جهاد الحناجر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و على أزواجه وال بيته وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد .. نعلم جميعا أن الجهاد بمال والنفس من أسس ديننا الحنيف وسنة ماضية من القديم للحديث بل والى قيام الساعة وان عطلها المفسدين وأوقفه الخانعين ويحفظ الكثير منا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عند رجوعه من إحدى الغزوات – فيما معناه - رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس .
عليه يكون الجهاد جهادان إما الجهاد المعروف ضد أعداء الدين بالنفس والمال أو جهاد النفس بالصبر على الطاعة والابتعاد عن المعصية ونحو ذلك .
ولكن نلاحظ من فترة ليست بالقليلة انتشار نوع جديد من الجهاد ألا وهو جهاد الحناجر....
نعم جهاد الحناجر فهناك جمع من القوم لا يقومون بشئ إلا الكلام ... لا يملكون إلا حناجر يجهدون بها دون أي فعلا مادي إنهم اختصروا الجهاد إلى أقوال على المنابر سواء كانت منابر المساجد أو منابر الإعلام والتلفاز أو الصحف والمجلات إنهم يتكلمون ويتكلمون ولا يفعلون .
رأيناهم عندما سُب نبينا صلى الله عليه وسلم .. نراهم وما يحدث للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربه ...إنهم يعقون الجهاد الأصغر .. بل ويقضون على الجهاد الأكبر بفعلهم لأنهم يغررون بنا .
نذكرهم بقول المولى عز وجل :-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4) (سورة الصف)