اليوم العالمي للمرأة:
مليار سيدة .. ضحايا الضرب والإيذاء
ظاهرة عالمية .. وكلهن في الهم سواء
الفلسطينية والعراقية والسودانية .. يعانين ويلات الحروب
القوانين الرادعة ضرورة .. لوقف "بلطجة" الرجال
مليار سيدة .. ضحايا الضرب والإيذاء
ظاهرة عالمية .. وكلهن في الهم سواء
الفلسطينية والعراقية والسودانية .. يعانين ويلات الحروب
القوانين الرادعة ضرورة .. لوقف "بلطجة" الرجال
اليوم العالمي للمرأة مناسبة تحتفل بها الجمعيات النسائية في العالم ويعتبر عيداً وطنياً في بلدان عديدة إلي جانب أن الأمم المتحدة تحتفل به لتنحاز للمرأة في عيدها.
وقصة اليوم .. قصة المرأة العادية صانعة التاريخ.. هذه القصة يعود أصلها لنضال المرأة علي امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع علي قدم المساواة مع الرجل واليوم: هل تحسنت ظروف النساء؟ أم أن كلهن في الهم سواء!
تعالوا نحاول البحث عن إجابة لهذا السؤال:
* د.إيمان بيبرس رئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة: البداية تقرأها وتسجلها الحروب الدائرة والتي تدفع ثمنها المرأة دون تمييز فتتصاعد معدلات العنف ضد بنات حواء في جميع مناطق العالم دون تمييز بين من يطلق علي نفسه عالما متحضرا أو آخر ناميا.
في الدول العربية التي تعتبر أكثر مناطق العالم سخونة المرأة العراقية تعرضت لمعاناة الحروب والحصار فقد أكدت دراسة أعدتها منظمة اليونسيف علي ارتفاع معدلات الوفيات بين النساء العراقيات وتفاقم حالات سوء التغذية والاصابة بالأمراض وتشير الاحصائيات إلي أن تعرض النساء الحوامل للإشعاع نتيجة لاستخدام اليورانيوم المخصب أدي إلي ارتفاع نسبة الأطفال المشوهين وزيادة نسبة الاصابة بالسرطان بين النساء خاصة سرطان الثدي بشكل واضح في السنوات الأخيرة ويوجد حوالي 3 ملايين عراقية أرملة وتعول أسرة ولا تستطيع الحكومة تقديم خدمات لها مما دفع وزيرة الشئون الاجتماعية بالعراق إلي تقديم استقالتها الشهر الماضي لعجزها واعترافها بأن الميزانية المخصصة للمرأة لاتكفي أي مساعدة فتخلت عن منصبها كنوع من الاحتجاج.
والمرأة الفلسطينية والسودانية ليست أكثر حظا ولكن الوضع في مصر مختلف تماما فسياسة الرئيس مبارك تحمي مصر من الانزلاق في هذه المخاطر إلي جانب مساندته ودعمه دائما للمرأة في جميع المجالات مما يجعل المصرية تتمتع بحقوقها كاملة.
* نهاد أبوالقمصان رئيس المركز القوي لحقوق المرأة: مما لا يختلف عليه أحد أن العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية فالمرأة في جميع دول العالم بلا استثناء تتعرض للعنف بكل أشكاله وأنواعه فهو ظاهرة تجد جذورها الثقافية الذكورية التي تميز بينهما وبين الجنس الآخر من منطلق عدم التوازن واللامساواة في السلطة بين الجنسين ويتم تبريرها بأسباب متعددة منها ضعف المستوي الاقتصادي والاجتماعي "البطالة والفقر" فالمرأة مقهورة ومضطهدة في جميع المجتمعات بلا استثناء حتي الدول الغربية التي تدعي إنصافا للمرأة فالإحصائيات تشير إلي أن مليار امرأة في العالم يعانين من الضعف الأسري ومليون ونصف مليون امرأة يعانين سنويا من ضرب الزوج أو الشريك إلي جانب جرائم الاغتصاب والقتل التي تجتاح العالم ولا تميز بين غربي وشرقي.
بل انه أصبح ظاهرة في دول ا لعالم ورغم أن هناك اتفاقيات دولية لمنع التمييز والعنف ضد المرأة إلا أن أمريكا تعتبر الدولة رقم و احد في العنف ضد المرأة يليها انجلترا ثم فرنسا مما يتطلب تكاتفاً دولياً عربياً للقضاء علي هذه الظاهرة.
إلا مصر
* د.فاطمة الزناتي أستاذ الإحصاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. أكدت أن نتائج البحث السكاني الصحي أكدت أن العنف ضد المرأة في مصر بدأ يتناقص ففي عام 1995 أظهر المسح أن 80% من السيدات يوافقن علي ضرب الأزواج لهن في حالات كثيرة إذا أهملت في نظافة المنزل أو إعداد الطعام والعناية بالأولاد أو رفضها للعشرة الزوجية وهنا من حق الزوج أن يؤدبها ويروعها بالضرب كجزء من المنظومة الحياتية.
وفي عام 2005 أظهرت النتائج أن النسبة تناقصت ووصلت إلي 50% وعام 2008 أصبحت أقل بكثير وأصبح هناك وعي لدي السيدات وهناك فرق بين الحضر والريف فمؤشرات الحضر أفضل وأقل ولكن مازال العنف حتي اللفظي جزء من الحياة الزوجية وحق رجولي ويعتقدون أن الدين يسمح بذلك.
من جهة أخري فأن زيادة أعداد السيدات العاملات تجعلهن يرفضن البوح بأنهن يتعرضن للضرب عكس المرأة الريفية أو غير عاملة فهي تجيب بتلقائية ولهذا فالاعداد دائما أقل من الواقع في حالات الضرب بالطبقات العليا.
* تشير د.فاطمة الزناتي إلي أن العنف في المجتمع مازال محصورا في الطبقة الفقيرة والغنية ولكن مازالت الطبقة المتوسطة تحدث التوازن في المجتمع وتعيش إلي حد كبير حياة سوية تنعم بالدفء العائلي والترابط الأسري ويسود فيها التفاهم وشفافية الود والرحمة ولا ننسي جهود السيدة سوزان مبارك في منع العنف وتحجيمه ضد المرأة وحمايتها بانشائها المجلس القومي للمرأة ومكتب الشكاوي الذي يتولي الدفاع عنها والمشروعات الكثيرة التي تتبناها لتحسين أوضاع المرأة في مصر فحصلت علي حقوقها مثلها مثل الرجل.
قضية عالمية
* أضافت مايا مرسي منسق المشروعات بصندوق الأمم المتحدة الانمائي للمرأة العنف قضية عالمية وليست محلية وتتواجد في مختلف المجتمعات النامية والمتقدمة ونراها في كثير من دول العالم وليس لها مستوي اقتصادي معين فالمعتدي عليها لا تبلغ ضد زوجها خاصة إذا كانت ترغب في استمرار الحياة الزوجية.. وقد بدأنا حملة مع الصندوق الأمم المتحدة تحت عنوان لا للعنف ضد المرأة حيث انها أصبحت مشكلة عالمية تتحكم فيها العادات والتقاليد إلي حد كبير لذا اجتمع رؤساء العالم عام 2005 للقضاء علي العنف ضد المرأة فهناك 89 دولة تبني نصوصا تشريعية تتعلق بالأسرة من بينها 60 دولة أصبحت تتبني قوانين محددة عن العنف الأسري.
أشارت مايا مرسي إلي أن هناك واحدة من كل ثلاث نساء أو بنات في العالم يتعرضن للضرب ويتم إكراهها علي ممارسة الرذيلة كما تظهر الاحصائيات صورة مروعة للعواقب الاجتماعية والصحية للعنف ضد النساء إذ يعتبر العنف سببا رئيسيا للوفاة والاعاقة بالنساء ونقص المناعة البشرية "الايدز".
ومن خلال الحملة نطالب بتغيير القوانين والسياسات ومساندة الضحايا للوصول الي ساحات العدالة والقضاء وتقديم الخدمات اللازمة للضحايا فالحملة تهدف لنبذ العنف بكل الطرق.
* أضافت المهندسة فاطمة بدران مدير المشروعات برابطة المرأة العربية: المرأة تعاني اضطهاداً وتمييزاً ضدها لا يتخيله الأسوياء ومن يعيشون حياة طبيعية فالمرأة تعاني العنف والقهر من أقرب الناس إليها ومنذ ولادتها بسبب الموروثات والثقافات المتخلفة والممارسات الضارة فالأولوية في التعليم والعلاج حتي الغذاء للذكور فالعنف موجه لها داخل أسرتها وإذا خرجت للحياة تجد أشكالاً أخري للعنف سواء في العمل أو القوانين التي بها ثغرات تنقص الكثير من حقوقها كلها ولم نفرق بينها وبين راجل بل أوصت الرجل بزوجته.
أشارت المهندسة فاطمة بدران إلي أن احدي الدراسات تفيد أن 30% من السيدات علي مستوي العالم تعرضن للضرب والعنف المنزلي الذي أصبح ظاهرة بالرغم من موجة الحرية والديمقراطية التي اجتاحت كل الشعوب وهذا في تفسيري يرجع إلي أن الرجل مهما اختلفت جنسيته لديه الرغبة في إثبات ذاته بالقوة ويفرضها علي من هم أضعف منه والمرأة والأطفال هم الفئة الأقل قوة ولهذا يمارس ضغوطه عليهم فازدادت موجة العنف ضد المرأة بشكل عام وتغيير ذلك لن يتم إلا بتحقيق المساواة خاصة في القوانين حتي لاتسود الفوضي.