أو تعليق الدستور . وتعليق الحياة النيابية ..
الأزمة كغيرها : هي الصدام بين نواب مجلس الأمة مع رئيس الوزراء ..
وإصرار نواب المعارضة علي تقديم إستجواب لرئيس الوزراء . ومن ثم عرضه للتصويت بالثقة .
ولم يحدث علي الإطلاق في تاريخ الكويت عرض رئيس الوزراء للتصويت بالثقة . ويتم حل المجلس وإجراء إنتخابات جديدة .
الأزمة هذه المرة ، ربما تأخذ منحي آخر :
حيث أن أمير البلاد الشيج صباح الأحمد أعطى توجيهاته الى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد «بالسماح للتجمعات داخل الدواوين فقط، وحظر أي تجمعات خارجها».
وكلّف سموه، الذي ترأس امس اجتماعا استثنائيا لمجلس الوزراء، رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بنقل هذه الرسالة الى النواب، وقد نقلها فعلا عبر وسائل الاعلام بسبب اضطراره للمغادرة في مهمة رسمية الى تركيا.
وفي ضوء هذه التوجهات، ازال منظمو ندوة النائب جمعان الحربش في منطقة الصليبخات امس، الشاشات التلفزيونية والكراسي من مكان انعقاد الندوة التي اقيمت دعما للنائب فيصل المسلم.
لكن مع بدء الندوة وسط اجراءات امنية مشددة، تطاول المتحدثون على رجال الامن، كما اعتبروا ان الكويت اختطفت، واكدوا رفضهم لاجراءات وزارة الداخلية الرافضة وجود اي تجمهر خارج الديوانية.
وتجمع نحو 50 شخصا في الباحة الخارجية لمنزل النائب الحربش، وتقدم اليهم قياديو الداخلية، طالبين منهم الالتزام بالقانون ودخول الديوانية، لكنهم رفضوا، فعلا الصراخ، حينها خرج النواب وهم: مسلم البراك ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش، ودخلوا في جدال مع قيادات الامن ، وحصلت بعدها حالة من الهرج والمرج، فما كان من رجال الامن الا إمهالهم 15 دقيقة لتنفيذ القانون، وبعد انقضاء المهلة، اصر الجمهور على البقاء في الخارج، فاقتحمت القوات الخاصة المكان واستخدمت العنف لتطبيق القانون، وقد اصيب في الاقتحام الذي نفذته القوات الخاصة النواب وليد الطبطبائي وعبدالرحمن العنجري، وجمعان الحربش وفالح الصواغ، اضافة الى المحامي عيد الوسمي و9 آخرين، بينهم حدث صدمته سيارة شرطة اثناء هروبه من الموقع، وبعد هذا الاقتحام دخلت كل المجاميع الديوانية، بينما غادر البعض، فيما منعت قوات الامن آخرين من الوصول الى مقر الندوة.
وبينما عملت قوات الامن على اخراج المتجمهرين من الديوانية، عقد النواب احمد السعدون وجمعان الحربش وصالح الملا ومحمد هايف ووليد الطبطبائي وضيف الله بورمية ومسلم البراك، وخالد السلطان ومبارك الوعلان وغيرهم اجتماعا، قرروا خلاله تقديم استجواب الى سمو رئيس الوزراء على خلفية ما حصل، على ان يُقدَّم الاستجواب الساعة 12 ظهر اليوم.
كيف بدأت المواجهة؟
حرص المنظمون قبل عدة ساعات من انعقاد الندوة على ازالة كل الكراسي والشاشات التلفزيونية من الباحة الخارجية للمنزل، ولكن تم ذلك مع تدفق قوات الامن التي حاصرت المنطقة والمكان تحسبا لأي انتهاك للقانون في ظل معلومات وردت لاجهزة الامن تفيد بأن بعض الحضور سوف يثيرون المشاكل.
انطلاق الندوة
وما ان انطلقت الندوة بعد صلاة العشاء، وبدأ ممثلو قوى 11/11 الحديث بتوجيه انتقادات لاذعة لرجال الامن، عكست نبرة تحد واضحة لفرض هيبة القانون، وما هي الا دقائق حتى تصاعدت نبرة الخطباء ووصل الى مرحلة الحديث عن اختطاف الدولة وان الكويت تغيرت، وغيرها من العبارات التي تمس هيبة الدولة، كما انتقد النواب الوجود الكثيف لقوات الامن، ومؤكدين «ان كثرة قوات الامن لن ترهبنا». وبعدها بدأ بعض الحضور يتجمعون في الخارج في مخالفة واضحة لاجراءات انعقاد الندوات، وهنا تدخل رجال الامن وطلبوا منهم الالتزام بالقانون والدخول الى الديوانية، وتكرر ذلك عدة مرات وسط رفض وتصميم المتجمهرين على البقاء في الخارج، ومع اصرار قوات الامن على تطبيق القانون زاد اصرار المتجمهرين على البقاء في الخارج، مما دفع النواب مسلم البراك وجمعان الحربش والصواغ والعنجري والطبطبائي الى الخروج للتفاوض مع رجال الامن.
هرج ومرج
حين ذلك حدثت حالة من الهرج والمرج الامر الذي دفع قيادات الامن الى امهال المتجمهرين والنواب مدة 15 دقيقة لتنفيذ القانون ودخول الديوانية.
ومع انقضاء المهلة الاخيرة اطبقت القوات الخاصة بقوة على المتجمهرين مما ادى الى اصابة 14 شخصا، بينهم النواب الطبطبائي والصواغ والعنجري والحربش.
فوضى
وما هي إلا دقائق حتى حدثت حالة من الفوضى في المكان «وخرست الميكروفونات»، وبعدها لم يتوقف الامر عند هذا الحد، اذ دخل الوكيل المساعد لشؤون الامن العام في وزارة الداخلية اللواء خليل الشمالي بمفاوضات اصر خلالها على النواب تسليم بعض المواطنين الذين تصدوا لرجال الامن، واعتدوا عليهم، لكن النواب طالبوا في المقابل بضرورة اخلاء الجميع للمكان بما فيهم الذين تعرضوا لرجال الامن، وهذا امر رفضه الشمالي.
وبعدها تم الاتفاق على اخراج الجمهور المتواجد داخل منزل الحربش على شكل مجموعات من 10 أشخاص لمنع الاحتكاك مع رجال الامن.
الأحداث في سطور
ــ صباحا: المنظمون يتمون استعداداتهم للندوة وينصبون شاشة ويضعون كراسي خارج المنزل.
ــ 12 ظهرا: القيادات الأمنية تطلب من المنظمين إزالة الشاشة ولوحات ارشادية حملت اسم الندوة والكراسي الخارجية، والمنظمون يمتثلون.
ــ 7 مساء: انطلاق الندوة بكلمة حماسية للحربش، بينما القيادات الامنية تبدأ الطلب من الجمهور عدم التجمع خارج المنزل.
7.15: توالي كلمات المشاركين، وسط مفاوضات لفض التجمع خارج المنزل بشكل سلمي.
7.20: النائبان الحربش والطبطبائي يجلسان في الحديقة ويطلبان من الجمهور الجلوس معهما.
7.25: توجه اللواء الشمالي واللواء حمادة برفقة قوة امنية الى الحديقة، وطلبا من المتجمهرين الدخول الى المنزل او الديوانية المجاورة، عندها تدخل الحربش وشرع في مفاوضة اللواءين.
7.30: اللواء الشمالي طلب من الحربش ادخال المتجمهرين الى المنزل، وامهلهم 15 دقيقة للامتثال، وسحب قوات الامن العام من حديقة المنزل.
7.45: وصلت قوات مكافحة الشغب التابعة للقوات الخاصة وشكلت قوة الهجوم التي اقتحمت الحديقة بعد رفض المتجمهرين الامتثال، واجبرتهم على الدخول الى المنزل او الابتعاد، واعتقلت 9 اشخاص واصابت عددا آخر.
9.40: القوات الامنية تبدأ الانسحاب بعد ان اخلى النواب منزل الحربش وفض التجمهر.
نقل الطبطبائي بسيارة إسعاف
عند التاسعة والربع نُقل النائب وليد الطبطبائي بسيارة اسعاف الى المستشفى لتلقي العلاج، بعد تعرضه للضرب من قبل قوات الامن، التي طبّقت القانون.
ديوانية شاغرة
طلب رجال الامن من المتجمهرين خارج ديوانية الحربش، دخول ديوانية اخرى شاغرة، مجاورة لديوانية الندوة، لكنهم لم يستجيبوا.
التنازل عن الكرسي
النائب مبارك الوعلان قال «لقد استذكرنا تدريبات القوات الخاصة، ولم نكن نعرف ان الحكومة تجهز لضرب الشعب الكويتي». وخاطب الحكومة قائلا: ان هذا الشعب لا يستحق التهديد بــ «المزمجرات»، مستغربا ان اول رسالة وجهتها الحكومة في بيانها امس الاول تتعلق بالجويهل، بينما تتجاهل دائما حبس الكتاب واصحاب الرأي وغيرهم ممن تنتهك حقوقهم.
وأشار الى ان الحكومة فقدت حصافتها السياسية، وتحاول الزج بالقوات الخاصة، وهي اول من انقلب على الدستور، ولا تستحق البقاء في مكانها. وتابع الوعلان: لا بد من الخروج بخطوة عملية، وان تطلب الامر التنازل عن الكرسي.
انصراف القوات الخاصة
انصرفت القوات الخاصة من الموقع عند العاشرة مساء امس، وظلت بعض الدوريات الامنية متواجدة امام ديوانية النائب جمعان الحربش.
والمواطنون انصرفوا بعد هجوم القوات الخاصة الى مكان بعيد عن موقع الندوة، وبعد ذلك غادروا المكان الى بيوتهم، وخلا المكان من المواطنين تماما عند الحادية عشرة مساء.
إصابة صحافيين
أصيب عدد من الصحافيين اثناء هجوم رجال القوات الخاصة على المتجمهرين، وفقد صحفي - في جريدة يومية زميلة - الوعي ونزفت الدماء بغزارة من جسده، ونُقل الى المستشفى لتلقي العلاج.
التدافع السبب
أشار عدد من حضور الندوة الى ان الاصابات التي حدثت للمواطنين، كان اغلبها بسبب التدافع، وحالة الهرج والمرج التي حدثت لدى تدخل قوات الامن.
3 سريّات
قدّر البعض عدد قوات الامن التي انتشرت في منطقة الصليبخات التي اقيمت فيها الندوة بـ 3 سريات كانت موجودة داخل المنطقة وحولها.
ضبط وإحضار
علمت القبس من مصدر امني مطلع ان النيابة العامة أصدرت قرارا بضبط واحضار المواطن عبيد الوسمي بتهمة التعدي بالسب ضد رجال الامن والقوات الخاصة.
الحالة الصحية للمصابين
1 ــ النائب وليد الطبطبائي: جزع في يده وكدمات في الظهر والذراعين.
2 ــ الصحافي محمد سندان: إصابة بالغة في الرأس وتحت العينين.
3 ــ عبدالله الحربش: كدمات في الظهر وجرح تحت العينين وإصابات متفرقة في جسده.
4 ــ منصور السبيعي: كدمات في الظهر وكدمات في الذراعين.
شيء.. «ما شفتوه»!
حذر وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن العام اللواء خليل الشمالي المتجمهرين وطالبهم بالانصراف، وقال لهم في مكبر الصوت «ان لم تنصرفوا فسترون شيئا طول عمركم ما شفتوه»، فلم ينصرف أحد من المتواجدين، وهنا هاجمتهم القوات الخاصة.
كلبشة وتعصيب عيون
قام رجال الامن بــ «كلبشة» واحد من الجمهور، وعصبوا عينيه واخذوه الى الدورية.
تحذير من تعليق الدستور
حذر أمين عام المنبر الديموقراطي عبدالله النيباري من ان ما حدث يكشف عن نية الحكومة، وحذر من اللجوء الى تعليق الدستور.
كلمة السعدون لم تكتمل
أثناء إلقاء النائب أحمد السعدون ساد الهرج والمرج في المكان، وحدث الهجوم من قبل القوات الخاصة على المتجمهرين وسقط الميكروفون من أمامه.
السعدون: ما حدث سيتكرر
قال النائب أحمد السعدون، اننا نريد توجيه رسالة الى كل الشعب الكويتي بأن النواب الشرفاء لن يسكتوا على انتهاك الدستور، وسنتخذ موقفا ضد المعتدين على مكتسبات الشعب.
واضاف: ان ما حدث اليوم في ديوان الحربش مجرد رسالة ستتكرر اكثر من مرة، ولن نسكت وسنبين لكل من يريد الشر لهذا البلد ان هناك مدافعين عن الحقوق، وهناك حماة للدستور ودولة القانون. واردف بالقول «لدينا رسالة ايضا نوجهها الى رجال الامن بأننا لن نخاف في الحق لومة لائم