حوار: محمد البسفى
منتصر الزيات: النظام لا يرغب في احتواء أزمة المحامين والقضاة خوفا من غضب المستشارين في انتخابات الشعب والرئاسة القادمة.. هناك مؤسسات في الدولة مصلحتها "شل" المؤسستين القضائيتين.. النظام لن يتحرك إلا إذا هددت الأزمة امن مصر
رئيس نادي القضاة رجل الحكومة يتزمت ويدق طبول الحرب.. و"خليفة" عمل اللي عليه
"الزند" يريد استثمار انتصاره علي المحامين للتغضية علي تأجيل انتخابات التجديد النصفي داخل النادي
أكد منتصر الزيات رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين الأسبق علي ان النظام الحاكم لا يريد حل أزمة القضاة والمحامين خوفا من غضب المستشارين من النظام في الانتخابات القادمة، وقال في حواره مع "مصر الجديدة": أن النظام لن يتحرك ويحل الأزمة إلا إذا هدد المحامون امن واستقرار مصر، وأضاف أن رئيس نادي القضاة أراد استغلال انتصاره في الأزمة للتغطية علي انتخابات التجديد النصفي في النادي، وأوضح أن نقيب المحامين "عمل اللي عليه" وان هناك مؤسسات في الدولة من مصلحتها "شل" حركة المؤسستين القضائيتين .. والي نص الحوار :
- ما هو آخر وضع أزمة المحامين مع القضاة ؟
* الوضع لايزيد عن وصف (محلك سر)
- والى متى سوف يستمر هذا الوضع ؟
* إلى أن تهدد الأزمة امن واستقرار الوضع في مصر , لان المسئول الأول عن هذا الوضع هو النظام السياسي وحكومته .
- لماذا ؟
* في اعتقادي الخاص أن هناك دوائر هامة بالدولة من مصلحتها إعاقة وشل المؤسستين القضائية ونقابة المحامين ,لأنهم المؤسستين الوحيدتين المعنيتين بالحريات العامة وحقوق الإنسان والانتخابات العامة وكل شيء , لأنه ببساطة شديدة لو اهتم احد رموز الحكم والنظام بالدولة بفض هذا الوضع القائم والمتصاعد باستمرار وحل هذه الأزمة لكانت ارتاحت الأمور ونفوس الطرفين منذ فترة , ولكن ترك الوضع متأزما بهذا الشكل وبتلك الكيفية ففي رائي مقصود ومعتمد.
- وهل ترى أن مجلس نقابة المحامين الحالي ونقيبه حمدي خليفة قادر على إنهاء الأزمة ؟
*كل الذي استطيع قوله في هذه المسالة بان النقيب حمدي خليفة يؤدى الواجب في حدود المقبول برغم جميع ملاحظاتنا على إدارته للأمور الداخلية للنقابة وإنما في حدود الشكل وبالتقييم العام حمدي خليفة أدى ماعليه وأجرى اتصالات بالجهات المختصة بالإضافة لاتصالاته بالمحامين وفتح الباب للحركات الاحتجاجية داخل نقابة المحامين وأعلن الإضراب العام ثم أعلن الاعتصام .
- مع تأكيداتك على حرص النظام السياسي الحاكم بتفاقم الأزمة ,هل أنت مع الرأي القائل بتعنت جانب القضاة وبماذا تفسره؟
*جانب القضاة ليس متعنتا أو متزمتا فحسب ولكنه أكثر من ذلك بكثير ,والمشكلة بان الأطراف والوجوه التي تتزمت وتحرص على اتخاذ هذا الموقف هم القضاة القريبين من الحكومة والدولة، فالمستشار الذي يتزعم ذلك التصرف كان يطلق عليه لوقت قريب –ولا يزال – بأنه (مرشح الحكومة ) بانتخابات نادي القضاة وهو المستشار احمد الزند الذي يتزمت ويدق طبول الحرب ويحرص بكل دأب على وجود أسباب الشقاق بتصريحاته المستفزة بمحامين والنارية , برغم انه لا علاقة له بالموضوع أو الواقعة ,ومع ذلك هو يصرح ليل نهار بأنه لاصلح أو تفاهم , وهو الذي رفض لقاء نقيب المحامين حمدي خليفة , وهو الذي أرسل رسائل المحمول لـ 14 قاضيا ومستشارا يحرضهم على عدم التصالح أو التفاهم مع المحامين ,وهو أيضا المعروف عنه بأنه مرشح الحكومة ورجلها داخل نادي القضاة كما كتب ونشر عنه كثيرا من خلال مواجهاته لتيار الاستقلال داخل القضاة سابقا .
- من وجهة نظرك لماذا يتخذ "الزند" هذا الموقف؟
* من وجهة نظري انه يستغل ذلك الموقف لأمور انتخابية محضة داخل نادي القضاة .. ونظرا لموقفه الضعيف داخل النادي لارتباطه بالحكومة ودوائر السلطة , وبأنه كان مرشحا مقبولا منهما , وكان من المفترض إجراء انتخابات تكميلية منذ عامين كان من المفترض أن تجرى فى فبراير الماضي ورفض الزند بحكم سلطته كرئيس للنادي إجرائها تماما لأنها من الممكن أن تسفر عن دخول بعض الأعضاء المنتسبين لما يسمى بتيار الاستقلال المناؤى له إلى مجلس إدارة النادي ، والآن هو يريد إجراء هذه الانتخابات لأنه أقام معركة مع المحامين وصعد فيها وغازل فيها القضاة وأعضاء النيابة العامة ويريد أن يستثمر ذلك فى الانتخابات القادمة سواء انتخابات التجديد النصفي لاستكمال الأماكن الشاغرة او لانتخابات النادي العامة.
- ماهى الاسباب الحقيقية لانسحابك من هيئة الدفاع عن المحامين في الجلسة الأخيرة ؟
* أنا لم انسحب من هيئة الدفاع , وإنما انسحبت من الجلسة الأخيرة , ولكنني حقيقة اعترف باننى حاولت الانسحاب والتنازل عن الدفاع في القضية برمتها، لذا أردت أن اثبت انسحابي بمحضر الجلسة لولا أن زملائي طالبوني بالتريث، وذلك عندما وجدت أن هناك مناوشات وتحركات من أحد المحامين كان يريد منها إثبات تنازل المحاميين الاثنين المحبوسين أصحاب الأزمة عن البلاغ المقدم ضد وكيل النيابة باسم أبو الروس وطالبين اعتذارا جديدا.
- ولكن نقيب محاميى الغربية اقر بان ذلك لو حدث سوف يقوم بشطب المحاميين المحبوسين؟
* بالفعل , ولكن التحرك ياتى محسوبا ، لان هذه كانت بالفعل تصريحات نقيب الغربية كما كانت تصريحات النقابة العامة , حتى جاء أحد المحامين وقام بتقديم مذكرة منه شخصيا بتوقيعه الشخصي , ولم يتقدم بها باسم المتهمين , ليعلن فيها استعداد المتهمين عن التنازل عن البلاغ المقدم ضد وكيل النيابة , وان المتهم الأول قام بتجديد الاعتذار للنائب العام، فهذه كانت خطوة فردية نتيجة تحركات إحدى المحامين وليست نابعة من المتهمين.
- هل النظام الحاكم يخشى أن يعيد القضاة يعيدوا سيناريو ما حدث في أعوام 2005/ 2006؟
* من المؤكد على جميع الأحوال أن النظام الحاكم غير راغب في إجراء تسوية أو احتواء الموقف وقد يكون ذلك لأسباب عديدة منها إضعاف المؤسسة القضائية بطرفيها القضاة والمحامون، وقد يكون لأسباب انتخابية خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، من منطلق أن الدولة ونظامها السياسي الحاكم لا يريدون إغضاب القضاة وإثارة حفيظتهم بل يستهدفون لتجنيدهم لمصالح النظام.