|| × || عن الطب الشرعي ،، || × ||
( و معطف أبيض تحيطــه برك دمويـــة ،، و على التراب اسم لا يكــاد يرى ،، ترى هل يكتشفه؟ )
يعرف الطب الشرعي بأنه تطبيق العلم الطبيعي في الأمور القضائية . وهي تتضمن تشكيلة مختلفة من القضايا الحيوية والخاصة . ما يلفت الانتباه عند تدريس الطب الشرعي أن جميع مناهج وأسس العلم التقليدية كعلم الرياضيات ، و الفيزياء ، و الكيمياء ، وعلم الأحياء يتم تدريسها في المنهج . كما أن مصطلح الطب الشرعي يستخدم أحيانًا كمرادف للجريمة .
و الخلاصــة :
يعرف الطب الشرعي بأنه : تطبيق المعرفة العلمية والمنهجية للمشاكل القانونية و التحقيقات الجنائية . يطلق عليه أحيانا ببساطة الطب القضائي ، فالطب الشرعي يشمل خيارات مختلفة للعلوم ، تتضمن علم الأحياء ، الكيمياء ، الهندسة ، علم الوراثة ، الصيدلة ، علم الأمراض ، علم الصوتيات ، الطب النفسي ، وأخيرًا علم السموم .
و ينسب العالم الجنائي على وجه الخصوص إلى مجموعة العلوم ويقوم بتحليل الأدلة الفيزيائية في قضايا القتل . وهذا يشمل تحليل العديد من المواد مثل ، الدم ، الألياف ، الرصاص ، والبصمات .
العديد من أجهزة الأمن تقوم بإنشاء مختبرات خاصة بالطب الشرعي لتحليل الأدلة . وأكبر هذه المختبرات يديرها المكتب الفيدرالي الأمريكي للتحقيقات . و يقدم العلماء الشرعيون شهادات مختصة أمام المحكمة ، وفي قضايا الوفاة يقوم أخصائي علم الأمراض بالشهادة ، أما في الحرائق ، أو الانفجارات يقوم المهندسون بالشهادة .
بدأ الطب الشرعي الحديث في نهاية القرن التاسع عشر ، عندما بدأ المحققون الأوروبيون باستخدام البصمات و تقنيات أخرى لإثبات هوية الأشخاص لحل الجرائم . و مثلما توسع الحقل العلمي بدخولنا للقرن العشرين كان من المتوقع أن تصبح القضايا الجنائية أكثر تعقيدًا .
فالآن يمكننا القول أن كل جزء من العلوم تقريبًا له علاقة مباشرة بالقانون ، ومختبرات الطب الشرعي منتشرة في كل أنحاء العالم هذه الأيام ، و الطب الشرعي يشمل طريقة تجميع الأدلة وتحليلها واستخدام النتائج للمساعدة في حل الجرائم . وهذا يتضمن تحليل بصمات الأصابع ، وطبعة القدم ، وعلاماتالعض ، و الحمض النووي ، و الدم ، و المني ، و اللعاب ، و الشعر ، و الألياف ، و الكتابة ، و حتى تعريف الصوت ..
إن فحص مسرح الجريمة وفحص الأمراض أساسيان للطب الشرعي ، و الطب الشرعيّ اليوم ليس خاليًا من الشوائب كيوم بدأ ، كما أن هناك الكثير من المعلومات الغير موثقة بخصوصه ، ولكنه عندما وُلد ، عرف العالم أنه سمح لنا بحل جرائم كانت غير قابلة للكشف في بدايات القرن الماضي . حتى الآن ما زلنا نكتشف المزيد من التقنيات لكي نحسن طريقة الطب الشرعي ، ومع المزيد من الوقت ستتاح لنا المزيد من الطرق .
اقتفاء الأثر هو مصطلح واسع يعنى أي أثرٍ بسيط من الآثار الجسدية التي تربط المشتبه به بالجريمة و موقعها ، و غالبا ما يكون متوقفًا على نوع الدليل و قوته ، و لكنه يعتمد أحيانا على الخبرة و القوانين المعترف بها . و هو يطابق الصفات الشخصية المميزة لشخص ما ، مثل بصمات الأصابع و الأدوات و علامات العنف ويتم استخدام نقاط التشابه في الربط بين الأدلة .
إن الكيو دي إي (QDE)و علم القذائف - من مجالات اقتفاء الأثر - يعتمدان على مبدأ اليقين أو التأكد و هذا رأى الخبراء ، أما مجالات اقتفاء الأثر الأخرى مثل علم السموم و المصول و الحمض النووي – فإنها تعتمد على التقييمات و النسب الاحتمالية .
أما الأدلة الدقيقة فهي فرع من فروع الاقتفاء ، و التي تشتمل على آثار دقيقة , بجزيئات صغيرة . و علم التحليل و التعرف و تجميع الأدلة الدقيقة يسمى بالتحليل الدقيق .
و ينبغى تمييزه عن علم المجهريات لأن كلمة دقيق في مصطلح التحليل الدقيق ، ترمز للأدلة الدقيقة لا لاستخدام المجهر ؛ فهناك أنواع عديدة من الأجهزة تستخدم في مجال الطب الشرعي بجانب المجاهر ، و تستخدم في فحص الأشياء التقليدية و التي تشمل خصلات الشعر و الألياف و الدهن و الزجاج و التراب و الخشب و التربة و الأملاح المعدنية و العقاقير و المعادن و العطور و اللقاح و الصبغات و البوليمرات و الذرات أيضاً ، و مواد أخرى . كما أنه ليس شائعا أن تجد أن اسم المجال دال على ما يفحص فيه فمثلا لا تجد قسما خاص لفحص الشعر و آخر للألياف أو الدهانات أو الزجاج .
كما أنه من الصعب أن تحصل على صورة واحدة لهذا القسم فهو واحد من أكثر الأقسام إرباكا ، و من أكثرها إثارة للحيرة ، فيما يخص التحليل الجنائي ( الذي يشير عمليا إلى الأشخاص الذين يعملون في المختبرات ) , وعلم الجريمة ( الذي يشير عمليا إلى الباحثين الأكاديميين ) .
و مما يجعل الأمر أسوأ أنه في بعض الأحيان يصبح رجال الشرطة المتواجدين بمسرح الجريمة محللين جنائيين ؛ و ذلك عندما يتصرفون كما يتصرف رجال البحث الجنائي ، حيث يحملون الحقائب و البطاقات التي قد تحتوى على متتبعات للأدلة الدقيقة . على أية حال ، يجب على الشرطة أن تكون مجهزة بالتعليم الجيد و الأجهزة الجيدة في مثل هذه المناطق حيث أن توافر ذلك قد يتطور عبارة ( تحليل مسرح الجريمة ) .
إن الطب الشرعي يتجه إلى استخدام الآلات التي تعتمد على معايير معينة و اختبارات تشغيل و بروتوكلات اختبار قوية ، للتأكد من قدرة الآلة على الصمود و يصنع لها دليل تشغيل و تعامل و قواميس إلخ ، وتجهز هذه الآلات للتعامل مع كل أنواع المجاهر من الـسبيكتروجرافوميتر ، شروموجرافوميتر بل حتى مع المفاعلات النووية .
و تقارن التقنيات بواسطة اختبارات علوم الطبيعة ( حوالي 10 اختبارات مختلفة موجودة بدءا من تحديد الكتلة والكثافة إلي معامل الانكسار ) التي تعين خواص المواد كالخواص المادية الفيزيائية ( مثل الوزن ) ، و الخواص الكيميائية ( مثل تغيير اللون ) ، و وصف سلوك المادة عندما تتفاعل أو تتحد مع مادة أخري ، عادة ما يطلق عليها الكاشف .
كما يتم مقارنة نتائج الاختبار خصوصا في احتمالية التقديرات ، فالمحلل " الكيميائي" يجب أن يعرف كيفية مجاراة الطبيعة مرارا..
و دعونا ننظر أولا في بعض التجارب المعملية لمقارنة الخصائص الفيزيائية :
* نقطة الانصهار - كل مادة معروفة لها ثابت انصهار .
* نقطة الكتلة - وزن المادة بعد حساب تأثيرات الجاذبية والكثافة .
* كتلة المادة بعد حساب حجم أو مقدار معامل الانكسار - انحناء الموجات الضوئية .
* بواسطة لون المادة - مواد عديدة لها ألوان معروفة و مسجلة .
هذه الاختبارات نفذت بسهولة و يمكن بسرعة إلي حد ما تقرير ما إذا كانت متطابقة أم لا .
و إذا تحدثنا عن بعض التقنيات ، فإن مختبر التحليل يستخدم تقنية لتحديد المحمول الكهربائي و هذه التقنية تتضمن وضع المواد في هلام أو سائل ، و تطبيق الشحنة الإيجابية و السلبية ، و إجبار عناصر المادة علي النزوح عبر الهلام .
و هذه الطريقة سريعة و سهلة لفصل المواد العضوية عن غير العضوية لأن جميع البروتينات توصل الشحنة الكهربية ( فهي تنزح بسرعات معروفة ) . ومن الشائع استخدامها في عينات الدم و الحمض النووي .
كما يتم أيضًا استخدام التحاليل الطيفية في تحقيقات مسرح الجريمة و الاستفادة من القياسات الدقيقة للترددات و الأطوال الموجية للموجات ، و كذلك تستخدم تقنية الفصل اللوني و فيها يستند قانون هنري لتوازن التبخر أثناء تحول المادة من الحالة الصلبة للحالة السائلة أو الغازية حينها سيكون للمادة نسبة ثابتة من جزيئات الهروب و البقاء و كل المواد تصل إلى نقظة التوازن هذه بسرعات متفاوتة .. أما تحليل الأشعة السينية فهو يعمل فقط مع العينات البلورية ، فالعديد من الصخور ، و المعادن والتربة يكونون بلورات .
أما الأدلة الأخرى مثل الدم فيمكن تحويلها إلي الشكل البلوري بواسطة اليود ، وهلم جرًا . و للبلورات التي تتكون من الذرات المستوية المتوازية خاصية تحويل اتجاه الأشعة السينية و كل مادة بللورية تنتج نمطًا مختلفا عن غيرها ..
و هكذا يتضح كيف يتم الاستفادة من العلوم الطبية و الجنائية في تحقيقات مسرح الجريمة ..
و حينما نتحدث عن الطب الشرعي لابـــد و أن يعترضنا علم هو وثيق الصلــة به .. علم المصول الشرعي ..
إن معرفة الصفة المميزة لنوع محدد من الدم ، اختبار الدم ، اختبار لطخة الدم ، والاستعداد للشهادة أو تقديمها هو العمل الرئيسي لعلم المصول الشرعي ، ويقوم أيضًا بتحليل المني ، اللعاب ، وسوائل الجسم الأخرى ، ومن الممكن أن تتضمن أو لا تتضمن نوع الحمض النووي .
و يجب أن يصبح معترفًا به من الحكومات ، فأدلة الدم و لطخة الدم موجودان دائمًا في أغلبية مسارح الجريمة لذلك تحقق الشرطة في لطخة الدم التي يجدها المختص ، في بعض السلطات القضائية ، تعتبر الشهادة جزاءًا أساسيًا من المشكلة ، بالرغم من ذلك يتم السيطرة على هيئة المحلفين .
و حاليًا الدم هو الدليل المعروف و الأكثر شيوعاً وأهمية في عالم العدالة الإجرامية .
فلطخة الدم ليس هناك بديل لها ، سواء في الأهداف الطبية أو الشرعية . وجودها دائما ما يكون له علاقة بالأشياء المشتبه بها ومن ضحية لأخرى و في مشاهد العنف . شكل لطخة الدم يخبرنا الكثير عن الموقع والحركة أثناء الجريمة ، ومن هاجم أولا ، و الطريقة المستعملة في الهجوم ، و كم مرة تم .
هذا يتسبب بتدمير حجة الدفاع عن النفس ، ولا يتم استخدامها الآن غير نادرًا ، التلعثم يقوي أكثر إشارة إصبع الاتهام نحو المشتبه به أثناء إدلاء الشهادة لما حدث . على مدى السنين ، حاول المجرمون بالكثير من الطرق الحذقة ، تنظيف وإخفاء أدلة الدم ، و لكنها منطقة حيث العدالة القضائية تسبقهم بخطوة واحدة دوما .
الدم هو سائل قلوي هزيل مصنوع أغلبه من الماء ، إضافة إلى خلايا ، و إنزيمات ، و بروتينات ، و مواد عضوية تحيط بها طوال وجودها في الجهاز الدموي وتنقل الأكسجين والغذاء . النسبة الأكبر من الدم مكونة من البلازما ، والتي تتكون من نحو 54% من الماء ، وتحوي المصل ، و هو قريب للصفرة ويحتوي على خلايا بيضاء و صفائح دموية ، و النسبة الأكبر من الدم غير السائل تحتوي على خلايا دم حمراء ، و عددها يزيد عن خلايا الدم البيضاء بخمس مائة مرة للواحدة .
و بينما يهتم العلماء بخلايا الدم البيضاء ، يهتم علماء الطب الشرعي أكثر بخلايا الدم الحمراء ثم المصول . مع المصل ، يستطيع التحليل تحديد مدة عينة الدم لأن المصول تتخثر بعد دقائق محدودة من تعرضها للهواء ( لأن المركز يقوم بفصل المصول غير المستفاد منها عن البقية ) .
في المصول نجد الأجسام المضادة ، و هذه المضادات مهمة للطبيب الشرعي ، فبالحصول على الخلايا الحمراء ، يبحث المحلل عن اختلاف يظهر على سطحها ، كمولد للمضاد ، و قدرته كبيرة حتى يقال أن علم المصول الشرعي مبني على مولد المضاد و الأجسام المضادة ، لكن ذلك في مجال علم المناعة .
أمافي القانون الشرعي ، فدائمًا ما كان الدم في مرتبة الأدلة المهمة ، و باحتمال وجود شيء مميز في الدم ، يستطيع علم المصول الشرعي إثبات بعض الشهادات باحتمالات إيجابية ذات صلة فردية خاصة بالافتراض أن التوائم المتشابهة لها نفس الحمض النووي ولكنها تختلف في الأجسام المضادة .
تصنيف الدم ، و هو ما يطلق عليه الآن نظام إيه – بي – أوه و الذي اكتشف عام 1901.
و بعد عدة سنوات لاحقًا ، حوالي عام 1937 ، تتابع رد الفعل للجسم المضاد – و قد كان مولد المضاد قد اكتشف في الدم ، أكثر الأنواع شهرة هو أي بي إتش ، إم إن ، أر إتش و جي إم ( هناك أكثر من 100 مولد مضاد ) ، و أكثر الناس شهرة لديها عامل الآر إتش ، الذي هو تقنيا مولد المضاد دي . هناك أكثر من 256 من مولدات المضاد ، و 23 نظامًا لمجموعات للدم تتصل بهذه المولدات .
المبدأ الأساسي لعلم المصول هو أنه لكل مولد للمضاد ، هناك نوع محدد من الجسم المضاد . و لتصنيف روتين الدم ، تحتاج مصلين مضادين : المضاد - إيه و المضاد - بي ، و كلا منهما موجود بسهولة ، و بتقطير قطرة من المصل المضاد antiserums في عينة دم ، تلاحظ أي العينات تبقى بمظهر طبيعي ( حوالي 200x جيد ) وأي عينة تصبح متخثرة أو لزجة .
فالدم من النوع A يلتصق بالمصل المضاد A ، و الدم من النوع B يلتصق بالمصل المضــاد B ، أما الدم من النوع AB فهو يلتصق بالمصلين معًا ، و الدم من النوع O لا يلتصق بأي منهما ..
النوع " أو" هو الأكثر شهرة بين الناس الطبيعيين ( مثل السكان الأصليين والأمريكيين الأصليين والأمريكيين اللاتينيين ) . النوع " إيه " هو الأكثر شهرة بين القوقازيين الذين ينحدرون من أصول أوروبية . النوع " بي" هو الأكثر شهرة بين الأفريقيين الأميريكيين وبعض الآسيويين . النوع " إيه بي" هو الأكثر شهرة بين اليابانيين وبعض الآسيويين كالصينيين .
و في ظاهرة مثيرة في الشرق الأوسط وجدت بعض خلايا الدم الحمراء التي تحتوي على أنوية ، بينما يعرف عادة عن خلايا الدم الحمراء أنها لا تحتوي على أنوية ، وعموما فإن لدى الرجال خلايا دم حمراء أكثر من النساء ، و كريات الدم الحمراء في أساسها مشكّلة و مكونة من جذع الخلية ، و جذع الخلية موجود في عظمة النخاع أو الأضلاع أو عظمة الصدر أو الحوض أو الفقرات ، و إنتاج الكرات الحمراء تسيطر عليه الهرمونات التي تفرزها الكلية ، و التي بالتالي ، تحفز العظام لإطلاق المزيد من كرات الدم الحمراء .
و توجد أنواع نادرة من كرات الدم الحمراء إضافة إلى نظام ABO ، و بعيدا عن ذلك فإن من أكثر ما ينتفع به عامل الريسز ، فلو كان لدى شخص عامل الريسز برقم إيجابي ، فإن هذا يعني أن دمه يحتوي على بروتين يوجد أيضا في دم القرد ، أغلب الناس لديهم عامل الريسز الموجب ، و الأطباء المتدربون يراقبون أي امرأة لديها عامل الريسز السالب بينما تكون حاملًا بجنين .
و نظام عامل الريسز في الحقيقة معقد أكثر من نظام الـ ABO لأن هناك ما يقارب الثلاثين مجموعة محتملة ، لكن من أجل التسهيل ، يقال إن عامل الريسز عادة ما يظهر إيجابيًا أو سلبيًا ، كما أن عامل الريسز مثل باقي عوامل المناعة ، يوجد فوق أغطية خلايا الدم الحمراء ، و هي شائعة في العلم الجنائي ..
و للدم الرطب في العلم الجنائي قيمة أكبر من الدم الجاف لأنه يمكن إجراء العديد من العمليات عليه ..
و كمثال : الكحول وكمية المخدر الموجودة بالدم يمكن أن تقاس من خلال الدم الرطب فقط ..
و يبدأ الدم في الجفاف بعد التعرض من ثلاث إلى خمس دقائق للهواء ، كما أنه يجف و يتغير لونه نحو الأسود و البني ، و الدم في مشهد الجريمة قد يوجد على شكل قطرات أو رشات من الدم أو قشور كدم متخثر ..
و لتجمعات الدم قيمة أكبر في الطب الجنائي من العينة الدموية المتخثرة ..
فقطرات الدم تدل علي ارتفاع و زاوية سقوط الدم و مقدار القوة التي سقط بها و قطرات الدم الموجودة على الحوائط و الأرضيات يمكن ان تشير على أطوال القتلة و أحجامهم و ما إذا كانوا يستخدمون أيديهم اليسرى أم اليمنى ، و العلم الجنائي يتخصص في تحاليل قطرات الدم المتساقطة ..
فمثلًا : إذا كان السقوط عموديًا على الأرض من مسافة صفر إلى مترين فسوف تتشكل بقعة من الدم ذات حواف متفرقة قليلا ، أما إذا كان السقوط من مسافة أعلى فإن بقعة الانتشار سوف تكون أوسع من ذلك مع حواف أكثر اتساعًا و عندما يضرب الدم سطحًًا مائلًا تنزلق القطرات نزولًا وتشكل ذيلًا وهو يمثل الاتجاه المعاكس للهبوط الأول .
أثر الدم على الحائط يدل أيضًا علي اتجاه ومقدار القوه المؤثرة على الدم ويكون اتجاه القوة دائما في اتجاه الذيل ، و يقل في نهاية الأثر ، بمعني أن المساحة الكبرى من قطرة الدم هي نقطة الأصل ، بينما قشور الدم تحتاج لإجراء تجارب بلورية عليها للتأكد من أنها قشور دم ..
خلايا الدم الحمراء المبردة لديها حياة جزئية تصل إلى 42 يومًا أما خلايا الدم البيضاء فإذا تم تبريدها بشكل صحيح فإن مدة حياتها الجزئية قد تصل إلى نحو عام كامل .
و لكي يتم استعمال بقع الدم في مسرح الجريمة لإعادة تمثيل الاعتداء , يجب أن يجد المحققون كل البقع ..
يستخدم المحققون ضوءًا عالي الكثافة , ينتج عنه ضوء بنفسجي قادر على تحديد مكان بقع الدم إذا كانت الطريقه لا تكشف الدم أو في حالة كون مسرح الجريمة قد تم تنظيفه , وهناك العديد من عوامل الكشف التي تستخدم الدم , لومينول وفلوريسسيين هى أكثر كواشف الدم شيوعًا ويمكن أن تكشف الدم الذي خفف بنسبة 12000 جزء ماء إلى جزء واحد من الدم , يكشف اللومينول قطرات دم رشت في غرفة مظلمة ، اللومينول يرتبط ببقع الدم و يجعله الفلوريسسيين مرئيا ، الفلوريسسيين حساس جدا ويتوهج فقط إذا تعرض للأشعة فوق البنفسجية ، و كل من هذه الكواشف يتفاعل عندما يتصل بالحديد الموجود في الهيموجلوبين الذي يوجد في الدم ..
و كما ذكرنا سابقًا فإن للدم الذي وجد على الحائط والأرض أو السقف دلالة على مكان كل من القاتل و الضحية في ذلك الوقت لذا يحلل المحققون كل الأدلة و يعيدون رسم المسار ، يستعمل المحققون الآن برامج الحواسيب التي تأخذ في حساباتها عمل الجاذبية و موقع الدم ويمكنها بذلك رسم مسار لطيران قطرة الدم .
و علامات الدم تقدم العديد من المعلومات و خصوصا إذا سقط الدم على رأس السلاح , يتم تميز بقع الدم المنحنية إلى اليسار أو إلى اليمين و هي تكشف أي يد استعملها القاتل ليمسك بالسلاح وعرض أثر الدم يمكن أن يشير إلى نوع السلاح الذي استعمل في الهجوم , فمثلا السكين يحدد أثر الدم بينما مضرب البيسبول يوسع الأثــر ، فالدم الذي يترك السلاح يمكن أن يشير إلى الوحشية التي حدثت أثناء الهجوم , ففي حين وجود آثــار رشات قوية من الدم يعزز ذلك وجود نية القتل في العقل ..