من طرف في ظل الزخم السياسي الذي تشهده مصر استباقًا لانتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل، والتي ما زال الغموض يكتنف الأسماء المطروحة للتنافس فيها ، أطلق ناشطون سياسيون بعضهم ينتمي لأحزاب وقوى معارضة مع نشطاء آخرين من بعض مؤسسات المجتمع المدني، ما وصفوه بأنه أول مبادرة شعبية لدعم ترشيح جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني (الحاكم)،
ونجل الرئيس المصري حسني مبارك لرئاسة الجمهورية تحت اسم "الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك". وأعلن أربعةٌ قالوا إنهم مؤسسو الائتلاف لمحررة "الأزمة" جميلة علي، أن ائتلافهم المؤيد لمبارك الابن يضم ما لا يقل عن ألفي شخص .
ومنذ العام 2005 يعرب معارضون مصريون عن مخاوفهم مما يصفونه بـ"مخطط التوريث" في إشارة لإمكانية انتقال منصب رئاسة الجمهورية من مبارك الأب إلى نجله الأصغر جمال.
ورغم أن الحزب الوطني (الحاكم) لم يعلن حتى الآن بشكلٍ رسميٍ موقفًا إزاء ترشيح جمال، إلا أن قياديين فيه يدافعون عن حقه في الترشّح باعتباره "مواطنًا مصريًا" شأن غيره .
ويشغل جمال منصب رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني (الحاكم)، وهي المسئولة عن رسم ملامح السياسات العامة التي تنتهجها حكومة الحزب. ويقول معارضون إنه يمارس بشكلٍ غير دستوري مهام تتجاوز حدود سلطاته، لحد وصف البعض لهذه اللجنة بأنها "حكومة ظل" .
ويضم الائتلاف الداعم لجمال مبارك ، مجموعة من فئات الشعب المختلفة سيعلن عن أسمائهم في المؤتمر المقرر أن يعقد يوم 24 من أبريل الجاري، كما سيخرج المؤتمر بتصور عام عن المشاكل التي يعانى منها المجتمع ضمن خطة عمل الائتلاف في المرحلة المقبلة.
وفي تصريحات خاصة لـ"الأزمة" قال مجدي الكردي، وهو عضو سابق في حزب التجمع الوطني اليساري المعارض، إن "هناك أجندة خاصة للمشاركة في وضع تصور عام للبرنامج الانتخابي لجمال من منظور شعبي تضع حلولاً جذريةً لكل الملفات والقضايا الشائكة مثل أزمة البطالة والإسكان الاحتقان الطائفي".
من جانبها قالت إجلال سالم عضو مجلس محافظة عن حزب الوفد (الليبرالي)، ورئيسة إحدى الجمعيات الخيرية بالبساتين إنها اختارت جمال "لأنه أكثر قربًا من الشباب، ويعد نفسه منذ أكثر من 15 عامًا ليتولى رئاسة البلاد، ولأنه يحب مصر ومعروف الهوية والانتماء"، على حد تعبيرها .
وأشار الكردي الذي جمّد حزب "التجمع" عضويته إلى أن هناك آليات وفعاليات كثيرة منها على سبيل المثال الإعداد لكتيّب بعنوان (جمال مبارك .. المفترى عليه)، يرد من خلاله الائتلاف على ما وصفه بالافتراءات التي يحاول المعسكر المناوئ لجمال الترويج لها .
أما الإعلامية آمال خلوصي فتقول في تصريحات خاصة لـ (الأزمة) : "لو رشّح الرئيس مبارك نفسه في الانتخابات سأختاره، ولو ترشّح جمال سأختاره لأنه الأقرب إلى قلبي"، على حد قولها .
ويعتزم الائتلاف تنظيم لقاءات جماهيرية في مختلف المحافظات والقرى المصرية، تتصدى لما اعتبروه "افتراءات على جمال" وتفنيدها أمام الرأي العام.
وأعلن مؤسسو الائتلاف أنهم يعتزمون العمل بعيدًا عن أية انتماءاتٍ حزبية أو سياسيةٍ ولكن سعيًا "إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن".
ويحكم مبارك (82 عامًا) البلاد منذ عام 1981 عقب اغتيال سَلَفِه أنور السادات.
وحتى الآن لا يبدو واضحًا في الشارع المصري الكيفية التي يمكن أن يمرر بها الحزب الوطني (الحاكم) ما يوصف بسيناريو التوريث، سواء قبل غياب الرئيس الأب أو بعد ذلك .
ويدفع المؤيدون أن جمال مبارك سيكون أول مدني في تاريخ مصر يسكن القصر الرئاسي، ما سيعد تأكيدًا عمليًا على حقيقة أن الجيش المصري جيشُ مُحترفين لا جيشٌ مسيِّس، كما سيفسح ذلك المجال أمام المنظمات المدنية كالأحزاب والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان لتقوم بدورها بشكلٍ أكثر حرية في المجتمع، إلا أن المعارضون يؤكدون على أن أيَّ رئيسٍ مدنيٍ سيوفّر هذه الضمانات.
كما يرى مؤيدو جمال أنه ومع اتسّاع الهوّة بينه وبين الحرس القديم للحزب الوطني سيئي السمعة في المجال السياسي المصري سيكون صعبًا عليهم اختطاف القرار السياسي منه. كما سيصعب ذات الأمر على التيارات الأكثر راديكالية المنتمية لحقبة "الاتحاد الاشتراكي" أو إلى تيارات دينية.
ويدفع المعارضون أن الحرس القديم للحزب الوطني سينعدم دوره مع أي رئيس آخر قادمٍ من خلفية مدنية.
ويعتبر منظرو الحزب الوطني (الحاكم) أن الخلفية المدنية لجمال ستجعله أكثر تقبلاً لفكرة أن يكون رئيسًا سابقًا إذا أفضت نتائج أيَّ انتخابات حرة إلى ذلك.
كما يعتبر هؤلاء أن مقارنة جمال مع أي من المرشحين المحتملين الذين تطرحهم المعارضة ستكون في صالحه، باعتبار أن تاريخه نظيف، فلم ينخرط في دوائر فساد، وتجربته نظيفة سياسيًا وسلوكيًا .
ويؤكد المعارضون لهذا السيناريو المفترض أنه لا يمكن لأحد أن يعترض من حيث المبدأ على تطلع جمال مبارك لمنصب رئيس الجمهورية أو ترشيحه له، إذا كان اختياره سيتم بطريقة ديمقراطية، وفي ظل توافر أوضاع ديمقراطية صحيحة وحقوق متساوية للمواطنين وللأحزاب، ولكل فرد يتطلع إلي تولي هذا المنصب، وهي أوضاع لا تتوافر في مصر حالياً .
ثم إن التغيير في حد ذاته سنة من سنن الله في خلقه، فما بالنا لو كانت هناك بالفعل مبررات لتغيير هذه الوجوه التي تكلست في مواقعها منذ دهر، ولم تعد لديها القدرة على الإبداع حتى بحكم تقدم السن .
جريده الازمه
اسماعيلية اونلاين :انتشرت فى بعض المناطق الشعبية بالقاهرة ملصقات إعلانية، تتضمن صوراً لـ«جمال مبارك»،
الأمين العام المساعد، أمين السياسات في الحزب الوطني، مكتوباً عليها «الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك» و«جمال.. مصر»، مما اعتبره الدكتور «حسن نافعة»، منسق عام «الجمعية الوطنية للتغيير»، انطلاقة رسمية لقطار التوريث.
وقال «مجدى الكردى»، المنسق العام للائتلاف، إنه يعتبر هذه الملصقات بداية حملة شعبية تسعى إلى الحصول على توافق شعبى حول «جمال مبارك» كمرشح للانتخابات الرئاسية 2011. وأضاف لـ«المصرى اليوم»: بعد ظهور ملفات فى منتهى الخطورة مثل النوبة والفتنة الطائفية، وظهور البرادعى وتأسيسه جمعية التغيير، دون أى أجندة سياسية.. قررت بمبادرة شخصية منى تأسيس الائتلاف.
وذكر «الكردى» الذي جمّد عضويته في حزب التجمع، حتى لا يتعرض الحزب للحرج - على حد قوله - أن الائتلاف «يضم حوالى 4000 عضو، وأنه يرفض انضمام النخب ورجال الأعمال»، وقال: «لا علاقة لنا بأى أجندة سياسية». وأوضح أنه لم "يتواصل مع جمال مبارك بشكل شخصى إلا بعد حصول الائتلاف على الإجماع الكافى لإجباره على ترشيح نفسه".
وعلق «نبيه العلقامى»، عضو الأمانة العامة بالحزب الوطني، على الائتلاف قائلاً: "الحزب الوطنى مؤسسة ضخمة لن تتأثر بأى قوة سياسية سواء شرعية أو غير شرعية أثناء اختيارها مرشحها لانتخابات الرئاسة.. الرئيس مبارك هو وحده صاحب القرار بالنسبة لاسم مرشح الحزب".
ووصف الدكتور «حسن نافعة»: "فى ظل الغموض حول اسم مرشح الوطنى، يوجد شىء يجرى الإعداد له فى الكواليس الآن، لا أستبعد أن تكون أوساط داخل الحزب مقربة من جمال وراء هذه الحملة، بعلمه أو دون علمه، ولكنى أستبعد أن يتطوع مواطنون عاديون للتصدى لهذه الحملة".