تقرير: أحمد أبوحجر مع اقتراب السنة الأولي من عمر مجلس نقابة المحامين الحالي علي الانتهاء، تبادر للأذهان أسئلة عديدة، ورؤي متباينة تطرح نفسها حول ما قام المجلس بتحقيقه، وانجازه من وعود أو اخفاقه وفشله في مجالات أخري. ولعل المتابع لأحوال النقابة يلاحظ تعرضها لعدد من الأزمات والمشكلات قبيل وبعد الانتخابات الماضية التي أفرزت جراحات بدون أي شك مازال الجميع يتجرع مرارتها حتي الآن. والمثير للدهشة أن هناك رؤي متناقضة تجاه عمل المجلس خلال الأشهر العديدة الماضية فبعض المراقبين لمجريات الأمور يرون أن المجلس فشل في العديد من المعارك التي خاضها وخاصة انتخابات المحامين الفرعية، وفشله في تنقية الجداول حتي الآن، بالاضافة لتعرض النقابة لأزمات مالية طاحنة، وعلي الجانب الآخر يري نقيب المحامين انه نجح في حقيق طموحات وأحلام المحامين وأنجز ما لم يتم تحقيقه علي مدار تاريخ النقابة، وبين الرؤيتين المتناقضتين كان »للوفد« عدة لقاءات بكافة الأطراف. في البداية يعترف حمدي خليفة نقيب المحامين انه غير راض عن الأداء النقابي الذي تم في الفترة الماضية منذ توليه دفة الأمور داخل النقابة، منوهاً بهذا الاعتراف لسعيه الدائم للوصول الي المزيد من تحقيق أهدافه والتي وعد بها المحامين، ويبرر »خليفة« أن النقابة مازالت تعيش أجواء حروب المعارك الانتخابية في إشارة للأزمات والمشكلات التي يفتعلها بعض المحامين من أنصار المرشحين السابقين لتعطيل وتشويه ما نقوم به داعياً كل المحامين بجميع انتماءاتهم لإعلاء مصلحة النقابة والنهوض بها بعيداً عن المصالح الشخصية. وأوضح »خليفة« ان ما تم انجازه بالنقابة في الجانب الخدمي وخاصة في الجانب السكني لم يحدث منذ نشأت النقابة في عام 1912 مشيراً لتخصيص وزارة الإسكان أراضي لبناء »8« مدن سكنية للمحامين بمدن برج العرب و6 أكتوبر وبني سويف وقنا وأسيوط وأسوان والسادات ومدينة بدر بالاضافة لإقامة أندية اجتماعية للمحامين، وهو ما يعد انجازاً في الجانب الخدمي لم يتحقق من قبل. وأوضح »خليفة« أن النقابة تحاول حالياً إعادة صياغة مشروع علاج المحامين للتخلص من أي سلبيات تعوق عمل هذا المشروع وأن النقابة قامت بسداد كل المستحقات المالية المتأخرة عليها نحو الأطباء والمستشفيات ومشدداً في الوقت نفسه علي أن النقابة لن تكف في مطالبتها بضرورة تحصيل أتعاب المحاماة من خلالها حتي يتحقق دخل وعائد كبير يتسني لها من خلاله زيادة المعاشات والصرف علي العلاج. وأكد »خليفة« ان النقابة في طريقها لعرض قانون المحاماة الجديد علي جمعيتها العمومية خلال الأيام القليلة المقبلة حتي يتم إقراره ومن ثم عرضه علي مجلس الشعب ليتم تفعيله بما يحقق طموحات المحامين. وعن تنقية الجداول يري »خليفة« أن النقابة بدأت المرحلة الأولي لتنقية الجداول لمكافحة عدم انعقاد الجمعية العمومية للمحامين سواء كانت العامة أو الفرعيات مشيراً الي أن اجتماعات مجلس النقابة الحالي تعقد مرة واحدة شهرياً علي الأقل، في حين أن مجالس سابقة لم تكن تجتمع مرتين أو ثلاثا خلال الدورة كلها، وهو ما يعبر عن شفافية مجلسنا. وأضاف ان ما تم انفاقه خلال المجلس الحالي يساوي »ثمن« ما أنفق خلال مجالس سابقة، نافياً فك ودائع من أرصدة النقابة بالبنوك. وأشار»خليفة« الي أن الدور القومي والوطني للنقابة لم يتراجع كما يردد البعض بدليل تبني النقابة كل القضايا القومية والوطنية وذلك استمراراً في دورها مشيراً لقضية مروة الشربيني الي جانب المؤتمرات والوقفات من أجل القدس وفلسطين، وكذلك دور النقابة في تنقية الأجواء بعد أحداث الاحتقان الطائفي الأخير. من جانبه يري سامح عاشور نقيب المحامين السابق ان كل ما يحدث داخل نقابة المحامين يمثل انتكاسة للعمل النقابي، ومحاولة لاستمرار الوعود الانتخابية الزائفة، مؤكداً أن النقابة أقحمت نفسها في مشروعات غير مدروسة وسيجني المحامون عواقبها الوخيمة. واستنكر »عاشور« استمرار تبني النقابة لمشروعات سكنية علي الرغم من فشل نموذج قائم بالفعل في مدينة المحامين بأكتوبر في الخروج بـ320 وحدة سكنية فقط من إجمالي »3000« وحدة علي مدار »6 سنوات« بما يمثل فشلاً ذريعاً للمشروع. وأضاف »عاشور« ان النقابة ليست مقاولاً حتي تقحم نفسها في المدن السكنية ولكن يجب عليها تقديم التسهيلات والمحافظة علي حقوق أعضائها، مؤكداً أن تخريب قاعة الحريات سيظل »سبة« في جبين المجلس الحالي الذي يحاول تكميم أفواه المحامين. ويري »عاشور« أن النقابة فشلت في الانتخابات الفرعية موضحاً أن نقابتي شمال وجنوب القاهرة تحت الحراسة بينما نقابات الاسكندرية والدقهلية والغربية مازالت عاجزة عن تمثيل نفسها وهوما يشير الي عدم اكتمال الجمعية العامة القادمة في الانتخابات العامة لأن هذه النقابات تمثل »65٪« من أصوات المحامين وهو فشل آخر للنقابة في تنقية الجداول. ومن جانبه يري »طارق العوضي« الناشط الحقوقي أن نقابة المحامين خلال عهدها الحالي فقدت الكثير من هيبتها ودورها الوطني والخدمي، مشدداً علي أن النقابة مقبلة علي ضائقة مالية نتيجة الانفاق غير المحسوب ومؤكداً أن ودائع بنكية في أرصدة النقابة تم فكها للصرف علي الرحلات والأنشطة غير المجدية بالنقابة ومتسائلاً عن المليار جنيه التي وعد بها »خليفة« عند توليه النقابة . واستنكر »العوضي« طريقة إدارة النقابة مؤكداً عدم وجود منظومة محددة للعمل وأن العمل يتم بصورة فردية تنم عن عشوائية وموضحاً ان أعضاء النقابة عن المحافظات أصبحوا مثل أعضاء المجلس المحلي مشغولين فقط بانهاء تأشيرات وطلبات محاميي محافظاتهم ومنتقداً غياب الرؤية المستقبلية لنقابة المحامين، وأنها تعمل دون وجود نظرة مستقبلية. وأضاف »العوضي« ان نقابة المحامين ونقيبها يبيع الوهم للمحامين لأن مشرع المدن السكنية لا يمكن للدولة بكل أجهزتها ومواردها الضخمة ان تنفذ مثل هذه المشروعات والسيطرة عليها، مشيراً الي أن هذا المشروع غامض لأن النقيب رفض التحدث عن وقت التسليم أو الثمن النهائي للوحدة أو حالة التشطيب عند التسليم وموضحاً أن النقابة جمعت أمولاً من المحامين للحجز بتلك المدن وهي مودعة باسم النقابة بالبنوك و لا يعرف أحد مصير هذه الأموال وفوائدها. وأضاف »العوضي« ان النقيب يستخدم تلك المدن للبقاء علي رأس النقابة دورة أخري لأن ما يقرب من »30« الي »40« ألف محام متعاقدون بتلك المدن. وعن المادة »47« من قانون السلطة القضائية يتساءل »العوضي« هل تعيين عدد من المحامين بالقضاء سينهي أزمة القيد بالنقابة، مشيراً الي أن ذلك التعيين سيكون مجاملة للمحامين العالقين بالسلطة. وقال ان النقابة تتعمد تعطيل تنقية الجداول ولم تحاول حتي الآن محاولة حقيقية لازالة هذا الكابوس الجاثم علي صدور المحامين المشتغلين الذين لا يستطيعون اختيار مجالسهم بالنقابات الفرعية. واستنكر الدور القومي للنقابة قائلاً ان دور النقابة الحالي يشوه تاريخ نقابة المحامين في الدفاع عن القضايا القومية منتقداً دورها في أزمة الجزائر وانسياقها وراء حملة غوغائية وكأن الجزائر تحولت لعدو استراتيجي. وعن الدور المهني يقول »العوضي« انه غائب الرؤية عن النقابة في رصد مشكلات المحامين حيث شهدت الفترة الماضية مايقرب من»125« حالة اعتداء علي المحامين واحالتهم للمحاكمات التأديبية أو الجنائية مثلما حدث في مشكلة ايتاي البارود وقضية »علاء عامر« المحامي مستغرباً دور النقابة في الدفاع عن أعضائها واكتفائها بموقف المتفرج. وعموماً يقول »العوضي« لقد فقدت النقابة أهم مبادئها التي قامت عليها منذ نشأتها وهومبدأ الاستقلالية في إشارة من جانبه لتدخلات احمد عز والحزب الوطني والهيمنة علي هيئة المكتب مؤكداً أن من يملك المال يملك كل شيء.
حمدي خليفة: أجواء الحروب تسيطر علي النقابة ودور المحامين لم يتراجع
احمد الأسواني- مشرف قسم أول
- عدد المساهمات : 1705
نقاط : 4982
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
» حمدي خليفة: أنا أول نقيب اعترف بالثورة وأعمل في النقابة لوجه الله
» تدخل نقيب المحامين الاستاذ حمدي خليفة في شئون نقابة المحامين بالجيزة
» المحامون يناقشون سحب الثقة بين حمدي خليفة ومجلس النقابة علي مائدة إفطار المنصورة
» خلافات داخل مجلس نقابة المحامين واتحاد المحامين العرب بعد موقف حمدي خليفة بعد أزمة الجزائر
» صحفي بشكو قيام حمدي خليفة بطرده من مبني المحامين
» تدخل نقيب المحامين الاستاذ حمدي خليفة في شئون نقابة المحامين بالجيزة
» المحامون يناقشون سحب الثقة بين حمدي خليفة ومجلس النقابة علي مائدة إفطار المنصورة
» خلافات داخل مجلس نقابة المحامين واتحاد المحامين العرب بعد موقف حمدي خليفة بعد أزمة الجزائر
» صحفي بشكو قيام حمدي خليفة بطرده من مبني المحامين