من طرف 
مع بداية دقات الساعة الثامنة بدأ المارثون الانتخابى فى الانطلاق، حيث شهد اليوم الانتخابى العديد من المفارقات بتدفق المواطنين للاقتراع واختيار من يمثلهم تحت قبة البرلمان، ولكن ما بدا واضحاً أن الحزب الوطنى لم يترك فرصة لمنافسيه من الاحزاب المعارضة المشاركة فى الانتخابات وغريمه من أعضاء الجماعة المحظورة، وانتابت أغلب الدوائر حالة من الهرج والمرج نتيجة تدخلات الامن، مما يعيد إلي الأذهان ما حدث فى انتخابات مجلس الشورى فى دورته 2010 حيث انتهى الاقتراع في الساعة السابعة مساء باستثناء بعض اللجان التي بقي بها ناخبون لم يقترعوا بحلول الميعاد، على أن تتم عمليات الإعادة يوم الأحد المقبل.. كما نظم المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين احتجاجات بعد إغلاق مراكز الاقتراع رددوا خلالها هتافات تندد بالتزوير.
وفى سياق الاحداث، اتهمت أحزاب المعارضة الحكومة وأجهزة الأمن بتزوير الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس – الأحد - وذلك بدعوى أن الحزب الوطني عمل على ألا تحقق جماعة الاخوان المسلمين المكاسب التي حققتها في الانتخابات الأخيرة التي أجريت قبل خمس سنوات.
الأمر الذي دفع الإخوان المسلمين إلي إشعال معركتهم بتقديم الطعون أمام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، بهدف إلغاء العملية الانتخابية حيث تقدم محاموهم بـ70 طعنا أمام القضاء الإداري، ووصف المحامى أحمد أبو بركة عضو الكتلة البرلمانية للجماعة، هذه الطعون بأنها الأكبر في تاريخ أي انتخابات مصرية، متوقعا زيادة عددها إلى نحو 275 طعنا بعد تقديم مرشحين من غير الإخوان طعونا جديدة.
وفي السياق ذاته، أكد فيصل السيد محمد عضو اللجنة القانونية للإخوان، أن هناك انتهاكات شابت عملية الفرز، فضلا عن تسويد البطاقات "ملئها" لصالح مرشحي الحزب الحاكم، وإرهاب الناخبين بالوجود الأمني الكثيف، وإطلاق الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع.. مؤكدا أن الإخوان قاموا بالتوثيق القانوني لتلك الانتهاكات.
وعلى سياق المعركة الانتخابية، اشتعلت الدوائر بالمشاحنات من قبل أنصار المرشحين من جهة والامن من جهة أخرى، ففى محافظة الشرقية ارتفع عدد ضحايا حادث مشتول السوق إلى 4 قتلى بعد وفاة حمدى فرج من قرية السلام مركز بلبيس بمستشفى الأحرار اليوم.
أحداث دامية
كما شهدت محافظة الشرقية أحداثًا دامية بعد قيام قائد سيارة من أنصار مرشح الوطنى بصدم مواطن من أنصار مرشح من الأعراب، فقامت مشاجرة بين أنصار المرشحين وتطورت لإطلاق أعيرة نارية من قبل أعراب تل الجراد بشكل عشوائى أسفرت عن مصرع أربعة مواطنين.
وعلى مقعد الفئات فى الدائرة الأولى حلوان، كشفت الاحداث مدى ما حدث من تزوير لصالح مرشح الحزب الوطنى والذى يتنافس عليه كل من سيد مشعل وزير الانتاج الحربى، ومصطفى بكرى، والتى أسفرت عن فوز مشعل بفارق 457 صوت فقط إلا أن أنصار بكرى أعلنوا تذمرهم وحطموا لافتات وصور مشعل واعتصموا أمام مقر لجنة الفرز بمركز شباب شرق حلوان.. بعد اكتشافهم حصول بكرى على 19865 صوتاً، مقابل 20333 صوتاً لمشعل.. وبذلك أصبح إجمالى عدد الأصوات 40197، وأن عدد الأصوات الصحيحة 35 ألف صوت، وهناك 5000 صوت غير موجودة وهو ما دفع مصطفى بكرى لتقديم الشكوى للسيد عمر عبد العزيز رئيس اللجنة العليا للانتخابات.
وعن حالات طرد المندوبين المرشحين المعارضة، برر مسئولو اللجان الاقتراع بأن الأختام والتوقيعات على توكيلاتهم غير واضحة أو غير مطابقة مما دعاهم لرفضها.
وفى سياق الاحداث المتوترة عقب غلق باب الاقتراع، شهدت محافظة البحيرة حالة غضب جماهيرى فور اعلان فوز مرشحى الحزب الوطنى من الجولة الاولى محمد حميدة البنا "فئات"، ومحمد سعد قمرة "فلاح"، وقام الاهالى بتحطيم جميع لافتات الدعاية الانتخابية لهما والموجودة بمدخل المدينة وحرقهم فى منتصف الطريق وذلك احتجاجا على نجاحهما بالتزوير.. بينما قامت قوات الامن المركزى بإلقاء العديد من القنابل المسيلة للدموع على الأهالى والجرى وراءهم، واستطاعوا القبض على عدد منهم واعتدوا عليهم بالضرب المبرح.
وتعبيراً عما حدث من تجاوزات خلال العملية الانتخابية وما شابها من تزوير نظم ما يقرب من مائة ناشط سياسي "الحزب الناصري ـ والكرامة ـ و العمل الإسلامي وحركات كفاية ـ و6 ابريل ـ والعدالة ـ والحرية ـ والجبهة الحرة للتغيير السلمي" مرتدين الملابس السوداء على سلم نقابة الصحفيين مستخدمين الطبول.. منددين بالتجاوزات التي حدثت في انتخابات مجلس الشعب وقام المتظاهرون بحرق صور أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني، والمكتوب عليها "الفاشل" وسط ترديد هتافات "الانتخابات.. باطل" و"شوفوا حكومة الحريات.. بتزور الانتخابات" و"اللي يزور في الصناديق.. يبقى خاين يبقى عميل"، و"ادي مفهومهم للتغيير.. انتخاباتنا بالتزوير"، و"بالطول ـ بالعرض ـ هنجيب الوطني الأرض".. وهتافات ضد أحمد فتحي سرور، كما رفع المتظاهرون شعارات: "ذبح المعارضين عار وخيانة"، و"حمدين صباحي ـ جميل اسماعيل ـ جمال زهران ـ سعد عبود ـ نواب شرفاء".
وأكد المتظاهرون فى بيان أنهم لا يعترفون بمجلس الشعب الناتج عن هذه الانتخابات وان وقفتهم اليوم حدادا على الديمقراطية في مصر.