فى عهد الحملة الفرنسية فكر نابليون أن يصل البحر الأبيض بالأحمر غير أن الدراسات انتهت إلى الاعتقاد بأن مستوى البحر الأحمر أعلى من مستوى البحر الأبيض، وتجدد الحلم على يد فرديناند ديليسبس، الذى جاء إلى مصر لأول مرة عام ١٨٣١ كمساعد للقنصل الفرنسى واتصل بالأمير محمد سعيد ابن محمد على باشا (حاكم مصر لاحقا)، وكانا يمارسان الرياضة سويا، وفى ١٨٤٦ فى أواخر عهد محمد على جاءت لجنة فنية لمصر، لدراسة إمكانية تحقيق المشروع، وكان محمد على غير راغب فى المشروع،
كما أعرض عباس باشا عن المشروع، فلما مات عباس وتولى سعيد الحكم استبشر ديليسبس بصديقه القديم، فأرسل له يهنئه على اعتلاء العرش وأبلغه عن عزمه الحضور إلى مصر، واستقبله سعيد بحفاوة بالغة وفاتحه ديليسبس وهما فى رحلة فى الصحراء الغربية وقبل سعيد بالمشروع، ولم تمض أيام حتى منح سعيد صديقه امتياز تأسيس شركة قناة السويس فى ٣٠ نوفمبر ١٨٥٤ واستثمارها لمدة ٩٩ عاما من تاريخ فتحها للملاحة، وهكذا نال ديليسبس بغيته، التى سعى لها منذ ٢٣ عاما، وعهد سعيد إلى مهندسيه، لينان بك وموجيل بك، لدراسة المشروع وتنفيذه،
وشكل ديليسبس فى نوفمبر ١٨٥٥ لجنة هندسية دولية، لدراسة المشروع وأثبتوا أن مستوى البحرين واحد، وفى ٥ نوفمبر عرض ديليسبس أسهم الشركة للاكتتاب فى فرنسا، وتأسست الشركة فى نفس العام، وفى ٢٥ أبريل ١٨٥٩ ذهب ديليسبس بصحبة أعضاء مجلس الإدارة إلى الموقع الموجودة فيه الآن مدينة بور سعيد، وضرب أول معول فى المشروع واقتدى به الحاضرون، وفى ١٨ يناير ١٨٦٣ توفى سعيد باشا وجاء إسماعيل، وكانت مسألة قناة السويس أول ماواجهه فى عهده، فبادر فى أول اجتماع له بوكلاء الدول، وأفضى إليهم بعزمه المضى قدما فى المشروع غير أن فداحة شروط الامتياز قد هالت إسماعيل، فبذل قصارى جهده، لتخفيفها و قال: «إنى أريد أن تكون القناة لمصر لا أن تكون مصر للقناة»، وسعى لإبطال أربعة شروط عبثا إلى أن انتهى العمل فى القناة فى ١٨٦٩، وكان طولها ١٦٤ كيلومترا، وأنشئت على شاطئها مدينتا بورسعيد والإسماعيلية، وافتتحت للملاحة فى مثل هذا اليوم ١٧ نوفمبر ١٨٦٩، وأقام إسماعيل افتتاحا أسطوريا لم يعرف التاريخ مثله تكلف مليونين وأربعمائة ألف جنيه
كما أعرض عباس باشا عن المشروع، فلما مات عباس وتولى سعيد الحكم استبشر ديليسبس بصديقه القديم، فأرسل له يهنئه على اعتلاء العرش وأبلغه عن عزمه الحضور إلى مصر، واستقبله سعيد بحفاوة بالغة وفاتحه ديليسبس وهما فى رحلة فى الصحراء الغربية وقبل سعيد بالمشروع، ولم تمض أيام حتى منح سعيد صديقه امتياز تأسيس شركة قناة السويس فى ٣٠ نوفمبر ١٨٥٤ واستثمارها لمدة ٩٩ عاما من تاريخ فتحها للملاحة، وهكذا نال ديليسبس بغيته، التى سعى لها منذ ٢٣ عاما، وعهد سعيد إلى مهندسيه، لينان بك وموجيل بك، لدراسة المشروع وتنفيذه،
وشكل ديليسبس فى نوفمبر ١٨٥٥ لجنة هندسية دولية، لدراسة المشروع وأثبتوا أن مستوى البحرين واحد، وفى ٥ نوفمبر عرض ديليسبس أسهم الشركة للاكتتاب فى فرنسا، وتأسست الشركة فى نفس العام، وفى ٢٥ أبريل ١٨٥٩ ذهب ديليسبس بصحبة أعضاء مجلس الإدارة إلى الموقع الموجودة فيه الآن مدينة بور سعيد، وضرب أول معول فى المشروع واقتدى به الحاضرون، وفى ١٨ يناير ١٨٦٣ توفى سعيد باشا وجاء إسماعيل، وكانت مسألة قناة السويس أول ماواجهه فى عهده، فبادر فى أول اجتماع له بوكلاء الدول، وأفضى إليهم بعزمه المضى قدما فى المشروع غير أن فداحة شروط الامتياز قد هالت إسماعيل، فبذل قصارى جهده، لتخفيفها و قال: «إنى أريد أن تكون القناة لمصر لا أن تكون مصر للقناة»، وسعى لإبطال أربعة شروط عبثا إلى أن انتهى العمل فى القناة فى ١٨٦٩، وكان طولها ١٦٤ كيلومترا، وأنشئت على شاطئها مدينتا بورسعيد والإسماعيلية، وافتتحت للملاحة فى مثل هذا اليوم ١٧ نوفمبر ١٨٦٩، وأقام إسماعيل افتتاحا أسطوريا لم يعرف التاريخ مثله تكلف مليونين وأربعمائة ألف جنيه