من طرف حكايات من عنبر ' مارينا طرة ' :
بهوات خلف القضبان !
جمال عوض
كانوا يوما ما ملء السمع والأبصار.. يحكمون.. ويتحكمون.. يأمرون فيطاعون.. وزراء وكبراء.. محافظون ورجال وسيدات أعمال من الطراز الثقيل.. لكن.. وآه من لكن هذه!.. غرتهم الدنيا، وضحكت عليهم المناصب والمواقع.. فوقعوا فريسة سهلة للشيطان.. وكانت النهاية خلف القضبان!.. ولكن.. وأيضا لكن أخري.. أنهم سجناء من نوع خاص.. كبراء حتي وهم خلف القضبان.. 'آخر ساعة' زارت سجن مزرعة طرة أو ما يطلقون عليه 'مارينا طرة' في سجن المزرعة.. وشاهدت عن قرب كيف يعيش الكبار، واستمعت إلي حكايات المشاهير خلف القضبان.. من ماهر الجندي وحسام أبوالفتوح ويوسف عبدالرحمن. إلي أحمد الريان وتامر حسني وراندا الشامي ومني الشافعي.. إنهم سجناء يدخنون أفخر أنواع السيجار ويشربون النسكافيه ويرتدون 'الروب دي شامبر'. ويسمعون الموسيقي ويأكلون ما لذ وطاب من الأطعمة.. أنهم 'بهوات خلف القضبان'..
يظل سجن مزرعة طرة ذا طبيعة خاصة تميزه عن سجون مصر كلها.. هذه الخصوصية تبدأ من بنائه المعماري المتميز.. حتي أن أول ما يلقي الزائر لهذا السجن تمثال من المرمر من النوع النادر موضوع علي قاعدة رخامية من الجرانيت في مدخل السجن وسط منطقة من الخضرة الجميلة. وكأن التمثال يرحب بزائري السجن.. أو بهدف أن يلقي السجين نظرة أخيرة علي قطعة فنية رائعه قبل أن يدخل خلف القضبان.
وإذا كان السجن بشكله المعماري المتميز، وتحفته الفنية الموضوعة في مدخله يوحي ويعكس أشياء في النفوس، فإن الذين يعيشون خلف أسوار السجن ذوو خصوصية أيضا.. إنهم سجناء من نوع خاص.. خليط من الشخصيات المهمة ذات الكيان الاجتماعي الشهير منهم وزراء ومحافظون.. قضاة وفنانون وأعضاء مجلس شعب.. صفوة من رجال المجتمع خلف أسوار هذا السجن.. كانوا في وقت من الأوقات من كبار القوم، وعندما وقعوا فريسة للخطأ.. تم تقديمهم للمحاكمة وذهبوا إلي هناك.
ويعد عنبر الأموال العامة هو أفضل العنابر داخل السجن سواء في سجن المزرعة أو داخل سجن القناطر للنساء.
أثرياء.. ومشاهير!
عنبر الأموال العامة بسجن المزرعة أطلق عليه بين نزلاء سجن طرة عنبر 'مارينا طرة'!! لأن معظم نزلائه شخصيات مرموقة في المجتمع.
منهم المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق.. ورجل الأعمال المعروف حسام أبوالفتوح.. وأحمد الريان صاحب أشهر قضية توظيف أموال في مصر.. ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون.. ويوسف عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة بنك التنمية والائتمان الزراعي سابقا وصاحب قضية المبيدات المسرطنة.. وضم معهم أخيرا.. المطرب تامر حسني الذي اتهم بتزوير شهادة الخدمة العسكرية وكذلك تزوير شهادة تخرجه الجامعية من جامعة المنصورة!!.
والحياة داخل 'مارينا طرة' لها شكل تاني يختلف عن الحياة في كل عنابر سجون مصر.. هنا يدخن رجال الأعمال السيجار الغليظ كما تعودوا عليه خارج السجن ويشربون القهوة والنسكافيه.. ويرتدون الروب دي شامبر. والاستماع إلي الموسيقي كلاسيك أو غيرها من ألوان الموسيقي. ناهيك عن تناول الأطعمة الفاخرة.. وقراءه الصحف والمجلات وبعضهم يقرؤها بمختلف اللغات.. أثرياء في الخارج.. و'بهوات خلف القضبان' فها هو المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة السابق يرتدي الروب دي شامبر ممسكا السبحة بيده وفي معصمه ساعة يد قيمة.. يهوي التريض مشيا في الصباح وسط الخضرة يتحاور مع زملائه في العنبر في مختلف الموضوعات وأمور الدنيا.. والعجيب حقا أن ماهر الجندي كان أحد رجال القضاء الذين شاركوا في محاكمة الريان صاحب أشهر قضية توظيف في مصر قاطبة وهو الآن يرقد في المستشفي لإجراء عملية جراحية..
واليوم يعيش الاثنان خلف القضبان: الريان وماهر الجندي. والريان أصبح رجلا بدينا يهوي الأكلات الدسمة. ودائما يتركز حواره حول البورصة وكيف تسير أمور البنوك يتابع هذه الأخبار يوميا عن طريق قراءه صفحات الاقتصاد ورجال المال والأعمال في مختلف الصحف.. وكثيرا ما يتمتم بكلمات فحواها لو أنني أمتلك جهاز كمبيوتر صغيرا وتليفونا محمولا واستطيع متابعة البورصة علي الانترنت.. لو أن لي حرية التحدث في التليفون المحمول لاستطعت أن احقق ضربات في عالم البورصة من خلف القضبان. فحركة البورصة والأسواق والبنوك وسيولة الأموال كما يقول لاصدقائه بالسجن أنها تسير في دمي واشتهي معها الطعام وأشياء أخري!!. ودائما ما تحدث مشادات كلامية بينه وبين جيرانه في العنبر بسبب الشخير أثناء النوم. وبناته يحرصن علي زيارة أبيهن بصفة دائمة.
أما محمد الوكيل فدائما ما يقول أنا صاحب فكرة موجز الأنباء الذي يظهر علي شاشة التليفزيون كل ساعة وأنا الذي قمت بتطوير برنامج 'صباح الخير يا مصر' هذه كلماته دائما داخل العنبر.. يذكر أن الوكيل دخل السجن وحكم عليه بسبب رشوة تقاضاها داخل مكتبه بسبب فقرة في برنامج صباح الخير يا مصر!!.
جمبري بالفريك!ْ
وهنا يجلس سيد السويركي الرجل الذي دخل السجن لأنه تزوج خمس نساء في وقت واحد وهي قضية تزوير في أوراق رسمية.. 'الحاج سيد' كما ينادونه داخل العنبر هوايته الحوار في التجارة والأسواق.. والأكلة المفضلة دائما الجمبري بالفريك وصينية اللحم بالأرز. ابنه يزوره بصفة دائمة ويطمئن منه علي سلسلة محلاته وحول مدي التوسع في المحلات.. دائما ما يشارك محمد الوكيل في أكلاته الدسمة لكنه يختلف معه في الشخير أثناء النوم.
رجل السيجار الغليظ!
ويوجد رجل الأعمال الشهير حسام أبوالفتوح.. رجل السيجار الغليظ وصاحب الابتسامة العريضة.. يهوي الأسماك والمشويات.. ويقرأ الصحف ويتابع التليفزيون قليلا.. حواره ينصب دائما علي دنيا المال والأعمال.. ويحب الجلوس وسط الخضرة في حديقة المزرعة.. يداعبه محمد الوكيل في كثير من الأحيان بالنكات والقفشات.
وأهم ملحوظة في عنبر مارينا طرة أن كل من فيه تقريبا ملتزمون بتعاليم السجن وحريصون علي ألا يتعرضوا لأية عقوبة من العقوبات داخله.
أما البرنس يوسف عبدالرحمن صاحب قضية المبيدات المسرطنة وإهدار المال العام والرشوة الجنسية مع راندا الشامي مديرة مكتبه.. البرنس يوسف كما يطلقون عليه. يحافظ علي أناقته وعلي صبغة شعره باللون الأسود وكذلك شاربه، إضافة إلي ارتدائه أفخم الملابس.. ويهوي شرب القهوة.. ويقرأ ويتابع الصحف ونشرات الأخبار.. غاوي قفشات مع محمد الوكيل صاحب الابتسامة والقلب الطيب داخل العنبر.
تامر.. وهيثم!
وآخر نزلاء عنبر مارينا طرة.. هما الشابان تامر حسني وهيثم شاكر الذي أفرج عنه.. المطربان اللذان القي القبض عليهما بتهمة تزوير شهادة الخدمة العسكرية. تامر حسني اعترف داخل مباحث الأموال العامة بأنه بالفعل اشتري شهادة الخدمة العسكرية المزورة مقابل مبلغ عشرة آلاف جنيه. ودخل عنبر الأموال العامة بليمان طرة ولأنه تحت التحقيق فهو يرتدي ترينج أبيض وطاقية بيضاء وعليهما علامة سوداء.. وأطلق لحيته. يغني أحيانا ويسكت في كثير من الأحيان وشديد الالتزام بتعاليم السجن.. ويزوره أصدقاؤه وهناك معجبات يطلبن زيارته.. عكف في الأيام الأخيرة علي كتابة سيناريو لفيلم من المنتظر أن يقوم بإنتاجه حول تجربته داخل السجن.. يراوده أمل في تبرئة ساحته من التهم المنسوبة إليه حتي أن أعضاء فرقته رفضوا الكثير من العروض للعمل مع مطربين آخرين وفاء منهم لتامر حسني واعتقادهم بأنه سيخرج قريبا ويحدث أثناء خروج تامر حسني للتحقيق وعودته للسجن زفة خروج من الليمان وحتي النيابة والعكس في العودة، سيارات فارهة تصاحب سيارة السجن من المعجبات.
هنا راندا الشاميْ
وعلي الجانب الآخر في عنبر الأموال العامة بسجن النساء بالقناطر تسكن 'الهانم' راندا الشامي المتهمة في قضية الرشوة الجنسية في قضية يوسف عبدالرحمن.. ولقب 'الهانم' أطلقته عليها زميلاتها السجينات.. فهي ترتدي الملابس البيضاء الغالية. والحذاء الأسود والنظارة السوداء وأفضل أكلاتها المشويات وتحافظ علي الريجيم بالمشي.. تقرأ الصحف.. وتقوم بدور فاعلة الخير داخل العنبر وخارجه فهي تحب السجينات وتستمع إليهن وتساعدهن ماديا إذا استطاعت ذلك.. البعض يطلقون عليها فاعلة الخير وهي دائما تحاول الابتعاد عن العقوبات داخل السجن بعد أن تعرضت لدخول عنبر التأديب بعد اخفائها تليفونا محمولا خاصا بها في حديقة السجن.
أما مني الشافعي صاحب قضية توظيف الأموال فهي تجلس فوق كرس متحرك. ورغم حرصها علي صباغة شعرها، إلا أن بعض الشعيرات تتمرد علي الصباغة وتبدو واضحة بين خصلات شعرها.. تحرص ابنتها علي زيارتها بشكل منتظم. سنوات السجن تركت بصماتها علي ملامحها فبدت التجاعيد تعرف الطريق إلي قسمات وجهها. تحرص علي مشاهدة المسلسلات في التليفزيون وتشعر بالأسي والحزن دائما لما أصابها وتلوذ بقراءة القرآن..
وأحدث نزيلات عنبر الأموال العامة من المشاهير فهي المذيعة أماني أبوخزيم المتهمة في قضية رشوة. وهي ما تزال رهن التحقيق.. بكت كثيرا في الأيام الأولي من دخولها السجن. لكنها تعودت بعض الشئ علي الحياة داخله تتابع الصحف وتشاهد التليفزيون ولا تأكل كثيرا. وفي بعض الأحيان تجلس بمفردها بالساعات في حالة دهشة وذهول مما جاء بها خلف القضبان. وهي مطيعة وتمتثل لتعليمات السجن حتي لا تتعرض لأي عقوبة!!.نقلا عن آخر ساعه
بهوات خلف القضبان !
جمال عوض
كانوا يوما ما ملء السمع والأبصار.. يحكمون.. ويتحكمون.. يأمرون فيطاعون.. وزراء وكبراء.. محافظون ورجال وسيدات أعمال من الطراز الثقيل.. لكن.. وآه من لكن هذه!.. غرتهم الدنيا، وضحكت عليهم المناصب والمواقع.. فوقعوا فريسة سهلة للشيطان.. وكانت النهاية خلف القضبان!.. ولكن.. وأيضا لكن أخري.. أنهم سجناء من نوع خاص.. كبراء حتي وهم خلف القضبان.. 'آخر ساعة' زارت سجن مزرعة طرة أو ما يطلقون عليه 'مارينا طرة' في سجن المزرعة.. وشاهدت عن قرب كيف يعيش الكبار، واستمعت إلي حكايات المشاهير خلف القضبان.. من ماهر الجندي وحسام أبوالفتوح ويوسف عبدالرحمن. إلي أحمد الريان وتامر حسني وراندا الشامي ومني الشافعي.. إنهم سجناء يدخنون أفخر أنواع السيجار ويشربون النسكافيه ويرتدون 'الروب دي شامبر'. ويسمعون الموسيقي ويأكلون ما لذ وطاب من الأطعمة.. أنهم 'بهوات خلف القضبان'..
يظل سجن مزرعة طرة ذا طبيعة خاصة تميزه عن سجون مصر كلها.. هذه الخصوصية تبدأ من بنائه المعماري المتميز.. حتي أن أول ما يلقي الزائر لهذا السجن تمثال من المرمر من النوع النادر موضوع علي قاعدة رخامية من الجرانيت في مدخل السجن وسط منطقة من الخضرة الجميلة. وكأن التمثال يرحب بزائري السجن.. أو بهدف أن يلقي السجين نظرة أخيرة علي قطعة فنية رائعه قبل أن يدخل خلف القضبان.
وإذا كان السجن بشكله المعماري المتميز، وتحفته الفنية الموضوعة في مدخله يوحي ويعكس أشياء في النفوس، فإن الذين يعيشون خلف أسوار السجن ذوو خصوصية أيضا.. إنهم سجناء من نوع خاص.. خليط من الشخصيات المهمة ذات الكيان الاجتماعي الشهير منهم وزراء ومحافظون.. قضاة وفنانون وأعضاء مجلس شعب.. صفوة من رجال المجتمع خلف أسوار هذا السجن.. كانوا في وقت من الأوقات من كبار القوم، وعندما وقعوا فريسة للخطأ.. تم تقديمهم للمحاكمة وذهبوا إلي هناك.
ويعد عنبر الأموال العامة هو أفضل العنابر داخل السجن سواء في سجن المزرعة أو داخل سجن القناطر للنساء.
أثرياء.. ومشاهير!
عنبر الأموال العامة بسجن المزرعة أطلق عليه بين نزلاء سجن طرة عنبر 'مارينا طرة'!! لأن معظم نزلائه شخصيات مرموقة في المجتمع.
منهم المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق.. ورجل الأعمال المعروف حسام أبوالفتوح.. وأحمد الريان صاحب أشهر قضية توظيف أموال في مصر.. ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون.. ويوسف عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة بنك التنمية والائتمان الزراعي سابقا وصاحب قضية المبيدات المسرطنة.. وضم معهم أخيرا.. المطرب تامر حسني الذي اتهم بتزوير شهادة الخدمة العسكرية وكذلك تزوير شهادة تخرجه الجامعية من جامعة المنصورة!!.
والحياة داخل 'مارينا طرة' لها شكل تاني يختلف عن الحياة في كل عنابر سجون مصر.. هنا يدخن رجال الأعمال السيجار الغليظ كما تعودوا عليه خارج السجن ويشربون القهوة والنسكافيه.. ويرتدون الروب دي شامبر. والاستماع إلي الموسيقي كلاسيك أو غيرها من ألوان الموسيقي. ناهيك عن تناول الأطعمة الفاخرة.. وقراءه الصحف والمجلات وبعضهم يقرؤها بمختلف اللغات.. أثرياء في الخارج.. و'بهوات خلف القضبان' فها هو المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة السابق يرتدي الروب دي شامبر ممسكا السبحة بيده وفي معصمه ساعة يد قيمة.. يهوي التريض مشيا في الصباح وسط الخضرة يتحاور مع زملائه في العنبر في مختلف الموضوعات وأمور الدنيا.. والعجيب حقا أن ماهر الجندي كان أحد رجال القضاء الذين شاركوا في محاكمة الريان صاحب أشهر قضية توظيف في مصر قاطبة وهو الآن يرقد في المستشفي لإجراء عملية جراحية..
واليوم يعيش الاثنان خلف القضبان: الريان وماهر الجندي. والريان أصبح رجلا بدينا يهوي الأكلات الدسمة. ودائما يتركز حواره حول البورصة وكيف تسير أمور البنوك يتابع هذه الأخبار يوميا عن طريق قراءه صفحات الاقتصاد ورجال المال والأعمال في مختلف الصحف.. وكثيرا ما يتمتم بكلمات فحواها لو أنني أمتلك جهاز كمبيوتر صغيرا وتليفونا محمولا واستطيع متابعة البورصة علي الانترنت.. لو أن لي حرية التحدث في التليفون المحمول لاستطعت أن احقق ضربات في عالم البورصة من خلف القضبان. فحركة البورصة والأسواق والبنوك وسيولة الأموال كما يقول لاصدقائه بالسجن أنها تسير في دمي واشتهي معها الطعام وأشياء أخري!!. ودائما ما تحدث مشادات كلامية بينه وبين جيرانه في العنبر بسبب الشخير أثناء النوم. وبناته يحرصن علي زيارة أبيهن بصفة دائمة.
أما محمد الوكيل فدائما ما يقول أنا صاحب فكرة موجز الأنباء الذي يظهر علي شاشة التليفزيون كل ساعة وأنا الذي قمت بتطوير برنامج 'صباح الخير يا مصر' هذه كلماته دائما داخل العنبر.. يذكر أن الوكيل دخل السجن وحكم عليه بسبب رشوة تقاضاها داخل مكتبه بسبب فقرة في برنامج صباح الخير يا مصر!!.
جمبري بالفريك!ْ
وهنا يجلس سيد السويركي الرجل الذي دخل السجن لأنه تزوج خمس نساء في وقت واحد وهي قضية تزوير في أوراق رسمية.. 'الحاج سيد' كما ينادونه داخل العنبر هوايته الحوار في التجارة والأسواق.. والأكلة المفضلة دائما الجمبري بالفريك وصينية اللحم بالأرز. ابنه يزوره بصفة دائمة ويطمئن منه علي سلسلة محلاته وحول مدي التوسع في المحلات.. دائما ما يشارك محمد الوكيل في أكلاته الدسمة لكنه يختلف معه في الشخير أثناء النوم.
رجل السيجار الغليظ!
ويوجد رجل الأعمال الشهير حسام أبوالفتوح.. رجل السيجار الغليظ وصاحب الابتسامة العريضة.. يهوي الأسماك والمشويات.. ويقرأ الصحف ويتابع التليفزيون قليلا.. حواره ينصب دائما علي دنيا المال والأعمال.. ويحب الجلوس وسط الخضرة في حديقة المزرعة.. يداعبه محمد الوكيل في كثير من الأحيان بالنكات والقفشات.
وأهم ملحوظة في عنبر مارينا طرة أن كل من فيه تقريبا ملتزمون بتعاليم السجن وحريصون علي ألا يتعرضوا لأية عقوبة من العقوبات داخله.
أما البرنس يوسف عبدالرحمن صاحب قضية المبيدات المسرطنة وإهدار المال العام والرشوة الجنسية مع راندا الشامي مديرة مكتبه.. البرنس يوسف كما يطلقون عليه. يحافظ علي أناقته وعلي صبغة شعره باللون الأسود وكذلك شاربه، إضافة إلي ارتدائه أفخم الملابس.. ويهوي شرب القهوة.. ويقرأ ويتابع الصحف ونشرات الأخبار.. غاوي قفشات مع محمد الوكيل صاحب الابتسامة والقلب الطيب داخل العنبر.
تامر.. وهيثم!
وآخر نزلاء عنبر مارينا طرة.. هما الشابان تامر حسني وهيثم شاكر الذي أفرج عنه.. المطربان اللذان القي القبض عليهما بتهمة تزوير شهادة الخدمة العسكرية. تامر حسني اعترف داخل مباحث الأموال العامة بأنه بالفعل اشتري شهادة الخدمة العسكرية المزورة مقابل مبلغ عشرة آلاف جنيه. ودخل عنبر الأموال العامة بليمان طرة ولأنه تحت التحقيق فهو يرتدي ترينج أبيض وطاقية بيضاء وعليهما علامة سوداء.. وأطلق لحيته. يغني أحيانا ويسكت في كثير من الأحيان وشديد الالتزام بتعاليم السجن.. ويزوره أصدقاؤه وهناك معجبات يطلبن زيارته.. عكف في الأيام الأخيرة علي كتابة سيناريو لفيلم من المنتظر أن يقوم بإنتاجه حول تجربته داخل السجن.. يراوده أمل في تبرئة ساحته من التهم المنسوبة إليه حتي أن أعضاء فرقته رفضوا الكثير من العروض للعمل مع مطربين آخرين وفاء منهم لتامر حسني واعتقادهم بأنه سيخرج قريبا ويحدث أثناء خروج تامر حسني للتحقيق وعودته للسجن زفة خروج من الليمان وحتي النيابة والعكس في العودة، سيارات فارهة تصاحب سيارة السجن من المعجبات.
هنا راندا الشاميْ
وعلي الجانب الآخر في عنبر الأموال العامة بسجن النساء بالقناطر تسكن 'الهانم' راندا الشامي المتهمة في قضية الرشوة الجنسية في قضية يوسف عبدالرحمن.. ولقب 'الهانم' أطلقته عليها زميلاتها السجينات.. فهي ترتدي الملابس البيضاء الغالية. والحذاء الأسود والنظارة السوداء وأفضل أكلاتها المشويات وتحافظ علي الريجيم بالمشي.. تقرأ الصحف.. وتقوم بدور فاعلة الخير داخل العنبر وخارجه فهي تحب السجينات وتستمع إليهن وتساعدهن ماديا إذا استطاعت ذلك.. البعض يطلقون عليها فاعلة الخير وهي دائما تحاول الابتعاد عن العقوبات داخل السجن بعد أن تعرضت لدخول عنبر التأديب بعد اخفائها تليفونا محمولا خاصا بها في حديقة السجن.
أما مني الشافعي صاحب قضية توظيف الأموال فهي تجلس فوق كرس متحرك. ورغم حرصها علي صباغة شعرها، إلا أن بعض الشعيرات تتمرد علي الصباغة وتبدو واضحة بين خصلات شعرها.. تحرص ابنتها علي زيارتها بشكل منتظم. سنوات السجن تركت بصماتها علي ملامحها فبدت التجاعيد تعرف الطريق إلي قسمات وجهها. تحرص علي مشاهدة المسلسلات في التليفزيون وتشعر بالأسي والحزن دائما لما أصابها وتلوذ بقراءة القرآن..
وأحدث نزيلات عنبر الأموال العامة من المشاهير فهي المذيعة أماني أبوخزيم المتهمة في قضية رشوة. وهي ما تزال رهن التحقيق.. بكت كثيرا في الأيام الأولي من دخولها السجن. لكنها تعودت بعض الشئ علي الحياة داخله تتابع الصحف وتشاهد التليفزيون ولا تأكل كثيرا. وفي بعض الأحيان تجلس بمفردها بالساعات في حالة دهشة وذهول مما جاء بها خلف القضبان. وهي مطيعة وتمتثل لتعليمات السجن حتي لا تتعرض لأي عقوبة!!.نقلا عن آخر ساعه