فارس المحاماه الاستاذ الكبير مصطفى مرعى تخرج عام 1923وكان ترتيبه الثالث ومن زملائه فى هذه الدفعه ابراهيم باشا عبد الهادى ومحمد التابعى الصحفى المعروف والدكتور محمود فوزى والاستاذ الكبير الفقيه اول الدفعه عبد المعطى خيال كتب عنه الاستاذ الجليل عبد الحليم الجندى فى كتابه المحامون وسيادة القانون تحت عنوان المحاماه مهمة حياه مثل مصطفى مرعى فى تاريخ بلاده شجاعة المثقفين الذين عملوا لمجد مصر فى ساحات القضاء وفى المجلس التشريعى وفى الصحافه حتى قامت ثورة 23 يوليو ومثل فى القضاء خصائص المحاماه كما اعلنها وهى الكرامه والحريه والكفاح ومثل فى المحاماه خصائص القضاء التى بلغ فيها القمه وهى تقديس المشروعيه والكفاح من اجل الحريه وبهذا المزاج المطلوب فى عصره وفى كل عصر والذى لا يزال غرضاً مطلوباً من القضاء بمصر بلغ مصطفى مرعى اوجه ولا يزال مكانه فى انتظار من يشغله ولقد عشق مرعى المحاماه منذ ان كان صبيا فكانت المحاماه والعداله تنموان معه حتى صارت طبعاً فيه وامسى يقينا عنده ان الظلم سحابه تنقشع وان العدل فى اثارها ينهمر كل الغيث المنتظر ومن هذا الطبع المزدوج دارت المحاماه والقضاء معه فى فلك واحد فقضى حياته بينهما جيئةً وذاهباً حتى صار فى منتصف القرن العشرين نجم المحاماه بغير منازع ورجل القضاء الذى تضيق عليه كراسى القضاء وتتسع له ساحته وتتاعلى فيها صيحاته منادياً بالعدل وفى مجلس الشيوخ صاح باسم الشعب فى وجه الملك وهو ما لم يصنعه غيره فى تاريخ مصر قيل ان مرعى وهو طفل صغير شاهد الهلباوى بك وهو يترافع عن والده العمده الذى اتهم من خصومه ظلما فتأثر بتلك المرافعه وبقيت فى ذاكرته حتى تخرج من مدرسه الحقوق فأثر القامه العاليه للمحامين على المجالس المريحه للقضاه ليكون اقوى اصوات المحامين فى سنه 50 بعد ان سكت صوت الهلباوى سنه 40 ويذكر ان علاقته بالهلباوى توطدت ابان صعود نجمه وبارك شيخ المحامين خطواته ابان رواحه ومجيئه بين المحاماه والقضاء اقام نظام القضاء المستعجل واخرج للمكتبه القانونيه وهو لم يصل بعد الى الثالثه والثلاثين من عمره كتابه الصافى فى المسئوليه المدنيه وصل مرعى عام 46 الى مستشار بمحكمة النقض ثم رئيسا لهيئة قضايا الدوله وفيها كان يتولى المرافعه بنفسه فى القضايا ثم عين وزيرا فى وزارة المرحوم ابراهيم عبد الهادى باشا وفى وزارة حسين سرى باشا وستظل استقالته من وزارة حسين سرى نموذجا للعظمه فى سجل التاريخ والعظمه فى المقام الاول هى فى كيف ومتى استقال فلم يتريث قليلا ليستكمل حقه فى معاش الوزير والثانيه فى الصياغه المسببه القاسيه دون ان يحسب او يتحسب لحسابات الدنيا فكتب حضرة صاحب الدوله رئيس مجلس الوزراء تحية وبعد فأنت تعلم كما بعلم غيرك انى اشتركت فى حكومتك على امل فيك ان لك غايه هى جمع الكلمه وضم الصفوف وان لك هدفا هو جمع القوى المؤتلفه على مواجهة الخطر من مشاكلنا الخارجيه والداخليه وقد تين لى انك لاتتغيا هذه الغايه ولاتتوسل بوسائلها بل انك لتبدو كما لوكنت مسلطا لتجعل من كل حزب حزبين وكل فرقه فرقتين وقد رأيتك بنفسى ترى الرأى للحق وتنقضه للباطل وتقول الكلمه وتنكرها ولم يقع الامر فى تافه من الامر بل وقع مرارا وفى الخطير من شئون الدوله . اما لفظك واما عبارتك واما اسلوبك فى ادارة مناقشات مجلس الوزراء فقد اصبح ذلك كله مضرب الامثال وموضع التندر فى كل مكان لهذا احيطك علما باعتزالى العمل فى الوزاره والله المسئول ان يدفع عن بلادنا السوء وان يقيها غوائل الفساد وفى 29 مايو 50 قدم استجوابه الشهير الذى اقامه على محورينمحور يضرب فى الملك ضربا صريحا فى شخص مستشاره كريم ثابت ويفجر ما اعطى له من مستشفى المواساه خمسة الاف جنيه والمحور الثانى الاسلحه الفاسده وهذا الاستجواب اقام الدنيا ولم يقعدها حتى رحل فاروق عن ملك مصر انه من صناع الثوره الحقيقين لا دباه وبغير مدفع وبعد ان قامت الثوره دعى للدفاع عن اراهيم عبد الهادى فى وقت كان الجميع يهابون التقدم تقدم مرعى ولم يتهيب ووقف امام المحكمه التى كانت برئاسة عبد اللطيف البغدادى والسادات وحسن ابراهيم لم يبالى ووقف وقفته المعهوده فلما احس بأنه يحال بينه وبين اداء واجبه صرخ خير للمتهم ان يكون بغير دفاع من ان يكون بدفاع ابتر هذا هو مصطفى مرعى الذى كانت الفروسيه هى اهم ملامحه قاد من نقابة المحامين ونادى القضاه الدفاع عما تعرض له القضاء من هجمة شرسه فى اواخر الستينات هذا هو مرعى الذى كتب فى مطلع الخمسينات مقالات مواكب الضلال و سباق النفاق وعن اليخت الملكى فخر البحار وعن الكسب الحرام وفى اواخر السبعينات كتب رفقا بنفسك ياوزير العدل وعندما احس وهو على مشارف الثمانين بأنه تدبر مكيده للصحافه تحت عنوان مغلوط السلطه الرابعه فكتب كتابه الصحافه بين السلطه والسلطان وتصدى لمحاولات النيل من استقلال القضاء وتصدى للدفاع عن نقابة المحامين حين اعتدى عليها لتحجيم دورها وهو الذى دافع عن حقوق المستقلين امام نظام الانتخاب بالقوائم ان حياة مرعى مليئه بالمواقف المضيئة التى لاتعد والتى سيظل التاريخ يذكرها لتكون مضربا للمثل فى الفروسيه والشجاعه واعلاء كلمة الحق مهما كان الشخص المواجه ومهما كان مركزه رحم الله هذا العملاق بقدر مااعطى لبلده من علم وجهد واخلاص
عدل سابقا من قبل محمد راضى مسعود في السبت فبراير 06, 2010 2:24 pm عدل 1 مرات