من طرف 
اعترف أحمد عبدالحفيظ الأمين العام المساعد للحزب العربي الناصري أن سبب حصول الحزب علي صفر في انتخابات مجلس الشعب يرجع إلي أنه لم يكن مؤهلا لخوض الانتخابات وأن المرشحين لم تكن لديهم قدرات تؤهلهم للفوز وكشف عن قيادات بالحزب كانت «تلعب» لصالح خصوم مرشحي الحزب أنفسهم وعبر خلال حواره مع «روزاليوسف» عن حالة الحزب.. قائلاً: الحزب مشلول حركيا بسبب الانقسامات الداخلية، واعترف بتقديم استقالته من الحزب لفشل فلسفة التواؤم مع النظام التي تبناها.
هل كان الحزب الناصري مؤهلاً لخوض انتخابات الشعب؟
- لا.. لم يكن مؤهلاً تماما لأن جميع الظروف الموضوعية للانتخابات بعيدة عنه وعن مرشحيه فهم لا يستطيعون مجاراة المال السياسي الذي ينفق في الانتخابات والدعاية المكلفة الباهظة.. وأعتقد أن ولاء هؤلاء المرشحين الأساسي في الانتخابات يكون عائليا وليس حزبيا وبالتالي لا تضمن تأييدًا حزبياً حقيقيا من أي مرشح وغالبا العناصر المؤثرة من المرشحين يكونون من عائلات كبيرة سياسية وخير مثال علي ذلك أن سامح عاشور كان يدير معركة الانتخابات لشقيقه عادل عاشور في دائرة ساقلتة مرشح الحزب الوطني.
والأخطر من ذلك أن يسري فتيان أمين تنظيم القاهرة وعضو الأمانة العامة بالناصري كان يدير حملة طاهرة أبوزيد مرشح حزب الوفد المرشح المنافس للدكتور محمد أبوالعلا مرشح الحزب الناصري بالساحل لأنه نسيب طاهر أبوزيد.
الحزب نافس بـ44 مرشحًا هل كانوا كلهم يصلحون لخوض الانتخابات؟
- لا توجد مؤسسة حزبية بكل الأحزاب عموما بما فيها الوطني والوضع أكثر سوءًا بالنسبة للناصري، أما فيما يخص المرشحين الناصريين فلم يصلح منهم أكثر من 4 مرشحين فقط لديهم مؤهلات انتخابية أي عائلات ومال وقري تخرج للتصويت معهم وهذا حال الأحزاب عموما ما عدا الوفد.
أما الحزب فهو مفتقد أصلا لإمكانية النجاح نتيجة عدم معرفته بإدارة اليوم الانتخابي ويحتاج لخبرات حول المواقع الانتخابية الجيدة، فمثلا حسين أشرف مرشح حزب التجمع في عابدين أنفق 10 ملايين جنيه، لكنه لا يعرف كيف يجذب الصوت الانتخابي ومرشحو الناصري لم تكن لهم كتلة انتخابية ينجحون علي أساسها باستثناء توحيد البنهاوي وأيمن الهندي ومحمود الجيزاوي وهناك مرشحون قاموا بعمل شغل جيد في دوائرهم، لكنه لا يرقي انتخابيا.
الحزب يعاني من انقسامات فجة.. هل أثرت علي موقفه خلال الانتخابات؟
- نعم مؤثرة جدا لأنها تعطل حركة الحزب فأصبح الناصري مشلولاً حركيا والتمويل المالي معدوم ولا يوجد دعم بشري بسبب الخلافات والانقسامات قد عطلت القدرة الداخلية للحزب وأبرز ما عطلته لجنة الناصري للإشراف علي الانتخابات فلم يكن هناك أي تناغم بين قياداتها بعد أن استبعد منها عاشور وأدارها المكتب السياسي ثم فشلت.
هل قيادات الحزب الناصري مؤهلة لإدارة انتخابات؟
- قيادات الأحزاب عموما والناصري بصفة خاصة ليست انتخابية لأنها تربت علي مفاهيم الاحتجاج والتغيير الجذري ولا تملك خرائط انتخابية، لكنها تعلم جيدا كيف تدير احتجاجا عماليا، مثلا فالحزب كله بعيد عن الانتخابات ما عدا سامح عاشور بسبب العائلة وحتي حزب الوفد لم يعد يملك هذه الخريطة مثل قياداته القديمة.
معني ذلك أنكم تعلمون النتيجة مسبقا؟
- نعم كنا عارفين لكن هناك اعتقادًا أن الأجواء الرسمية ستكون أكثر انفتاحًا نتيجة الحديث المستمر حول الأدوار والأداء المرتبط بالأحزاب الرسمية.
هل أثرت انشقاقات التيار الناصري علي تفريغ الحزب من كوادره؟
- إلي حد كبير وخاصة بعد خروج القيادات المؤثرة في المواقع مثل حمدين صباحي وكمال أحمد وسعد عبود وأمين إسكندر وسيد عبدالغني، لكنهم مسئولون عن خروجهم لأنهم غادروا الحزب بعد اختلافهم ولم يتيحوا لأنفسهم فرصة التغيير والمحاولة.
كيف تلوم عليهم وأنت ستقدم استقالتك من الحزب علي حد قولك؟
- أنا وضعي مختلف من حيث الاستقالة لأنني قررت أن أفسح مجالا لغيري من قادة يتركه ومن لا يستطيع علي شيء وأنا كنت صاحب وفيلسوف الاتجاه الذي دعا للدخول في مفاوضات والتواؤم مع الدولة لأننا لسنا حركات احتجاجية وانقلابية وهذا الاتجاه فشل مرتين في انتخابات 2005 و2010 علي التوالي وما زلت متبنيا هذا الاتجاه وأنا بادرت بالحديث عن الاستقالة قبل أن تُطلب مني وعلي الأحزاب أن تختبر هذه الفلسفة لعدة مرات لأن أوضاع عضويتها اختلفت عن ذي قبل فأصبحت مجرد أنصار ومتعاطفين وليسوا كوادر وقيادات سياسية.
أخيرًا هل تعتقد أن الحزب حقق مكسبًا من خوض الانتخابات؟
- نعم حقق مكاسب شديدة وبرزت فيه قدرات رائعة أبرزها التحرك وسط الناس وتنشيط الدورة الدموية السياسية وبالمناسبة الحزب جلب عضويات جديدة بعد الانتخابات.
ما رأيك في انسحاب الوفد والإخوان؟
- مناورة سياسية لنيل أصوات الإعادة.