لا شك أن شعائر ومناسك الحج محدودة ومعروفة لكثير من الحجاج وهي محببة إلى النفس لدرجة أن كل حاج يحرص على أدائها في أكمل صورة ممكنة حتى لا يشوبها شيء ما طمعاً في مرضاة الله ومغفرته ورحمته.
ورحلة الحج بطبيعتها لا تستغرق سوى أيام معدودة ليعود بعدها الحاج إلى أعمال الدنيا ليواجه التحدي الأكبر بعد العودة من الحج.
لذا ينبغي على كل حاج كان حريصاً على أداء المناسك في أحسن صورها أن يعد نفسه بصدق لفترة ما بعد الحج، وأن يقبل هذا التحدي المنشود حتى يمتد أثر الحج الذي قام به إلى ميادين الحياة التي هي بلا شك أصعب بكثير من أداء مناسك فريضة الحج.
إن حكمة هذا التحدي تكمن في كون الإسلام لا يريد مسلمين تنتهي صلتهم بمعاني الحج بمجرد أن خلعوا ملابس الإحرام!!
بل يريد مسلمين يعيشون معاني الحج وأخلاقه بقية عمرهم، وهذا هو الحج الأبدي الخالد الذي يخرج المسلم من إحرام المظهر إلى إحرام الجوهر، وهذا هو المطلوب لا غيره.
إن الحاج بمجرد أن لبس ملابس الإحرام امتنع عن الكثير من المظاهر الدنيوية السائدة فأصبح حريصاً على سلوكياته، امتنع عن النظرة المختلسة، امتنع عن الغيبة والنميمة، استطاع أن يسيطر على شهواته ورغباته وعاداته، وأصبح شخصاً آخر يجتهد بحق في أن ينأى بنفسه عن شر نفسه، وعن كل آفات القلب الدنيوي التي تعيقه نحو الأفضل.
وهنا السؤال الصعب!!!
هل حافظ الحاج على كل هذا بعد خلعه ملابس الإحرام؟
وهل صار محرِماً في سلوكياته وأخلاقه؟
وهل عاش محرِماً في قلبه ولسانه؟
فإن كان كذلك فمن المؤكد أنه على الطريق الصحيح؛ لأنه انتقل بالفعل من حج المظهر إلى حج الجوهر، وصار بالفعل حاجًّا مدى الحياة، وإن كان غير ذلك فيرجى منه فوراً إعادة النظر حتى تؤتي الرحلة العظيمة ثمارها، وكي يعيد للفريضة هيبتها.
ولكي يجيب الحاج على هذا السؤال بشكل حقيقي فينبغي عليه:
1 - أن يستحضر الله في قلبه بما في ذلك أعماله الدنيوية حتى يصبح كل عمله لله؛ لأن من استحضر ربه أثناء الإحرام ينبغي عليه أن يظل كذلك بعد الحج.
2 - أن يداوم على شكر الله، ويستمد منه العون حتى يقوى على تطوير نفسه والاستمرار في علاقته بالله سبحانه وتعالى.
3 - أن يستشعر مراقبة الله في كل وقت وحين، وكأنه ما يزال في ملابس الإحرام، فالذي لا يرضى أن يفعله وهو يرتدي ملابس الإحرام وحول الكعبة وبين يدي الله لا يرضى أن يفعله في غير ذلك؛ لأن المسلم القريب من ربه لا ينظر أبداً إلى حجم المعصية، ولكن ينظر إلى من يعصاه.
4 - أن يتقي الله بعد عودته من الحج فيحسن إلى أهله ومن يعول، وأن يغرس فيهم المودة والرحمة والألفة وتحمل المسئولية؛ لأن الله سائله عما استرعى على أن يبدأ بنفسه.
5 - أن يتقن عمله بعد عودته إلى ميدان الحياة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
6 - أن يحسن إلى جيرانه وزملائه وأصدقائه ومن يعرف حتى يستشعر الجميع أن أدائه لفريضة الحج قد دعمت أخلاقياته وسلوكياته ومواقفه لا العكس.
7 - أن يحسن إلى والديه عملاً بقول الله تعالى: (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما). وأن يدعو لهما لقوله تعالى: (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) [الإسراء:24].
8 - الحفاظ على حق الطريق وآدابه والتحلي بالقيم الحضارية المعاصرة التي من روح الإسلام.
9 - التحلي بمكارم الأخلاق وسعة الصدر والرفق واللين مع الغير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم). رواه الإمام أحمد.
أخي الحاج: لقد ذهبت للحج أو العمرة وأنت حريص على مراقبة الله في كل تصرفاتك، فلا تحرم نفسك من توقير الله بقية حياتك.
واعلم أنه لو نجحت في العمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك). فقد استكملت الإيمان، وأصبح حجك مكرراً طوال الحياة مع كل طاعة تتقرب بها إلى الله وصرت بمشيئة الله حاجًّا مدى الحياة.
ورحلة الحج بطبيعتها لا تستغرق سوى أيام معدودة ليعود بعدها الحاج إلى أعمال الدنيا ليواجه التحدي الأكبر بعد العودة من الحج.
لذا ينبغي على كل حاج كان حريصاً على أداء المناسك في أحسن صورها أن يعد نفسه بصدق لفترة ما بعد الحج، وأن يقبل هذا التحدي المنشود حتى يمتد أثر الحج الذي قام به إلى ميادين الحياة التي هي بلا شك أصعب بكثير من أداء مناسك فريضة الحج.
إن حكمة هذا التحدي تكمن في كون الإسلام لا يريد مسلمين تنتهي صلتهم بمعاني الحج بمجرد أن خلعوا ملابس الإحرام!!
بل يريد مسلمين يعيشون معاني الحج وأخلاقه بقية عمرهم، وهذا هو الحج الأبدي الخالد الذي يخرج المسلم من إحرام المظهر إلى إحرام الجوهر، وهذا هو المطلوب لا غيره.
إن الحاج بمجرد أن لبس ملابس الإحرام امتنع عن الكثير من المظاهر الدنيوية السائدة فأصبح حريصاً على سلوكياته، امتنع عن النظرة المختلسة، امتنع عن الغيبة والنميمة، استطاع أن يسيطر على شهواته ورغباته وعاداته، وأصبح شخصاً آخر يجتهد بحق في أن ينأى بنفسه عن شر نفسه، وعن كل آفات القلب الدنيوي التي تعيقه نحو الأفضل.
وهنا السؤال الصعب!!!
هل حافظ الحاج على كل هذا بعد خلعه ملابس الإحرام؟
وهل صار محرِماً في سلوكياته وأخلاقه؟
وهل عاش محرِماً في قلبه ولسانه؟
فإن كان كذلك فمن المؤكد أنه على الطريق الصحيح؛ لأنه انتقل بالفعل من حج المظهر إلى حج الجوهر، وصار بالفعل حاجًّا مدى الحياة، وإن كان غير ذلك فيرجى منه فوراً إعادة النظر حتى تؤتي الرحلة العظيمة ثمارها، وكي يعيد للفريضة هيبتها.
ولكي يجيب الحاج على هذا السؤال بشكل حقيقي فينبغي عليه:
1 - أن يستحضر الله في قلبه بما في ذلك أعماله الدنيوية حتى يصبح كل عمله لله؛ لأن من استحضر ربه أثناء الإحرام ينبغي عليه أن يظل كذلك بعد الحج.
2 - أن يداوم على شكر الله، ويستمد منه العون حتى يقوى على تطوير نفسه والاستمرار في علاقته بالله سبحانه وتعالى.
3 - أن يستشعر مراقبة الله في كل وقت وحين، وكأنه ما يزال في ملابس الإحرام، فالذي لا يرضى أن يفعله وهو يرتدي ملابس الإحرام وحول الكعبة وبين يدي الله لا يرضى أن يفعله في غير ذلك؛ لأن المسلم القريب من ربه لا ينظر أبداً إلى حجم المعصية، ولكن ينظر إلى من يعصاه.
4 - أن يتقي الله بعد عودته من الحج فيحسن إلى أهله ومن يعول، وأن يغرس فيهم المودة والرحمة والألفة وتحمل المسئولية؛ لأن الله سائله عما استرعى على أن يبدأ بنفسه.
5 - أن يتقن عمله بعد عودته إلى ميدان الحياة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
6 - أن يحسن إلى جيرانه وزملائه وأصدقائه ومن يعرف حتى يستشعر الجميع أن أدائه لفريضة الحج قد دعمت أخلاقياته وسلوكياته ومواقفه لا العكس.
7 - أن يحسن إلى والديه عملاً بقول الله تعالى: (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما). وأن يدعو لهما لقوله تعالى: (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) [الإسراء:24].
8 - الحفاظ على حق الطريق وآدابه والتحلي بالقيم الحضارية المعاصرة التي من روح الإسلام.
9 - التحلي بمكارم الأخلاق وسعة الصدر والرفق واللين مع الغير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم). رواه الإمام أحمد.
أخي الحاج: لقد ذهبت للحج أو العمرة وأنت حريص على مراقبة الله في كل تصرفاتك، فلا تحرم نفسك من توقير الله بقية حياتك.
واعلم أنه لو نجحت في العمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك). فقد استكملت الإيمان، وأصبح حجك مكرراً طوال الحياة مع كل طاعة تتقرب بها إلى الله وصرت بمشيئة الله حاجًّا مدى الحياة.