة وخصمت من تأييد الليبراليين لها وصب ذلك في صالح الوفد في بعض الدوائر. السبب الثالث هو أن تكون الحملة التي تدعو لبرلمان متوازن أفادت الوفد باعتباره بديلاً معتدلاً أكثر من الكتلة مثلاً ، ولكن يضعف هذا الاحتمال عدم زيادة حظوظ حزب الوسط باعتباره بديلاً أقرب لمن يبحث عن التوازن.
و - الخطاب الانتخابي: ازداد بشكل ملحوظ استخدام كافة الأحزاب لشعارات يمكن وصفها بالشعارات الدينية، خاصة الكتلة والوفد ، كما اضطرتهم نتيجة المرحلة الأولى لاستخدام خطاب إعلاني مباشر قد يعزز موقفهم لدى الشريحة التي لم تحسم خياراها بعد في المرحلة الثالثة ، حيث تم التركيز على توازن البرلمان ، وموقفهم الذي لا يعادي الدين ولا ينتقص منه وخاصة المادة الثانية والتهديد بمستقبل السياحة والاستثمار ...الخ وهي مضامين واضحة ومباشرة في جميع إعلانات الكتلة والوفد التي تم انتاجها قبل المرحلة الثانية وهو يعكس دينامية تفاعلهم مع النتائج ، ولنا أن نتوقع حملة إعلانية وإعلامية أكثر تركيزا قبل المرحلة الثالثة تحديداً.
ثانياً : مقترحات وتوصيات
1) من الضروري التواصل بشكل دقيق مع الإخوان بدمياط والسويس والوقوف على آلية عمل السلفيين وحشدهم للعوام في التجربتين حيث أننا بصدد جولة ثالثة حاسمة ومن غير المرغوب فيه حدوث مفاجآت في أماكن أخرى بها تواجد سلفي خاصة وأن المرحلة الثالثة بها محافظات كبيرة مؤثرة يوجد بها ثقل سلفي ( مثل الدقهلية والغربية ) ستؤثر نتيجتيهما على مجموع المرحلة.
2) يتوقع زيادة الضغط على الناخبين في جولة الاعادة والمرحلة الثالثة لإختيار برلمان متوازن ، لذا من الضروري وضع تصور إعلاني لمواجهة ذلك، مع مخاطبة أفراد الصف بكيفية الرد على هذه الدعوة. ومن الهام هنا ألا نتصور عدم أهمية ذلك قياساً على استمرار تقدم الحزب في المرحلة الثانية ؛ حيث أن هذا التقدم سيوفر مبرراً أقوى لإقناع الناخبين بهذ الدعوى ( من الممكن الاستعانة بالورقة التي سبق اعدادها حول هذا الموضوع وتوجيهها في رسالة لأمانات الحزب والمكاتب الادارية بمحافظات المرحلة الثالثة ).
3) نحتاج في هذه المرحلة مع وضوح أغلبيتنا بشكل أكثر ، أن نكثر من الحديث حول البرنامج الانتخابي للحزب وما ينوي عمله في مقولات محددة، يتم تضمينها في إعلانات الصحف – والتليفزيون إن وجدت - وفي حوارات متحديثينا وخاصة عند سؤالهم عن قضايا فرعية غير هامة. ومن الممكن إصدار بعض البيانات الصحفية الموجهة لجهات بعينها ( مثلاً غرفة السياحة – نقابة المهن التمثيلية – الغرف التجارية ....الخ ) توضح رأي وموقف الحزب الحقيقي رداص على التشويه والاختزال الموجود في وسائل الإعلام.
4) لا شك ان مبادرة أمانة الأسكندرية فيما يتعلق بحملة تنشيط السياحة من خلال إعلانات تركيا ، ثم اجتماعه بالنوبيين هي مبادرات جيدة وتصب في إطار دحض المخاوف وإزالة الشبهات بشكل عملي ، وسيكون ممتازا أن يتم تعميم هذه التجربة في المحافظات التي تمت بها الانتخابات وحثهم على ابتكار مبادرات مناسبة لواقعهم.
5) نحتاج الآن إلى رؤية للتعامل مع الفضائيات الخاصة التي تمثل في مجملها منصات مناوئة للمرجعية الاسلامية بشكل عام وللإخوان بشكل خاص مع استمرار تقدمهم. التجربة أثبتت أن الإعلام غير قادر على التأثير الكبير على عموم الناس ، لكنه مع ذلك يصنع صوراً تترسخ في أذهان الناس ، وينتج مسلمات يتقبلها الجمهور مع الوقت ومع كثرة تكرارها.
أعتقد أنه من الأهمية لنا عمل ( إختراق ) لهذه الحالة الإعلامية وعدم التسليم بها باعتبارها غير مؤثرة، وكسب أو تحييد بعضها في الفترة المقبلة هام جدا لتمهيد الطريق أكثر امام مواجهات حاسمة مع المجلس العسكري فيما يخص ممارسة المجلس صلاحياته الكاملة ، ووجود تأييد إعلامي أو على الأقل كسر حدة الهجوم سيساعدنا أكثر.
يمكننا هنا محاولة تصنيف هذه الفضائيات ، فالفضائيات المرتبطة ببعض رجال العمال الغير حزبيين تعكس بشكل أساسي مصالحهم وليس من المستبعد أن نتمكن من تحيدهم بما أننا نقترب من السلطة وليس من مصلحتهم كسب عداوتنا للأبد.
الفضائيات المرتبطة بأحزاب ( الحياة وأون تي في مثلا ) ليس من الممكن تغير سياستهم – فيما أعتقد – إلا بالتحالف مع الحزب الداعم لهم ( الوفد والمصريين الأحرار ) وهذا بالطبع له اعتبارات أخرى.
إجمالاً ، الأمر من الأهمية بحيث يشغلنا الفترة القادمة ، مع تجنب فكرة المقاطعة لأنها تستعديهم بشكل أكثر ، وتظهرنا بمظهر الطرف المنتصر الذي يقصي المخالفين ولا يتسع صدره بنقدهم.
أ- النتائج : من الواضح أن النتائج لن تقل عن المرحلة الأولى – قد تزيد - خاصة مع حصول الحزب على نسب مرتفعة في أغلب المحافظات الكبيرة والمتوسطة في هذه المرحلة ( الجيزة –– الشرقية – البحيرة – بني سويف ) تتراوح بين 40% : 50% ، (لم أتبين مؤشرات سوهاج بعد) وهو ما سيرفع النسبة العامة للمرحلة ، بالإضافة لعدم خسارة مقاعد فردية إلا بصورة محدودة جدا من الجولة الأولى مع احتفاظنا بميزة نسبية في الإعادة.
ب- نسبة التصويت: من الواضح أن النسبة لن تختلف كثيراً عن المرحلة الأولى، ما يعني أنه من الممكن الحديث عن نسبة تصويت تقترب من 60% طوال الانتخابات أي حوالي 30 مليون ناخب ، وبالتالي يكون الحاجز الانتخابي في حدود 150 ألف صوت. نلاحظ هنا أن أحزاب مثل الجبهة والناصري وأغلب أحزاب الفلول لن تتجاوز الحاجز الانتخابي في ضوء نتائجها بالمرحلة الأولى ومؤشرات المرحلة الثانية.
ج - المفاجآت: بشكل عام لا توجد مفاجآت – سواء إيجابة أو سلبية – باستثناء التراجع الشديد في محافظة السويس لقائمتنا، حيث تشير النتائج الأولية لحصولنا على 25% مقابل حوالي 50% لقائمة حزب النور.
يمكن من حيث المبدأ تفهم حصول حزب النور على نسبة مرتفعة في محافظة مثل السويس حيث توجد لهم قاعدة حقيقية كما تم الربط بين التيار السلفي هناك وبين الشيخ حافظ سلامة بما له من رمزية كبيرة وتأثير على أهالي السويس ، ويمكن هنا الإشارة إلى نسبة المشاركة الكبيرة في عملية التصويت التي تعكس استنفار وحشد من قبل التيار السلفي.
د - الانتهاكات: استمرت التجاوزات في مجملها غير مؤثرة بشكل مباشر في النتيجة الاجمالية ، مع ملاحظة أن البلاغات الرسمية تعكس زيادة التعدي على القضاة ومندوبي المرشحين والمراقبين ومنعهم. إلا أن التجاوزات في مجملها من قبل أنصار المرشحين فاقت تجاوزات المرحلة الأولى، وهذا مفهوم حيث أن نتائج بعض الأحزاب المخيبة في الجولة الأولى جعلتها أكثر توترا في الجولة الثانية ، ويتوقع زيادته في الجولة الثالثة خاصة في المحافظات الريفية مثل الدقهلية والغربية.
هـ - تظهر النتائج المبدئية ارتفاع نتائج حزب الوفد عن المرحلة الأولى حيث تقدم على الكتلة في بعض الدوائر مما سيرفع نسبته الاجمالية عن المرحلة الأولى ، ويمكن تفسير ذلك بأسباب مختلفة : السبب الأول هو أن حزب الوفد في محافظات الصعيد والمحافظات الريفية البعيدة عن التركيز الاعلامي اعتمد في تشكيل قوائمه على أصحاب النفوذ وكبار العائلات (بما فيهم الفلول) وهؤلاء بلاشك يستطيعون جمع أصوات في نظام القوائم. السبب الثاني هو احتمال أن تكون تصريحات ساويرس أضرت بالكتلة وخصمت من تأييد الليبراليين لها وصب ذلك في صالح الوفد في بعض الدوائر. السبب الثالث هو أن تكون الحملة التي تدعو لبرلمان متوازن أفادت الوفد باعتباره بديلاً معتدلاً أكثر من الكتلة مثلاً ، ولكن يضعف هذا الاحتمال عدم زيادة حظوظ حزب الوسط باعتباره بديلاً أقرب لمن يبحث عن التوازن.
و - الخطاب الانتخابي: ازداد بشكل ملحوظ استخدام كافة الأحزاب لشعارات يمكن وصفها بالشعارات الدينية، خاصة الكتلة والوفد ، كما اضطرتهم نتيجة المرحلة الأولى لاستخدام خطاب إعلاني مباشر قد يعزز موقفهم لدى الشريحة التي لم تحسم خياراها بعد في المرحلة الثالثة ، حيث تم التركيز على توازن البرلمان ، وموقفهم الذي لا يعادي الدين ولا ينتقص منه وخاصة المادة الثانية والتهديد بمستقبل السياحة والاستثمار ...الخ وهي مضامين واضحة ومباشرة في جميع إعلانات الكتلة والوفد التي تم انتاجها قبل المرحلة الثانية وهو يعكس دينامية تفاعلهم مع النتائج ، ولنا أن نتوقع حملة إعلانية وإعلامية أكثر تركيزا قبل المرحلة الثالثة تحديداً.
ثانياً : مقترحات وتوصيات
1) من الضروري التواصل بشكل دقيق مع الإخوان بدمياط والسويس والوقوف على آلية عمل السلفيين وحشدهم للعوام في التجربتين حيث أننا بصدد جولة ثالثة حاسمة ومن غير المرغوب فيه حدوث مفاجآت في أماكن أخرى بها تواجد سلفي خاصة وأن المرحلة الثالثة بها محافظات كبيرة مؤثرة يوجد بها ثقل سلفي ( مثل الدقهلية والغربية ) ستؤثر نتيجتيهما على مجموع المرحلة.
2) يتوقع زيادة الضغط على الناخبين في جولة الاعادة والمرحلة الثالثة لإختيار برلمان متوازن ، لذا من الضروري وضع تصور إعلاني لمواجهة ذلك، مع مخاطبة أفراد الصف بكيفية الرد على هذه الدعوة. ومن الهام هنا ألا نتصور عدم أهمية ذلك قياساً على استمرار تقدم الحزب في المرحلة الثانية ؛ حيث أن هذا التقدم سيوفر مبرراً أقوى لإقناع الناخبين بهذ الدعوى ( من الممكن الاستعانة بالورقة التي سبق اعدادها حول هذا الموضوع وتوجيهها في رسالة لأمانات الحزب والمكاتب الادارية بمحافظات المرحلة الثالثة ).
3) نحتاج في هذه المرحلة مع وضوح أغلبيتنا بشكل أكثر ، أن نكثر من الحديث حول البرنامج الانتخابي للحزب وما ينوي عمله في مقولات محددة، يتم تضمينها في إعلانات الصحف – والتليفزيون إن وجدت - وفي حوارات متحديثينا وخاصة عند سؤالهم عن قضايا فرعية غير هامة. ومن الممكن إصدار بعض البيانات الصحفية الموجهة لجهات بعينها ( مثلاً غرفة السياحة – نقابة المهن التمثيلية – الغرف التجارية ....الخ ) توضح رأي وموقف الحزب الحقيقي رداص على التشويه والاختزال الموجود في وسائل الإعلام.
4) لا شك ان مبادرة أمانة الأسكندرية فيما يتعلق بحملة تنشيط السياحة من خلال إعلانات تركيا ، ثم اجتماعه بالنوبيين هي مبادرات جيدة وتصب في إطار دحض المخاوف وإزالة الشبهات بشكل عملي ، وسيكون ممتازا أن يتم تعميم هذه التجربة في المحافظات التي تمت بها الانتخابات وحثهم على ابتكار مبادرات مناسبة لواقعهم.
5) نحتاج الآن إلى رؤية للتعامل مع الفضائيات الخاصة التي تمثل في مجملها منصات مناوئة للمرجعية الاسلامية بشكل عام وللإخوان بشكل خاص مع استمرار تقدمهم. التجربة أثبتت أن الإعلام غير قادر على التأثير الكبير على عموم الناس ، لكنه مع ذلك يصنع صوراً تترسخ في أذهان الناس ، وينتج مسلمات يتقبلها الجمهور مع الوقت ومع كثرة تكرارها.
أعتقد أنه من الأهمية لنا عمل ( إختراق ) لهذه الحالة الإعلامية وعدم التسليم بها باعتبارها غير مؤثرة، وكسب أو تحييد بعضها في الفترة المقبلة هام جدا لتمهيد الطريق أكثر امام مواجهات حاسمة مع المجلس العسكري فيما يخص ممارسة المجلس صلاحياته الكاملة ، ووجود تأييد إعلامي أو على الأقل كسر حدة الهجوم سيساعدنا أكثر.
يمكننا هنا محاولة تصنيف هذه الفضائيات ، فالفضائيات المرتبطة ببعض رجال العمال الغير حزبيين تعكس بشكل أساسي مصالحهم وليس من المستبعد أن نتمكن من تحيدهم بما أننا نقترب من السلطة وليس من مصلحتهم كسب عداوتنا للأبد.
الفضائيات المرتبطة بأحزاب ( الحياة وأون تي في مثلا ) ليس من الممكن تغير سياستهم – فيما أعتقد – إلا بالتحالف مع الحزب الداعم لهم ( الوفد والمصريين الأحرار ) وهذا بالطبع له اعتبارات أخرى.
إجمالاً ، الأمر من الأهمية بحيث يشغلنا الفترة القادمة ، مع تجنب فكرة المقاطعة لأنها تستعديهم بشكل أكثر ، وتظهرنا بمظهر الطرف المنتصر الذي يقصي المخالفين ولا يتسع صدره بنقدهم.