تم اليوم الخميس، دفن جثة الشاب مكاريوس جاد شاكر (19 سنة) عامل بناء، والذى لقى مصرعه فى أحداث الشغب المؤسفة التى وقعت أمس بالعمرانية ودفنه بمقابر أسرته بقرية الحرجة بالقرعان بمركز البلينا بمحافظة سوهاج.
وصرح اللواء أحمد خميس مدير أمن سوهاج بأنه تم دفن الجثة فى حالة من الهدوء التام بمشاركة أعداد كبيرة من المسلمين والمسيحيين بالقرية دون حدوث أى تداعيات أو تجاوزات تخل بالأمن العام.
ومن جانبهم أكد أهالى القرية المشاركون فى الجنازة على عمق العلاقة بينهم مسلمين ومسيحيين، ومشاركة بعضهم البعض الأعياد والأفراح والأحزان وتجاورهم فى المنازل والمزارع، ووجود مصالح مشتركة بينهم، كما أدانوا مجددا أحداث الشغب التى وقعت اليوم بالطالبية والهرم بمحافظة الجيزة مطالبين بسرعة تجاوزها.
في سياق اخر :
توارى جثمان الشاب بمقابر أسرته بقرية الحرجة بالقرعان وشارك فى الجنازة 2000 من أهالى القرية والقرى المجاورة تقدمهم عدد من القساوسة على رأسهم الأنبا بشيوى كاهن مطرانية البلينا وإبراهيم فانوس، كاهن مطرانية مارى جرجس بالحرجة بالقرعان، والذى أشار إلى أن الجثمان وصل فى ساعة متأخرة من صباح اليوم، ولم يتخلل الصلاة عليها أى مظهر من مظاهر الهتافات أو اللافتات، بل سارت الجنازة بشكل طبيعى جدا تم منع جميع أشكال التصوير سواء بالكاميرات أو الموبايل منع للترويج للواقعة بطريقة غير سليمة وافتعال أزمة.
وأوضح أن شاكر كان يعمل بالكنيسة محل الأحداث، وأن حالة من الحزن خيمت على أسرته وجميع أهالى القرية مسيحين ومسلمين.
وأضاف "شيع أكثر من 10 آلاف نسمة مسلمون ومسيحيون الجنازة، وشهدت حضورا كبيرا من المسلمين، وعلى رأسهم عمدة القرية ذكى الدين أحمد"، مشيرا إلى أن القرية بها كنيسة مارى جرجس والقرية بها مسلمون ومسيحون يعيشون فى سلام وهذه أحداث غريبة علينا، وأنها لن تؤثر من قريب أو بعيد على نسيجنا الوطنى، فكلنا هنا نأكل ونشرب فى إناء واحد لا فرق بين مسيحى ومسلم، وأننى أطالب الجميع بعدم المتاجرة بمثل هذه الأحداث من أجل وحدة مصر، وهذا سبب رئيسى لمنعنا التصوير ورفضنا حضور كافة وسائل الإعلام للجنازة".
حضر تشييع الجنازة العديد من القيادات الأمنية، شملت رئيس قطاع الجنوب ورئيس الشعبة، وضابطان من مديرية أمن سوهاج رافقا الجثة من بداية وصولها سوهاج حتى مسقط رأسها بالحرجة بالقرعان.